- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- توسط : امین نجف
- 0 نظر
ان زيارة الحسين(ع) اذا تاملتها في الحقيقه هي عبادة و ليست عيادة مريض اصيب بحمى او صداع لتتفقد حالته , و انما هي عيادة جريح عطشان لا بل عيادة مكروب لهفان , لا بل عيادة للمرضضه اعضاؤه و قد قالت الزهراء في زيارتها لقبر الحسين (ع) في الرؤية الصحيحة :
ايها العينان فيضا و استهلا لا تغيضا
و ابكيا بالطف ميتا ترك الصدر رضيضا
لم امرضه قتيلا لا و لا كان مريضا
و ان زيارته (ع) تشييع لجنازته المطروحه , و غسل و تكفين للبدن العاري , و دفن في القلب فتحصل له على قبرا باطنا , اذا توجهت اليه عند قبره (ع) .
و عن الامام الصادق (ع) ان زائر الحسين يدخل السرور على قلب رسول االله (ص) و يفرحه . و على امير المؤمنين و لفاطمة الزهراء و الى الائمة عليهم السلام جميعا , و الى الشهداء من اهل البيت و محبيهم و ما يثاب به الزائر من دعائهم في العاجل و الآجل المذخور عند االله تعالى .
عند الموت
اما بعد ان يموت الانسان المسلم و الذي كان من زوار الحسين(ع)ياتي له في ذلك الوقت مجئ المواجهه . اي تراه ويراك فلا تبقى في قلبك وحشه ايها الزائر للحسين(ع) و بعد قوله لك السلام عليك وذلك بعد دخولك القبر ,و بقدر زيارتك للحسين(ع)و اشتياقك وادخالك السرور على قلبه و موالاته بصدق قولا و عملا سوف يزورك و يؤنس وحشتك في القبر.
– اما ان تزوره و تصلي في مرقده ( او على بعد ) وفي اول خطوة وانت تهم بزيارة الحسين (ع)ياتي لك ملك بعد صلاة الزيارة فيقول لك ان رسول االله (ص) يقرؤك السلام و يقول { قد غفر الله لك ما مضى فاستانف العمل } و عن ابا عبد االله (ع) قال ان زائر الحسين (ع) يشفع يوم القيامة لمائة رجل كلهم وجبت لهم النار .
وعن صفوان بن ابي عبد االله ان الرجل اذا خرج لزيارة الحسين (ع) شيعه سبعمائة ملك من جميع اتجاهاته حتى يبلغ ماُمنه, فاذا زار الحسين (ع) ناداه منادي قد غفر االله لك فاستاُنف العمل, واذارجع فانهم يشيعونه (الملائكة) الى منزله و ما ان يصل الى باب بيته حتى قالوا له نستودعك االله تعالى . و لا زال يزورونه الى يوم مماته , ثم يزورون قبر الحسين(ع) في كل يوم و ثواب ذلك للرجل نفسه .
كما ان زيارة الحسين (ع) لها ثواب حجة زاكيه مع المصطفى محمد (ص) , لا بل و حجتين زاكيتين مع الرسول (ص) و لا يزال ابي عبداالله (ع) حتى قال انها تعادل بثوابها ثلاثين حجة مبرورة زاكية مع الرسول (ص) .
ثم ان الحسين (ع) قد (حلف االله) تعالى ان لا يخيب من زاره, وذلك ان الحسين (ع) قتل مظلوما, عطشانا, لهفانا, فاٌلى االله عزوجل ان لا ياتيه لهفان و لا مكروب و لا مذنب و لا مغموم و لا عطشان و لا به من عاهه , ثم دعا عنده و تقرب بالحسين(ع) الى االله تبارك و تعالى الا و نفس كربته, و اُعطاه مساُلته, و غفر ذنوبه, و مد في عمره, وبسط في رزقه فاعتبروا يا اولي الالباب .
و كما ان زيارة الحسين(ع) و في كثير من الروايات , انها تزيد الاُعمار و تزيد في الاُرزاق , و يقيه االله من ميتة السوء ( والعياذ بالله ).
ان زيارة الحسين (ع) عند قبره هي افضل من زيارة الامام المعصوم (ع) من نسله (ع) و ان كان حيا فعن الامام الصادق(ع) قال لابن ابي يعفور ان زيارة الحسين (ع) افضل من زيارتي وانا {حي} .
كما ان الامام الباقر(ع) قال ان الزائر للحسين (ع) و لشهداء اٌل محمد (ص) و كان يريد وجه االله تعالى خرج من ذنوبه كما ولدته امه , و ان زائر الحسين (ع) اذا منعته كثرة ذنوبه وزادت عليه كرباته و خاصة في عالم البرزخ كله. فاذا حشر الناس جاء الرسول (ص) و معه جبرائيل(ع) يتفحصان وجوه اهل المحشر . لانتقاء زوار الحسين (ع) و يعرفانهم بما وسم في جباههم بميسم النور يكتب بان هذا من زوارخير الشهداء(ع) فمن وجد في سيماه ذلك اخذوا بعضده و خلصاه من اهوال يوم القيامة , وشدائدها .
يوم ينادي المنادي اما اذا كان ممن لم يشملهم الرسول (ص) بمكرمته السابقه فانهم ينادى عليهم و بالاخص زوار الحسين(ع) يوم ينادي المنادي.
فاطمة الزهراء(ع) في يوم المحشر تاتي على صورةمن الخصوصية في اللباس والحله اسمهاحلة الكرامة و على تلك الحله الف حله من حلل الجنان وللزهراء(ع) خصوصية فهي تاتي راكبة الناقة الى ان تلامس العرش في السماء السابعة مدججة بالزمرد و المسك و الياقوت الاُحمر و اللؤلؤ الرطب في خطام الناقة والقائد جبرائيل (ع) و في هودجها المصنوع من الذهب, اما خصوصيتها من المستقبلين لها في الجنان فهي ان الف حوراء يكن في استقبالها لم يستقبلن احدا قبلها و لا بعدها . و محاطة من ياقوت و لؤلؤ و رحائل من در و وسائد من السندس و الركائب من الزبرجد واُكاليل الجواهر .
ثم تستقبلها مريم بنت عمران (ع ) في سبعين الف حوراء , ثم تستقبلها امها خديجة الكبرى (ع) في سبعين الف ملك بايديهم الوية التكبير , ثم تستقبلها حواء و اٌسية (ع) في سبعين الف حواء.
كما ان الروايات الكثيرة ان الزهراء(ع) تاتي و معها ثياب مصبوغة بالدماء , يقال انها قميص الحسين (ع) ملطخا بدمائه الزكية .
و انها اي الزهراء (ع) تقول يا رب ارني الحسن و الحسين عليهما السلام فيتمثل لها الحسين (ع) قائما ليس عليه راُس , و اوداجه تشخب دما فاذا راُته صرخت صرخة وزخت نفسها من الناقة (اي دفعت نفسها), و ان الرسول (ص) عند بيان هذا يقول { واصرخ لصرختها و تصرخ الملائكة لصرختنا } , وفي رواية اخرى اُن الحسين (ع) يقبل وراسه بيده فاذا راُته شهقت شهقة لا تبقي في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن , الا و بكى ثم تاخذ في التظلم , و ترفع القميص بيدها و تقول (الهي هذا قميص ولدي) اضافة لما به من دماء فان به من الخروق و السهام و الرماح و اٌثارها و لانه سلب من بدنه . و عند ذلك ينتقم االله تعالى ممن قتل الحسين (ع) و اولادهم وذريتهم الراضين بافعال اٌبائهم بانتقامات من القتل مرارا,و تلتقطهم زبانية سود من جهنم كما يلتقط الطير الحب و تاُخذهم الى ما اُعد لهم في جهنم.
و للزهراء (سلام االله عليها) خصوصية في شفاعتها فهي تنادى يا فاطمة سلي حاجتك فتقول (عليها السلام) يا رب شيعتي فيقول تبارك وتعالى قد غفرت لهم , فتقول شيعة شيعتي فيقول جل و على انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك والمقصود بهم زوار ولدها والذين ساعدوها في بكائها ووصلها عليه اذن . اذا لم تحصل على شفاعة الرسول (ص) واخذه بيدك لعدم قابليتك بالحصول على ذلك لكثرة الذنوب و لا امكان بان تنهض عندما ينادي المنادي لتعاظم الذنوب فان الشفاعة الفاطمية سوف تشملك ان شاء االله وبقول الزهراء(ع) شيعة شيعتي و ان اشد الاعتصام هو زيارة ولدها الحسين(ع) و البكاء عليه .او فيما يتعلق بخدمة الحسين(ع) فلا اظنك تبقى ولا تسير مع الزهراء (ع) وانت من زوار الحسين (ع) .
اما ما تبقى من العذاب لشدة الخطايا و الذنوب و كان ممن يزور الحسين (ع) بحياته فهو لا يجب ان يياُس لان الحسين(ع) سوف ياتيه و يخرجه من النار الموجود فيها.
الصفات الخاصة لزوار الحسين(ع) كثيرة هي الخصائص و الصفات و التي يحصل عليها زوار الحسين(ع) فعن الامام الصادق (ع) قال :
ان االله تعالى يباهي بزائر الحسين (ع) حملة عرشه و ملائكته المقربين و يقول تبارك وتعالى : الا ترون زوار الحسين (ع) اُتوه شوقا .
– ممن نظر االله اليه بالرحمة .
– ان دليل من االله كون الشخص كثير الزيارة للحسين (ع) اُنه من المقربين الى االله تعالى .
– انه ممن يحدثه االله فوق عرشه و يكون في عليين .
– انه يكون اي زائر الحسين(ع) في جوار النبي(ص) و اهل بيته (ع) ياُكل معهم على موائدهم .
– انه يحسب من الكروبيين و من السادة الملائكة .
– انه يصبح محل دعاء الامام الصادق (ع) الذي يقول به (اللهم ارحم تلك الاعين التي جرت دموعها و ارحم تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا و ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا , كما ان زائر الحسين (ع) يصبح وديعة الصادق (ع) عنداالله حيث يقول ( اللهم استودعك تلك الابدان حتى توافيهم على الحوض عند العطش .
– ان زائر الحسين (ع) يصبح زائر لله تعالى و زائرا لرسوله (ص) كما في الروايات .
و عن الصادق (ع) يقول ان في كل كلمة من الكلمات الاتية لقائلها كفلا من رحمة االله تعالى و هي ان تستقبل المرقد الشريف و تقول ( السلام عليك يا وارث اٌدم صفوة االله …..الى اٌخر الزيارة ) او بصورها الاخرى.
الاثار المترتبة على تارك زيارة الحسين
يقول الصادق(ع) ان تارك زيارة الحسين (ع) و هو قادر على ذلك فقد ( عق رسول االله و عقنا).
وفي رواية عن عبد الرحمن بن كثير عن الصادق (ع) ( لو ان احدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي (ع) , لكان تارك حقا من حقوق رسول االله (ص) .
و الحديث الشريف يقول : الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء .
و عن ابي جعفر (ع ) قال من لم ياُت قبر الحسين (ع) من شيعتنا كان منتقص الايمان منتقص الدين كما ان ترك زبارة الحسين(ع) و كما في الكثير من الروايات ينقص الاعمار و يبتعد عن محمد (ص) يوم القيامة كما ذكر الامام الصادق (ع) ايضا انه ليس من شيعتنا من لم يزر الحسين (ع) حتى يموت ولا يفهم من (المعنى السريع)هو التوجه البدني و الجسماني فحسب لا و ليس الامر بهذه البساطة و كما معروف اُن من محبي الحسين (ع) يمتدون جغرافيا بدائرة تغطي كل كوكب الارض .
و لان البعض تمنعهم الظروف المختلفة من ماديه و امنية كما هو في الوقت الحاضر حيث الطرقات غير الماُمونة الوصول الى مرقده الشريف اُو الظروف السياسية كما كان يحصل مع شيعة الخليج و الجزيرة حيث تسلط اعداء اهل البيت (ع) على رقاب الناس يحد من تدفق الزائرين علما بان بفترة من الوقت قد ضحى هؤلاء الموالين المحبين بالغالي و النفيس لا و بل حتى الروح اُفدوها رخيصة في سبيل الوصول الى حبيبهم الحسين (ع) كما ان هناك موانع تنظيمية وادارية على سبيل المثل و ليس الحصر في صعوبة الحصول على تاُشيرة الدخول (visa ( وهو ما هو مؤمل بالمستقبل و الذي يرصده متابعي زيارة الحسين (ع) باُن يتضاعف العدد اكثر من الاعداد الموجودة في زيارة الاربعين هذا العام ۱۴۲۹هجري قمري و التي تجاوزت ٨ مليون زائر .
اذن التوجه الى جهة مرقد الحسين (ع) من المكان الموجود به المحب للحسين (ع) لزيارته على البعد و هو الملاذ الملائم المتوفر للكثير , و عودا على بداُ فلا تغني الحركات الجسدية و الالفاظ الجوفاء لنحصل على زيارة مبرورة لها كل الخصائص السابقة لانه الزيارة و كما هي العبادة لا معنى لها اذا اقتصرت على الظاهر فلا معنى لها و لا قيمة تذكر انما المطلوب و المستهدف من كل العبادات و الزيارات هي المعنى الباطن .
لذا لابد من ان تكون اولا قربة الى االله في نيتها و تعرضا لحب و رضاء الرسول(ص) و المرتضى (ع) و الزهراء (ع) و حبا واُرضاءا و ذوبانا روحيا ووجدانيا قلبا و قالبا خالصا لروح الحسين(ع) و شوقا للقائه و النيل بحبه وشفاعته و قياسا حقيقيا لحجم التضحيات التي بذلها الحسين و اٌله و صحبه و الهدف من ذلك في احياء الدين والحفاظ على العقيدة و كافة المعاني التي يطول الحديث و الشرح بها.
و اُخيرا نساُل االله ان يجعلنا من زوار الحسين (ع) بالدنيا و الحاصلين على كل ما سبق من الخصائص و المميزات التي يحصل عليها زائر الحسين (ع) في الدنيا و الاخرة و الحمد لله و اللهم صل على جد الحسين(ع) و زائره الاول و الاكبر محمد (ص) و على اٌله الاُطهار .