- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 16 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
مُلك بني أُميّة وزواله
27 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – على منبر الكوفة – : ألا لعن الله الأفجرين من قريش : بني أُميّة وبني مغيرة ، أمّا بنو مغيرة فقد أهلكهم الله بالسيف يوم بدر ، وأمّا بنو أُميّة فهيهات هيهات ! أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لو كان المُلك من وراء الجبال لَيثبوا عليه حتى يصلوا ( 36 ) .
28 – عنه ( عليه السلام ) – من خطبة له بالمدينة – : سيجمع هؤلاء لشرّ يوم لبني أُميّة كما يجمع قزع ( 37 ) الخريف ، يؤلّف الله بينهم ، ثمّ يجعلهم ركاماً كركام السحاب ، ثمّ يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين سيل العرم حيث بعث عليه فارة ، فلم يثبت عليه أكمّة ( 38 ) ، ولم يردّ سننه رضّ طود ( 39 ) .
يذعذعهم ( 40 ) الله في بطون أودية ، ثمّ يسلكهم ينابيع في الأرض ، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ، ويمكّن بهم قوماً في ديار قوم ، تشريداً لبني أُميّة ، ولكيلا يغتصبوا ما غصبوا ، يضعضع الله بهم ركناً ، وينقض بهم طيَّ الجنادل ( 41 ) من إرم ، ويملأ منهم بطنان ( 42 ) الزيتون .
فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، ليكوننّ ذلك وكأنّي أسمع صهيل خيلهم وطمطمة ( 43 ) رجالهم ، وأيم الله ، ليذوبنّ ما في أيديهم بعد العلوّ والتمكين في البلاد كما تذوب الألية على النار ، من مات منهم مات ضالاًّ ، وإلى الله عزّ وجلّ يفضى منهم من درج ، ويتوب الله عزّ وجلّ على من تاب ، ولعلّ الله يجمع شيعتي بعد التشتّت لشرّ يوم لهؤلاء ( 44 ) .
29 – عنه ( عليه السلام ) – من خطبة له يصف فيها بني أُميّة – : افترقوا بعد أُلفتهم ، وتشتّتوا عن أصلهم ، فمنهم آخذٌ بغصن أينما مال مال معه . على أنّ الله تعالى سيجمعهم لشرّ يوم لبني أُميّة كما تجتمع قَزعُ الخريف ! يؤلّف الله بينهم ، ثمّ يجمعهم ركاماً كركام السحاب ، ثمّ يفتح لهم أبواباً . يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين ، حيث لم تسلم عليه قارة ، ولم تثبت عليه أكمة ، ولم يرُدَّ سَننَه رصُّ طود ، ولا حِدابُ ( 45 ) أرض .
يُذعذعهم الله في بطون أوديته ، ثمّ يسلكهم ينابيع في الأرض ، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ، ويمكّن لقوم في ديار قوم . وأيم الله ، ليذوبنّ ما في أيديهم بعد العلوّ والتمكين ، كما تذوب الألية على النار ( 46 ) .
30 – عنه ( عليه السلام ) – يشير إلى ظلم بني أُميّة – : والله لا يزالون حتى لا يَدَعُوا لله مُحرَّماً إلاّ استحلّوه ، ولا عقداً إلاّ حلّوه ، وحتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلاّ دخله ظلمهم ونَبا به سوء رعيهم ، وحتى يقوم الباكيان يبكيان : باك يبكي لدينه ، وباك يبكي لدنياه ، وحتى تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيّده ، إذا شهد أطاعه ، وإذا غاب اغتابه ، وحتى يكون أعظمَكم فيها عناءً ، أحسنُكم بالله ظنّاً ، فإن أتاكم الله بعافية فاقبلوا ، وإن ابتليتم فاصبروا ، فإنّ العاقبة للمتّقين ( 47 ) .
31 – عنه ( عليه السلام ) : ألا إنّ أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أُميّة ؛ إنّها فتنة عمياء مظلمة ( 48 ) .
32 – عنه ( عليه السلام ) : ألا وإنّ أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أُميّة ، فإنّها فتنة عمياء مظلمة : عمّت خطّتها ، وخَصّت بليّتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها . وأيم الله ، لتجدنّ بني أُميّة لكم أربابَ سوء بعدي ، كالنَّاب الضروس ؛ تَعذم ( 49 ) بفيها ، وتَخبط بيدها ، وتَزبن برجلها ، وتمنع درّها ، لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلاّ نافعاً لهم ، أو غير ضائر بهم .
ولا يزال بلاؤهم عنكم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد من ربّه ، والصاحب من مستصحبه ، تَرِدُ عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة ، وقطعاً جاهليّة ، ليس فيها منار هدىً ، ولا علم يرى .
نحن أهل البيت منها بمنجاة ، ولسنا فيها بدُعاة ، ثمّ يُفرّجها الله عنكم كتفريج الأديم ، بمن يَسومهم خَسفاً ( 50 ) ، ويسوقهم عُنفاً ، ويسقيهم بكأس مُصبّرة ( 51 ) لا يعطيهم إلاّ السيف ، ولا يُحلسهم ( 52 ) إلاّ الخوف ، فعند ذلك تودّ قريش – بالدنيا وما فيها – لو يَرونني مَقاماً واحداً ، ولو قدر جزر جزور ، لأِقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه ! ( 53 ) .
33 – عنه ( عليه السلام ) : يظنّ الظانّ أنّ الدنيا معقولة على بني أُميّة ؛ تمنحهم درّها ، وتوردهم صفوها ، ولا يرفع عن هذه الأُمّة سوطها ولا سيفها ، وكذب الظانّ لذلك ، بل هي مجّة ( 54 ) من لذيذ العيش ؛ يتطعّمونها برهة ، ثمّ يلفظونها جملة ! ( 55 ) .
34 – عنه ( عليه السلام ) – في ذكر بني أُميّة – : يظهر أهل باطلها على أهل حقّها حتى تملأ الأرض عدواناً وظلماً وبدعاً ، إلى أن يضع الله عزّ وجلّ جبروتها ، ويكسر عمدها ، وينزع أوتادها ، ألا وإنّكم مدركوها ، فانصروا قوماً كانوا أصحاب رايات بدر وحنين ، تؤجروا ولا تُمالِئوا عليهم عدوّهم فتصرعكم البليّة وتحُلّ بكم النقمة ( 56 ) .
35 – عنه ( عليه السلام ) : فأُقسم بالله ، يا بني أُميّة عمّا قليل لتعرفُنّها في أيدي غيركم وفي دار عدوّكم ( 57 ) .
36 – عنه ( عليه السلام ) : فأُقسم بالله الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لتنتحرنّ عليها يا بني أُميّة ، ولتعرفنّها في أيدي غيركم ودار عدوّكم عمّا قليل ، وليعلمنّ نبأه بعد حين ( 58 ) .
37 – عنه ( عليه السلام ) – في بني أُميّة – : لا يزال هؤلاء القوم آخذين بثَبَج ( 59 ) هذا الأمر ما لم يختلفوا بينهم ، فإذا اختلفوا بينهم خرجت منهم ، فلم تعد إليهم إلى يوم القيامة ( 60 ) .
38 – عنه ( عليه السلام ) : إنّ لبني أُميّة مِرْوَداً ( 61 ) يجرون فيه ، ولو قد اختلفوا فيما بينهم ثمّ كادتهم الضباع لغلبتهم ( 62 ) .
39 – عنه ( عليه السلام ) : فأُقسم ثمّ أُقسم ، لتَنخَمَنّها أُميّة من بعدي كما تُلفظ النُّخامة ، ثمّ لا تذوقها ولا تطعم بطعمها أبداً ما كَرَّ الجديدان ( 63 ) .
40 – عنه ( عليه السلام ) : لا يزال بلاء بني أُميّة شديداً حتى يبعث الله العُصَب مثل قزع الخريف ، يأتون من كلٍّ ، ولا يستأمرون أميراً ولا مأموراً ، فإذا كان ذلك أذهب الله مُلك بني أُميّة ( 64 ) .
41 – عنه ( عليه السلام ) : إنّ بني أُميّة لا يزالون يطعنون في مِسْحَل ضلالة ، ولهم في الأرض أجل ونهاية ، حتى يُهريقوا الدم الحرام في الشهر الحرام ، والله لكأنّي أنظر إلى غُرْنوق ( 65 ) من قريش يتشحّط في دمه ، فإذا فعلوا ذلك لم يبقَ لهم في الأرض عاذِر ، ولم يبقَ لهم ملك على وجه الأرض بعد خمس عشرة ليلة ( 66 ) .
42 – المناقب لابن شهر آشوب عن الأعمش بروايته عن رجل من همدان : كنّا مع عليّ ( عليه السلام ) بصفّين ، فهزم أهلُ الشام ميمنة العراق ، فهتف بهم الأشتر ليتراجعوا ، فجعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول لأهل الشام : يا أبا مسلم خذهم – ثلاث مرات – .
فقال الأشتر : أوَليس أبو مسلم معهم ؟
قال : لست أُريد الخولاني ، وإنّما أُريد رجلا يخرج في آخر الزمان من المشرق ، يهلك الله به أهل الشام ، ويسلب عن بني أُميّة ملكهم ( 67 ) .
ملك معاوية
43 – الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لي ذات يوم وقد رآني فرحاً : يا حسن أتفرح ؟ ! كيف بك إذا رأيت أباك قتيلا ؟ ! أم كيف بك إذا ولي هذا الأمر بنو أُميّة ، وأميرها الرحب البلعوم ، الواسع الأعفاج ( 68 ) ، يأكل ولا يشبع ، يموت وليس له في السماء ناصر ولا في الأرض عاذر ، ثمّ يستولي على غربها وشرقها ، يدين له العباد ويطول ملكه ، يستنّ بسنن البدع والضلال ، ويميت الحقّ وسُنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقسم المال في أهل ولايته ، ويمنعه من هو أحقّ به ، ويُذلّ في ملكه المؤمن ، ويقوى في سلطانه الفاسق ، ويجعل المال بين أنصاره دولا ، ويتّخذ عباد الله خولا ، يدرس في سلطانه الحقّ ، ويظهر الباطل ، ويُلعن الصالحون ، ويقتل من ناواه على الحقّ ، ويدين من والاه على الباطل ( 69 ) .
44 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : أما إنّه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البُلعوم ، مُندحق البطن ( 70 ) ، يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ، ولن تقتلوه ! ألا وإنّه سيأمركم بسبّي والبراءة منّي ، فأمّا السبّ فسبّوني ، فإنّه لي زكاة ، ولكم نجاة ، وأمّا البراءة فلا تتبرّأوا منّي ؛ فإنّي ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة ( 71 ) .
45 – الإيضاح عن مِيْنا مولى عبد الرحمن بن عوف : سمع عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ضوضاةً في عسكره ، فقال : ما هذا ؟
فقيل : قُتل معاوية .
فقال : كلاّ وربّ الكعبة ، لا يقتل حتى تجتمع الأُمّة عليه .
فقيل له : يا أمير المؤمنين فبم تقاتله ؟
قال : ألتمس العذر فيما بيني وبين الله ( 72 ) .
46 – الخرائج والجرائح عن عوف بن مروان : إنّ راكباً قدم من الشام ، فأفشى في الكوفة أنّ معاوية مات ، فجيء بالرجل إلى عليّ ( عليه السلام ) فقال : أنت شهدت موت معاوية ؟
قال : نعم ، كنت فيمن دفنه .
فقال له عليّ : إنّك كاذب .
فقال القوم : أهو يكذب ؟
قال : نعم ؛ لأنّ معاوية لا يموت حتى يملك هذه الأُمّة ، ويفعل كذا ، ويفعل كذا بعدما ملك .
فقال القوم : فَلِمَ تقاتله وأنت تعلم أنّه سيبلغ هذا ؟
قال : للحجّة ( 73 ) .
47 – مروج الذهب : قد كان معاوية دسّ أُناساً من أصحابه إلى الكوفة يشيعون موته ، وأكثر الناس القول في ذلك حتى بلغ عليّاً ، فقال في مجلسه :
قد أكثرتم من نعي معاوية ، والله ما مات ولا يموت حتى يملك ما تحت قدمي ، وإنّما أراد ابن آكلة الأكباد أن يعلم ذلك منّي ، فبعث من يشيع ذلك فيكم ليعلم ويتيقّن ما عندي فيه ، وما يكون من أمره في المستقبل من الزمان .
ومرّ في كلام كثير يذكر فيه أيّام معاوية ومن تلاه من يزيد ومروان وبنيه ، وذكر الحجّاج وما يسومهم من العذاب ، فارتفع الضجيج ، وكثر البكاء والشهيق ، فقام قائم من الناس فقال : يا أمير المؤمنين ، ولقد وصفت أُموراً عظيمة ، آلله إن ذلك كائن ؟
قال عليّ : والله إنّ ذلك لكائن ، ما كَذِبت ولا كُذِبت .
فقال آخرون : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟
قال : إذا خُضبت هذه من هذه ، ووضع إحدى يديه على لحيته والأُخرى على رأسه ، فأكثر الناس من البكاء .
فقال : لا تبكوا في وقتكم هذا فستبكون بعدي طويلا .
فكاتب أكثر أهل الكوفة معاوية سرّاً في أُمورهم ، واتّخذوا عنده الأيادي ، فوالله ما مضت إلاّ أيّام قلائل حتى كان ذلك ( 74 ) .
عاقبة خالد بن عُرْفُطة
48 – مقاتل الطالبيّين عن السائب : بينما عليّ ( عليه السلام ) على المنبر إذ دخل رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مات خالد بن عرفطة .
فقال : لا والله ما مات .
إذ دخل رجل آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مات خالد بن عرفطة .
فقال : لا والله ما مات .
إذ دخل رجل آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مات خالد بن عرفطة .
فقال : لا والله ما مات ولا يموت حتى يدخل من باب هذا المسجد – يعني باب الفيل – براية ضلالة يحملها له حبيب بن عمّار .
قال : فوثب رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أنا حبيب بن عمّار ، وأنا لك شيعة .
قال : فإنّه كما أقول .
فقدم خالد بن عرفطة على مقدّمة معاوية يحمل رايته حبيب بن عمّار ( 75 ) .
49 – الإرشاد عن سويد بن غفلة : إنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي مررت بوادي القرى ( 76 ) ، فرأيت خالد بن عرفطة قد مات بها ، فاستغفِرْ له .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : مَهْ ، إنّه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة ، صاحب لوائه حبيب بن حِماز .
فقام رجل من تحت المنبر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، والله ، إنّي لك شيعة ، وإنّي لك محبّ .
قال : ومن أنت ؟
قال : أنا حبيب بن حِماز .
قال : إيّاك أن تحملها ، ولتحملنّها فتدخل بها من هذا الباب – وأومأ بيده إلى باب الفيل – .
فلمّا مضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقضى الحسن بن عليّ من بعده ، وكان من أمر الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) ومن ظهوره ما كان ، بعث ابن زياد بعمر بن سعد إلى الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) ، وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته ، وحبيب بن حماز صاحب رايته ، فسار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل .
[ قال المفيد : ] وهذا – أيضاً – خبر مستفيض ، لا يتناكره أهل العلم الرواةُ للآثار ، وهو منتشر في أهل الكوفة ، ظاهر في جماعتهم ، لا يتناكره منهم اثنان ، وهو من المعجز الذي بيّناه ( 77 ) .
50 – خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) عن أُمّ حكيم بنت عمرو : خرجت وأنا أشتهي أن أسمع كلام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فدنوت منه وفي الناس رقّة ، وهو يخطب على المنبر ، حتى سمعت كلامه ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، استغفر لخالد بن عرفطة ، فإنّه قد مات بأرض تيماء ( 78 ) ، فلم يردّ عليه ، فقال الثانية فلم يردّ عليه ، ثمّ قال الثالثة .
فالتفت إليه فقال : أيّها الناعي خالد بن عرفطة كذبت ، والله ما مات ، ولا يموت حتى يدخل من هذا الباب ، يحمل راية ضلالة .
قالت : فرأيت خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى نزل نخيلة ( 79 ) وأدخلها من باب الفيل ( 80 ) .
ملك بني مروان
51 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – في وصف مروان بن الحكم – : أما إنّ له إمرةً كلعقة الكلب أنفه ( 81 ) ، وهو أبو الأكْبُش الأربعة ( 82 ) ، وستلقى الأُمّة منه ومن ولده يوماً أحمر ( 83 ) .
52 – عنه ( عليه السلام ) – لمروان بن الحكم يوم الجمل وقد بايعه – : يا بن الحكم ، فلقد كنت تخاف أن يقع رأسك في هذه البقعة ؟ ! كلاّ أبى الله أن يكون ذلك حتى يخرج من صلبك طواغيت يملكون هذه الرعيّة ( 84 ) .
53 – عنه ( عليه السلام ) – في مروان بن الحكم – : ليحملنّ راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه ، وله إمرة كَلحْسَة الكلب أنفَه ( 85 ) .
54 – تاريخ دمشق عن أبي سليمان : بينا عليّ واضعاً يده على بعض يمشي في سكك المدينة ، إذ جاء مروان بن الحكم في حلّة ؛ فتى شاب ناصع اللون وقاذ ، فقال له : يا كذا وكذا ، يا أبا الحسن ؟ وجعل عليّ يخبره . فلمّا فرغ ولّى من عنده ، فنظر في قفاه ، ثمّ قال : ويلٌ لأُمّتك منك ومن بنيك إذا شابت ذراعاك ( 86 ) .
55 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : لكأنّي أنظر إلى ضِلّيل قد نعق بالشام ، وفحص براياته في ضواحي كوفان . فإذا فغرت فأغرته ، واشتدّت شكيمته ، وثقُلت في الأرض وطأته ، عضّت الفتنة أبناءها بأنيابها ، وماجت الحرب بأمواجها ، وبدا من الأيّام كلوحُها ( 87 ) ، ومن الليالي كدوحُها ( 88 ) . فإذا أينع زرعه ، وقام على ينعه ، وهدرت شقاشقه ، وبرقت بوارقه ، عُقدت رايات الفتن المعضلة ، وأقبلن كالليل المظلم ، والبحر الملتطم . هذا ، وكم يخرق الكوفة من قاصف . ويمرّ عليها من عاصف ! وعن قليل تلتفّ القرون بالقرون ، ويحصد القائم ، ويحطم المحصود ! ( 89 ) ( 90 )
سلطة الحجّاج
56 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : أما والله ، ليُسلّطنّ عليكم غلام ثقيف ، الذيّال الميّال ، يأكل خَضِرتكم ويُذيبُ شحمتكم ، إيه أبا وذَحة ! ( 91 )
57 – دلائل النبوّة عن حبيب بن أبي ثابت : قال عليّ ( رضي الله عنه ) لرجل : لا مُتَّ حتى تدرك فتى ثقيف .
قيل له : يا أمير المؤمنين ، ما فتى ثقيف ؟
قال : ليُقالَنّ له يوم القيامة : أكفنا زاوية من زوايا جهنّم ؛ رجل يملك عشرين أو بضعاً وعشرين سنةً ، لا يدعُ لله معصية إلاّ ارتكبها حتى لو لم تبقَ إلاّ معصية واحدة وكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها ، يقتل بمن أطاعه من عصاه ( 92 ) .
58 – مقاتل الطالبيّين عن موسى بن أبي النعمان : جاء الأشعث إلى عليّ يستأذن عليه ، فردّه قنبر ، فأدمى الأشعث أنفه ، فخرج عليّ وهو يقول : مالي ولك يا أشعث ؟ ! أما والله لو بعبد ثقيف تمرّست لاقشعرّت شعيراتك .
قيل : يا أمير المؤمنين ، ومن غلام ثقيف ؟
قال : غلام يليهم لا يُبقي أهل بيت من العرب إلاّ أدخلهم ذلاًّ .
قيل : يا أمير المؤمنين ، كم يلي ؟ وكم يمكث ؟
قال : عشرين إن بلغها ( 93 ) .
59 – دلائل النبوّة عن مالك بن دينار عن الحسن : قال عليّ ( رضي الله عنه ) لأهل الكوفة :
اللهمّ كما ائتمنتُهم فخانوني ، ونصحتُ لهم فغشّوني ، فسلّط عليهم فتى ثقيف ، الذبّال الميّال ، يأكل خضرتها ، ويلبس فروتها ، ويحكم فيها بحكم الجاهليّة !
قال : وتوفّي الحسن ( 94 ) وما خلق الحجّاج يومئذ ( 95 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 36 ) كنز العمّال : 11 / 363 / 31753 نقلا عن ابن عساكر عن قيس بن أبي حازم وراجع تفسير فرات : 221 / 296 .
( 37 ) قَزع : قِطَع السَّحاب المُتَفرّقة ( النهاية : 4 / 59 ) .
( 38 ) الأكَمَة : الرابية ( النهاية : 1 / 59 ) .
( 39 ) طودٌ : جَبَلٌ ( النهاية : 3 / 141 ) .
( 40 ) الذَّعْذَعَة : التفريق ( النهاية : 2 / 160 ) .
( 41 ) الجَنْدَل : الحِجَارة ( لسان العرب : 11 / 128 ) ، أي ينقض الله بهم البنيان المطويّة والمبنيّة بالجنادل والأحجار من بلاد إرم .
( 42 ) البُطنان : جمع بَطْن ، وهو الغامض الداخل من الأرض ( لسان العرب : 13 / 55 ) .
( 43 ) الطِمْطِمٌ : صوت الرعد ( لسان العرب : 12 / 372 ) . أي أصوات رجالهم .
( 44 ) الكافي : 8 / 64 / 22 ، الإرشاد : 1 / 293 نحوه وكلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 45 ) الحَدَبُ : غَلِيظ الأرضِ ومُرتَفعها ، وجمعه حِداب ( النهاية : 1 / 349 ) .
( 46 ) نهج البلاغة : الخطبة 166 .
( 47 ) نهج البلاغة : الخطبة 98 .
( 48 ) الغارات : 1 / 10 عن ابن أبي ليلى ، شرح الأخبار : 2 / 40 / 410 وص 287 / 601 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 714 / 17 وفيه ” إنّها فتنة عمياء صمّاء مطبقة مظلمة ” ؛ الفتن : 1 / 195 / 529 عن ذرّ بن حبيش .
( 49 ) العَذم : العَضّ ( النهاية : 3 / 200 ) .
( 50 ) الخَسْفُ : النُّقْصان والهَوان ( النهاية : 2 / 31 ) .
( 51 ) الصَّبِرُ بكسر الباء في المشهور : الدواءُ المُرّ ، والكأس المُصبَّرةُ : التي يُجعل فيها الصَّبر ( مجمع البحرين : 2 / 1005 ) .
( 52 ) الأحلاس : جمع حِلْس ، وهو الكِسَاء الذي يلي البعير تحت القَتَب ( النهاية : 1 / 423 ) استحلسنا الخوفَ : لزمناه ( أساس البلاغة : 92 ) .
( 53 ) نهج البلاغة : الخطبة 93 .
( 54 ) المَجّ : الرمي ، وما بقي في الإناء إلاّ مَجَّة : أي قَدْر ما يُمَجّ ( انظر لسان العرب : 2 / 361 ) .
( 55 ) نهج البلاغة : الخطبة 87 .
( 56 ) شرح نهج البلاغة : 7 / 58 .
( 57 ) نهج البلاغة : الخطبة 105 .
( 58 ) الإرشاد : 1 / 276 .
( 59 ) الثَّبَجُ : الوسط ( النهاية : 1 / 206 ) .
( 60 ) الفتن : 1 / 193 / 522 ؛ الملاحم والفتن : 84 / 31 كلاهما عن عبيدة .
( 61 ) قال الشريف الرضي : والمِرْوَد هنا : مِفْعَل من الإرواد ؛ وهو الإمهال والإظهار ، وهذا من أفصح الكلام وأغربه ، فكأنّه ( عليه السلام ) شبّه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية ، فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها ( المصدر ) .
( 62 ) نهج البلاغة : الحكمة 464 ، نثر الدرّ : 1 / 311 .
( 63 ) نهج البلاغة : الخطبة 158 .
( 64 ) الفتن : 1 / 197 / 539 عن النزّال بن سبرة .
( 65 ) الغُرْنُوق : الشابّ الناعم الأبيض ( النهاية : 3 / 364 ) .
( 66 ) الفائق في غريب الحديث : 2 / 161 ، شرح نهج البلاغة : 19 / 131 وفيه ” مَسجَل ” بدل ” مِسْحَل ” ، وقال في ذيله : الغِرْنوق : القُرشي الذي قتلوه ثمّ انقضى أمرُهم عقيب قتله : إبراهيم الإمام ، وقد اختلفت الرواية في كيفيّة قتله ؛ فقيل : قتل بالسيف ، وقيل : خُنق في جراب فيه نُورة ، وحديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يُسند الرواية الأُولى .
( 67 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 262 ، بحار الأنوار : 41 / 310 / 39 .
( 68 ) العَفَج : المِعَى ؛ مفرد أمعاء ( تاج العروس : 3 / 434 ) .
( 69 ) الاحتجاج : 2 / 70 / 158 عن زيد بن وهب الجهني ، بحار الأنوار : 44 / 20 / 4 وراجع المناقب للكوفي : 2 / 128 / 614 وص 315 / 787 .
( 70 ) مُندَحِق البطن : أي واسِعُها ، كأنّ جوانبها قد بَعُد بعضها من بعض فاتَّسَعَت ( النهاية : 2 / 105 ) .
( 71 ) نهج البلاغة : الخطبة 57 ، إعلام الورى : 1 / 340 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 272 .
( 72 ) الإيضاح : 455 ، الخرائج والجرائح : 1 / 198 / 37 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 259 ، بحار الأنوار : 41 / 298 / 27 .
( 73 ) الخرائج والجرائح : 1 / 198 / 37 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 259 عن عوف عن مروان الأصفر نحوه ، بحار الأنوار : 41 / 304 / 37 .
( 74 ) مروج الذهب : 2 / 429 .
( 75 ) مقاتل الطالبيّين : 78 .
( 76 ) وادي القُرى : واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة ، كثير القرى ( معجم البلدان : 5 / 345 ) .
( 77 ) الإرشاد : 1 / 329 ، إعلام الورى : 1 / 345 ، إرشاد القلوب : 225 ، الاختصاص : 280 ، بصائر الدرجات : 298 / 11 وفيها ” جماز ” بدل ” حِماز ” ؛ الإصابة : 2 / 209 / 2187 ، شرح نهج البلاغة : 2 / 286 وفيهما ” حمار ” بدل ” حِماز ” والأربعة الأخيرة نحوه .
( 78 ) تَيْماء : بليدة في أطراف الشام ، بين الشام ووادي القرى على طريق حاجّ الشام ( معجم البلدان : 2 / 67 ) .
( 79 ) النُّخَيلَة : موضع قرب الكوفة على سمت الشام ( معجم البلدان : 5 / 278 ) .
( 80 ) خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 52 ، الملاحم والفتن : 234 / 341 نحوه .
( 81 ) يريد قصر المدّة ، وكذلك كانت مدّة خلافة مروان ؛ فإنّه ولِيَ تسعة أشهر .
( 82 ) الأكْبُش الأربعة بنو عبد الملك ؛ الوليد ، وسليمان ، ويزيد ، وهشام ، ولم يلِ الخلافة من بني أُميّة ولا من غيرهم أربعة إخوة إلاّ هؤلاء ( شرح نهج البلاغة : 6 / 147 ) .
( 83 ) نهج البلاغة : الخطبة 73 ؛ ربيع الأبرار : 4 / 242 ، تذكرة الخواصّ : 78 وليس فيه ” وهو أبو الأكْبُش الأربعة ” .
( 84 ) إرشاد القلوب : 277 عن رباب بن رياح ، مشارق أنوار اليقين : 76 وراجع الخرائج والجرائح : 1 / 197 / 35 .
( 85 ) الطبقات الكبرى : 5 / 43 ، تاريخ دمشق : 57 / 263 .
( 86 ) تاريخ دمشق : 57 / 265 ، كنز العمّال : 11 / 361 / 31744 .
( 87 ) الكُلُوح : العُبُوس ( النهاية : 4 / 196 ) .
( 88 ) الكدوح : الخُدُوش ( النهاية : 4 / 155 ) .
( 89 ) قال ابن أبي الحديد : هذا كناية عن عبد الملك بن مروان ؛ لأنّ هذه الصفات والأمارات فيه أتمّ منها في غيره ، لأنّه قام بالشام حين دعا إلى نفسه وهو معنى نعيقه ، وفحصت راياته بالكوفة ، تارةً حين شخص بنفسه إلى العراق وقتل مُصعباً ، وتارةً لمّا استخلف الأُمراء على الكوفة كبشر بن مروان أخيه وغيره ، حتى انتهى الأمر إلى الحجّاج وهو زمان اشتداد شكيمة عبد الملك وثِقَل وطأته وحينئذ صَعُب الأمر جدّاً ، وتفاقمت الفتن مع الخوارج وعبد الرحمن بن الأشعث .
فلمّا كمل أمر عبد الملك وهو معنى ” أينع زرعه ” هلك ، وعقدت رايات الفتن المعضلة من بعده ، كحروب أولاده مع بني المهلّب وكحروبهم مع زيد بن عليّ ( عليه السلام ) ، وكالفتن الكائنة بالكوفة أيّام يوسف بن عمر ، وخالد القسري ، وعمر بن هُبيرة وغيرهم ، وما جرى فيها من الظلم واستئصال الأموال وذهاب النفوس .
وقد قيل : إنّه كنى عن معاوية وما حدث في أيّامه من الفتن ، وما حدث بعده من فتنة يزيد وعبيد الله بن زياد ، وواقعة الحسين ( عليه السلام ) . والأوّل أرجح ؛ لأنّ معاوية في أيّام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان قد نعق بالشام ، ودعاهم إلى نفسه . والكلام يدلّ على إنسان ينعق فيما بعد ، ألا تراه يقول : لكأنّي أنظر إلى ضِلّيل قد نَعَق بالشام ؟ ( شرح نهج البلاغة : 7 / 99 ) .
( 90 ) نهج البلاغة : الخطبة 101 .
( 91 ) نهج البلاغة : الخطبة 116 . قال الشريف الرضي الوذَحة : الخنفساء ، وهذا القول يومئ به إلى الحجّاج ، وله مع الوذَحة حديث ليس هذا موضع ذكره .
( 92 ) دلائل النبوّة للبيهقي : 6 / 489 ، البداية والنهاية : 6 / 238 وفيه ” يفتن ” بدل ” يقتل ” .
( 93 ) مقاتل الطالبيّين : 47 ، البداية والنهاية : 9 / 132 عن أُمّ حكيم بنت عمر بن سنان نحوه .
( 94 ) هكذا في المصدر ، ولكنّ الصحيح ” الإمام عليّ ( عليه السلام ) ” بدل ” الحسن ” ؛ لأنّ الحسن البصري كان حيّاً حتى بعد موت الحجّاج .
( 95 ) دلائل النبوّة للبيهقي : 6 / 488 ، البداية والنهاية : 6 / 237 وفيه ” الذيّال ” بدل ” الذبّال ” .
المصدر: موسوعة الإمام علي (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / الشيخ محمد الريشهري