في عالم الذر اختار البعض العبودية بكل لوازمها ، واختار آخرون الجحود بكل لوازمه .
فما الذي دعاهم لهذا الاختيار ؟ أي ما هو المُرجَّح في هذا الاختيار رغم أن الجميع كانوا بنفس الظروف حينها ؟ ولا يمكن فرض الجبر لأنه خلاف العدل الإلهي .
الجواب:
هذا السؤال أشبه بسؤال آخر يقول : لو فرض أنا وضعنا قطعة من الذهب ، وقطعة من ألماس ، وقطعة من الرصاص ، في ظروف معينة ومتساوية ، ومن دون أي اختلاف ، نجد بالرغم من ذلك اختلافاً في الآثار ، لماذا ذلك بالرغم من وحدة الظروف ؟
إنه لا لشيء سوى أن اختلاف ذات المعدن في نفسه هو الذي يستدعي اختلاف الآثار ، وإلا فقد فرض أن الظروف واحدة ومتساوية .
وهذا نفسه يأتي في أفراد الإنسان ، فإن الاختلاف بينهم في عالم الذر ونحوه لم ينشأ من اختلاف الظروف والأمور الأخرى ، بل هو ناشئ من اختلافات ذاتية أشبه باختلاف المعادن .
ومن هنا جاءت أحاديث كثيرة تؤكد هذه الحقيقة : ( وَإنَّ الناسَ مَعادنٌ كمعادن الذَّهَب والفِضَّة ) .
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة