- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد عام ۱۹۷۶م بمدينة ” زندر ” في النيجر(۱)، كان يتمتع منذ صغره بمواهب وقدرات دفعته لأنّ يحتل مكانه مرموقة في البيئة التي كان يعيش فيها، حصل على الديبلوم وتوجه إلى الدارسة الدينية على ضوء المذهب المالكي السائد في منطقته، حتى أصبح بعد ذلك داعية لأصول ومبادئ هذا المذهب.
اعتنق المذهب الجعفري عام ۱۹۹۷م في النيجر بالعاصمة ” نيامي “، فازداد نشاطه وتحركه في التبليغ مندفعاً بحماس لرفع المستوى الفكري لأبناء منطقته وانقاذهم من الظلمات إلى النور.
بداية التعرّف على التشيع:
يقول الأخ التيجاني: ” تعود بداية قصة استبصاري إلى اليوم الذي ذهبت فيه لزيارة أحد أصدقائي، فوجد عنده بعض الكتب الشيعية، وكان معجباً بالفكر الشيعي، ووجدته راغباً في صحبتي إياه في هذا الفكر، ليبيّن لي الأمور التي فتحت له الآفاق الواسعة لمشاهدة الحقائق الكونية في عالم المعرفة.
وبالفعل وبتشجيع منه أخذت معي بعض الكتب الشيعية إلى البيت، وعكفت على مطالعتها وقراءتها بامعان وتأنّي، فكان أكثر ما لفت إنتباهي وهزّ مشاعري وأحاسيسي مكانة أهل بيت رسول الله (عليهم السلام) ومنزلتهم وعلوّ قدرهم وعظمة شأنهم، فأحسست بعدها بشعور مرهف إتجاههم، وشعرت بقلبي ينبض من دون إرادة بحبّهم، ويبدو أنّ هذا الأمر هو الذي كان البذرة الأولى لاعتناقي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) “.
حبّ وموّدة أهل البيت (عليهم السلام) :
لايخفى على أحد ماجعل الباري لمودة قربى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ومحبّة أهل البيت (عليهم السلام) ، فقد جعل الباري هذه المحبّة تعادل في أهميتها وقدرها ومنزلتها أصل الرسالة، كما في قوله تعالى: ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (الشورى: ۲۳)، ومن الواضح أنّ الأجر لابد أن يكون معادلاً للعمل في القيمة والاستحقاق، وقال تعالى في موضع آخر: (قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا) (الفرقان: ۵۷)، والذي يُفهم من هذا أنّ الله قد جعل مودة أهل البيت (عليهم السلام) سبيلاً إليه تعالى.
سبب اهتمام الباري بمودّة القربى:
إنّ الله عزّوجلّ ما أمر بمودّة عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ لكونهم في محل الإمامة وقيادة للأمة، وأنّ الله تعالى لم يجعل مودتهم معادلة لأجر الرسالة إلاّ لأهميتهم البالغة في صيانة الدين والشريعة من الضلال والانحراف، فهم الصمام الذي يعصم الأمة من التمزق والافتراق، وأنّ وجودهم ضرورة لا مجال للاستغناء عنها في تصحيح الفهم الخاطيء للشريعة.
وذلك لأنّهم ذرية قد اصطفاهم الباري فسدّد خطاهم، ووهبهم نفوس متوهجه بالحقائق الإلهية، ومنحهم درجة من الإيمان التي تجعلهم بحالة من الشهود الكامل واليقين القاطع ليروا الأشياء على حقيقتها، فيعصمون بذلك من الخطأ والزلل، فيكونوا السبب المتصل بين الأرض والسماء، والمرشحين من قبل الله لتصدي المرجعية الفكرية والزعامة السياسية والقيادة الدينية بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).
وإنّ الرسالة النبوية تغدوا من دون أهل البيت (عليهم السلام) عرضة لتأويل المغرضين، وتلاعب أصحاب الميول والرغبات، ومن دون وجود الإمام المعصوم يجرؤ الكثير من أصحاب العقد الدفينة لتحقيق كل ما تصبوا إليه نفوسهم باسم الإسلام.
المرء مع من أحبّ:
يقول الأخ التيجاني: ” بدأ إتجاهي نحو اعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من ازدهار محبّتهم في قلبي، فدفعتني تلك المودّة والمحبّة لأتخذ منهجهم سبيلا وأتبع خطاهم وأسير على ضوء سيرتهم “.
وقد يظن البعض أنّ حبّ أهل البيت (عليهم السلام) هو ما اتفقت عليه معظم الطوائف الإسلامية، ولكن شتان بين محبّة الشيعة لأهل البيت (عليهم السلام) ومحبّة الآخرين لهم، وقد قال تعالى: ( مَّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (الأحزاب: ۴)، أيّ عدم اجتماع حبّان متنافران في القلب!
معاناة أهل البيت (عليهم السلام) :
الذي يمعن النظر في التاريخ الإسلامي يجد أنّ أهل البيت (عليهم السلام) قد لاقوا أشد المعاناة والأسى! فقد أبعدهم الناس بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن مكانتهم التي جعلها الباري لهم.
وخير شاهد لذلك وصف أمير المؤمنين (عليه السلام) لحالته بعد وفاة رسول الله بقوله: ” فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) فخشيت إن لم أنصر الإسلام أهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً “(۲).
وأمّا معاناة الزهراء(عليها السلام) التي قال عنها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ” إنّما فاطمة بضعة مني، يؤذيني من آذاها وينصبني ما أنصبها “(۳)، وقال(صلى الله عليه وآله) أيضاً: ” فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني “(۴)، فمشهورة عند الجميع، حيث هجموا على دارها وهدّدوا باحراقه!! وقيل لابن الخطاب: إنّ فيها فاطمة، فقال: وإن!
فنادت(عليها السلام): ” يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟! “، ولم يرعوي عمر ومن معه حتى اقتحموا الدار! فصاحت فاطمة(عليها السلام)وناشدتهم: الله الله، وجعلت تبكي وتصيح، فانّهالوا عليها بالضرب حتى أسقطوا جنينها!!
كما غصب القوم حقوقها المالية، فحرموها من ارثها باستيلائهم على فدك(۵)، وقد طالبتهم الزهراء(عليها السلام) بحقها فلم يعبؤوا بذلك، فقالت الزهراء(عليها السلام)لهما: ” إني أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لأشكونكما إليه “(۶).
وورد أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) لما فرغ من دفن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) هاج به الحزن فأرسل دموعه على خديه وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: “… وإلى الله أشكو، وستنبئك إبنتك بتضافر أمتك على هضمها، فاحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا… “(۷).
ثمرة الإخلاص في محبّة أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الأخ التيجاني: ” إنّ مسألة التعصب الطائفي من المسائل المؤسفة عند علماء أبناء العامّة، إذ أنهم لا يبيّنون الحقائق بصورة كاملة ويعتّمون الكثير من الحقائق على أتباعهم، ويحاولون أن يصوّروا بقية المذاهب كالتشيع بصورة مشوّهة لينشؤوا الحواجز والموانع أمام الباحث والمستفسر عن هذا المذهب، ولايطرحون المواضيع على طاولة البحث ويناقشوها بروح بناءة وموضوعية، بل يحاولون أن يسلكوا درب التشنيع والتهريج ليحجبوا البصائر عن رؤية الحقائق الموجودة في مذهب أهل البيت (عليه السلام) “.
ويضيف: ” ولكنني إندفاعاً من محبّة أهل البيت (عليهم السلام) صرت أبحث عن المذهب الذي يمثل السير على خطاهم، ومن هذا المنطلق نشأ لدي المحفز في امعان النظر بكتب الشيعة، وقد كنت في بدء الأمر حذراً متخوفاً على فقدان معتقدي وتزلزل أركان ديني، وبمرور الزمان أدركت مدى التشنيع الذي وجّهه أبناء طائفتنا ضدّ هذا المذهب، كما تبيّن لي أنّ كافة الأمور التي كان يتذرع بها أهل العامة للاطاحة بالتشيع لاتمت إلى الواقع بصلة.
وفي نهاية المطاف اندفعت مخلصاً في محبتي ومودتي لأهل البيت (عليهم السلام) ، فتمسكت بحبلهم واعتصمت بهم باعتناقي لمذهبهم عام ۱۹۹۷م في النيجر “.
(۱) النيجر: تقع وسط افريقيا تحيط بها الجزائر ومالي وليبيا وتشاد ونيجيريا، يبلغ عدد سكانها قرابة (۱۰) ملايين نسمة، يشكل المسلمون نسبة ۹۰% منهم معظمهم من أتباع المذهب المالكي، أمّا الشيعة فيشكلون نسبة ۷% من المسلمين.
(۲) أنظر: نهج البلاغة: الكتاب ۶۲٫
(۳) أنظر: المستدرك للحاكم: ۳ / ۱۷۳ (۳۷۵۱)، ۳ / ۱۵۹، سنن الترمذي: ۶ / ۱۷۳ (۳۸۶۹)، فضائل الصحابة لابن حنبل: ۲ / ۷۵۶ (۱۳۲۷)، مسند أحمد: ۴ / ۵٫
(۴) أنظر: صحيح البخاري: ۳ / ۱۳۷۴ (۳۵۵۶).
(۵) أنظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ۱ / ۳۰٫
(۶) أنظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ۱ / ۳۱، الإمامة للطبري: ۱۳۴٫
(۷) أنظر: شرح النهج لابن أبي الحديد: ۱۰ / ۲۶۵ (۱۹۵)، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ۲۸۷، كشف الغمة للاربلي: ۲ / ۱۱۸، نهج البلاغة: الخطبة: ۲۰۲٫
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية