- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو الأسود، ظالم بن عمرو ـ وقيل: ظالم بن ظالم ـ بن سفيان الدؤلي.
ولادته
ولد(رضي الله عنه) حوالي عام ۱۶ قبل الهجرة، ومن المحتمل أنّه ولد في البصرة باعتباره بصريّاً.
صحبته
کان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين، والإمام زين العابدين(عليهم السلام).
من أقوال العلماء فيه
۱ـ قال السيّد البروجردي: «قاضي البصرة، ثقة، ابتكر النحو»(۲).
۲ـ قال الشيخ القمّي: «وكان من سادات التابعين وأعيانهم، صحب عليّاً(عليه السلام)، وشهد معه وقعة صفّين، وهو بصري يُعدّ من الفرسان والعقلاء»(۳).
۳ـ قال الشيخ النمازي الشاهرودي: «هو من الفضلاء الصلحاء الفصحاء الشعراء، واضع علم النحو بأمر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه»(۴).
من أقوال علماء السنّة فيه
۱ـ قال الجاحظ: «أبو الأسود مقدّم في طبقات الناس، كان معدوداً في الفقهاء، والشعراء، والمحدّثين، والأشراف، والفرسان، والأُمراء، والدهاة، والنحاة، والحاضري الجواب، والشيعة»(۵).
۲ـ قال ابن قتيبة الدينوري (ت:۲۷۶ﻫ): «كان عاقلاً حازماً بخيلاً(۶)، وهو أوّل مَن وضع العربية، وكان شاعراً مجيداً، وشهد صفّين مع علي بن أبي طالب(رضي الله عنه)، وولي البصرة»(۷).
۳ـ قال الراغب الإصفهاني (ت:۵۰۲ﻫ): «أوّل مَن نقّط المصحف، وأسّس أساس النحو بإرشاد علي(عليه السلام)، وكان من أكمل الرجال رأياً وعقلاً، وكان شيعياً شاعراً، سريع الجواب، ثقة في الحديث»(۸).
۴ـ قال ابن خلكان (ت:۶۸۱ﻫ): «كان من سادات التابعين وأعيانهم، صحب علي بن أبي طالب(رضي الله عنه)، وشهد معه وقعة صفّين، وهو بصري، وكان من أكمل الرجال رأياً وأسدهم عقلاً»(۹).
جهاده
اشترك مع الإمام علي(عليه السلام) في حربي الجمل وصفّين، ولم يرضَ بأبي موسى الأشعري في مسألة التحكيم، كما كان قائداً للجيش في مقاتلة خوارج البصرة(۱۰).
وضعه العربية
كان(رضي الله عنه) أوّل مَن وضع النحو العربي، قال أبو العباس المبرّد (ت:۲۸۵ﻫ): «أوّل مَن وضع العربية ونقّط المصحف أبو الأسود، وقد سُئل أبو الأسود عمّن نهج له الطريق، فقال: تلقّيته من علي بن أبي طالب(عليه السلام)»(۱۱).
وقال عبد الرحمن بن الأنباري(ت:۵۷۷ﻫ): «إنّ أوّل مَن وضع علم العربية، وأسّس قواعده وحدوده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي»(۱۲).
وكان السبب في ظهور علم النحو ظهور اللحن في الكلام، وفي قراءة القرآن الكريم، حين ازداد الاختلاط والتشابك بين المسلمين العرب وغيرهم من المسلمين الأعاجم.
وخاصّة في البصرة حيث أنّها مركز تجاري حضاري، كثر فيه الاختلاط وظهر اللحن بأجلى صوره وشيوعه، حتّى وصل إلى بيت أبي الأسود الدؤلي حين لَحّنَت ابنته أُمامه.
كما ازداد اللحن في قراءة القرآن الكريم، وسُمعت آيات عديدة لحّنت فيها القراءة بحيث تغيّرت معانيها، وحفاظاً على القرآن الكريم من التحريف والخطأ والانحراف، وصيانة للّغة العربية وضع أبو الأسود الدؤلي أُسس علم النحو.
وهذه الأُسس هي التي أخذها عن الإمام علي(عليه السلام) إذ قال له:«الكلام كلّه ثلاثة أضرب: اسم، وفعل، وحرف»(۱۳).
وفي رواية أنّه(عليه السلام) ألقى إليه صحيفة وقال له: «أُنْحُ نحو هذا»(۱۴)، فلهذا سُمّي النحو نحواً.
والعمل الآخر الذي بقي خالداً هو تنقيط وتشكيل القرآن الكريم، فهو أوّل مَن نقّط وشكّل القرآن، وهناك مصحف مشكّل بخطّ الدؤلي في خزانة الكتب الرضوية في مدينة مشهد.
شعره
كان(رضي الله عنه) قمّة في الشعر والأدب، فقد نعته ابن قتيبة الدينوري (ت:۲۷۶ﻫ): بقوله: «وكان شاعراً مجيداً»(۱۵).
وقال الشيخ ابن البطريق(قدس سره): «هو من بعض الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأُولى من شعراء الإسلام»(۱۶).
فلم يدع(رضي الله عنه) فضيلة لأهل البيت(عليهم السلام) إلّا وقد صاغها شعراً، وقالها بكلّ قوّة وصمود، ولم يتزحزح في كلّ المواطن والظروف عن خطّ آل البيت(عليهم السلام) والدفاع عنهم، فمن شعره في رثاء الإمام علي(عليه السلام):
«ألا أبلغ معاويةَ بن حربٍ ** فلا قرّت عيونُ الشامتينا
أفي الشهرِ الحرامِ فجعتُمُونا ** بخيرِ الناسِ طُرّاً أجمعينا
ومن بعدِ النبيِّ فخيرُ نفسٍ ** أبو حسنٍ وخيرُ الصالحينا
كأنّ الناسُ إذ فقدوا عليّاً ** نعامٌ جالَ في بلدٍ سنينا
وكنّا قبلَ مهلكِهِ بخيرٍ ** نرى فينا وصيَّ المسلمينا
فلا واللهِ لا أنسى عليّاً ** وحُسنَ صلاتِهِ في الراكعينا
لقد علمت قريشُ حيثُ كانت ** بأنَّكَ خيرَهُم حسباً ودينا
فلا تشمت معاويةُ بن حربٍ ** فإنّ بقيةَ الخلفاءِ فينا»(۱۷).
موقف ابنته من خداع معاوية
«روي أنّ معاوية أرسل إليه هدية منها حلواء، يريد بذلك استمالته وصرفه عن حبّ أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، فدخلت ابنة صغيرة له خماسي أو سداسي عليه، فأخذت لقمة من تلك الحلواء، وجعلتها في فمّها.
فقال لها أبو الأسود: يابنتي، ألقيه فإنّه سمّ هذه حلواء، أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين، ويردّنا عن محبّة أهل البيت(عليهم السلام).
فقال الصبية: قبّحه الله، يخدعنا عن السيّد المطهّر بالشهد الزعفر، تبّاً لمرسله وآكله، فعالجت نفسها حتّى قاءت ما أكلته ثمّ قالت:
أبالشهدِ المزعفرِ يا ابنَ هندَ ** نبيعُ عليكَ أحساباً ودينا
معاذُ اللهِ كيفَ يكونُ هذا ** ومولانا أميرُ المؤمنينا»(۱۸).
مبايعته للإمام الحسن(عليه السلام)
تلقّى(رضي الله عنه) وهو في البصرة خبر استشهاد الإمام علي(عليه السلام)، فصعد المنبر، وخطب الناس، ونعى إليهم أمير المؤمنين(عليه السلام) وبكاه، ثمّ دعاهم إلى بيعة ابنه الإمام الحسن(عليه السلام) بقوله:«وقد أوصى بالإمامة بعده إلى ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وابنه وسليله، وشبيهه في خلقه وهديه، وإنّي لأرجو أن يُجبر الله به ما وهن، ويُسدّ به ما انثلم، ويجمع به الشمل، ويطفيء به نيران الفتنة، فبايعوه تُرشدوا.فبايعت الشيعة كلّها»(۱۹).
ولايته
عُيّن(رضي الله عنه) في عهد الإمام علي(عليه السلام) قاضياً في البصرة، ثمّ عُيّن والياً عليها بعد عبد الله بن عباس.
روايته للحديث
يُعتبر من رواة الحديث في القرن الأوّل الهجري، فقد روى أحاديث عن الإمام علي(عليه السلام)، وأبي ذر الغِفاري.
وفاته
تُوفّي(رضي الله عنه) عام ۶۹ﻫ بمدينة البصرة، ودُفن بها.
ــــــــــــــــــــــ
۱- اُنظر: الكنى والألقاب ۱/ ۹٫
۲- طرائف المقال ۲ /۷۳٫
۳- الكنى والألقاب ۱/ ۹٫
۴- مستدركات علم رجال الحديث ۸/ ۳۲۸، رقم ۱۶۶۳۹٫
۵- سير أعلام النبلاء ۴ /۸۴٫
۶- الحقيقة لم يكن(رضي الله عنه) بخيلاً، وإنّما كان مقتصداً يُدبّر أمره في رزقه.
۷- المعارف: ۴۳۴٫
۸- الشيعة وفنون الإسلام: ۱۵۰، نقلاً عن كتاب المحاضرات للراغب.
۹- وفيات الأعيان ۲ /۵۳۵٫
۱۰- اُنظر: تاريخ الطبري ۴: ۵۶٫
۱۱- الإصابة ۳ /۴۵۵٫
۱۲- الشيعة وفنون الإسلام: ۱۵۱٫
۱۳- وفيات الأعيان ۲/ ۵۳۵٫
۱۴- شرح إحقاق الحق ۸/ ۱۴٫
۱۵- المعارف: ۴۳۴٫
۱۶- الشيعة وفنون الإسلام: ۱۳۷، نقلاً عن العمدة.
۱۷- مناقب آل أبي طالب ۳/ ۹۸٫
۱۸- الكنى والألقاب ۱ /۱۰٫
۱۹- نهج السعادة ۸ /۵۱۰، نقلاً عن كتاب الأغاني ۱۱/ ۲۸۸ ط بيروت.
بقلم: محمد أمين نجف