قال الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال: «وأمّا الحكايات المتضمّنة لذمّه فكثيرة، لكن غير مسندة إلى كتاب يُستند إليه، أو ناقل يُعوّل عليه، وكيف كان هو من خُلّص المحبّين لهم(عليهم السلام)، والمادحين إيّاهم».
شعره
كان(قدس سره) شاعراً ماهراً، له ديوان شعر، ذكر فيه مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، منها قوله في مدح الإمام الرضا(عليه السلام)، لمّا قال له المأمون العبّاسي: يا أبا نؤاس، قد علمت مكان علي بن موسى الرضا منّي وما أكرمته به، فلماذا أخّرت مدحه، وأنت شاعر زمانك، وقريع دهرك؟ فأنشأ يقول:
قيلَ لي أنتَ أوحدَ الناسِ طُرّاً ** في فنونٍ من الكلامِ النبيه
لكَ من جوهرِ الكلامِ بديعٌ ** يُثمرُ الدرُّ في يدي مجتنيه
فعلى ما تركتَ مدحَ ابنُ موسى ** والخصالُ التي تجمّعنَ فيه
قلتُ لا أهتدي لمدحِ إمامٍ ** كانَ جبريلُ خادماً لأبيه
وقال في أهل البيت(عليهم السلام):
مطهّرونَ نقيّاتٌ جيوبِهِم ** تُتلى الصلاةُ عليهم أينما ذُكروا
مَن لم يكن علوياً حينَ تنسبُهُ ** فما لَهُ في قديمِ الدهرِ مُفتخرُ
والله لمّا برى خلقاً فأتقنَهُ ** صفاكُم واصطفاكُم أيُّها البشرُ
فأنتُم الملأُ الأعلى وعندَكُم ** علمَ الكتابِ وما جاءت بهِ السورُ
روي أنّه لمّا أنشدها قال له الإمام الرضا(عليه السلام): «قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد، ثمّ قال: يا غلام هل معك من نفقتنا شيء؟ فقال: ثلاثمائة دينار، فقال(عليه السلام): أعطها إيّاه، ثمّ قال(عليه السلام): لعلّه إستقلّها يا غلام سق إليه البغلة»(2).
وفاته
تُوفّي(رحمه الله) ما بين عام 195ه ـ 199ه بالعاصمة بغداد، ودُفن فيها.
ـــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: منتهى المقال في أحوال الرجال 7/ 262 رقم 347.