الذي هو من أهم الواجبات شرعا وعقلا ، وهو أساس من أسس دين الاسلام ، وهو من أفضل العبادات ، وأنبل الطاعات ، وهو باب من أبواب الجهاد ، والدعوة إلى الحق ، والدعاية إلى الهدى ، ومقاومة الضلال والباطل ، والذي ما تركه قوم إلا وضربهم الله بالذل ، وألبسهم لباس البؤس ، وجعلهم فريسة لكل غاشم ، وطعمة كل ظالم .
وقد ورد من صاحب الشريعة الاسلامية ، وأئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم ، في الحث عليه ، والتحذير من تركه ، وبيان المفاسد والمضار في إهماله ما يقصم الظهور ، ويقطع الأعناق . والمحاذير التي أنذرونا بها عند التواكل والتخاذل في شأن هذا الواجب قد أصبحنا نراها عيانا ، ولا نحتاج عليها دليلا ولا برهانا .
ويا ليت الأمر وقف عند ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يتجاوزه إلى أن يصير المنكر معروفا والمعروف منكرا ، ويصير الآمر بالمعروف تاركا له ، والناهي عن المنكر عاملا به ، فإنا لله وإنا إليه راجعون [ ظهر الفساد في البر والبحر ] فلا منكر مغير ، ولا زاجر مزدجر . لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له ، الناهين عن المنكر العاملين به.
المصدر: أصل الشيعة وأصولها / الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء