- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 6 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق

نبذة مختصرة عن حياة العالم السيد أبو القاسم الخوئي ، أحد مراجع النجف ، باني مجمّع سكني لطلبة العلوم الدينية باسم مدينة العلم في قم ، مؤلّف كتاب «معجم رجال الحديث» .
اسمه ونسبه(1)
السيّد أبو القاسم ابن السيّد علي أكبر ابن السيّد مير هاشم الموسوي الخوئي.
والده
السيّد علي أكبر، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم ورع، وفاضل جليل»(2).
ولادته
ولد في الخامس عشر من رجب 1317ﻫ في مدينة خوي ـ التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية ـ بإيران.
دراسته وتدريسه
بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى النجف عام 1330ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
من أساتذته
الميرزا النائيني، الشيخ الكُمباني، شيخ الشريعة الإصفهاني، الشيخ ضياء الدين العراقي، والده السيّد علي أكبر، الشيخ محمّد جواد البلاغي، الشيخ مهدي المازندراني، السيّد حسين البادكوبي، السيّد أبو القاسم الخونساري، السيّد علي القاضي، السيّد عبد الغفّار المازندراني.
من تلامذته
السيّد علي السيستاني، الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، الشيخ حسين الوحيد الخراساني، السيّد محمّد سعيد الحكيم، السيّد محمّد تقي الحكيم، الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي، الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم، الشيخ محمّد تقي الجعفري، الشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري، الشيخ محمّد إسحاق الفياض، الشهيد الميرزا علي الغروي، الشهيد الشيخ محمّد تقي الجواهري، السيّد أبو القاسم الكوكبي، الميرزا جواد التبريزي، السيّد أحمد المستنبط، السيّد محمّد الروحاني، الميرزا علي الفلسفي، السيّد محمّد مهدي الخرسان، السيّد تقي القمّي، الشيخ محمّد آصف المحسني، السيّد إبراهيم الأمين، السيّد عبد الرزاق المقرّم، الشيخ سلمان الخاقاني، الشهيد السيّد أسد الله المدني، الشهيد السيّد محمّد طاهر الحيدري، الشهيد السيّد مصطفى الخميني، نجله السيّد محمّد تقي، الشهيد السيّد محمّد تقي الجلالي، الشهيد السيّد مرتضى الخلخالي، الشهيد السيّد محمّد رضا الخلخالي.
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال السيّد أبو الحسن الإصفهاني في إجازة الاجتهاد له: «وبعد، فإنّ جناب العالم العلّام ومصباح الظلام، المحقّق المدقّق، صاحب القريحة القويمة والسليقة المستقيمة، ولدنا الأعز السيّد أبو القاسم الخوئي أدام الله تعالى تأييده وتسديده، ممّن صرف عمره في تحصيل العلوم الشرعية وتنقيح مبانيها النظرية، حضر على جماعة من الأعلام فاحصاً باحثاً مجدّاً مجتهداً حتّى صار بحمد الله تعالى من العلماء الأعيان، ومَن يُشار إليه بالبنان، وقد بلغ مرتبة سامية من الاجتهاد، ودرجة عالية من الرشاد والسداد، فليحمد الله تعالى على ما أعطاه من النعم العظام، وليشكره على ما أولاه من الفضل والإنعام»(3).
2ـ قال أُستاذه الشيخ الكُمباني في إجازة الاجتهاد له: «وبعد، فإنّ السيّد السند، والمولى المعتمد، عماد العلماء الأعلام، وسناد الفقهاء الكرام، وملاذ الأنام، وثقة الإسلام، التقي النقي، والمهذّب الصفي، جناب السيّد أبو القاسم الخوئي النجفي دامت تأييداته وإفاداته، قد حضر على غير واحد من الأعيان، وعليّ شطراً وافياً من الزمان، لتحقيق المباحث العلمية من العقلية والنقلية، وتنقيح القواعد الأُصولية والمباني الفقهية، متأدّباً بالآداب الدينية، متخلّقاً بالأخلاق الإلهية، حتّى فاز وله الحمد بالمراد، وحاز درجة الاجتهاد، وبلغ من المراتب العلمية أعلاها، ومن المقامات السنية اسناها، فله دام علاه التصدّي لاستنباط الأحكام الشرعية، فإنّه خبير بمداركها، بصير بمسالكها، كما أنّه له التصدّي لوظائف الفقيه…»(4).
3ـ قال أُستاذه الميرزا النائيني في تقريظه لتقريراته لأبحاثه: «فإنّ قرّة عيني، العالم العامل، والفاضل الكامل، عماد الأعلام، وثقة الإسلام، صاحب القريحة القويمة، والسليقة المستقيمة، والنظر الصائب، والفكر الثاقب، المؤيّد المسدّد، والنقي الزكي، جناب الآغا…»(5).
4ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «وهو اليوم من مشاهير المدرّسين في النجف، وحلقته تمتدّ بالعشرات»(6).
5ـ قال الشيخ علي الهمداني: «لم أرَ بعد وفاة الشيخ النائيني أحداً مثل السيّد الخوئي متمكّناً من المادّة الدراسية، بحيث أنّه كان يُلقي الدرس بأكمله باللغة العربية الفصيحة».
6ـ قال السيّد محمّد رضا الكلبايكاني: «كان السيّد الخوئي شمساً مضيئة على العالم الإسلامي في الفقاهة على مدى خمسين عاماً».
7ـ قال السيّد الخامنئي في بيان تعزيته: «تلقّينا بأسى وأسف شديدين نبأ وفاة العالم الجليل القدر، والفقيه الكبير، سماحة آية الله العظمى الحاج السيّد أبو القاسم… كان أحد مراجع الدين الكبار في هذا العصر، ويُعتبر من الأساتذة الممتازين في تدريس العلوم الدينية السائدة في الحوزات العلمية… فهو فقيه كبير، وأُصولي عميق، ومفسّر لامع، ورجالي صاحب منهج، ومتكلّم بارع…»(7).
8ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه أُصولي كبير، ومجتهد محقّق نحرير، وعالم مدقّق، ومن كبار مراجع التقليد، وأساتذة الفقه والأُصول، وفي طليعة الزعماء الدينيّين… لذلك يعتبر اليوم سيّدنا الحجّة المدرّس والمعلّم الأوّل، والمربّي الفذ للحوزة العلمية، وهو اليوم زعيم الحوزة العلمية النجفية من دون منازع، والمرجع الأعلى للطائفة بحق، وأُستاذ الفقهاء والمجتهدين»(8).
من نشاطاته
1ـ تأسيس مؤسّسة الإمام الخوئي الخيرية بلندن، وفروعها في نيويورك، وفي لوس آنجلس، وفي ديترويت، وفي باريس، وفي مونترال بكندا، وفي مدينة خوي بإيران.
2ـ إنشاء مكتبة عامّة في النجف، وفي قم، وفي مشهد.
3ـ إنشاء مجمّع سكني لطلبة العلوم الدينية باسم مدينة العلم في قم.
4ـ إنشاء مستشفى الخوئي الخيرية في مدينة خوي بإيران.
5ـ إنشاء مدرسة الخوئي لطلبة العلوم الدينية بمشهد.
6ـ إنشاء مدرسة دار العلم بالنجف، وبعاصمة بانكوك.
7ـ إنشاء جامعة الکوثر للدراسات الدینیة والعلوم الإنسانیة في إسلام آباد بباكستان.
8ـ إنشاء مبرّة الإمام الخوئي في بیروت.
9ـ إقامته صلاة الجماعة في الجامع الخضراء بالنجف.
من أولاده
1ـ السيّد جمال الدين، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني: «عالم فاضل متتبّع بليغ محقّق أديب… واشتغل بالتدريس والبحث»(9).
2ـ الشهيد السيّد محمّد تقي، كان فاضلاً وأُستاذاً في حوزة النجف، وأميناً عامّاً لمؤسّسة الإمام الخوئي الخيرية، مؤلّفاً، صاحب كتاب الشروط والالتزامات التبعية في العقود (مجلّدان).
3ـ الشهيد السيّد عبد المجيد، كان فاضلاً، وأميناً عامّاً لمؤسّسة الإمام الخوئي الخيرية بعد استشهاد أخيه السيّد محمّد تقي.
من أصهاره
1ـ السيّد نصر الله المستنبط، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني: «مجتهد محقّق مدقّق عالم كامل جليل ورع، طيّب الحديث، حلو المعشر، من أساتذة الفقه والأُصول، كثير البحث والتدقيق، وحسن البيان، محمود السيرة، من ذوي الخبرة والبصيرة، ضابط في العلوم العقلية والنقلية»(10).
2ـ الشيخ جعفر ابن الميرزا علي النائيني، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من العلماء الأفاضل، وأجلّاء العاملين الكاملين، والمشتغلين في حقلي الفقه والأُصول، عذب الحديث، طيّب الضمير، حسن الأخلاق، متواضع صالح»(11).
3ـ الشهيد السيّد محمود السيّد عباس الميلاني، فاضل، أحد أساتذة حوزة النجف.
من مؤلّفاته
معجم رجال الحديث (24 مجلّداً)، أجود التقريرات (تقرير درس الميرزا النائيني في الأُصول) (مجلّدان)، منهاج الصالحين (رسالته العملية) (مجلّدان)، مباني تكملة منهاج الصالحين (مجلّدان)، تكملة منهاج الصالحين، البيان في تفسير القرآن، فقه القرآن على المذاهب الخمسة، تعليقة على توضيح المسائل، تعليقة على المسائل الفقهية، تعليقة على العروة الوثقى، نفحات الإعجاز في إثبات القرآن، منتخب توضيح المسائل، رسالة في تعارض الاستصحابين، مستحدثات المسائل، رسالة في اللباس المشكوك، رسالة في البداء، رسالة في الخلافة، رسالة في قاعدة التجاوز، المسائل المنتخبة، مناسك الحج، منية السائل.
من تقريرات درسه
مستند العروة الوثقى للشهيد الشيخ مرتضى البروجردي (15 مجلّداً)، التنقيح في شرح العروة الوثقى للشهيد الميرزا علي الغروي (10 مجلّدات)، التنقيح في شرح المكاسب للشهيد الميرزا علي الغروي (5 مجلّدات)، معتمد العروة الوثقى للشهيد السيّد محمّد رضا الخلخالي (5 مجلّدات)، مصباح الفقاهة للشيخ محمّد علي التوحيدي التبريزي (5 مجلّدات)، محاضرات في أُصول الفقه للشيخ محمّد إسحاق الفياض (5 مجلّدات)، دراسات في علم الأُصول للسيّد علي الهاشمي الشاهرودي (4 مجلّدات)، الهداية في الأُصول للشيخ حسن الصافي الإصفهاني (4 مجلّدات)، مباني الاستنباط للسيّد أبو القاسم الكوكبي (4 مجلّدات)، غاية المأمول من علم الأُصول للشهيد الشيخ محمّد تقي الجواهري (مجلّدان)، القضاء والشهادات للشيخ محمّد الجواهري (مجلّدان)، المعتمد في شرح المناسك للشهيد السيّد محمّد رضا الخلخالي (مجلّدان)، مصباح الأُصول للسيّد محمّد سرور الواعظ الحسيني (مجلّدان)، مباني العروة الوثقى للسيّد محمّد تقي الخوئي (مجلّدان)، محاضرات في الفقه الجعفري والمعاملات للسيّد علي الهاشمي الشاهرودي، تحرير العروة الوثقى للشيخ قربان علي المحقّق الكابلي، الأمر بين الأمرين للشيخ محمّد تقي الجعفري، الدرر الغوالي في فروع العلم الإجمالي للشيخ رضا لطفي التبريزي، أحكام الرضاع في فقه الشيعة للشيخ محمّد تقي الإيرواني والسيّد محمّد مهدي الخلخالي، الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد للشيخ غلام رضا عرفانيان، رسالة في القطع والظن للسيّد محمّد حسين الطهراني، تقرير درس خارج أُصول الفقه للدكتور أبو القاسم الكرجي، البيان المسؤول في تقريرات الأُصول للشيخ أبي الفضل النجفي الخونساري، فقه العترة في زكاة الفطرة للسيّد محمّد تقي الجلالي.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثامن من صفر 1413ﻫ في النجف، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد علي السيستاني، ودُفن سرّاً بعد منتصف الليل ـ حسب أوامر أزلام النظام العراقي البائد ـ في حجرة 31 بالصحن الحيدري.
بيان تعزية السيّد السيستاني بمناسبة وفاته
«فُجع العالَم الإسلامي والحوزات العلمية بوفاة سيّدنا الأُستاذ، آية الله العظمى المغفور له السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي(قدس سره)، فقد فاضت روحه الزكية إلى بارئها بعد عمر حافل بالمنجزات العظيمة والعطاء الثر، قضاه في خدمة العلم والدين.
كان أعلى الله مقامه نموذج السلف الصالح بعبقريته الفذّة، ومواهبه الكثيرة، وملكاته الشريفة التي أهلّته لأن يُعدّ في الطليعة من علماء الإمامية، الذين كرّسوا حياتهم لنصرة الدين والمذهب.
كان رحمه الله قد نذر نفسه لخدمة العلم، وكان همّه التحقيق والتدقيق والبحث والتدريس، وقد رافقه التوفيق، وأعانته المشيئة الإلهية، فربّى أجيالاً من العلماء والفضلاء، الذين التفّوا حول منبره الشريف، ونهلوا من عذب فراته طول عقود من الزمن.
وقد ترك رحيله فراغاً واسعاً في الأُمّة الإسلامية، وخسر المسلمون بفقده خسارة كبيرة، وثُلم الدين بوفاته ثلمة عظمى، وقد طويت بموته تلك الراية العالية التي كانت تخفق على طلّاب العلم والدين، ويستظلّ بظلالها روّاد الفضل والحقيقة، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وبهذه المناسبة الأليمة أرفع أحر التعازي إلى ساحة إمامنا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى جميع إخواني المؤمنين أيّدهم الله تعالى، سائلاً المولى العليّ القدير أن يتغمّد الفقيد العظيم بواسع رحمته، ويحشره مع أجداده الطاهرين، ويجزيه عن الإسلام خير جزاء المحسنين، ويعوّض المسلمين بخسارتهم به، ويُلهم الجميع الصبر والسلوان، إنّه سميع مجيب»(12).
رثاؤه
رثاه السيّد عبد الأمير السيّد ناصر السلمان بقوله:
«يا أيُّها الطودُ المقدّسُ لم تزل ** عَلَماً نُردّدُ فضلَكَ الموهوبا
أأبا جمالٍ والمشاهدُ كلُّها ** وصفتكَ إن بدأ البيانُ نجيبا
ورعاً محمودَ الخصالِ ومصلحاً ** ورثت يداهُ من الثباتِ نصيبا
أنتَ الزعيمُ لحوزةِ العلمِ التي ** اتّخذتكَ في نجفِ الولاءِ حبيبا
الكلُّ يشهدُ أنتَ أكبرُ مرجعٍ ** منحَ العلومَ أباعداً وقريبا
المرجعيةُ بايعتكَ وأذعنت ** لكَ بالنبوغِ وليسَ ذاكَ غريبا»
الهوامش
1ـ اُنظر: سيرة وحياة الإمام الخوئي: 11، معارف الرجال 1 /285، مستدركات أعيان الشيعة 7 /15، فهرس التراث 2 /655.
2ـ طبقات أعلام الشيعة 16 /1609 رقم2149.
3ـ سيرة وحياة الإمام الخوئي.
4ـ عندي صورة الإجازة.
5ـ عندي صورة التقريظ.
6ـ طبقات أعلام الشيعة 13 /71 رقم164.
7ـ الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الخامنئي.
8ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 2 /532.
9ـ المصدر السابق 2 /533.
10ـ المصدر السابق 3 /1198.
11ـ المصدر السابق 3 /1263.
12ـ الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد السيستاني.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم السيد أبو القاسم الخوئي ، أحد مراجع النجف ، باني مجمّع سكني لطلبة العلوم الدينية باسم مدينة العلم في قم ، ولد في خوي ، توفي ودفن في النجف ، مؤلّف كتاب «معجم رجال الحديث» (24 مجلّداً).