- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو هاشم الجعفري، داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيّار بن أبي طالب(رضوان الله علیهم).
أُمّه
أُمّ حكيم بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر التيمي.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه كان من أعلام القرن الثالث الهجري.
صحبته
کان(رضوان الله عليه) من أصحاب الإمام الجواد، والإمام الهادي، والإمام العسكري(عليهم السلام).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره): «كان عظيم المنزلة عند الأئمّة(عليهم السلام)، شريف القدر، ثقة»(2).
2ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره): «ثقة، جليل القدر»(3).
3ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره): «جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأئمّة(عليهم السلام)، وقد شاهد جماعة منهم: الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر(عليهم السلام)، وقد روى عنهم كلّهم(عليهم السلام)، وله أخبار ومسائل، وله شعر جيّد فيهم، وكان مقدّماً عند السلطان، وله كتاب»(4).
4ـ قال الشيخ ابن شهرآشوب(قدس سره): «مِنْ ثِقَاتِهِ ـ أي ثقات الإمام الحسن العسكري(ع) ـ … وَأَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيُّ، وَقَدْ رَأَى خَمْسَةً مِنَ الْأَئِمَّة»(5).
5ـ قال العلّامة الحلّي(قدس سره): «من أهل بغداد، ثقة، جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأئمّة(عليهم السلام)، شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمّد(عليهم السلام)، وكان شريفاً عندهم، له موقع، وجليل عندهم»(6).
6ـ قال الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «إنّ المترجم أجلّ مقاماً، وأرفع شأناً من أن يُنبز بشيء يشينه، فهو ممّن حظي بدعاء الأئمّة(عليهم السلام)، ونال شرف الاختصاص بهم، وتشرّف بتوثيق الإمام والوكالة عنه، فهو في أعلى درجات الوثاقة والجلالة، رضوان الله تعالى عليه»(7).
روايته للحديث
يُعتبر من رواة الحديث في القرن الثالث الهجري، وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (33) مورداً، فقد روى أحاديث عن الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري(عليهم السلام).
وجُل رواياته عنهم تتضمّن ما شاهده منهم من مناقبهم ومعاجزهم، حتّى روي عنه أنّه قال: «مَا دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ(عليهما السلام) يَوْماً قَطُّ إِلَّا رَأَيْتُ مِنْهُمَا دَلَالَةً وَبُرْهَاناً»(8).
من روايته
وردت عنه(رضوان الله عليه) روايات كثيرة تدلّ على إمامة الإمامينِ الهادي والعسكري(عليهما السلام)، منها:
1ـ قال: «أَصَابَتْنِي ضِيقَةٌ شَدِيدَةٌ، فَصِرْتُ إِلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع) فَأَذِنَ لِي، فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ: يَا أَبَا هَاشِمٍ، أَيُّ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ تُرِيدُ أَنْ تُؤَدِّيَ شُكْرَهَا؟
قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: فَوَجَمْتُ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ لَهُ، فَابْتَدَأَ(ع) فَقَالَ: رَزَقَكَ الْإِيمَانَ فَحَرَّمَ بِهِ بَدَنَكَ عَلَى النَّارِ، وَرَزَقَكَ الْعَافِيَةَ فَأَعَانَتْكَ عَلَى الطَّاعَةِ، وَرَزَقَكَ الْقُنُوعَ فَصَانَكَ عَنِ التَّبَذُّلِ.
يَا أَبَا هَاشِمٍ، إِنَّمَا ابْتَدَأْتُكَ بِهَذَا؛ لِأَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَشْكُوَ إِلَيَّ مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا، وَقَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِمِائَةِ دِينَارٍ فَخُذْهَا»(9).
2ـ قال أبو الهيثم عبد الله بن عبد الرحمن الصالحي: «أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيَّ، شَكَا إِلَى مَوْلَانَا أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَا يَلْقَى مِنَ الشَّوْقِ إِلَيْهِ، إِذَا انْحَدَرَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى بَغْدَادَ، وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدِي، ادْعُ اللهَ لِي فَمَا لِي مَرْكُوبٌ سِوَى بِرْذَوْنِي هَذَا عَلَى ضَعْفِهِ.
فَقَالَ: قَوَّاكَ اللهُ يَا أَبَا هَاشِمٍ، وَقَوَّى بِرْذَوْنَكَ. قَالَ: فَكَانَ أَبُو هَاشِمٍ يُصَلِّي الْفَجْرَ بِبَغْدَادَ، وَيَسِيرُ عَلَى الْبِرْذَوْنِ فَيُدْرِكُ الزَّوَالَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ عَسْكَرَ سُرَّ مَنْ رَأَى، وَيَعُودُ مِنْ يَوْمِهِ إِلَى بَغْدَادَ إِذَا شَاءَ عَلَى ذَلِكَ الْبِرْذَوْنِ بِعَيْنِهِ، فَكَانَ هَذَا مِنْ أَعْجَبِ الدَّلَائِلِ الَّتِي شُوهِدَت»(10).
3ـ قال: «دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَوْماً، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَا أَصُوغُ بِهِ خَاتَماً أَتَبَرَّكُ بِهِ، فَجَلَسْتُ وَأُنْسِيتُ مَا جِئْتُ لَهُ، فَلَمَّا وَدَّعْتُ وَنَهَضْتُ رَمَى إِلَيَّ بِالخَاتَمِ.
فَقَالَ: أَرَدْتَ فِضَّةً فَأَعْطَيْنَاكَ خَاتَماً رَبِحْتَ الْفَصَّ وَالْكِرَاءَ، هَنَأَكَ اللهُ يَا أَبَا هَاشِمٍ.
فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي أَشْهَدُ أَنَّكَ وَلِيُّ اللهِ وَإِمَامِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ بِطَاعَتِهِ.
فَقَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا هَاشِمٍ»(11).
دعاء الإمام العسكري(ع) له
عن أبي هاشم قال: «كَتَبَ إِلَيْهِ ـ يعني أبا محمّد(ع) ـ بَعْضُ مَوَالِيهِ يَسْأَلُهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ دُعَاءً، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ: يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيَا أَبْصَرَ المُبْصِرِينَ، وَيَا أنظرَ النَّاظِرِينَ، وَيَا أَسْرَعَ الحَاسِبِينَ، وَيَا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَيَا أَحْكَمَ الحَاكِمِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَمُدَّ لِي فِي عُمُرِي، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ، وَلَا تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي.
قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي حِزْبِكَ وَفِي زُمْرَتِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ(ع) فَقَالَ: أَنْتَ فِي حِزْبِهِ وَفِي زُمْرَتِهِ، إِذْ كُنْتَ بِاللهِ مُؤْمِناً، وَلِرَسُولِهِ مُصَدِّقاً، وَلِأَوْلِيَائِهِ عَارِفاً، وَلهُمْ تَابِعاً، فَأَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ»(12).
شعره
كان(رضوان الله عليه) شاعراً مجيداً، وله أشعار كثيرة في أهل البيت(عليهم السلام)، فمن ذلك قوله:
«فألا سِواهُ كانَ آخى وفيهُمُ ** إذا مَا عَدَدْتَ الكهلُ والشَّيخُ والطِّفلا
فَهلْ ذَاكَ إلَّا أنَّهُ كَانَ مِثلُهُ ** فألا جَعلتُم في اختِيارِكُم المِثْلا
أليسَ رَسولُ اللهِ أكَّدَ عَقدَهُ ** فَكيفَ مَلكتُمْ بَعدَهُ العَقدَ والحَلَّا»(13).
وقوله:
«ألَمْ تَسمعُوا قَولَ النَّبيِّ مُحمّدٍ ** غَداة عليٌّ قاعدٌ يَخصفُ النَّعلا
فَقالَ عَليهِ بالإمامةِ سَلِّمُوا ** فَقدْ أمرَ الرَّحمنُ أنْ تَفعلوا كُلا
فَيَا أيُّها الحَبلُ المتينُ الذي بهِ ** تَمَسَّكتُ لا أبغي سِوى حَبلِه حَبلا»(14).
وقوله:
«يَا آلَ أحمدَ كَيفَ أَعدِلُ عَنكُمُ ** أَعَنِ السَّلامةِ والنَّجاةِ أحولُ
ذخر الشَّفاعة جَدّكُم لِكبائِري ** فيها عَلى أهلِ الوَعيدِ أصولُ
شُغلي بِمدحِكُم وغَيري عَنكمُ ** بِعدوِّكُم ومَديحِهِ مَشغولُ»(15).
وقوله لمّا اعتلّ الإمام الهادي(ع):
«مَادَتِ الْأَرْضُ بِي وَآدَتْ فُؤَادِي ** وَاعْتَرَتْنِي مَوَارِدُ الْعُرَوَاءِ
حِينَ قِيلَ الْإِمَامُ نِضْوٌ عَلِيلٌ ** قُلْتُ نَفْسِي فَدَتْهُ كُلَّ الْفِدَاءِ
مَرِضَ الدِّينُ لِاعْتِلَالِكَ وَاعْتَلَّ ** وَغَارَتْ لَهُ نُجُومُ السَّمَاءِ
عَجَباً أَنْ مُنِيتَ بِالدَّاءِ وَالسُّقمِ ** وَأَنْتَ الْإِمَامُ حَسْمُ الدَّاءِ
أَنْتَ آسِي الْأَدْوَاءِ فِي الدِّينِ وَ ** الدُّنْيَا وَمُحْيِي الْأَمْوَاتِ وَالْأَحْيَاء»(16).
مع الإمام العسكري(ع) في سجن العبّاسيّين
كان(رضوان الله عليه) معارضاً للحكم العبّاسي، موالياً لأهل البيت(عليهم السلام)، وفي عام 252ﻫ نُقل من بغداد إلى سامرّاء وسُجن فيها.
قال أبو هاشم الجعفري: «كُنْتُ فِي الْحَبْسِ المَعْرُوفِ بِحَبْسِ صَالِحِ بْنِ وَصِيفٍ الْأَحْمَرِ، أَنَا وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَقِيقِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَمْرِيُّ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، إِذْ وَرَدَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ(ع) وَأَخُوهُ جَعْفَرٌ فَحَفَفْنَا لَهُ إِلَى خِدْمَتِهِ، وَكَانَ المُتَوَلِّي لِحَبْسِهِ صَالِحَ بْنَ وَصِيفٍ.
وَكَانَ مَعَنَا فِي الْحَبْسِ رَجُلٌ جُمَحِيٌّ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَوِيٌّ، قَالَ: فَالْتَفَتَ أَبُو مُحَمَّدٍ(ع) فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِنْكُمْ لَأَعْلَمْتُكُمْ مَتَى يُفَرَّجُ عَنْكُمْ. وَأَوْمَأَ إِلَى الْجُمَحِيِّ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ(ع): هَذَا الرَّجُلُ لَيْسَ مِنْكُمْ فَاحْذَرُوهُ، فَإِنَّ فِي ثِيَابِهِ قِصَّةً قَدْ كَتَبَهَا إِلَى السُّلْطَانِ يُخْبِرُهُ بِمَا تَقُولُونَ فِيهِ. فَقَامَ بَعْضُهُمْ فَفَتَّشَ ثِيَابَهُ فَوَجَدَ فِيهَا الْقِصَّةَ يَذْكُرُنَا فِيهَا بِكُلِّ عَظِيمَةٍ.
وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ يَصُومُ، فَإِذَا أَفْطَرَ أَكَلْنَا مَعَهُ مِنْ طَعَامٍ كَانَ يَحْمِلُهُ غُلَامُهُ إِلَيْهِ فِي جُونَةٍ مَخْتُومَةً، وَكُنْتُ أَصُومُ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ ضَعُفْتُ فَأَفْطَرْتُ فِي بَيْتٍ آخَرَ عَلَى كَعْكَةٍ وَمَا شَعُرَ بِي وَاللَّهِ أَحَدٌ.
ثُمَّ جِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: أَطْعِمْ أَبَا هَاشِمٍ شَيْئاً فَإِنَّهُ مُفْطِرٌ. فَتَبَسَّمْتُ فَقَالَ: مَا يُضْحِكُكَ يَا أَبَا هَاشِمٍ، إِذَا أَرَدْتَ الْقُوَّةَ فَكُلِ اللَّحْمَ، فَإِنَّ الْكَعْكَ لَا قُوَّةَ فِيهِ.
فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَأَنْتُمْ، فَأَكَلْتُ، فَقَالَ لِي: أَفْطِرْ ثَلَاثاً، فَإِنَّ المُنَّةَ لَا تَرْجِعُ إِذَا نَهَكَهُ الصَّوْمُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ جَاءَهُ الْغُلَامُ فَقَالَ: يَا سَيِّدِي أَحْمِلُ فَطُورَكَ؟ فَقَالَ: احْمِلْ وَمَا أَحْسَبُنَا نَأْكُلُ مِنْهُ. فَحَمَلَ الطَّعَامَ الظُّهْرَ وَأُطْلِقَ عِنْدَ الْعَصْرِ وَهُوَ صَائِمٌ، فَقَالَ: كُلُوا هَنَّأَكُمُ الله»(17).
وفاته
تُوفّي(رضوان الله عليه) عام 261ﻫ، ودُفن في بغداد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 6/ 377، معجم رجال الحديث 8/ 122 رقم 4428.
2ـ رجال النجاشي: 156 رقم411.
3ـ رجال الطوسي: 375 رقم5553.
4ـ الفهرست: 124 رقم276.
5ـ مناقب آل أبي طالب 4/ 423.
6ـ خلاصة الأقوال: 142 رقم3.
7ـ تنقيح المقال 26/ 256 رقم7862.
8ـ إعلام الورى بأعلام الهدى 2/ 144.
9ـ الأمالي للصدوق: 498 ح682.
10ـ إعلام الورى بأعلام الهدى 2/ 119.
11ـ الكافي 1/ 512 رقم21.
12ـ إعلام الورى بأعلام الهدى 2/ 142.
13ـ مناقب آل أبي طالب 2/ 189.
14ـ المصدر السابق 3/ 46.
15ـ المصدر السابق 4/ 205.
16ـ إعلام الورى بأعلام الهدى 2/ 126.
17ـ المصدر السابق 2/ 140.
بقلم: محمد أمين نجف