- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المبحث السابع: بيان أسماء الله ومعانيها
16 ـ البصير
قال تعالى: { والله بما تعملون بصير } [ الحديد: 4 ]
{ وهو السميع البصير } [ الشورى: 11 ]
معاني البصير
1 ـ العالم بالمبصرات(1).
2 ـ إنّه تعالى على صفة يدرك المبصرات إذا وجدت.(2)(3)
17 ـ التوّاب
قال تعالى: { إنّ الله هو التواب الرحيم } [ التوبة: 104]
{ إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } [ البقرة: 106 ]
التوّاب صيغة مبالغة للتائب.
والتوبة في المصطلح اللغوي تعني: “الرجوع”.
ويُقال: تاب العبد، أي: رجع العبد إلى الله عن طريق الندم والطاعة.
ويُقال: تاب الله على العبد، أي: رجع عليه بالقبول والغفران.
ومعنى التوّاب بالنسبة إلى الله: إنّه يقبل التوبة من العباد ويغفر سيّئاتهم(4).
18 ـ الجامع
قال تعالى: { ربّنا أنّك جامع الناس ليوم لا ريب فيه } [ آل عمران: 9 ]
معاني الجامع:
1 ـ المؤلّف بين الأجزاء المتباعدة والأمور المتفرّقة والأشياء المتماثلة أو المتباينة أو المتضادّة(5).
2 ـ الجامع لكلّ الفضائل والمكارم والمآثر(6).
3 ـ الذي يجمع الناس ليوم القيامة، كما يستفاد من الآية المذكورة أعلاه.
19 ـ الجبّار
قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك… الجبار… } [ الحشر: 23 ]
معاني الجبّار في اللغة:
1 ـ العظمة والقوّة والعزّة.
2 ـ الإجبار والإكراه والقهر.
3 ـ الإغناء من الفقر(7).
معاني “الجبّار” المنسوب إلى الله تعالى:
1 ـ القاهر الذي له الجبروت والعظمة(8).
2 ـ العالي الذي لا شيء فوقه; لأنّ الجبر جنس من العلو(9).
وقيل بأنّ اسم “الجبّار” في حقّ الله يفيد أنّه تعالى بحيث لا تناله الأفكار، ولا تحيط به الأبصار ولا تصل إلى كنه معرفته العقول.
3- الجبّار صيغة مبالغة للجابر، والجابر مأخوذ من الجبر، وهو في الأصل إصلاح الشيء مع القهر. والله جبّار بمعنى أنّه كثير الإصلاح للأشياء مع القهر(10).
ومنه قال الإمام علي(عليه السلام): “يا جابر كلّ كسير”(11).
تنبيه : صفة “الجبّار” صفة مدح لله وصفة ذم لغيره .
لأنّ “الجبّار” في غير الله هو الذي يقهر الآخرين على ما يريد من دون أن يكون له الحق في ذلك،(12) بعكس الله الذي له الحقّ المطلق في قهر مخلوقاته بإرادته العادلة والحكيمة.
20 ـ الجليل
قال تعالى: { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } [ الرحمن: 78 ]
معاني الجليل:
1 ـ الجليل مأخوذ من الجلال، وهو: الكمال في الصفات والأفعال.
2 ـ الجليل: “معناه السيّد”، يقال لسيّد القوم: جليلهم، وعظيمهم، ويُقال جلّ فلان في عيني، أي: عظم، وأجللته، أي: عظّمته”(13).
21 ـ الجميل
قال الإمام علي(عليه السلام): “إنّ الله جميل يحبّ الجمال”(14).
قال الإمام علي بن الحسين(عليه السلام): “يا الله يا جميل”(15).
والله جميل، أي: “حسن الأفعال، كامل الأوصاف”(16).
22 ـ الجواد
قال تعالى: { والله خير الرازقين } [ الجمعة: 11 ]
قال الإمام علي(عليه السلام): “الحمد لله الذي لا يكديه(17) الإعطاء والجود، إذ كلُّ معط منتقص سواه…”(18).
والجواد مشتق من الجود بمعنى التفضّل(19)، والجواد هو المحسن المنعم الكثير الإنعام والإحسان(20).
23 ـ الحافظ
قال تعالى: { فالله خير حافظاً } [ يوسف: 64 ]
{ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون } [ الحجر: 9 ]
وحفظه تعالى للعباد يعني صيانته عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.
24 ـ الحسيب
قال تعالى: { إنّ الله كان على كلّ شيء حسيباً } [ النساء: 86 ]
{ وكفى بالله حسيباً } [ النساء: 60 ]
معاني الحسيب:
1 ـ المحصي لكلّ شيء بحيث لا يخفى عليه شيء(21).
2 ـ المحاسب لعباده يوم القيامة والذي يجازيهم على أعمالهم(22).
3 ـ الكافي، كما يقال: حسبنا الله، أي: كافينا.
ومنه قوله تعالى: { جزاءً من ربّك عطاءً حساباً } [ النباء: 36 ]، أي: عطاءً كافياً، وكقوله تعالى: { فمن يتوكّل على الله فهو حسبه } [ الطلاق: 3 ]، أي: فهو كافيه(23).
4- الحسَب (بفتح السين) يعني السؤدد والشرف، فإذا كان الحسيب مأخوذاً من الحسَب، فسيكون معناه: المختص بشرف الألوهية والربوبية وجميع الكمالات.
25 ـ الحفي
قال تعالى حاكياً عن قول إبراهيم(عليه السلام): { سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفياً }[ مريم: 47 ]
معاني الحفي:
1 ـ العالم(24).
2 ـ اللطيف والمهتم بإكرام الآخرين(25).
26 ـ الحفيظ
قال تعالى: { وربّك على كلّ شيء حفيظ } [ سبأ: 21 ]
{ إنّ ربّي على كلّ شيء حفيظ } [ هود: 57 ]
معاني الحفيظ:
1- الحفيظ مأخوذ من “الحفظ” وهو بمعنى: صون الشيء من الزوال والاختلال، وسُمّي الله تعالى حفيظاً; لأنّه يحفظ الموجودات ويصونها من الزوال والاختلال في نظامها وتركيبها فترة بقائها، كما أنّه تعالى يحفظ عباده من السوء ويصرف عنهم البلاء حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة(26).
2- يحفظ الله أعمال العباد ويضبطها عنده بحيث لا تغيب عنه غائبة ولا تخفى عليه خافية، ولا تفوته منها مثقال ذرّة.
27 ـ الحقّ
قال تعالى: { إنّ الله هو الحق المبين } [ النور: 25 ]
{ فذلكم الله ربكم الحق } [ يونس: 32 ]
معاني الحقّ:
1- الحقّ وهو الثابت الذي لا يتغيّر، ولا يتناقض، ولا يعرض لذاته شيء، ولا يشوب ثبوته بطلان أبداً(27).
2- الحقّ ما لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به(28).
3- الحقّ معناه المحقّ(29).
4- المراد من اتّصافه تعالى بالحقّ أنّ عبادته هي الحقّ وعبادة غيره باطل، ويؤيّد ذلك قوله تعالى: { ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل } [ الحج: 62 ]، أي: يبطل ويذهب ولا يملك لأحد ثواباً ولا عقاباً(30).
28 ـ الحَكَم
قال تعالى: { حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين } [ يونس: 109 ]
{ أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب… } [ الأنعام: 114 ]
أصل “الحكم” منعُ الفساد، وأُطلق على الحاكم هذا الاسم لمنعه الناس عن ظلم أحدهم للآخر(31).
ومعنى كونه تعالى “الحَكَم” بين العباد: أنّ شريعته جاءت لتمنع العباد عن الفساد والظلم(32).
29 ـ الحكيم
قال تعالى: { لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم } [ آل عمران: 6 ]
معاني الحكيم:
1 ـ العالم(33) الذي له أفضل العلم وأتمّه.
ومنه قوله تعالى: { يؤتي الحكمة من يشاء } [ البقرة: 269 ]
2 ـ الذي أفعاله محكمة ومتقنة وسديدة ومُصانة من الفساد(34).
ولهذا يكون الحكيم هو المنزّه عن فعل ما لا ينبغي، وهو الذي يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها(35).
تنبيهان :
1 ـ الحكمة في اللغة لها أصل واحد، وهو “المنع”(36).
وسمّيت الحكمة “حكمة”; لأنّها تمنع الرجل من فعل ما لا ينبغي.
وأطلقت الحكمة على العلم، لأنّ العلم يمنع الجهل.
وأطلقت الحكمة على الفعل المتقن; لتبيّن منع وصول الفساد إلى هذا الفعل; لأنّ من أتقن فعله فهو ـ في الواقع ـ منع طروء الفساد على فعله، ولهذا أصبح فعله محكماً ومتقناً ومصاناً ومحفوظاً من الفساد والنقصان.
2- إذا اعتبرنا “الحكمة” وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه، وستكون صفة “الحكيم” لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الذاتية.
وإذا اعتبرنا “الحكمة” وصفاً للفعل، فسيكون معناها كون الفعل متقناً ومنزّهاً، وستكون صفة “الحكيم” لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الفعلية.
30 ـ الحليم
قال تعالى: { إنّ الله غفور حليم } [ آل عمران: 155 ]
{ والله غني حليم } [ البقرة: 263 ]
من مصاديق حلمه تعالى على العباد عدم استعجاله في معاقبة العصاة منهم،(37)بل يفسح لهم المجال، ويقيم عليهم الحجّة، ويوفّر لهم الأجواء للتوبة والإنابة.
ومن كمال حلمه تعالى على هؤلاء أنّه لا يحبس عليهم النعم لأجل ذنوبهم، بل يرزقهم كما يرزق المطيعين.
ولهذا قال تعالى: { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخّرهم إلى أجل مسمّى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } [ النحل: 61 ]
31 ـ الحميد
قال تعالى: { إنّ الله هو الغني الحميد } [ لقمان: 26 ]
الحمد يعني الثناء على الشخص بالفضلية فيما يصدر منه من الأفعال الاختيارية، وهو خلاف الذمّ(38).
معاني الحميد:
1- معناه المحمود(39)، أي: إنّ الله يستحق الحمد والثناء إزاء أفعاله الكمالية.
2- معناه الحامد، أي: إنّ الله يثني على أهل طاعته بما يعملون من أفعال صالحة.
32 ـ الحنّان
ورد في دعاء للإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “وأنت الله لا إله إلاّ أنت الحنّان المنّان”(40).
الحنان، أي: الرحمة والعطف(41).
وورد أنّ الحنّان هو الذي يُقبل على من يُعرض عنه(42).
33 ـ الحي
قال تعالى: { الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم } [ البقرة: 255 ]
معاني الحي:
1 ـ لا يصح عليه الموت والفناء.
قال تعالى: { وتوكّل على الحي الذي لا يموت } [ الفرقان: 58 ]
2- الحي: ذو الحياة، والحياة صفة وجودية من شأنها أن تكون أساساً لصفتي العلم والقدرة(43).
34 ـ الخافض
قال الإمام علي(عليه السلام): “الحمد لله الخافض الرافع…”(44).
الخفض ضدّ الرفع، ومعناه الانحطاط والسقوط وتنزيل المكانة.
ويخفض الله أهل الكفر والمعصية، أي: يضعهم ويهينهم ويحطّ مراتبهم بسبب كفرهم ومعصيتهم(45)
35 ـ الخالق
قال تعالى: { فتبارك الله أحسن الخالقين } [ المؤمنون: 14 ]
معاني الخلق:(46)
1- بمعنى الإبداع، أي: إيجاد الشيء لا من شيء، وتكوينه من غير مادّة ولا على مثال سابق.
2- بمعنى التقدير، أي: إيجاد شيء من شيء، عن طريق تركيب أشياء لينتج شيء آخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر: النكت الاعتقادية، الشيخ المفيد: الفصل الأوّل، ص 24.
2- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 192.
3- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل العاشر: سمع الله تعالى وبصره.
4- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 2، مادة (توب)، ص 61.
5- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 145.
6- الأسماء والصفات، أبو بكر أحمد بن حسين البيهقي: 1 / 149.
7- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادة (جبر)، ص 165 ـ 166.
8- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 201.
9- مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (جبر)، ص 184.
10- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (جبر)، ص 183.
11- الإقبال بالأعمال الحسنة، علي بن موسى بن جعفر بن طاووس: ج 1، الباب التاسع، ص 258.
12- قال تعالى: (كذلك يطبع الله على كلّ قلب متكبّر جبار ) [غافر: 35]
13- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.
14- الكافي، الشيخ الكليني: ج 6، كتاب الزي والتجمّل، باب التجمّل وإظهار النعمة، ح 1، ص 438.
15- الصحيفة السجادية: أدعية شهر رمضان، دعاؤه في اليوم الخامس والعشرين منه، ص 134.
16- لسان العرب، ابن منظور: ج 2، مادة (جمل) ص 363.
17- أي: لا يفقره ولا يُنِفذ خزائه الإعطاء والجود.
18- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 91 المعروفة بخطبة الأشباح، ص 148.
19- انظر: كنز الفوائد، أبو الفتح الكراجكي: ج 1، أسماء الله وحقيقتها، ص 73.
20- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 210.
21- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 197.
22- المصدر السابق .
23- المصدر السابق .
24- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 197.
مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (حفي)، ص 246.
25- المصدر السابق .
26- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.
27- انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثاني، المسألة (21)، ص 415.
28- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 40.
29- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.
30- انظر: المصدر السابق .
31- انظر: الأسماء والصفات، البيهقي: 1 / 142.
32- انظر: علم اليقين، محسن الكاشاني: 1 / 121.
33- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195.
يبيّن قوله تعالى: (والله عليم حكيم ) [النساء: 26] بأنّ العلم غير الحكمة، ولهذا من الأفضل أن نقول: إذا أصبحت الحكمة وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه.
34- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195 ـ 196.
35- مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 6، تفسير آية 60 من سورة النحل، ص 566.
36- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادّة حكم، ص 272.
37- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 196.
38- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 3، مادة (حمد)، ص 314.
39- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 197.
40- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب: دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة، ح 18، ص 583 .
41- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 3، مادّة (حنن)، ص 366.
42- تاج العروس، محمّد الزبيدي: ج 9، مادة (حنن)، ص 184.
43- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل السابع: حياة الله تعالى.
44- الكافي، الشيخ الكليني: ج 8 ، كتاب الروضة، ح 193، ص 170.
45- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 4، ماده (خفض)، ص 154 ـ 155.
46- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادّة (خلق)، ص 296.
المصدر: التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) / الشيخ علاء الحسون