- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى قيام يوم الدين . مفهوم القيمة في الإسلام يقوم على أساس أنها معنى ذهني وتصور وجداني ينعكس بعد ذلك في سمات ومعالم الفرد وملامح الشخصية.وببسيط العبارة يمكن القول إنها معنى داخلي إيجابي ذا قيمة في النفس قد لا يلحظه الكثير من الناس ويظهر لهم في التعاملات اليومية من خلال تصرفات وسلوكيات معينة سواء كانت تلك السلوكيات أخلاقية أو اجتماعية أو تربوية أو دعوية، وهو معنى ما ورد في الحديث: ” قيمة كل امرئ ما يحسن ” فالإحسان فعل مسبوق بالإيمان والطلب والإرادة والشوق .
فلا حاجة إلى تحليل إبن تيمية في مقاربته لمفهوم القيمة حيث يقول :” العامة تقول قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول قيمة كل امرئ ما يطلب ” لأن الإحسان والسلوك الخارجي لفعل القيم مسبوق بالطلب والإرادة ، وإن أي ممارسة قيمية لا تكون مسبوقة بالنية الصالحة والإقتناع الهادف فهي من دون قيمة في نظر الإسلام وإن كانت نتائجها نافعة طيبة .
وهنا تكمن المفارقة في نظرية الأخلاق بين الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية فالتفكير الغربي يقيس العمل والسلوك بنتائجه على حساب إهمال الدوافع النفسية والخلقية بينما نجد التفكير الإسلامي يعتبر المقياس الأول للسلوك هو في سلامة النوايا وصدق الحوافز مع اهتمام واضح بمصالح العباد الدنيوية.
والسؤال هنا : ما هي القيمة ؟
المعنى المتبادر للذهن للقيمة هي كل ما غلا في النفس ، أي أن القيمة وبهذا المعنى يحددها مدى منزلتها في قلب صاحبها، وبهذا المعنى ما يكون ذا قيمة عليا عند شخص قد يصبح ذا قيمة متدنية عند شخص يجلس بجانبه تماما أو لا قيمة له إطلاقاً عند شخص آخر.ويتبادر إلى الذهن هنا سؤال : ما الذي يجعل من قيمة ما عند شخص قيمة عليا وعند شخص آخر قيمة دنيا ؟ الذي يحدد الجواب هو العلاقة بالقيمة، فعلاقة شخص بمعنى أو مفهوم معين هو الذي يحدد فاعلية قيمته.
وأوضح مثال على ذلك قيمة محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب المسلمين، وهذا ما يبرر لنا اختلاف ردود أفعال المسلمين تجاه حملة الرسومات المسيئة التي حاولت النيل من شخصه الكريم. إن العلاقة القلبية تجاه محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يحدد مقدار علو هذه القيمة أو تدنيها في قلب المسلم ولذلك قال الله تعالى :” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” فربط الله وبأسلوب الشرط بأن الصدق الحقيقي في محبته مرتهن بإتباع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم . إن العلاقة هنا ليست قولاً باللسان فقط بل هو عمل تحدده علاقة المسلم بإتباع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهنا يتضح المعنى الحقيقي للقيمة في قلب المسلم عند وضعها على المحك وتحت الاختبار فقد قال تعالى : ” قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ “.
إذن تعتبر العلاقة أو النظرة أو خلفية النية لشيء معين هي المحدد الرئيس لقيمة هذا الشيء عند الفرد أو تدنيها، وهي مرتبطة قطعا بالأشخاص وخلفياتهم الإعتقادية والروحية، وتمسك الشخص بقيمة معينة أو مجموعة قيم بحيث تتشكل منها حياته ويرى الوجود من خلالها يضفي على حياة هذا الشخص جماليات التمسك بالمبدأ وحسن الصبر عليه وهذا المعنى لا يعرفه إلا من ذاق وجرب لذة التمسك بالمبدأ. ويمكن القول بأنه كلما زادت القيم التي يتمسك بها الإنسان كالصدق والإخلاص والوفاء والصبر وغيرها من المعاني الجميلة وكلما ثبت عليها زادت مكانته عند الله عز وجل وفي قلوب عباده وقد قال تعالى “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ” ، ولا شك أن أعلى قيمة يتمسك بها الفرد والتي بعث الله من أجلها النبيين وأرسل الرسل هي قيمة توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة فقد قال تعالى :” إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا “.
إن التمسك بالقيمة والثبات عليها لا يمكن تجزيئه بحيث يأخذ الفرد ما وافق هواه ومصلحته ويترك ما خالف الهوى والمصلحة والرغبة وهذا المفهوم يشير إليه القرآن الكريم بقول الله تعالى :” ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ “.
وقد ذم القرآن الكريم في آيات كثيرة إتباع الهوى، حيث أن أتباع الهوى يعمي عن إتباع الحق والذي يعتبر المفتاح الحقيقي للتمسك بالقيم وقد قال تعالى للإشارة إلى هذا المعنى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا “.
وبعد هذه المفردات البسيطة عن القيم والثبات عليها يتبادر إلى الذهن السؤال التالي :
كيف يكون الثبات ؟
أولاً على المستوى النظري بمعنى أن يكون الثبات قولياً: وهذا الثبات يظهر حسب مواقف الحياة المختلفة،إما في إظهار المعتقد أو الدفاع عن حق أو بيان الحقيقة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده،فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فقلبه وذلك اضعف الإيمان ” وكان هذا في معرض حديثه صلى الله عليه وآله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كقيمة من القيم التي يعيش بها المسلم ويثبت عليها.
ثانياً على المستوى الفعلي بمعنى أن يكون الثبات فعلياً : كما في قوله تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “. ولا يمكن للثبات القولي والفعلي أن يؤدي فاعليته إلا إذا إنطلق من الداخل الإنساني بمعنى أن يكون الثبات قلبيا: كما في قوله تعالى:” مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ “. يجب أن نعلم أن الثبات القلبي أيضاً يعتبر فعلاً حتى لو لم يظهر للناس، ولذلك نرى أن من عظيم العبادات مثلاً عبادة التوكل والرجاء والخوف من الله والتضرع والذلة لله والإيمان بالغيب وكلها عبادات قلبية ومن ذلك قول الله تعالى:” وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ “. يجتمع الثبات القولي والقلبي والفعلي في حياة المسلم في حالات كثيرة ومن ذلك قول الله تعالى : “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ “.
إن المسلم اليوم يواجه تحديات كثيرة من قطار العولمة المنطلق بأدوات الإعلام والاقتصاد والتجارة الدولية والإنترنت والفضائيات ولا سبيل له في مواجهة هذه التحديات المختلفة إلا بالثبات على القيم الإسلامية المختلفة والتمسك بها ، وهذا بلا شك يحتاج مجهوداً وصبراً كبيراً ولكن هذا المجهود وهذا الصبر يهون في مقابل الخير والأجر العظيم الذي يدخره الله عز وجل له خصوصاً إذا علمنا أن المسلم يؤجر بترك المحرمات مثلما يؤجر بأداء الطاعات. والسؤال الأخير ضمن هذه المعالجة هو :
كيف تبنى القيم الإيجابية وتعزز مكانتها؟
لعل بعض الناس يظنون، أثناء مناقشاتنا لغياب جوهر القيم في مجتمعنا، يظنون أن ما هو ضروري يقتضي ببساطة العمل على ايجاد مجموعة جديدة من القيم، ولعل غيرهم يحسبون أن (ما من شيء خطأ يشوب قيم الماضي) كالمحبة، والمساواة والأخاء الانساني. ان كل ما نتوخاه هو بكل بساطة أن نستحضر هذه القيم لتكون حاضرة أمام عين العقل.
وكلتا هاتين النقطتين تخطئ المشكلة الأساسية في الموضوع، وأني أزعم هنا أن الانسان المعاصر قد فقد، إلى حد ما، القدرة على توكيد أية قيمة والاعتقاد بأهميتها.مهما كانت أهميتها ، فليس المهم في الأمر أهمية القيمة، ولا كم هي مناسبة نظرياً كما هي مدونة على الورق، بل ان ما يحتاجه المرء هو قابلية متوفرة لديه قبلاً، وأعني بذلك أن لديه القدرة على التقييم. ان تخلي الانسان عن قيمه يفقده معنى وجوده في مجتمعه وفي الحياة. وان ما تنص عليه التعاليم السماوية هو أن يكون الفرد هو ذاته أينما كان وأن يجتهد في صنع القيم الايجابية وأن يعمل على توكيدها.بعدما استقل العقل ببنائها، وعند فقدان هذه القيم يكون الانسان قد فقد هويته الذاتية.
هناك شيء خاطئ في عبارات تتردد بشأن القيم، منها مثلاً عبارة (مناقشة القيم). فالمرء مثلاً يتلقى معتقداته بشأن القيم من خلال المناظرات الفكرية. ان ما في حياة المرء من أشياء تحيط به، وأشخاص يتفاعل معهم كحبه لأطفاله مثلاً، وحبهم إياه، أو الاستمتاع بلذة الإنصات إلى الموسيقى، أو لعبة الغولف، أو الزهو الذي يحسبه في عمله، كل هذه الانشطة يتلقاها ويتقبلها بوصفها حقائق واقعية. ولهذا فإن الخوض النظري في مثل هذه الجوانب يعده المرء ليس بذي علاقة. بل يحسبه خارج نطاق الموضوع إياه. ولو أنك سألته عن شرحها وعن كيفية تفسيره لها لقال لك: انه يحسها، وإنها خارج إطار التفسير ورأيه هذا سليم.
وهكذا هي القيم. فهي إنما تتأتى عن طريق الإحساس الداخلي الذي نعبر عنه بالفطرة أو الإرتكاز الوجداني المقترن بواقع النشاط الذي يؤديه الانسان ويبديه، طالما أن النشاط يمثل سلوكاً يتقبله المجتمع ويرضاه. إن ما نرمي إليه هنا هو أن القيم إنما هي وليدة الأديان والعلوم كافة متكاملة. وان بوسع المرء أن يتصدى لحل مشاكله بقوة إرادته وإيمانه بجوهر القيم النابعة من صميم الروح والفطرة . ولكن الذي ينبغي أن نؤكد عليه هنا هو أنه ما لم يعزز الفرد من مكانة القيم وأهميتها، وما لم يجعل من دوافعه الداخلية ومن وعيه وإدراكه الأخلاقي، مثابة للانطلاق، فلا فائدة ترتجى من حمل تلك القيم .
إذ أن الحكم الخلقي واتخاذ القرار يجب أن يكونا متأصلين في قدرة الانسان على التقييم. وبمقدار ما يحمل المرء في نفسه وفي تكوينه من قوة وأصالة فإنه يتمكن من تحديد معالم الواقع الذي يعيشه والذي تنعكس فيه القيم. فمن واقعه هذا يتلقى المسببات الأساسية التي تتيح له نسج مقومات القيم الراسخة. ومن خلال ذلك يستطيع أن يتعلم حدود مسؤوليته الأخلاقية والاجتماعية. وبممارسة الفرد نشاطه فإنه يتسنى له أن يختار طريقة تحديد وتأكيد ما يسعى إليه من أهداف تحكم وعيه الإدراكي، مما يؤهله في المآل من استبانة السبل المفضية إلى كيفية بناء القيم الايجابية وتعزيز مكانتها.
يجدر أن يطلق على الانسان مصطلح (المقيم)، كما قال قديماً زرادشت: (فما من شعب يستطيع العيش قبل التقييم أولاً وقبل كل شيء؛ وإذا ما تماسك الشعب وتدبر أمره، فما عليه، إذن، إلا أن يقيم ذاته كما يقيمه جاره …إن التقييم خلق وإبداع، والتقييم نفسه إنما هو كنز من الأشياء وجوهر المقيم.
ومن ثنايا التقييم وخلاله فقط تتبدى القيمة، ومن غير تقييم فإن لب الوجود يصبح خواء. إن كل سلوك انساني يتألف من أجزاء دقيقة. تتراكم في النهاية لتكون سلوكاً اجتماعياً متطوراً. وبمقدار ما يتصف به المرء من حصافة تتأتى فعاله وأعماله محمودة الجانب من حيث التقييم الاجتماعي. وان قيم الانسان لخير هاد له في تسديد خطاه بلوغاً لأهداف يرتضيها فتحقق له ذاته ولتسهم في ترصين حياة مجتمعه. فما من شك في أن فينا قوى كامنة متصارعة: منها قوى دافعة نحو الأقدام، وأخرى رادعة فتغري بالأحجام. ولعل بعضها يظهر للفرد في أحلامه. وكلها توضح أن في الانسان قوى كائنة بالقوة والفعل، تنطلق وقت الحاجة المعقولة موجهة بعقلانية صوب اتخاذ قرار حكيم.
وهذا بدوره يوضح أن العمل الأخلاقي، إنما هو، نشاط يختاره الفرد وينفذه بإرادته، فهو نشاط يعد تعبيراً عن دوافع ذلك الفرد الداخلية وعن واقع اتجاهاته. ولا ينكر، من وجهة النظر السيكولوجية، ان أعمال الانسان لا تخلو من تناقض وجداني، وليس ثمة في دوافعه ما هو نقي تماماً فلا يشوبه شيء من هذا التناقض. ففي داخل كل انسان يوجد هناك تناقض، وتناحر، وشك، وصراع، وتأزم نفسي. فما على الانسان، وهو يسلك سلوكاً أخلاقياً، إلا أن يجتهد في تهذيب نوازعه لتتساوق وقيم الحياة التي يرتضيها لنفسه ولمجتمعه وأبنائه وذلك نداء كتاب الله : ” ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها أقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” .