- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولدت سنة ۱۹۷۰م في مدينة “سيدني” باستراليا ، ونشأت في أسرة كاثوليكيّة ثمّ تلقّت تعليمها في مدرسة مسيحيّة داخليّة في “روكهامبتون”.
اعتنقت سنة ۱۹۹۲م الدين الإسلاميّ وفق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) متأثّرة بصديقاتها المسلمات اللاتي تعرّفت عليهنّ في مجال العمل.
وقد نشرت مجلة نور الإسلام قصّة استبصار “نيكول اينزورث (زينب)” بعد أن تمّ إرسال هذه القصّة إليها عن طريق الهيئة الإسلاميّة للثقافة والمعلومات في أستراليا ، وقد جاء في هذه القصة ما يلي:
بداية جديدة:
إثر وفاة والدتها في حادث اصطدام ألقت “نيكول إنزورث” ـ وكان عمرها آنذاك ۱۳ سنة ـ اللوم على اللّه ، وذلك على الرغم من إيمانها الدينيّ الراسخ ، ولم يكن في وسعها أن تتحمّل النفاق الذي وجدته في أوساطها الدينيّة ، فبدأت منذ ذلك الوقت رحلتها الطويلة وحيدة ، ولكن لدى عودتها إلى “سترات فيلد” ـ استراليا ـ مسقط رأس والدتها، تمكّنت من أن تجد هناك اللّه والإسلام . إنّها الآن في الثانية والعشرين من عمرها وترى بأنّها ولدت من جديد عندما أصبحت مسلمة ملتزمة .
ولدت “نيكول” في “سيدني”، وانتقلت مع والديها إلى “غولدستون” في “كوينزلاند” ، حيث أمضت طفولتها وتلقّت القسم الأكبر من تعليمها ، ثمّ عادت إلى “سيدني” وقد هدّها الحزن ، فهي لم تستطع أن تتقبّل موت والدتها.
نشأت “نيكول” في بيئة كاثوليكيّة ، وتلقّت تعليمها في مدرسة مسيحيّة داخليّة في “روكهامبتون” ، ولذا فقد كان من الطبيعي أن تستحوذ على تفكيرها مفاهيم اللّه والمسيح والثالوث ، ممّا دفعها ـ كمحصّلة لهذا التفكير ـ إلى الإقرار بأنّها غير راضية عن نفسها، وعن المبادئ التي تعتنقها ، ولا عن حالة النفاق الواسعة المحيطة بها.
وعندما بدأت بالعمل لتتمكّن من تحقيق الاستقلال الذاتي في تأمين معيشتها، شعرت بـ”الشفقة إزاء النساء المسلمات” اللواتي كانت تصادفهن ، خصوصاً للطريقة التي يلبسن بها ثيابهن. والواضح أنّها تأثّرت بالأفكار المسبقة السائدة التي تزعم بأنّ النساء المسلمات تعيسات في حياتهن ، ويعانين من قهر رجالهن وآبائهن.
ولكن ما اكتشفته فيما بعد في حياة بعض صديقاتها المسلمات كان أمراً مختلفاً تماماً. والمفارقة أنّها بدأت بالتشكيك في المفاهيم التي كانت قد كوّنتها ، والمتعلّقة بتحرير المرأة وحقوقها وحرّيتها في الغرب.
وخلصت من ذلك إلى الاستنتاج “بأنّ هذه الشعارات ما هي إلاّ محض استغلال ، فالمرأة في كلّ المجتمعات الغربيّة تعاني من القمع ، وهي مرغمة على التسليم بأنّها أخذت حقوقها! بينا هي في الواقع ترضخ للقواعد القائمة التي وضعها الشوفينيون الذكور”.
ولم تكن “نيكول” لتفهم قبلا لماذا كان زملاؤها من العمّال غير المسلمين يقلّلون من شأن الإسلام والمسلمين ، على الرغم من أنّ أحداً من المسلمين لم يوجّه إليهم أيّ تعليق مسيء ، أو يُبدي أيّ مشاعر معادية، ولقد كان ذلك أمراً أساسيّاً بالنسبة لها.
فهي تقول: “أخذوا (الزملاء) يحذّرونني من الانجذاب إلى ثقافة ودين غير ثقافتي وديني” ، وما حدث كان العكس ، فقد شعرت بالاشمئزاز من تحيّز أصدقائها، وعدم قدرتهم على احترام مشاعر الآخرين ومعتقداتهم .
وهكذا أدركت “نيكول” مدى تفشّي الاضطهاد والتمييز وكيف يتمّ تنميته وتعميقه في أحيان كثيرة ، سواء في البيوت، أو في أماكن العمل ، بعد أن خبرت في المقابل مدى الاهتمام والاحترام الذي يبديه المسلمون حيال الآخرين.
وهكذا أخذت بشكل تلقائي تدافع عن المسلمين والإسلام في وجه الأكاذيب والافتراءات المعهودة.
وإثر دراستها لبعض الأدبيّات والمفاهيم الإسلاميّة ـ خصوصاً تلك المتعلّقة بوضع المرأة وحقوقها في الإسلام ـ أخذت تدرك ما الذي يحمل النساء المسلمات على التصرّف بشكل مختلف ، ولماذا يلتزمن بالزيّ الإسلاميّ .
ولقد أبلغت أصدقاءها من غير المسلمين ـ حتّى قبل أن تعتنق الإسلام ـ أنّها قرّرت لبس الحجاب لما “يفرضه فعليّاً من احترام وتقدير”، ولم يكن من المفاجئ لها أن تتعرّض كالعادة للهزء والسخرية ، وأن يخلص هؤلاء الساخرون إلى أنها تعرّضت لغسل دماغ من قبل المسلمين .
ولكن “نيكول” أكّدت لهم أنّ تعرّض المرأة لأن يُصفّر لها في الشارع، أو لأيّ شكل من أشكال التحرّشات الجنسيّة المقبولة بشكل واسع في الغرب بوصفها مغازلة! هي في الحقيقة تصرّفات تحطّ من قدر المرأة وتولّد “شعوراً بالرخص” لديها.
نقطة تحوّل:
ومع تزايد تقديرها للإسلام والمسلمين حاولت أن تتوقّف عن إلقاء اللوم على اللّه فيما تصادفه من مصاعب وعثرات ، وهي تقرّ بأنّ ذلك شكّل نقطة تحوّل في حياتها ، إذ قرّرت أنّها حتّى ولو لم تعتنق الإسلام ، فإنّها تودّ أن تنشئ أطفالها عندما يبصرون النور على الإسلام ، إلاّ أنّها تعرف بأنّ ذلك يكاد يكون مستحيلا.
فليست فقط قيم العائلة هي التي تكاد تختفي تماماً في الغرب ، ولكن قيمة المرأة أيضاً التي تركّزت على جاذبيّتها الجسديّة ، وعلى مدى قدرتها على عرض نفسها بشكل جميل.
ثمّ عادت ـ عندما واجهت مرّة اخرى تجارب صعبة ، وعلى رغم علاقاتها الوثيقة بالمسلمين في “سيدني” ـ إلى إلقاء اللوم على اللّه، ولكن في النهاية تهيّأ لها أن تفتح فصلا جديداً اعتبرته بمثابة ولادة جديدة لها.
نعمة الإسلام:
ففي احتفال دينيّ أخوي بسيط بإشراف إمام مسجد الزهراء(عليها السلام) في “ارنكليف” ـ سيدني ـ في ۲۵/۹/۹۲ والذي صادف أيضاً عيد ميلادها الثاني والعشرين ، اعتنقت “نيكول اينزورث” الإسلام بشكل كامل ، ونطقت بالشهادتين بعد الاقتناع العقلي والاطمئنان القلبي ، مدركة أنّ التجارب التيواجهتها لم يكن القصد منها الابتعاد عن اللّه بقدر ما كانت لتوجيهها كي تجد الدين الصحيح والسلام الداخلي.
لقد أدركت “زينب (نيكول إينزورث)” أنّه ليس ثمّة حاجة لأن تشعر بالحزن على وفاة والدتها لوقت أطول، بل يجب أن تبقي مشاعر الحبّ والوفاء نحوها.
كذلك شعرت بأنّها تقف على عتبة حياة جديدة واعدة ومجزية ، وهي تشعر بالفخر لالتزامها بالأخلاق والواجبات الإسلاميّة الشرعيّة بما فيها ارتداء الحجاب .
“فالإسلام يوفّر شيئاً لا يمكن الحصول عليه بالوسائل الماديّة، وهو يدعو إلى الاستقلاليّة واحترام الذات”.
لقد نجحت “زينب” في الانتقال إلى بيئة أكثر انتاجيّة، وهي الآن يغمرها شعور من الشكر والامتنان للّه عزّ وجلّ الذي منّ عليها بالهداية ، وللاخوة من المسلمين الذين ساعدوها على إكمال دراستها الجامعيّة في علم النفس ، لتعمل بعد ذلك كسكرتيرة في إحدى مستشفيات “سيدني” غير آبهة بالمصاعب ولا بالنظرات المتعجّبة المتسائلة حولها ، بل هي تستغلّ ذلك من أجل إقامة المناقشات والحوارات التي بواسطتها تتمكّن من فتح قلوب الآخرين على الإسلام .
لقد أصبحت “زينب (نيكول)” كغيرها من الفتيات المهتديات بكثرة إلى الإسلام ، حجّة ساطعة أخرى على فتياتنا اللواتي ينبهرن بزيف الحضارة الغربيّة وبريقها المهلك ، فيتركن نعمة الالتزام والتمسّك بشرع اللّه ، مصدر الكرامة والرحمة والعزّة ليتعلّقن بالقشور، ويصبحن طعمة سهلة للانحراف(۱).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) مجلّة نور الإسلام ، العددان ۳۳ و۳۴ ـ السنة الثالثة جمادى الأولى وجمادى الثانية ۱۴۱۳هـ .
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية