- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة الفيلسوف العلامة الطباطبائي ، أحد علماء قم ، مؤلّف كتاب «الميزان في تفسير القرآن» .
اسمه ونسبه(1)
السيّد محمّد حسين ابن السيّد محمّد ابن السيّد محمّد حسين الطباطبائي المعروف بالعلّامة الطباطبائي.
ولادته
ولد في التاسع والعشرين من ذي الحجّة 1321ﻫ في تبريز بإيران.
دراسته وتدريسه
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى النجف عام 1344ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، وبقي فيها عشر سنين، ثمّ رجع إلى تبريز وأخذ يلقي دروسه فيها عشر سنين، وبسبب الاضطرابات التي حدثت في محافظة أذربيجان خلال الحرب العالمية الثانية سافر إلى قم واستقرّ بها، وبدأ بتدريس علم التفسير والفلسفة والعلوم العقلية؛ لأنّه وجد الحوزة بحاجة ماسّة إلى مثل هذه العلوم؛ لكي تسير جنباً إلى جنب مع العلوم الأُخرى مثل الفقه والأُصول.
وبدأ بتدريس الأخلاق والعرفان عام 1368ﻫ، ثمّ قام بتدريس رسالة السير والسلوك المنسوبة للسيّد بحر العلوم.
من أساتذته
1ـ الشيخ الكُمباني، 2ـ السيّد أبو الحسن الإصفهاني، 3ـ الميرزا النائيني، 4ـ السيّد الحجّة الكوهكمري، 5ـ السيّد علي القاضي، 6ـ السيّد أبو القاسم الخونساري، 7ـ السيّد حسين البادكوبي، 8ـ الميرزا علي الإيرواني.
طريقته في التدريس
كان(قدس سره) هادئاً وليّناً في كلامه عند إلقاء الدروس، ولا ينتهي من مطلب من مطالب الدرس إلّا بعد أن يقوم بإشباعه إشباعاً جيّداً، وبعبارات قصيرة، ومن دون تشتيت لأذهان الطلّاب بكثرة التفريعات، وكان يقوم بشرح مطالب المادّة على أساس الاستدلال والبرهان في إثبات العلوم النظرية مثل الفلسفة وما شابهها، وكان يقول في هذا المجال: «لا ينبغي الاعتماد على الشعراء والقصص في إثبات هذه العلوم».
ويؤكّد في بحوثه على نقطة مهمّة وهي: «إنّ الدين والعقل لا يفترقان، وعلينا الرجوع إلى القرآن الكريم والوحي في الحالات التي تعجز فيها عقولنا عن التوصّل إلى الحقائق».
من تلامذته
1ـ الشهيد السيّد محمّد البهشتي، 2ـ الشيخ إسماعيل الصالحي المازندراني، 3ـ صهره الشهيد الشيخ علي القدّوسي، 4ـ السيّد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي، 5ـ الشهيد الشيخ محمّد المفتّح، 6ـ الشهيد السيّد محمّد رضا السعيدي، 7ـ الشيخ محمّد الفاضل اللنكراني، 8ـ الشهيد الشيخ مرتضى المطهّري، 9ـ الشيخ حسين الراستي الكاشاني، 10ـ الشهيد السيّد مصطفى الخميني، 11ـ الشيخ حسن حسن زادة الآملي، 12ـ الشيخ محمّد الإمامي الكاشاني، 13ـ الشيخ عبد الله الجوادي الآملي، 14ـ الشيخ حسين النوري الهمداني، 15ـ الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، 16ـ الشيخ جعفر السبحاني، 17و18ـ الأخوان السيّد محمّد علي والسيّد محمّد باقر الموحّد الأبطحي، 19ـ الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي، 20ـ الشيخ محسن الحرم بناهي، 21ـ الميرزا علي الأحمدي الميانجي، 22ـ الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي، 23ـ السيّد عزّ الدين الزنجاني، 24ـ السيّد محمّد مفتي الشيعة، 25ـ السيّد محمّد حسن اللنکرودي، 26ـ الشيخ مسلم الملكوتي، 27ـ السيّد مهدي الروحاني، 28ـ الشيخ محمّد هادي الفقهي، 29ـ السيّد حسين الشمس، 30ـ السيّد هاشم البطحائي الكلبايكاني.
مكانته العلمية
لم يكن(قدس سره) مجتهداً في العلوم العقلية والنقلية فحسب، بل كان أديباً وشاعراً ماهراً، كتب القصائد الشعرية باللغتين العربية والفارسية، وكان فنّاناً بارعاً بالخط، فقد كان خطّه جميلاً جدّاً، وله منظومة في آداب الخطّ ضمّها إلى أحد مؤلّفاته.
ما قيل في حقّه
1ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل، ومدرّس كبير… وهو اليوم أحد أعلام المدرّسين بها، ومن أركان الحوزة العلمية بقم، يحضر دروسه ويستفيد من علومه جمع كثير من مختلف الطلّاب، يُدرّس الفقه والأُصول والفلسفة»(2).
2ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه جليل، ومدرّس كبير، متضلّع في التفسير والفلسفة والحديث والكلام والأُصول، وكاتب بالعربية والفارسية»(3).
3ـ قال السيّد الخامنئي ـ قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ـ في بيان تعزيته: «بمناسبة رحيل العالم الربّاني والباحث العظيم، الفيلسوف والمفسّر الكبير، سماحة آية الله العلّامة الطباطبائي، الذي كان مفخراً من المفاخر الإسلامية، أُقدّم أسمى التعازي إلى الإمام العصر (أرواحنا له الفداء)، وإلى سماحة الإمام الخميني… الذي قضى حياته في سبيل خدمة الإسلام والمعارف الإسلامية»(4).
من صفاته وأخلاقه
1ـ إخلاصه لله: كان وفي جميع أحواله واضعاً نصب عينيه وصايا جدّه أمير المؤمنين(ع) في الإخلاص، حيث قال(ع): «ثمرة العلم إخلاص العمل»، ففي مرّة من المرّات أراد أحد الأشخاص أن يشيد بحضوره بكتاب الميزان في تفسير القرآن ـ وهو من مؤلّفاته ـ فقال له السيّد: «كلامك هذا يدفعني إلى العُجب، والعُجب يُفقد العمل قصد القربة لله والإخلاص له».
2ـ عبادته: طوى السيّد مراحل عالية في العرفان والسير والسلوك المعنوي، فقد كان دائم الذكر والدعاء، مشغولاً بذكر الله حتّى عندما تجده ذاهباً في الطريق لإلقاء الدرس، وكان مواظباً على أداء المستحبّات، ولديه في شهر رمضان برنامج متنوّع موزّع بين العبادة والتأليف، وقراءة القرآن، وقراءة دعاء السحر الذي كان يهتمّ به اهتماماً كثيراً، حيث كان يقرأه بحضور أفراد عائلته.
3ـ ولاؤه لأهل البيت(عليهم السلام): له تعلّق خاصّ بأهل البيت(عليهم السلام)، وما بلغه من المكانة العلمية الرفيعة يعود في الحقيقة إلى عشقه وذوبانه وتوسّله بهم(عليهم السلام).
4ـ بساطته في العيش: كان بسيطاً في جميع شؤون حياته، فإذا أردنا أن نتكلّم عن مسكنه فهو متواضع لا يسع لاستقبال الزوّار، ولم يعتمد طول حياته الشريفة في تيسير أُموره المعاشية على الحقوق الشرعية، بل كان يعتمد في سدّ احتياجاته على واردات قطعة أرض زراعية صغيرة ورثها عن أجداده في تبريز.
5ـ تواضعه للأساتذة والطلّاب: كان كثير التواضع والاحترام لأساتذته، وبالخصوص أُستاذه في الأخلاق السيّد علي القاضي، حيث يجد نفسه صغيراً أمام هذا العالم الربّاني، الذي تجلّت فيه أسرار التوحيد والمقامات الرفيعة.
أمّا عن تواضعه للطلّاب، فينقل أحد طلّابه قائلاً: «يقول لنا السيّد: لا تنادوني بكلمة أُستاذ، بل أنا وأنتم عبارة عن مجموعة جئنا إلى الدرس لغرض العمل سوية للتعرّف على حقائق الإسلام».
صهره
الشهيد الشيخ علي القدّوسي، رئيس المحاكم الثورية، والمدّعي العام في إيران.
من مؤلّفاته
1ـ الميزان في تفسير القرآن (20 مجلّداً)، 2ـ شرح الأسفار (6 مجلّدات)، 3ـ حاشية الكفاية (مجلّدان)، 4ـ حوار مع الأُستاذ هنري كربن (مجلّدان)، 5ـ حاشية على المكاسب المحرّمة، 6ـ بداية الحكمة، 7ـ نهاية الحكمة، 8ـ المرأة في الإسلام، 9ـ قضايا المجتمع والأُسرة والزواج على ضوء القرآن الكريم، 10ـ رسالة في الولاية.
ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية:
والمترجم منها إلى العربية: 1ـ أُصول الفلسفة والمنهج الواقعي (5 مجلّدات)، 2ـ القرآن في الإسلام، 3ـ الشيعة في الإسلام، 4ـ سنن النبي(ص)، 5ـ الرسائل التوحيدية، 6ـ علي(ع) والفلسفة الإلهية، 7 حياة ما بعد الموت، 8ـ فلسفة الأخلاق في القرآن الكريم، 9ـ المرأة في القرآن، 10ـ رسالة التشيّع في العالم المعاصر، 11ـ الإنسان والعقيدة.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثامن عشر من المحرّم 1402ﻫ في قم، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد محمّد رضا الكلبايكاني، ودُفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام).
بيان تعزية الإمام الخميني بمناسبة وفاته ما معرّبه
«ببالغ الأسف والأسى تلقّينا نبأ رحيل العالم الكبير، فيلسوف العالم الإسلامي، والمفسّر العظيم، سماحة آية الله الحاج السيّد محمّد حسين الطباطبائي قدس سره الشريف.
هذا الرجل العظيم الذي يُعدّ من المفاخر العلمية في العالم الإسلامي، وعالم العلم والمعرفة، قضى حياته في سبيل إعلاء كلمة الإسلام الطيّبة، وفقدانه يُعدّ خسارة للحوزات العلمية المقدّسة وللمراكز العلمية.
وكانت كتبه ومؤلّفاته القيّمة ـ في مجال التفسير والفلسفة والفقه والأُصول والعلوم الإسلامية أُخرى ـ مورداً لاستفادة العلماء والباحثين»(5).
الهوامش
1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 9 /254 رقم593، مستدركات أعيان الشيعة 1 /169، سنن النبي: مقدّمة المحقّق، الشيعة في الإسلام: 8.
2ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /645 رقم1079.
3ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 285 رقم1146.
4ـ الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الخامنئي باللغة الفارسية.
5ـ الموقع الإلكتروني لمكتب الإمام الخميني باللغة الفارسية.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له الفيلسوف العلامة الطباطبائي ، أحد علماء قم ، ولد في تبريز ، توفي ودفن في قم ، مؤلّف كتاب «الميزان في تفسير القرآن» (20 مجلّداً).