الشاعر الحاج هاشم الكعبي ينظم في رثاء الإمام الحسين (ع) 9

2017-12-05

330 بازدید

يدنو إليك الحمى أم تنقل الهضب

فاذهب فليس لك العتبي ولا العتب

بك المطي ولا زمت بك النجب

حيث العوامل والهندية القضب

فلا عدو لهم يلفى ولا نشب

ولو جرت مطلقا ما فاتك الإرب

فليت لو قلت بعدا بالسرى قربوا

كأنما كلما قد عذبوا عذبوا

سقيا السحائب منك البان والكثب

وعرب نجد ومن في ضمنك العرب

ببين جسم فقلبي منك مقترب

فالدار بالجنب لكن الهوى جنب

عن ناظري أنهم عن خاطري عزبوا

عنهم ولا محنة كلا ولا وصب

طي السرى وطواها الأين والنصب

ولا انثنت عند تعريس لها ركب

منها إلى رأيها التقريب والخبب

حب السرى فكان الراحة التعب

منه لمقلتك الاعلام والقبب

من طيبة ولدى كرب البلا غربوا

كانت بهم تفرج الغماء والكرب

وأين تلك البحور الفعم لا نضبوا

والفضل أن يتساوى البدء والعقب

ومرتضى مجتبى بالهدي منتخب

والطالبون بصدر الرمح ما طلبوا

بصرفها وتخلت عندها الصحب

رست علاء والجبال القود تضطرب

جد البلا وارجحنت عندها الكرب

ورد المفاضة ظمآن الحشي سغب

نوارن من جانبيه الفضل والنسب

تلاعب البيض فيها والقنا السلب

فيصبح الرأس محدوما له الذنب

هند السيوف وحرب دونها الحرب

عود العلى عند غمز الضيم مضطرب

وامتاز بالسبك عما دونه الذهب

فكلما سجعت ورق القنا طربوا

كأنما الضرب في أفواهها الضرب

قصدا وما كل ايثار به الإرب

لهم عيانا هناك الخرد العرب

مطارف من أنابيب القنا قشب

والأضغان تسعر والأحشاء تلتهب

لا يعرف الصفح إذ يستله الغضب

ولا يقيم عليها البيض واليلب

احاله من سناه الضوء لا اللهب

إلا استطار به من لمعه الرهب

كان جد المنايا عنده لعب

والليث همته المسلوب لا السلب

بدا لعينيك من فعليهما العجب

ترى حياة الورى محمولها العطب

إحدى العجائب دهر شانه العجب

من مهجة الندب أيدي البيض تختضب

الندب لكن الحشي يجب كواكب

والمرء يعجب لو لم يعرف السبب

على العيون بها الأستار والحجب

بالصون يسال عنها الكور والقتب

حسرى وزاكية عبرى وتنتحب

وكم أبي بماضي الحد يعتصب

ورأس بدر هدى في الرمح ينتصب

بين المضلين مهزول المطا نقب

ورحلها وجميل الصبر منتهب

تجري دموعا وظل القلب ينشعب

جدب ويا غوثهم إن نابت النوب

والراسخ الحلم والأحلام تضطرب

حوباءه وكذاك الماجد الحسب

ألا انثنت وله من دونها الغلب

بلى إذا ريعت الاعلام والهضب

والأيام سودا وحسن الدهر مستلب

عنها ولم تجزهم من دونها الشهب

يدا سنان وإن جل الذي ارتكبوا

نص الولاء وحق المرتضى غصبوا

وما المسبب لو لم ينجح السبب

حتى إذا ابصروها فرصة وثبوا

والقصد يدرك لما يمكن الطلب

باق إلى سرمد الأيام ينتسب

الأحياء لم تبله الأعوام والحقب

قلبي وماء البكا من مقلتي سرب

ومن فؤادك أن يعتاده اللهب

دعوى يلوح عليها الخلف والكذب

وما شربت من الكاس الذي شربوا

فكيف لم تركب النهج الذي ركبوا

عدتك نجد فما ذا أنت مرتقب

أ بعد أن بنت عنها بت ترقبها

لو كنت صادق دعوى الحب ما برحت

اعراب بادية تبني بيوتهم

لم يعد ملكهم باس ولا كرم

تجري على العكس من قولي ظعونهم

فكلما قلت رفقا بالحشى عنفوا

يستعذب القلب من تعذيبهم أبدا

يا منزلا بمحاني الطف لا برحت

كم قلت نجدا وما أعني سواك به

إني وإن عنك عاقتني يدا قدر

لا تحسبن كل دان منك ذا كلف

أ قائل أهل ودي إن هم عزبوا

لا والهوى ليس بعد الدار يشغلني

يا سائق الحرة الوجناء انحلها

وجناء ما ألفت يوما مباركها

علامة بضروب السير أقر بها

تأبى جوانبها تأتي مباركها

عج بي إذا جئت غربي الحمى وبدت

وحي عني الأولى أقمارهم طلعت

فاعجب لهم كيف حلوا كربلاء وقد

فأين تلك البدور التم لا غربوا

قوم كأولهم في الفضل آخرهم

فمنذر مصطفى بالوحي منتجب

الواهبون لدى البأساء ما وجدوا

والمدركون إذا ما أزمة بخلت

وكم لهم حيث جل الخطب من قدم

ولا كيومهم في كربلاء وقد

وفتية وردوا ماء المنون بها

من كل أبيض وضاح الجبين له

تجلو العفاة لهم تحت القنا غررا

أمت أمية ان تعلو لها شرفا

ودون ما يممت هند وجارتها

جاءت ليستعبد الحر اللئيم وفي

فشمرت للوغى فرسانها طربا

فوارس اتخذوا سمر القنا سمرا

يستنجعون الردى شوقا لغايته

واستأثروا بالردى من دون سيدهم

حتى إذا سئموا دار البلاد وبدت

فغودروا بالعرى صرعى تلفهم

وأقبلت زمر الأعداء ترقل

جلالها ابن جلا عضب الشبا ذكرا

تأتي على حلق الماذي ضربته

وكلما اسود ليل من كتائبهم

وما استطال سحاب من جموعهم

وباسم الثغر والابطال عابسة

لا يسلب القرن إذ يرديه بزته

ماض بماض إذا استقبلت امرهما

تلقى الردى في الندى طلق العنان كما

حتى إذا ضربت يمنى القضا وارى

هوى إلى الترب قطب الحرب وابتدرت

وأقبلت خفرات المصطفى ولها ندب على

فقدت شمس الضحى فبدت

كم حرة مثل قرن الشمس قد نفست

أبدت أمية منها أوجها كرمت

من كل باكية اسرى وشاكية

وكم كمي بقاني البرد مشتمل

وجسم بحر ندى في الترب منعفر

وحرة بعد فقد الصون يحملها

فخدرها وجليل القدر مبتذل

فكلما عاينت ظلت مدامعها

يا غيث كل الورى أن عم عامهم

والثابت العزم والأهوال مقبلة

والماجد الحسب المقري الظبا كرما

ما غالبت صبرك الدنيا ومحنتها

ولا تروع لك الأيام سرب حجى

أن يصبح الكون داجي اللون بعدك

فأنت كالشمس ما للعالمين غنى

تالله ما سيف شمر نال منك ولا

لولا الأولى أغضبوا رب العلى وأبوا

أصابك النفر الماضي بما ابتدعوا

ولا تزال خيول الحقد كامنة

فأدرك الكل ما قد كان يطلبه

يفنى الزمان وفيك الحزن متصل

كان حزنك في الأحشاء مجدك في

تقول نفسي ونار الوجد تضرم في

ترضى من العين أن تجري مدامعها

هيهات رمت محالا وادعيت به

ما أنت والقوم ترجو نيل سعيهم

هب أنه فاتك يوم البين صحبتهم