- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- 0 تعليق
إننا نلاحظ في دراستنا لتاريخ الأنبياء والمرسلين ، أن هذا التكريم قد تحول إلى سنة من السنن الواضحة في التاريخ الرسالي ، وذلك عندما نرجع إلى القرآن الكريم ومفاهيمه وآياته وتصوره لحركة الرسالات الإلهية والأنبياء ، ومن ذلك ما نقرأه في قوله تعالى : ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجت من نشاء إن ربك حكيم عليم * ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العلمين * ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صرط مستقيم ) فعندها نجد أن القرآن الكريم يتحدث عن إبراهيم عليه السلام وكيف جعل الله تعالى في ذريته النبوة ، ويذكر مجموعة من أسماء الأنبياء من ذريته بدون ترتيب زماني ، ثم يشير إلى أمرين يمكن أن نفهم منهما هذه السنة التاريخية :
أحدهما : الانتقال بالإشارة إلى نوح عليه السلام ( ونوحا هدينا من قبل ) ليربط هذا التاريخ بما قبل إبراهيم عليه السلام .
ثانيهما : تعميم النعمة على الآباء والذريات والإخوان ، مما يفهم منه القانون العام ( ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم ) .
وهكذا ما ورد في سورة مريم ، عندما تحدث القرآن الكريم عن مجموعة من الأنبياء : إبراهيم وبعض ذريته وإدريس قبل إبراهيم ثم يختم الحديث بالقانون العام ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا )
والشئ نفسه – أيضا – يذكره القرآن الكريم في سورة الحديد ، ولكن على نحو الإشارة ، وذلك عندما يتحدث عن نوح وإبراهيم عليهما السلام ، حيث جعل في ذريتهما النبوة ، قال تعالى : ( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) وموارد أخرى لا يسع المجال لتفصيلها .
إذا فهذه من السنن التي كانت تحكم مسيرة الرسالات الإلهية ، فلا نرى غرابة في أن هذه السنة تجري – أيضا – في هذه الرسالة الخاتمة ، بل هي امتداد لسنة إلهية ، شاء الله أن يجعلها حاكمة على مسيرة الأنبياء والمرسلين منذ بداية الرسالات الإلهية وإلى نهايتها .
وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن الإمامة بدأت من نوح عليه السلام – كما يذهب إلى ذلك العلامة الطباطبائي قدس سره وشهيدنا الصدر قدس سره – فقد نرى أن التأكيد في القرآن الكريم على نوح وإبراهيم عليهما السلام ، وجعل النبوة في ذريتهما ، إنما هو إشارة إلى قضية الإمامة واستمرارها في ذرية هذين النبيين ، ولا سيما أن النبي صلى الله عليه وآله هو – أيضا – من ذرية إبراهيم عليه السلام ، حيث أنه ينتمي إلى إسماعيل عليه السلام ، وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ونبينا هو دعوة إبراهيم عليه السلام ، وبذلك تصبح القضية مرتبطة تماما بهذه السلسلة المباركة للأنبياء من ناحية ، وهذه السنة التي كتبها الله تعالى في الرسالات الإلهية ، وهي سنة التكريم والتشريف لهم ، والنعمة الإلهية عليهم .
النقطة الثالثة : التي يمكن أن يشار إليها بهذا الصدد وهي أن قضية التشخيص في أهل البيت عليهم السلام ، ليست مجرد عملية تكريم.
المصدر: أهل البيت(عليهم السلام) في الحياة الإسلامية / السيد محمد باقر الحكيم