- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قرابتها بالمعصوم
أُمّ النبي محمّد(ص)، وجدّة السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام).
اسمها وكنيتها ونسبها
أُمّ محمّد آمنة بنت وهب بن عبد مناف الزهرية.
أُمّها
برّة بنت عبد العزّى بن عثمان.
ولادتها
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادتها ومكانها، إلّا أنّه من المحتمل ولدت حوالي عام 70 قبل الهجرة، ومن المحتمل أنّها ولدت في مكّة المكرّمة باعتبارها مكّية.
إيمانها
قال الشيخ المفيد(قدس سره): «اتّفقت الإمامية على أنّ آباء رسول الله(ص) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له.
واحتجّوا في ذلك بالقرآن والأخبار، قال الله عزّ وجل: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾، وقال رسول الله(ص): لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات حتّى أخرجني في عالمكم هذا.
وأجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنّها تُحشر في جملة المؤمنين»(1).
وقال الشيخ الصدوق(قدس سره): «اعتقادنا في آباء النبي أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله، وأنّ أبا طالب كان مسلماً، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة.
وقال النبي(ص): خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَم»(2).
تنالها شفاعة النبي(ص)
قال الإمام الصادق(ع): «هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ(ص) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَفَّعَكَ فِي خَمْسَةٍ: فِي بَطْنٍ حَمَلَكَ ـ وَهِيَ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ـ، وَفِي صُلْبٍ أَنْزَلَكَ ـ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ـ، وَفِي حَجْرٍ كَفَلَكَ ـ وَهُوَ عَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ـ، وَفِي بَيْتٍ آوَاكَ ـ وَهُوَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَبُو طَالِبٍ ـ، وَفِي أَخٍ كَانَ لَكَ فِي الجَاهِلِيَّةِ»(3).
حُرّمت على النار
قال الإمام الصادق(ع): « نَزَلَ جَبْرَئِيلُ(ع) عَلَى النَّبِيِّ(ص) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ، وَبَطْنٍ حَمَلَكَ، وَحَجْرٍ كَفَلَكَ، فَالصُّلْبُ صُلْبُ أَبِيكَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَالْبَطْنُ الَّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، وَأَمَّا حَجْرٌ كَفَلَكَ فَحَجْرُ أَبِي طَالِب»(4).
من أقوال العلماء فيها
1ـ قال العباس بن عبد المطّلب: «كَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، وَأَتَمِّهَا خَلْقاً»(5).
2ـ قال ابن إسحاق(ت: 151ﻫ): «وهي يومئذٍ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً»(6).
3ـ قال الشيخ الشامي المشغري(قدس سره): «أعطى الله عزّ وجل آمنة من النور والعفاف والبهاء والجمال والكمال، ما أنّها كانت تُدعى سيّدة قومها»(7).
زوجها
أبو محمّد عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم، وبعد زواجه بأشهر خرج في قافلة تجارية فأدركه الأجل، فتُوفّي بالمدينة المنوّرة، ودُفن بها.
أولادها
لم تُنجب إلّا مولوداً واحداً، وهو محمّد(ص).
حملها بالنبي(ص)
قالت(رضوان الله عليها): «لمَّا حَمَلْتُ بِهِ لَمْ أَشْعُرْ بِالْحَمْلِ، وَلَمْ يُصِبْنِي مَا يُصِيبُ النِّسَاءَ مِنْ ثِقَلِ الْحَمْلِ، فَرَأَيْتُ فِي نَوْمِي كَأَنَّ آتٍ أَتَانِي فَقَالَ لِي: قَدْ حَمَلْتِ بِخَيْرِ الْأَنَامِ، فَلَمَّا حَانَ وَقْتُ الْوِلَادَةِ خَفَّ عَلَيَّ ذَلِكَ حَتَّى وَضَعْتُهُ، وَهُوَ يَتَّقِي الْأَرْضَ بِيَدِهِ وَرُكْبَتَيْهِ، وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: وَضَعْتِ خَيْرَ الْبَشَرِ، فَعَوِّذِيهِ بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَحَاسِد»(8).
وقال الإمام الصادق(ع): «كَانَ حَيْثُ طُلِقَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَأَخَذَهَا المَخَاضُ بِالنَّبِيِّ(ص)، حَضَرَتْهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ امْرَأَةُ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمْ تَزَلْ مَعَهَا حَتَّى وَضَعَتْ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَى: هَلْ تَرَيْنَ مَا أَرَى؟ فَقَالَتْ: وَمَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: هَذَا النُّورَ الَّذِي قَدْ سَطَعَ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا أَبُو طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُمَا: مَا لَكُمَا مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبَانِ؟ فَأَخْبَرَتْهُ فَاطِمَةُ بِالنُّورِ الَّذِي قَدْ رَأَتْ، فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ: أَلَا أُبَشِّرُكِ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكِ سَتَلِدِينَ غُلَاماً يَكُونُ وَصِيَّ هَذَا المَوْلُود»(9).
وفاتها
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاتها، إلّا أنّه من المحتمل أنّها تُوفّيت ما بين عام 46 إلى 48 قبل الهجرة، ودُفنت بقرية الأبواء القريبة من المدينة المنوّرة، وعمر ابنها محمّد(ص) ما بين أربع أو ستّ سنين.
بكاء النبي(ص) على قبرها
قال بُريدة: «انْتَهَى النَّبِيُّ(ص) إِلَى رَسْمِ قَبْرٍ، فَجَلَسَ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، فَجَعَلَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ كَالمُخَاطِبِ، ثُمَّ بَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ(ص)؟ قَالَ: هَذَا قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي، فَأَدْرَكَتْنِي رِقَّتُهَا فَبَكَيْتُ. فَمَا رُئِيَتْ سَاعَةٌ أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْ تِلْكَ السَّاعَة»(10).
هدم قبرها
قامت الوهّابية في الثامن من مارس عام 2000م بهدم قبرها(11)، كما قامت من قبل بهدم قبور الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) والصحابة في البقيع.
زيارتها
وردت في زيارتها هذه الفقرات التي تدلّ على عظمتها وفضلها عند الله تعالى:
«السلامُ عليكِ أيّتُها الطاهرةُ المطهّرةُ، السلامُ عليكِ يا مَن خصَّها اللهُ بأعلى الشرفِ، السلامُ عليكِ يا مَن سطعَ من جبينِها نورُ سيّدِ الأنبياءِ، فأضاءت بهِ الأرضُ والسماءُ، السلامُ عليكِ يا مَن نزلت لأجلِها الملائكةُ، وضُربت لها حُجبَ الجنّةِ، السلامُ عليكِ يا مَن نزلت لخدمتِها الحورُ العين، وسقينَها من شرابِ الجنّةِ، وبشّرنَها بولادةِ خيرِ الأنبياءِ، السلامُ عليكِ يا أُمَّ رسولِ الله، السلامُ عليكِ يا أُمَّ حبيبِ الله، فهنيئاً لكِ بما آتاكِ اللهُ من فضلٍ، والسلامُ عليكِ وعلى رسولِ اللهِ(ص) ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ»(12).
ـــــــــــــــــــ
1ـ أوائل المقالات: 45.
2ـ الاعتقادات: 110، باب40.
3ـ الخصال 1/ 293 ح59.
4ـ الكافي 1/ 446 ح21.
5ـ كمال الدين وتمام النعمة 1/ 175 ح33.
6ـ سيرة ابن إسحاق 1/ 19ح23.
8ـ الدر النظيم: 79.
9ـ كمال الدين وتمام النعمة 1/ 190 ح39.
10ـ الكافي 8/ 302 ح460.
11ـ إعلام الورى بأعلام الهدى 1/ 52.
12ـ اُنظر: جواهر التاريخ 1/ 112.
13ـ مناسك الحج للكلبايكاني: 171.
بقلم: محمد أمين نجف