تعتبر أسماء الله الحسنى من أهم الموضوعات في مجال العقيدة الإسلامية، حيث تعكس صفات الله العظيمة وتبرز جلاله وكماله، في هذا المقال نستعرض مجموعة من هذه الأسماء التي تبدأ من حرف الميم إلى الهاء، مثل المعيد والمغني والمهيمن والودود والهادي، مما يعكس عمق العلاقة بين الخالق وعباده، من خلال فهم هذه الأسماء يتجلى معنى الأمن والعطاء ويُعزز ارتباط العباد بخالقهم.
1ـ المعيد
قال الله تعالى: إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ[1]، المعيد مأخوذ من الإعادة بمعنى إرجاع الشيء إلى ما كان عليه، والله معيد؛ لأنّه يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، ثمّ يعيدهم بعد الممات إلى الحياة، والأشياء كلّها من الله بدأت وإليه تعود.
قال الله تعالى: وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[2].
2ـ المغني
قال الله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[3]، وقال الله تعالى: يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ[4].
المغني مأخوذ من الغنى بمعنى الاكتفاء وإزالة الاحتياج، والله مغني؛ لأنّه يسدّ احتياجات الخلق، ويسوق إليهم أرزاقهم، ويعطيهم ما فيه الكفاية لهم وفق ما تقتضيه حكمته تعالى.
3ـ من أسماء الله المغيث
قال الله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ[5]، والمغيث اسم فاعل من الغوث بمعنى تفريج الكرب وإزالة الشدّة، والله مغيث؛ لأنّه يجيب إغاثة اللهفان والمضطر، وينقذه من لهفته وشدّته، وهو الذي ييسّر أمور العباد بعد وقوعهم في العسر والشدائد والكربات.
قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ[6].
4ـ المقتدر
قال الله تعالى: وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا[7]، المقتدر، أي: ذو القدرة التامّة والشمولية والكاملة، والمقتدر أبلغ من القادر والقدير؛ لأنّه يقتضي الإطلاق، والله تعالى مقتدر؛ لأنّه قادر على كلّ شيء بصورة تامّة وشمولية وكاملة.
5ـ المقدِّم
قال رسول الله (ص): اللهم أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر[8]، والمقدِّم مأخوذ من التقديم، وهو يقع في الأزمنة والأمكنة والمنازل المعنوية. والله مقدِّم؛ لأنّه يقدّم ما ومن يشاء بحكمته، ومثال ذلك أنّه يقدّم أولياءه فيقرّبهم إليه ويهديهم إلى معرفته.
6ـ المقسِط
قال الله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ[9]، والمقسط هو الذي ينتصف للمظلوم من الظالم، والله مقسِط، أي: يعدل بين الخلائق فيما يجري بينهم من تظلّم.
7ـ من أسماء الله المقيت
قال الله تعالى: وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا[10].
معاني المقيت
1ـ الحافظ الرقيب.
2ـ خالق الأقوات.
3- المستولى والقادر على كلّ شيء، فيكون معنى كونه تعالى :مقيتاً:، أي: مطّلعاً وقادراً.
8ـ المَلِك
قال الله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ…[11]، وقال الله تعالى: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ[12].
المِلك: هو المتصرّف بالأمر والنهي في عباده، والحاكم الذي يرجع إليه تكليف العباد، وهذا يرجع إلى كمال قدرة الله تعالى على تصرّفه بالممكنات، والله مَلِك؛ لأنّه يأمر وينهى ويكرم ويهين ويثيب ويعاقب ويعطي ويمنع ويعزّ ويذل.
9ـ المميت
قال الله تعالى: لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ[13]، وقال الله تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[14].
والله مميت؛ لأنّه يقوم بفعل الموت، وهو الذي يسلب الحياة من الكائنات الحيّة ويُحدِث الموت فيها.
10ـ المنّان
قال الله تعالى: اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ[15]، المنّان يعني المعطي المنعم، والله منّان؛ لأنّه أعطى فأحسن العطاء، وأنعم فأجزل النعم.
قال الله تعالى: وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا[16].
11ـ من أسماء الله المنتقم
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ[17]، وقال الله تعالى: إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ[18].
الانتقام السائد بين الناس يعني :أن تذيق غيرك من الشرّ ما يعادل ما أذاقك منه أو تزيد عليه، والداعي إلى الانتقام ـ بصورة عامّة ـ هو التشفّي، وبما أنّ الله منزّه عن لحوق الشرّ به، ومنزّه عن التشفّي، فيكون معنى انتقامه أن يذيق المجرمين من الشرّ بمقدار ما يقتضيه العدل والحكمة.
تنبيه: لا ينتقم الله من العتاة والعصاة والطغاة إلاّ بعد الإعذار والإنذار وإتمام الحجّة، ولا يكون انتقامه تعالى إلاّ بعد إصرار هؤلاء على المخالفة وعدم الارتداع عن المعصية.
12ـ المهيمن
قال الله تعالى: لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ… الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ…[19]، المهيمن مأخوذ من الهيمنة بمعنى الاستيلاء والإحاطة.
ويتضمّن هذا الاستيلاء والإحاطة اتّصاف المهيمن بوصفين آخرين، وهما:
1- الشاهد؛ لأنّ من يستولي ويشرف على شيء يكون عالماً بجزئياته، وتكون له الإحاطة الكاملة به، فتكون له المشاهدة الكاملة له.
2- الحافظ، ولهذا يقال: هيمن الطائر، إذا نشر جناحيه على فرخه صيانة له، ومن هنا يكون معنى المهيمن: الحفظ والمراقبة.
تنبيه: المهيمن ـ في الأصل ـ مشتقّ من أمن، ثمّ قلبت الهمزة إلى الهاء، فالمهيمن أصله المؤيمن، أي: موجد الأمن والأمان وذلك عن طريق الإحاطة به من أجل حفظه من الخطورات المتّجهة إليه من الخارج.
13ـ المولى
قال الله تعالى: أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ[20]، وقال الله تعالى: ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ[21].
معاني المولى
1- الناصر، والله مولى الذين آمنوا، أي: يتولّى نصرهم على أعدائهم، ويعينهم في المواقف الشديدة والصعبة.
2- الأولى، والله هو المولى، أي: هو الأولى بالعباد من أنفسهم، وهو الذي يتولّى إصلاح شؤونهم، وينبغي للعباد الخضوع لأوامره والاجتناب عن نواهيه.
14ـ الناصر ـ النصير
قال الله تعالى: بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ[22]، وقال الله تعالى: وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا[23].
الناصر مأخوذ من النصرة بمعنى الإعانة، والنصير مبالغة في النصر، والله هو الناصر، أي: هو المعين.
15ـ النافع
قال الله تعالى: قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا[24]، والله هو النافع، أي: هو الذي يصدر منه النفع، من قبيل: العطاء والزيادة في الأموال والأنفس والثمرات.
16ـ من أسماء الله النور
قال الله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ[25].
معاني الله نور
1- الهادي، أي: إنّ الناس يهتدون بالله في مصالحهم كما يهتدون بالنور والضياء في مسالكهم.
قال الإمام علي بن موسى الرضا (ع) حول قول الله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ: هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض[26].
2ـ الظاهر بذاته والمُظهر لغيره.
توضيح ذلك: العين الباصرة في الإنسان لا يمكنها رؤية الأشياء إلاّ عن طريق الاستعانة بالنور الذي يظهر لها الأشياء، وأمّا النور نفسه فلا تحتاج العين إلى شيء تستعين به لرؤيته؛ لأنّه ظاهر بذاته، ولا يحتاج في ظهوره إلى شيء آخر، فاستعير هذا المصطلح النور لله تعالى ليدلّ على هذه الحقيقة بأنّه تعالى ظاهر بذاته ومُظهر لغيره.
قال الإمام الحسين (ع) في دعائه بمنطقة عرفة: أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المُظهِر لك[27].
تنبيه: لا يجوز التوهّم بأنّ الله كالنور الحسيّ؛ لأنّ النور الحسيّ تُضاده الظلمة وتزيله، ولكن الله منزّه عن الضدّ أو النِدّ.
17ـ الواجد
قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): اللّهم إنّي أسألك باسمك… وأنت الله الماجد الواجد…[28].
معاني الواجد
1ـ الغني، وهو في مقابل الفاقد، والله هو الواجد، أي: الغني الذي لا يفتقر إلى شيء في تحقّق مراده؛ لأنّ كلّ شيء حاضر لديه ومملوك له، ولا يضل عنه شيء ولا يفوته شيء.
2ـ العالم، إذا كان :الواجد: مأخوذاً من الوجدان، ومنه قول الله تعالى: وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ[29]، أي: علمه.
18ـ الواحد
قال الله تعالى: وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ[30]، وقال الله تعالى: لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ[31]، وقال الله تعالى: أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ[32]، وقال الله تعالى: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ[33].
معاني الواحد
1ـ واحد بمعنى نفي الكثرة العددية.
2ـ الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.
3ـ المنفرد بالذات، لا يشابهه أحد.
قال الإمام علي بن موسى الرضا (ع): الإنسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى، والله جلّ جلاله هو واحد لا واحد غيره، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان …[34].
19ـ الوارث
قال الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ[35]، وقال الله تعالى: وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ[36].
الوارث هو الذي ترجع إليه الممتلكات بعد فناء مالكها، والله تعالى هو الوارث، لأنّه الباقي الوحيد الذي ترجع إليه جميع الممتلكات بعد فناء مالكيها.
20ـ من أسماء الله الواسع
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[37].
معاني الواسع
1ـ الغني، ويقال: فلان يعطي مِن سعة، أي: من غنى.
2ـ الاتّساع والشمولية في العلم والمعرفة، فيكون معنى الواسع: المحيط بجميع المعلومات.
3ـ الاتّساع والشمولية في العطاء والإحسان، فيكون معنى الواسع: الجواد الذي عمّت نعمته كلّ بر وفاجر، ووسع رزقه جميع خلقه سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين.
4ـ الاتّساع والشمولية في القدرة، فيكون معنى الواسع الذي لا يعجزه شيء.
5ـ الإتّساع والشمولية في صفات الله تعالى وعظمتها.
21ـ الوافي ـ الوفي
قال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ[38]، وقال الله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ[39].
الوافي، أي: الموفي، ومعناه لا يعجزه جزاء المحسنين، ولا يمنعه مانع من بلوغ تمامه، ولا تلجئه ضرورة إلى النقص من مقداره.
22ـ الوالي
قال الله تعالى: وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ[40]، والوالي مشتق من الولاية، بمعنى: التصرّف والتدبير، والله تعالى والينا، أي: المتصرّف بتدبير أمرنا.
23ـ الوتر
قال الإمام محمّد الباقر (ع): إنّ الله وتر يحب الوتر[41]، والوتر يعني الفرد، والله تعالى وتر؛ لأنّه الوحيد الذي يستحق العبادة، ولا يحقّ لأحد أن يضم إليه غيره في العبادة بحيث يجعل مع الله شفعاً، بل الله تعالى هو الوحيد والوتر في استحقاق العبادة.
24ـ الودود
قال الله تعالى: إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ[42]، وقال الله تعالى: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ[43]، الودود مأخوذ من الود بمعنى الحبّ.
معاني الودود
1- المحِب، أي: يحب الله جميع العباد، ولهذا يريد لهم الخير ويمهّد لهم السبيل للتكامل، ويبعث إليهم الرسل والأنبياء من أجل هدايتهم وإرشادهم إلى الصراط المستقيم، ويحبّ الله ـ أكثر من ذلك ـ عباده الصالحين نتيجة التزامهم بطاعته وعبادته، ولهذا يرفع الله درجات هؤلاء ويجعلهم من أهل القربى عنده.
2- المحبوب، أي: إنّ الله هو المحبوب الذي يستحق أن يحب لذاته ولصفاته ولأفعاله ولكلّ ما يصدر منه تعالى، ولهذا يحبه الأولياء والمؤمنون وينجذبون إليه نتيجة علمهم بأنّه المصدر الوحيد لنيل الخير والسعادة والفلاح.
25ـ من أسماء الله الوكيل
قال الله تعالى: وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ[44]، وقال الله تعالى: وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا[45].
معاني الوكيل
1ـ المتولّي لأمور العباد والقائم بتدبير شؤونهم.
2ـ الملجأ أو المعتمد.
26ـ الولي
قال الله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا[46]، وقال الله تعالى: وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا[47].
معاني الولي
1ـ مالك التدبير، والمتكفّل بأمور الخلائق كلّها.
2ـ الناصر أولياءه على أعدائه.
3ـ المحبّ.
27ـ الوهّاب
قال الله تعالى: إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ[48]، والوهاب صيغة مبالغة من الواهب، وهي مشتقة من الهبة، معناها العطية من دون عوض، والله وهاب، أي: كثير الإعطاء من غير عوض، والمتفضّل بالعطايا المنعم بها لا عن استحقاق عليه.
28ـ من أسماء الله الهادي
قال الله تعالى: رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ[49]، وقال الله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[50]، والهادي مأخوذ من الهداية، وهي ـ في اللغة ـ تعني الدلالة والإرشاد وبيان الطريق.
أقسام الهداية الإلهية
1- الهداية التكوينية: وهي أنّ الله أودع في ذات كلّ موجود ما يهديه إلى الغاية التي من أجلها خلقه تعالى.
2- الهداية التشريعية: وهي عبارة عن إرشاد الله العباد المكلّفين إلى الحق عن طريق إرساله الرسل والأنبياء، وإنزاله الشرائع والكتب السماوية.
3- الهداية الخاصّة: وهي عبارة عن التوفيق والمعونة والتسديد الإلهي للعباد المستحقين، ومنحهم المزيد من الثبات في طريق الحق.
الاستنساخ
أن المقالة تستعرض مجموعة من أسماء الله الحسنى ومعانيها، موضحة صفات الله العظيمة وتأثيرها في حياة البشر، يبدأ الحديث عن المعيد الذي يعبر عن قدرة الله على الإحياء والإعادة، ويستعرض أسماء مثل المغني والمغيث اللتين تعكسان عطاء الله ورحمته الواسعة، كما تتناول المقالة المقتدر والمقيت والملك، مما يبرز كمال قدرة الله على التصرف في شؤون الخلق، بالإضافة إلى ذلك تُظهر صفات مثل المهيمن والودود العلاقة العميقة والمُتينة بين الله وعباده.
الهوامش
[1] البروج، 13.
[2] البقرة، 28.
[3] النور، 32.
[4] التوبة، 28.
[5] الأنفال، 9.
[6] الشورى، 28.
[7] الكهف، 45.
[8] الكليني، الكافي، ج2، باب الدعاء في أدبار الصلوات، ح6، ص548.
[9] آل عمران، 18.
[10] النساء، 85.
[11] الحشر، 23.
[12] طه، 114.
[13] الأعراف، 158.
[14] البقرة، 28.
[15] إبراهيم، 11.
[16] إبراهيم، 34.
[17] إبراهيم، 47.
[18] السجدة، 22.
[19] الحشر، 23.
[20] الأنفال، 40.
[21] محمّد، 11.
[22] آل عمران، 150.
[23] النساء، 45.
[24] الفتح، 11.
[25] النور، 35.
[26] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح4، ص115.
[27] المجلسي، بحار الأنوار، ج67، باب 4، ذيل ح5، ص142.
[28] المجلسي، بحار الأنوار، ج90، كتاب الصلاة، باب 6، ح9، ص44.
[29] النور، 39.
[30] البقرة، 163.
[31] النحل، 51.
[32] يوسف، 39.
[33] المائدة، 73.
[34] الكليني، الكافي، كتاب التوحيد، باب آخر من الباب الأوّل، ح1، ص119.
[35] مريم، 40.
[36] الحجر، 23.
[37] البقرة، 115.
[38] البقرة، 40.
[39] آل عمران، 57.
[40] الرعد، 11.
[41] الكليني، الكافي، ج3، كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء، ح4، ص25.
[42] هود، 90.
[43] البروج، 14.
[44] الأنعام، 102.
[45] النساء، 132.
[46] البقرة، 257.
[47] النساء، 45.
[48] ص، 35.
[49] طه، 50.
[50] الحج، 54.
مصادر البحث
1ـ القرآن الكريم.
2ـ الكليني، محمّد، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1388 ش.
3ـ المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسّسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1403 ه.
مصدر المقالة (مع تصرف)
الحسون، علاء، التوحيد عند مذهب أهل البيت (ع)، قم، مركز بحوث الحج، الطبعة الأُولى، 1432ه.