- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قرابتها بالمعصوم
زوجة الإمام الكاظم، وأُمّ الإمام الرضا، وجدّة الإمام الجواد(عليهم السلام).
اسمها وكنيتها
جارية يُقال لها: أُمّ البنين واسمها تُكتم، وقيل: نجمة، وقيل: سكن النوبية، وقيل: خيزران المرسية، وقيل: قليم، وقيل: أروى، وقيل: سمان، وقيل: شهدة، وقيل: صقر، وهي من بلاد المغرب.
«قال محمّد بن يحيى الصولي: والدليل على أنّ اسمها تُكتم قول الشاعر:
ألا إنّ خيرَ الناسِ نفساً ووالداً ** ورهطاً وأجداداً عليُّ المُعظَّمُ
أتتنا به للعلمِ والحلمِ ثامناً ** إماماً يُؤدّي حُجّةَ الله تُكتمُ»(1).
ملكيّتها
هناك روايتان: الأُولى: تُثبت أنّها(رضوان الله عليها) كانت ملكاً للسيّدة حميدة المصفّاة(رضوان الله عليها) ـ أُمّ الإمام الكاظم(ع) ـ ثمّ وهبتها لابنها الإمام الكاظم(ع)، قائلة له: «يَا بُنَيَّ، إِنَّ تُكْتَمَ جَارِيَةٌ مَا رَأَيْتُ جَارِيَةً قَطُّ أَفْضَلَ مِنْهَا، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ اللهَ تَعَالَى سَيُظْهِرُ نَسْلَهَا إِنْ كَانَ لَهَا نَسْلٌ، وَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ، فَاسْتَوْصِ خَيْراً بِهَا»(2).
وروى الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن علي بن ميثم عن أبيه، أنّ السيّدة حميدة رأت في المنام رسول الله(ص) يقول لها: «يَا حَمِيدَةُ، هَبِي نَجْمَةَ لِابْنِكِ مُوسَى؛ فَإِنَّهُ سَيُولَدُ لَهُ مِنْهَا خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ. فَوَهَبَتْهَا لَه»(3).
والرواية الثانية: تُثبت ملكيّتها للإمام الكاظم(ع) حيث هو اشتراها، فقد روى الشيخ الكليني(قدس سره) بسنده عن هشام بن أحمر أنّه قال: «قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّل: هَلْ عَلِمْتَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ المَغْرِبِ قَدِمَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: بَلَى قَدْ قَدِمَ رَجُلٌ فَانْطَلِقْ بِنَا. فَرَكِبَ وَرَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّجُلِ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَعَهُ رَقِيقٌ، فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيْنَا. فَعَرَضَ عَلَيْنَا سَبْعَ جَوَارٍ كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الحَسَنِ(ع): لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا.
ثُمَّ قَالَ: اعْرِضْ عَلَيْنَا. فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا جَارِيَةٌ مَرِيضَةٌ فَقَالَ لَهُ: مَا عَلَيْكَ أَنْ تَعْرِضَهَا؟ فَأَبَى عَلَيْهِ فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ: كَمْ كَانَ غَايَتُكَ فِيهَا؟ فَإِذَا قَالَ: كَذَا وَكَذَا. فَقُلْ: قَدْ أَخَذْتُهَا، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْقُصَهَا مِنْ كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: قَدْ أَخَذْتُهَا، فَقَالَ: هِيَ لَكَ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ؟
فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. قَالَ: مِنْ أَيِّ بَنِي هَاشِمٍ؟ فَقُلْتُ: مَا عِنْدِي أَكْثَرُ مِنْ هَذَا. فَقَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ هَذِهِ الْوَصِيفَةِ، إِنِّي اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَقْصَى المَغْرِبِ فَلَقِيَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ الْوَصِيفَةُ مَعَكَ؟ قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي. فَقَالَتْ: مَا يَكُونُ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ عِنْدَ مِثْلِكَ، إِنَّ هَذِهِ الجَارِيَةَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عِنْدَ خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَلَا تَلْبَثُ عِنْدَهُ إِلَّا قَلِيلاً حَتَّى تَلِدَ مِنْهُ غُلَاماً مَا يُولَدُ بِشَرْقِ الْأَرْضِ وَلَا غَرْبِهَا مِثْلُهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلَّا قَلِيلاً حَتَّى وَلَدَتِ الرِّضَا(ع)»(4).
ويمكن الجمع بين الروايتين، بأن يقال: أنّ الإمام الكاظم(ع) اشتراها جارية لأُمّه، فمكثت عند أُمّه مدّة، ثمّ وهبتها أُمّه إليه، وبذلك يرتفع التنافي بين الروايتين.
وروي: أنّ الإمام الكاظم(ع) قال لأصحابه: «وَاللهِ، مَا اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الجَارِيَةَ إِلَّا بِأَمْرِ اللهِ وَوَحْيِهِ. فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي جَدِّي وَأَبِي، وَمَعَهُمَا شُقَّةُ حَرِيرٍ، فَنَشَرَاهَا، فَإِذَا قَمِيصٌ وَفِيهِ صُورَةُ هَذِهِ الجَارِيَةِ، فَقَالا: يَا مُوسَى، لَيَكُونَنَّ لَكَ مِنْ هَذِهِ الجَارِيَةِ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ، ثُمَّ أَمَرَانِي إِذَا وَلَدَتْهُ أَنْ أُسَمِّيَهُ عَلِيّاً، وَقَالا: إِنَّ اللَهَ (عَزَّ وَجَلَّ) سَيُظْهِرُ بِهِ الْعَدْلَ وَالرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةَ، طُوبَى لِمَنْ صَدَّقَهُ، وَوَيْلٌ لِمَنْ عَادَاهُ وَكَذَّبَهَ وَعَانَدَه»(5).
ولادتها الإمام الرضا(ع)
«قال علي بن ميثم: سمعت أبي يقول: سمعت أُمّي تقول: كانت نجمة بكراً لمّا اشترتها حميدة»(6).
ثمّ أنّ السيّدة حميدة وهبتها للإمام الكاظم(ع)، فأنجبت له الإمام الرضا والسيّدة فاطمة المعصومة(عليهما السلام)، ورأت(رضوان الله عليها) في حملها بالإمام كرامات، منها:
ما رواها الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن علي بن ميثم عن أبيه قال: «سَمِعْتُ أُمِّي تَقُولُ: سَمِعْتُ نَجْمَةَ أُمَّ الرِّضَا(ع) تَقُولُ: لمَّا حَمَلْتُ بِابْنِي عَلِيٍّ لَمْ أَشْعُرْ بِثِقْلِ الْحَمْلِ، وَكُنْتُ أَسْمَعُ فِي مَنَامِي تَسْبِيحاً وَتَهْلِيلاً وَتَمْجِيداً مِنْ بَطْنِي، فَيُفْزِعُنِي ذَلِكَ وَيَهُولُنِي، فَإِذَا انْتَبَهْتُ لَمْ أَسْمَعْ شَيْئاً، فَلَمَّا وَضَعْتُهُ وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ، فَدَخَلَ إِلَيَّ أَبُوهُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ(ع)، فَقَالَ لِي: هَنِيئاً لَكِ يَا نَجْمَةُ كَرَامَةُ رَبِّكِ. فَنَاوَلْتُهُ إِيَّاهُ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ، فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْأَيْمَنِ، وَأَقَامَ فِي الْأَيْسَرِ، وَدَعَا بِمَاءِ الْفُرَاتِ فَحَنَّكَهُ بِهِ، ثُمَّ رَدَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ: خُذِيهِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ اللهِ تَعَالَى فِي أَرْضِه»(7).
وحدّث علي بن ميثم عن أبيه أنّه قال: «فلمّا ولدت له الرضا(ع) سمّاها الطاهرة»(8).
وقال أيضاً: «وَكَانَ الرِّضَا(ع) يَرْتَضِعُ كَثِيراً، وَكَانَ تَامَّ الْخَلْقِ، فَقَالَتْ: أَعِينُونِي بِمُرْضِعٍ. فَقِيلَ لَهَا: أَنَقَصَ الدَّرُّ؟ فَقَالَتْ: مَا أَكْذِبُ وَاللهِ، مَا نَقَصَ الدَّرُّ، وَلَكِنْ عَلَيَّ وِرْدٌ مِنْ صَلَاتِي وَتَسْبِيحِي، وَقَدْ نَقَصَ مُنْذُ وَلَدْت»(9).
خُلقها
كانت(رضوان الله عليها) قمّة في الأخلاق الفاضلة، حيث تولّت السيّدة حميدة تربيتها وتعليمها، فقد روى الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن علي بن ميثم أنّها: «كَانَتْ مِنْ أَفْضَلِ النِّسَاءِ فِي عَقْلِهَا وَدِينِهَا وَإِعْظَامِهَا لِمَوْلَاتِهَا حَمِيدَةَ المُصَفَّاةِ، حَتَّى أَنَّهَا مَا جَلَسَتْ بَيْنَ يَدَيْهَا مُنْذُ مَلَكَتْهَا إِجْلَالًا لَهَا»(10).
ولادتها ووفاتها
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاتها، إلّا أنّها تُوفّيت بالمدينة المنوّرة، ودُفنت فيها.
ــــــــــــــــــــــ
1ـ عيون أخبار الرضا 1/ 25 ح2.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المصدر السابق 1/ 25 ح3.
4ـ الكافي 1/ 486 ح1.
5ـ دلائل الإمامة: 348 ح303.
6ـ عيون أخبار الرضا 1/ 25 ح3.
7ـ المصدر السابق 1/ 30 ح2.
8ـ المصدر السابق 1/ 25 ح3.
9ـ المصدر السابق 1/ 25 ح2.
10ـ المصدر السابق 1/ 24 ح2.
بقلم: محمد أمين نجف