لا شكّ أنّ حديث المؤاخاة يُثبت أنّ عليّاً أخو رسول الله، ولكنّه لا يدلّ على إمامته(عليه السلام) نصّاً.
إشكال طُرح، يُرجى الردّ عليه، جزاكم الله خيراً.
الجواب:
إنّ النصّ من النبيّ(صلى الله عليه وآله) على نوعين، منه ما يدلّ بلفظه وصريحه على الإمامة، ومنه ما يدلّ ـ فعلاً كان أو قولاً ـ بنوع من التنزيل عليها، وحديث المؤاخاة من النوع الثاني.
لأنّ الغرض من مؤاخاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) للإمام عليّ(عليه السلام) هو التعريف بمنزلة الإمام(عليه السلام)، وبيان فضله على غيره؛ لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يُؤاخي بين الرجل ونظيره ـ كما دلّت بعض الأخبار ـ فيكون أمير المؤمنين(عليه السلام) هو النظير لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، كما جعلته آية المباهلة نفسه، وذلك رمز لإمامته(عليه السلام)، ولذا احتجّ الإمام عليّ(عليه السلام) بهذا الحديث يوم الشورى(۱).
كما أشار رسول الله(صلى الله عليه وآله) أيضاً إلى ذلك بقوله: «أنت أخي ووارثي، قال(عليه السلام): وما أرثك؟ قال: ما ورثت الأنبياء قبلي؛ كتاب الله وسنّتي»(۲).
فإنّ عليّاً(عليه السلام) إذا ورث مواريث الأنبياء كان من خلفائهم وإمام الأُمّة، إذ ليس الإمام إلّا من كان كذلك.