- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 6 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
يتطرق الكاتب إلى ذكر ترجمة مختصرة عن مواقف مجموعة من أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع) الذين هاجروا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فيقول:
لا يخفى أن أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع) من المهاجرين كثيرون، نذكر بعض منهم باختصار:
1ـ عمار بن ياسر
ولد في مكة، واستُشهد مع الإمام أمير المؤمنين (ع) يوم صفّين عام 37ﻫ.
قال رسول الله (ص) في حقّه: «كلّا، إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه»[1].
وقال رسول الله (ص) أيضاً: «دم عمّار ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسّه»[2].
وقال الإمام أمير المؤمنين (ع) في حقّه: «خُلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: أبو ذرّ وسلمان والمقداد وعمّار وحُذيفة… وأنا إمامهم، وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة (عليها السلام)».
قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): «معنى قوله: خُلقت الأرض لسبعة نفر، ليس يعني من ابتدائها إلى انتهائها، وإنّما يعني بذلك أنّ الفائدة في الأرض قُدّرت في ذلك الوقت لمَن شهد الصلاة على فاطمة (عليها السلام)، وهذا خلق تقدير لا خلق تكوين»[3].
2ـ هاشم بن عتبه المرقال
كان (رحمه الله) من المسارعين والمبادرين إلى بيعة الإمام أمير المؤمنين (ع)، فقد «قال لمّا قُتل عثمان: هذه يميني لعلي وشمالي لي وقد بايعته، وكان بالكوفة وقال:
أُبايعُ غير مكترثٍ عليّاً *** ولا أخشى أميراً أشعريّا
أُبايعُهُ وأعلمُ أن سأرضي *** بذاكَ الله حقّاً والنبيّا
ودخل على أبي موسى الأشعري، وهو أمير الكوفة يومئذٍ فقال: يا أبا موسى، بايع لخير هذه الأُمّة بعد نبيّها علي بن أبي طالب (ع).
فقال: لا تعجل حتّى تنظر ما يصنع الناس، وعلى مَن يكون اجتماعهم، فخرج من عنده وهو واضع يده اليمنى على اليسرى يقول: هذه بيعتي لخير الأُمّة بعد نبيّها علي بن أبي طالب (ع)»[4].
واشترك المرقال (رحمه الله) مع الإمام أمير المؤمنين (ع) في حرب صفّين، وقد أعطى الإمام علي (ع) الراية بيده، ولا يخفى على البصير أنّ الإمام (ع) لا يُعطي الراية ـ خصوصاً العظمى ـ إلّا لمتمحِّض في الإيمان.
حمل على القوم ـ هو وأصحابه ـ قائلاً:
«أعور يبغي نفسه خلاصا *** مثل الفنيق لابساً دلاصا
قد جرّبَ الحربَ ولا أناصا *** لا ديّةً يخشى ولا قصاصا
كلُّ امرئٍ وإن كبا وحاصا *** ليس يرى من موتِهِ مناصا»[5].
وفي خبر آخر قال:
«أعور يبغي أهله محلّا *** لا بدَّ أن يفلَّ أو يفلّا
قد عالجَ الحياةَ حتَّى ملّا
حتّى قتل تسعة نفر أو عشرة، وحمل عليه الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه فسقط»[6].
3ـ حجر بن عدي الكندي
قال رسول الله (ص) في حقّه: «سيُقتل بعذراء أُناس يغضب الله لهم وأهل السماء»[7].
وقال رسول الله (ص) أيضاً: «يُقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات»[8].
وقال الإمام أمير المؤمنين (ع) في حقّه: «اللّهم نوّر قلبه بالتقى، واهده إلى صراط مستقيم، ليت أنّ في جندي مائة مثلك»[9].
وقال (ع) أيضاً: «يا أهل العراق، سيُقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود»[10].
استُشهد حجر (رحمه الله) عام 51ﻫ، وقيل: 53ﻫ، ودُفن في مرج عذراء ـ قرية تبعد (25 كلم) عن دمشق ـ، وقبره معروف يُزار.
4ـ عمرو بن الحمق الخزاعي
قال الإمام الحسين (ع) في رسالته إلى معاوية: «أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه وصفرّت لونه؟ بعدما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل، ثمّ قتلته جرأة على ربّك واستخفافاً بذلك العهد»[11].
وقال الإمام موسى الكاظم (ع): «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.
ثمّ ينادي مناد: أين حواري علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وصيّ محمّد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق…فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين»[12].
استُشهد (رحمه الله) عام 50ﻫ، وقيل: 51ﻫ بالموصل في شمال العراق، وأُرسل برأسه إلى معاوية هدية، وهو «أوّل رأس أُهدي في الإسلام»[13].
5ـ زيد بن صوحان
قال رسول الله (ص) في حقّه: «مَن سرّه أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنّة فلينظر إلى زيد بن صوحان.
قلت: قُطعت يد زيد في جهاده المشركين»[14].
وقال الإمام محمد الباقر (ع) في حقّه: «شهد مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) من التابعين ثلاثة نفر بصفّين شهد لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالجنّة ولم يرهم: أويس القَرني، وزيد بن صوحان العبدي، وجُندب الخير الأزدي رحمة الله عليهم»[15].
وقال الإمام جعفر الصادق (ع) في حقّه: «لمّا صُرع زيد بن صوحان رحمة الله عليه يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى جلس عند رأسه، فقال: رحمك الله يا زيد، قد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة.
قال: فرفع زيد رأسه إليه وقال: وأنت فجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين، فوالله ما علمتك إلّا بالله عليماً، وفي أُمّ الكتاب عليّاً حكيماً، وأنّ الله في صدرك لعظيم، والله ما قاتلت معك على جهالة، ولكنّي سمعت أُمّ سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) تقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، فكرهت والله أن اخذلك فيخذلني الله»[16].
استُشهد (رحمه الله) عام 36ﻫ في حرب الجمل.
6ـ عدي بن حاتم الطائي
أـ كان (رحمه الله) من السابقين الأوّلين الذين رجعوا إلى الإمام علي (ع)[17].
ب ـ كان من الصحابة الذين قاموا وشهدوا على صحّة ما نقله الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حول حديث الغدير، لمّا ناشدهم قائلاً: «أُنشد الله مَن شهد يوم غدير خُم إلّا قام»[18].
ج ـ اشترك مع الإمام أمير المؤمنين (ع) في حروبه كلّها: الجمل وصفّين والنهروان، وكان فيها من قادة الجيش[19].
د ـ اشترك مع الإمام الحسن المجتبى (ع) في حربه مع معاوية بن أبي سفيان.
هـ ـ خرج عدي (رحمه الله) مع الإمام أمير المؤمنين (ع) إلى صفّين لمقاتلة معاوية، وقد أبلى فيها بلاء حسناً، واُصيبت إحدى عينيه في الحرب، وممّا قاله يوم صفّين:
«أقولُ لمَّا أن رأيتُ المعمعه *** واجتمع الجُندان وسطَ البلقعه
هذا عليٌّ والهدى حقّاً معه *** يا ربّ فاحفظهُ ولا تُضيَّعه
فإنَّهُ يخشاكَ ربّ فارفعه *** ومَن أرادَ عيبهُ فضعضعه
أو كادهُ بالبغي منكَ فاقمعه»[20].
7ـ البراء بن عازب
قال الشيخ محيي الدين المامقاني ـ أحد علماء الدين في قم ـ في حقّه: «إنّ عدّ البرقي والعلّامة للمترجم من أصفياء أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعدّ ابن أبي الحديد له من رؤساء الأنصار الذين كانوا تحت راية أمير المؤمنين (عليه السلام)، واتّفاق الخبراء من أرباب الرجال بنضاله تحت راية أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه الثلاثة، وتصريحه لأمير المؤمنين (عليه السلام) بأنّه هو وأصحابه كانوا قبل اتّباعهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) بمنزلة اليهود تخف عليهم العبادة، وإنّ بعد اتّباعهم له (عليه السلام) وقع حقائق الإيمان في قلوبهم، ومناداته بحديث الغدير، وشهادته عند استشهاده (عليه السلام) منه ومن آخرين بحديث الغدير، وإعلانه الولاء لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وإرسال أمير المؤمنين له إلى أهل النهروان، وموقفه يوم السقيفة.. إلى غير ذلك ممّا يشهد على جلالته ووثاقته، لأدلّ دليل على قربه منه (عليه السلام) ومنزلته واعتماده عليه.
ومن ملاحظة مجموع ما ذكرناه ينبغي عدّه من الثقات الأجلّاء، وأنّ عدّه من الحسان هضم لحقّه، وتنقيص لرتبته، والله العالم»[21].
وروى الشيخ الكشّي (قدس سره) في رجاله عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) «أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال للبراء بن عازب: كيف وجدت هذا الدين؟ قال: كنّا بمنزلة اليهود قبل أن نتّبعك، تخف علينا العبادة، فلمّا اتّبعناك ووقع حقائق الإيمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فمَن ثَمّ يُحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير، وتُحشرون فرادى فرادى، يُؤخذ بكم إلى الجنّة»[22].
8ـ عبد الله بن بديل الخزاعي
أـ اشترك مع رسول الله (ص) في معركة حنين والطائف وتبوك.
ب ـ أرسله رسول الله (ص) مع أخويه عبد الرحمن ومحمّد إلى اليمن؛ ليفقّهوا أهلها ويُعلّموهم الدين[23].
ج ـ عدّه الشيخ المفيد من المجمعين على خلافة أمير المؤمنين (ع) وإمامته بعد قتل عثمان[24].
د ـ كان من الصحابة الذين قاموا وشهدوا على أنّهم سمعوا رسول الله (ص) يقول يوم غدير خُم: مَن كنت مولاه فعلي مولاه[25].
هـ ـ اشترك مع الإمام أمير المؤمنين (ع) في حربي الجمل وصفّين، وكان فيها من قادة الجيش.
استُشهد (رحمه الله) في شهر صفر 37ﻫ في حرب صفّين.
نكتفي بهذا المقدار من ذكر أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع) من المهاجرين، الذين يستحقّون أن يذكروا أكثر من هذا، ولكن البناء على الاختصار.
الهوامش
[1] تفسير جوامع الجامع 2 /350.
[2] تاريخ مدينة دمشق 43 /401.
[3] الخصال: 361 ح50.
[4] مختصر أخبار شعراء الشيعة: 39 رقم4.
[5] وقعة صفّين: 347.
[6] وقعة صفّين: 355.
[7] الوافي بالوفيات 11 /248.
[8] تاريخ اليعقوبي 2 /231.
[9] وقعة صفّين: 103.
[10] مناقب آل أبي طالب 2 /107.
[11] رجال الكشّي 1 /253 ح99.
[12] رجال الكشّي 1 /43 ح20.
[13] المصنّف لابن أبي شيبة 7 /723.
[14] تاريخ بغداد 8 /441 رقم4549.
[15] الاختصاص: 81.
[16] رجال الكشّي 1 /284 ح119.
[17] اُنظر: رجال الكشّي 1 /186 ح78.
[18] كتاب الولاية لابن عقدة: 196.
[19] اُنظر: الكنى والألقاب 3 /175 رقم25.
[20] شرح نهج البلاغة 8 /51.
[21] تنقيح المقال 12 /79 رقم2924.
[22] رجال الكشّي 1 /243 ح94.
[23] اُنظر: رجال ابن داود: 117 رقم840.
[24] الجمل: 52.
[25] اُنظر: رجال الكشّي 1 /246 ح95.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
يتطرق الكاتب إلى ذكر ترجمة مختصرة لثمانية أصحاب من أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع) الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ، منهم عمار بن ياسر ، وهاشم بن عتبه المرقال وحجر بن عدي الكندي .