روي في فضل زيارته (ع) روايات متظافرة، منها:

أنّه دخل بعض أهل الري على الإمام الهادي(ع)، فقال له: «أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: زُرْتُ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ(عليهما السلام). فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ الحُسَيْنَ(ع)».

ووردت في زيارته هذه الفقرات التي تدلّ على عظمته وفضله عند الله تعالى:

«اَلسَّلاَمُ عَلَى اَلْعَبْدِ اَلصَّالِحِ اَلمُطِيعِ لِله رَبِّ اَلْعَالَمِينَ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ اِبْنَ اَلسِّبْطِ اَلمُنْتَجَبِ اَلمُجْتَبَى، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَنْ بِزِيَارَتِهِ ثَوَابُ زِيَارَةِ سَيِّدِ اَلشُّهَدَاءِ يُرْتَجَى، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ عَرَّفَ اَللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فِي اَلجَنَّةِ… يَا سَيِّدِي وَاِبْنَ سَيِّدِي اِشْفَعْ لِي فِي اَلجَنَّةِ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اَللهِ شَأْناً مِنَ اَلشَّأْنِ».

وتولّى الإمام أمير المؤمنين (ع) تغسيلها بمعونة أسماء بنت عميس الخثعمية، وكفّنها وصلّى عليها، ثم دفنها بالمدينة المنوّرة، ليلاً وسرّاً بوصية منها، وعفّى قبرها حتّى لا يُعلم موضعه.

وقيل: أنّها دُفنت بالبقيع، وقيل: دُفنت في بيتها، وقيل: دُفنت بين قبر رسول الله (ص) ومنبره.

«ولأيِّ الأُمورِ تُدفنُ ليلاً  **  بَضعةُ المُصطفى ويُعفَى‏ ثَراهَا

فَمَضَتْ وهي أعظمُ النَّاسِ شَجْواً  **  في فمِ الدَّهرِ غُصَّةٌ مِن جَواهَا»

ووقف الإمام أمير المؤمنين (ع) على قبرها قائلاً:

«لِكُلِّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَيْنِ فُرقَةٌ  **  وَكُلُّ الّذي دُونَ الفِرَاقِ قَليلُ

وَإِنّ افتِقَادِي فَاطماً بَعدَ أَحمَدٍ  **  دَلِيلٌ عَلى أَنْ لا يَدُومَ خَلِيلُ».

وأُمّه(ع) جارية اسمها سَوْسَن المغربية، وقيل: حديث.

ومن وصاياه(ع)

1ـ قال(ع): «حُسْنُ الصُّورَةِ جَمَالٌ ظَاهِرٌ، وَحُسْنُ الْعَقْلِ جَمَالٌ بَاطِن‏».

2ـ قال(ع): «مَنْ أنَسَ بِاللهِ اسْتَوْحَشَ مِنَ النَّاس‏».

3ـ قال(ع): «جُعِلَتِ الخَبَائِثُ فِي بَيْتٍ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الْكَذِب».

وردت في زيارتها هذه الفقرات التي تدلّ على عظمتها وفضلها عند الله تعالى:

«اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ فَاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ أَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ اَلحَسَنِ وَاَلحُسَيْنِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ وَلِيِّ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا أُخْتَ وَلِيِّ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا عَمَّةَ وَلِيِّ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ اَللهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ عَرَّفَ اَللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فِي اَلجَنَّةِ، وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِكُمْ… يَا فَاطِمَةُ اِشْفَعِي لِي فِي اَلجَنَّةِ، فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ اَللَّهِ شَأْناً مِنَ اَلشَّأْنِ».