- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما هو اهله و الصلاة والسلام علي اشرف خلقه محمد و آله لاسيما امام زماننا (عج) السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
احبتي و اصدقائي اتمني لكم الحياة السعيدة و العيش الرغيد وان يعيذكم الله من شرور الانفس وشر الشياطين من الجن و الانس و يسدد خطاكم في طلب العلي و التكامل بالعلم النافع والعمل الصالح والايمان الكامل ، وكنت معكم علي الموعد الشهري في حديث عن عدونا الاوّل من الخارج وهو إبليس اللعين لنعرفه اولا ثم نحاربه ونعاديه.
لقد سلطنا الضوء علي معرفته ومعرفة جنده و حزبه اولا من خلال القرآن الكريم و ما ورد في جملة من الايات الكريمة و كانت هذه المعرفة بصورة عامة وبنحو كلي ، فلابد ان نعرفه اكثر وفي الجزئيات والمصاديق و ذلك من خلال ما ورد في الاخبار والروايات عن الرسول الاعظم وأهل بيته العترة الطاهرة(عليهم السلام).
في حديث الإمام الكاظم موسي بن جعفر(ع) لهشام بن الحكم … قال هشام : فقلت له فايّ الاعداء اوجبهم مجاهدة ؟ اي اكثر وجوبا ان نجاهدهم ؟ قال(ع) : اقربهم اليك و اعداهم لك، و اضرهم و اعظمهم عداوة واخفاهم لك شخصا مع دنوّه منك ، ومن يحرض اعدائك عليك ، وهو ابليس ، الموكل بوسواس من القلوب ، فمعه فلتشتد عداوتك ، ولا يكون اصبر علي مجاهدتك لهلتك منك علي صبرك لمجاهدته فانه اضعف منك ركنا في قوته ، واقل منك ضررا في كثرة شره ، اذا انت اعتصمت بالله فقد هديت الي صراط مستقيم …. (البحار : ۷۸ : ۳۱۵ ) فلابد ان نصبّ الجهود كله علي مجاهدة و محاربة إبليس فهو عدونا الأول والذي يحرض الاعداء الاخرين علينا ، ولابد من الإعتصام بالله سبحانه حتي نتغلب عليه فانه اضعف منا ركناً فانه مع قوته وكثرة شرّه اضعف منا ركناواقل ضرارا مع مجاهدتنا و اعتصامنا بالله سبحانه. وربما يتبادر الي الذهن انه اين يتواجد ابليس العدو؟
و ما هي اسلحته وآلياته لمحاربتنا واغوائنا واضلالنا (والعياذ بالله) خذ الجواب عن رسول الله صلي الله عليه وآله:روي ابو امامة ان رسول الله (ص) قال : ان ابليس لما انزل الي الارض قال : يارب ، انزلتني الي الارض و جعلتني رجيما (مطرودا من رحمتك) فاجعل لي بيتا، قال الحمام. قال: فاجعل لي مجلسا ، قال الاسواق و مجامع الطرق. قال: فاجعل لي طعاما ، قال: ما لم يذكر اسم الله عليه. قال:اجعل لي شرابا ، قال: كل مسكر. قال فاجعل لي مؤذنا ، قال المزامير (آلات الموسيقي) ، قال اجعل لي قرآنا ، قال الشعر. (ما كان لغوا و باطلا كالاغاني المحرمة فانها من قرآن الشيطان) قال: اجعل لي كتابا ، قال الوشم. قال اجعل لي حديثا ، قال الكذب. قال اجعل لي مصائد ، قال النساء.(الفاجرات والعاهرات ومن لاحياء لها). (المحجة البيضاء : ۵ : ۶۲).
فمن يحارب الشيطان لابد ان يتقي الله في وسائل الشيطان فيذكر الله سبحانه في الاسواق و مجامع الطرق والحمامات كما نذكر اسم الله علي طعامه ، ويجتنب عن كل مسكر ، و يترك الموسيقي و المزامير استعمالا و استماعا ، كما يهجر الشعر الباطل والشعراء الغاوين الذين يقولون مالا يفعلون ، و يتقي الله في حديث فلا يكذب و يترك الوشم ويحذر النساء الآتي بمفاتهن و شهواتهن يضللن الاخرين. واليك رواية شريفة عن الامام الصادق(ع) واريد أن تقرءوا هذه الرواية لمرات حتي تعرفوا عدوكم اللدود اولاً ثم تعرفوا كيف تعادونه و تحاربونه والله ينصركم علي عدوكم ودمتم بخير وعافية.
قال الامام الصادق(ع): لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد الا وقد اعرض عن ذكر الله و استهان بامره ، وسكن الي نهيه ، ونسي اطلاعه علي سره فالوسوسة ما تكون من خارج القلب بإشارة معرفة العقل (باشارة القلب) ومجاورة الطبع ، واما اذا تمكن في القلب فذلك غي و ظلال و كفر ، والله عز وجل دعا عباده بلطف دعوته وعرفهم عداوة ابليس ، فقال تعالي : «انه لكم عدو مبين» وقال : «ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا» فكن معه كالغريب مع كلب الراعي يفزع الي صاحبه في صرفه عنه.
هذا مثال لطيف جدا فان الشيطان كالكلب فاذا اراد ان يهجم عليك فانت تفزع الي صاحبه الراعي فهو الذي يسكته و يبعده عنك ، وكذلك انت استعذ بالله من شر الشيطان فان الله يؤيد الحق علي الباطل وينصر المظلوم بقوله عزوجل : «انه ليس له سلطان علي الذين امنو وعلي ربهم يتوكلون» ولن يقدر علي هذا ومعرفة اتيانه و مذاهب وسوسته ، الا بدوام المراقبة والاستقامة علي بساط الخدمة ، وهيبة المطلع وكثرة الذكر ، واما المهمل لاوقاته فهو صيد الشيطان لامحالة. واعتبر بما فعل بنفسه من الاغواء والاستكبار حيث غرّه واعجبه عمله و عبادته ، وبصيرته ورايه وجرأته عليه ، قد اورثه عمله و معرفته و استدلاله بعقله اللعنة الي الابد فما ظنك بنصحه ودعوته غيره!؟فاعتصم بحبل الله الأوثق ، وهو الاتجاه الي الله والاضطرار بصحة الافتقار الي الله في كل نفس ، ولا يغرنك تزيينه للطاعة عليك ، فانه يفتح اليك تسعة و تسعين بابا من الخير ليظفرك به عند تمام المائة فقابله بالخلاف والصد عن سبيله و المضادة باستهوائه(مصباح الشريعه :ص۲۶ : باب ۳۹) وربما هنا يطرح سؤال واساسه من وساوس الشيطان و ذلك لماذا خلق الله الشيطان حتي يضلّ الانسان ؟
وهذا سؤال مطروح من زمن الامام الصادق(ع) واجاب عنه الامام(ع) لما ساله الزنديق فقال : افمن حكمته ان جعل لنفسه عدوا ، وقد كان ولا عدو له ، فخلق كما زعمت (ابليس) فسلطه علي عبيده ، يدعوهم الي خلاف طاعته ، ويامرم بمعصيته وجعل له من القوة كما زعمت ما يصل بلطف الحيلة الي قلوبهم ، فيوسوس اليهم فيشككهم في ربهم ، ويلبس عليهم دينهم، فيزيلهم عن معرفته، حتي انكر قوم لما وسوس اليهم ربوبيته ، وعبدوا سواه ، فلم سلط علي عبيده، وجعل له السبيل الي اغواهم؟ فقال الامام الصادق(ع)في جوابه : ان هذا العدو الذي ذكرت لا تضره عداوته، ولا تنفعه ولايته، وعداوته لا تنقص من ملكه شيئا، و ولايته لا تزيد فيه شيئا ، وانما يتقي العدو اذا كان في قوة يضر و ينفع، ان هم بملك اخذه، او بسلطان قهره.
فأما إبليس فعبد خلقه ليعبده و يوحده ، و قد علم حين خلقه ما هو و إلى ما يصير إليه ، فلم يزل يعبده مع ملائكته حتى امتحنه بسجود آدم فامتنع من ذلك حسدا و شقاوة غلبت عليه فلعنه عند ذلك و أخرجه عن صفوف الملائكة ، و أنزله إلارض ملعونا مدحورا ، فصارعدو آدم و ولده بذلك السبب ، و ماله من السلطنة على ولده إلا الوسوسة و الدعاء إلى السبيل ، و قد أقر مع معصيته لربه بربوبيته .(الاحتجاج :ج۲ :ص۸۰) ان قلت مرة اخري: لماذا سلط الله ابليس علي عبيده، حتي يدعوهم بوساوسه إلي معصيته؟ نقول في الجواب: حتي يتميز الخبيث من الطيب، فإن لله الحجة البالغة، وحتي يعرف المؤمن من الكافر ، والحق من الباطل فانه من عظمة الانسان أن الله خلقه حرأ و مختارأ إن شاء فعل و إن شاء ترك.
ثم أرسل إليه الرسل والأنبياء وأنزل اليه الكتب لهدايته فسلحه بالحجة الظاهرية كما سلحه بالحجة الباطنية فكرّمه بالعقل الرسول الباطني ، ثم جعل في حياته اسباب الضلال كذلك كالنفس الامارة بالسوء و هو العدو الاول من الداخل ، وابليس و هو العدو الاول من الخارج، وزين الدنيا بالنساء والبنين والذهب والفضة والانعام والحرث وغير ذلك، ثم امر و نهي حتي يتبين من المطيع ومن العاصي، فهداه السبيل فامّا شاكراً واما كفوراً فاما ان يتبع الرسول الظاهري والباطني، ويكف نفسه عن الضلالة مع قدرته عليه ووجود اسبابه وعوامله، واما ان يختار طريق الضلالة باتباع عوامله و اسبابه فخلق الشيطان من رحمانية الله سبحانه فإنه عزّ وجلّ رحمن للمؤمن والكافر رحيم بالمؤمنين في الدنيا والآخرة والرحمن يستلزمه العطاء والكرم والرحيم لازمه المحبة والمودة فإن الله يرزق المؤمن والكافر بكرمه ويحبّ المؤمن والمؤمنة خاصة برحمته. وللحديث صله إن شاء الله….