هناك مَن يقول أنّ عليّ الهادي لم يكن أعلم الناس حسبما هو مشروط فيمَن يتولّى الإمامة، فكيف يكون الردّ على هذا القول؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
لقد اشتهر كالشمس في رابعة النهار بين الخاصّة والعامّة سعة أُفق علم الأئمّة(عليهم السلام) أجمع، فضلاً عن الإمام الهادي(عليه السلام) بذاته.
أمّا بالنسبة إلى الخاصّة فلا مجال للنقاش أو الشكّ بعد الإقرار بكونهم أئمّة معصومين، وأنّ علمهم وراثي وإلهامي وتنبّؤي.
وأمّا العامّة بجميع مذاهبها فإنّها أقرّت بسعة علوم أهل البيت(عليهم السلام)، بما يميّزهم عن غيرهم.
من الأخبار التي تدلّ على سعة الإمام الهادي(عليه السلام) إخباره بموت الواثق، فعن خيران الأسباطي قال: «قدمت على أبي الحسن(عليه السلام) المدينة فقال لي: ما خبر الواثق عندك؟ قلت: جُعلت فداك خلّفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهداً به، عهدي به منذ عشرة أيّام. قال: فقال لي: إنّ أهل المدينة يقولون إنّه مات. فلمّا أن قال لي الناس، علمت أنّه هو.
ثمّ قال لي: ما فعل جعفر؟ قلت: تركته أسوأ الناس حالاً في السجن، فقال: أمّا إنّه صاحب الأمر، ما فعل ابن الزيات؟ قلت: جُعلت فداك الناس معه والأمر أمره.
فقال: أمّا إنّه شؤم عليه. ثمّ سكت وقال لي: لا بدّ أن تجري مقادير الله تعالى وأحكامه، يا خيران مات الواثق، وقد قعد المتوكّل جعفر، وقد قُتل ابن الزيات، فقلت: متى جُعلت فداك؟ قال: بعد خروجك بستّة أيّام»(۱).
________________
۱ـ الكافي ۱/ ۴۹۸.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة