- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 15 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
إمام العابدين
أوّل من عبَدَ الله من الأُمّة
34 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : عبدت الله مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأُمّة ( 40 ) .
35 – عنه ( عليه السلام ) : ما أعرف أحداً من هذه الأُمّة عبَدَ الله بعد نبيّنا غيري ؛ عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأُمّة سبع سنين ( 41 ) .
36 – فضائل الصحابة عن حبّة العرني عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : اللهمّ لا أعترف أنّ عبداً لك من هذه الأُمّة عبدك قبلي غير نبيّك ( صلى الله عليه وآله ) . قال : فقال ذلك ثلاث مرار ، ثمّ قال : لقد صلّيت قبل أن يصلّي أحد سبعاً ( 42 ) .
37 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : لقد عبدتُ الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأُمّة خمس
سنين ( 43 ) .
38 – عنه ( عليه السلام ) : ما عَبَد الله أحدٌ قبلي مع نبيّه ، إنّ أبا طالب هجم عليَّ وعلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وأنا وهو ساجدان ، ثمّ قال : أفعلتموها ؟ ثمّ قال لي : انصرْه انصرْه ! فأخذ يحثّني على نصرته وعلى معونته ( 44 ) .
صفة عبادته
39 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – مناجياً لربّه – : إلهي ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا رغبةً في ثوابك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك ( 45 ) .
40 – عنه ( عليه السلام ) : لم أعبده خوفاً ولا طمعاً ، لكنّي وجدته أهلاً للعبادة فعبدته ( 46 ) .
شدّة عبادته
41 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) – في عليّ ( عليه السلام ) – : ما أطاق أحد عمله ، وإن كان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) لينظر في الكتاب من كتب عليّ ( عليه السلام ) فيضرب به الأرض ويقول : من يطيق هذا ؟ ( 47 )
42 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) – في عليّ ( عليه السلام ) – : والله ، ما أطاق عمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بعده أحدٌ غيره ، والله ما نزلت برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نازلة قطّ إلاّ قدّمه فيها ثقةً منه به ( 48 ) .
43 – شرح نهج البلاغة : قيل لعليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) – وكان الغاية في العبادة – :
أين عبادتك من عبادة جدّك ؟ قال : عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 49 ) .
44 – نهج البلاغة عن نوف البكالي – في وصف عليّ ( عليه السلام ) – : كأنّ جبينه ثَفِنَة ( 50 ) بعير ( 51 ) .
كثرة صلاته وصومه
45 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنّ عليّاً ( عليه السلام ) في آخر عمره كان يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة ( 52 ) .
46 – المناقب لابن شهر آشوب عن سليمان بن المغيرة عن أُمّه : سألت أُمّ سعيد سريّة عليّ عن صلاة عليّ ( عليه السلام ) في شهر رمضان . فقالت : رمضان وشوّال سواء ، يُحيي الليل كلّه ( 53 ) .
47 – سنن الترمذي عن جميع بن عمير التيمي : دخلت مع عمّتي على عائشة فسُئلتْ : أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرجال ؟ قالت : زوجها ؛ إن كان ما علمتُ صوّاماً قوّاماً ( 54 ) .
48 – كفاية الطالب عن الأسود بن يزيد : كان عليّ ( عليه السلام ) يصوم شطر الدهر ( 55 ) .
49 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدخل إلى أهله ويقول : عندكم شيء ؟ وإلاّ صمتُ ، فإن كان عندهم شيء أتوه به وإلاّ صام ( 56 ) .
50 – شرح نهج البلاغة – في بيان فضائل عليّ ( عليه السلام ) – : أمّا العبادة ؛ فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاةً وصوماً ، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل ، وملازمة الأوراد ، وقيام النافلة ، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نِطَعٌ بين الصفّين ليلة الهرير ، فيصلّي عليه ورده ، والسهام تقع بين يديه وتمرّ على صماخيه يميناً وشمالاً ، فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته ! وما ظنّك برجل كانت جبهته كَثَفِنَة البعير لطول سجوده ! ( 57 )
قصص من عبادته
51 – حلية الأولياء عن أبي صالح : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية ، فقال له : صِف لي عليّاً . فقال : أوَتعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا أعفيك ، قال : أمّا إذ لابدّ ؛ فإنّه كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً ، يتفجّر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته .
كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلّب كفّه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا ؛ يدنينا إذا أتيناه ، ويُجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منّا لا نكلّمه هيبةً له ؛ فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظِّم أهل الدِّين ، ويحبّ المساكين ، لا يطمع القويّ في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله .
فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه يميل في محرابة ، قابضاً على لحيته ، يتململ تململ السَّليم ( 58 ) ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأنّي أسمعه الآن وهو يقول : يا ربّنا يا ربّنا – يتضرّع إليه – ثمّ يقول للدنيا : إليَّ تغرّرتِ ! إليَّ تشوّفتِ ! هيهات هيهات ، غُرّي غيري ، قد بتتّك ثلاثاً ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلّة الزاد ، وبُعْد السفر ، ووحشة الطريق .
فوَكَفَتْ ( 59 ) دموع معاوية على لحيته ما يملكها ، وجعل ينشفها بكُمّه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان أبو الحسن ( رحمه الله ) ! كيف وَجْدك عليه يا ضرار ؟ قال : وَجْدُ من ذبح واحدها في حجرها ، لا ترقأ ( 60 ) دمعتها ، ولا يسكن حزنها . ثمّ قام فخرج ( 61 ) .
52 – الأمالي للصدوق عن الأصبغ بن نباتة : دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان فقال له : صف لي عليّاً . قال : أوَتعفيني ، فقال : لا ، بل صِفْه لي ، فقال له ضرار : رحم الله عليّاً ! كان والله فينا كأحدنا ؛ يدنينا إذا أتيناه ، ويُجيبنا إذا سألناه ، ويقرّبنا إذا زرناه ، لا يُغلق له دوننا باب ، ولا يحجبنا عنه حاجب ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا ، لا نكلّمه لهيبته ، ولا نبتديه لعظمته ، فإذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم .
فقال معاوية : زدني من صفته ، فقال ضرار : رحم الله عليّاً ! كان والله طويل السهاد ، قليل الرُّقاد ، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ، ويجود لله بمهجته ، ويبوء إليه بعبرته ، لا تغلق له الستور ، ولا يدّخر عنّا البدور ، ولا يستلين الاتّكاء ، ولا يستخشن الجفاء ، ولو رأيته إذ مثل في محرابه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، وهو قابض على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، وهو يقول : يا دنيا ! إليَّ تعرّضتِ أم إليَّ تشوّقتِ ؟ هيهات هيهات ، لا حاجة لي فيك ، أبَنْتُكِ ثلاثاً لا رجعة لي عليك ، ثمّ يقول : واه واه لبُعد السفر ، وقلّة الزاد ، وخشونة الطريق .
قال : فبكى معاوية وقال : حسبك يا ضرار ، كذلك كان والله عليّ ! رحم الله أبا الحسن ! ( 62 )
53 – الأمالي للصدوق عن عروة بن الزبير : كنّا جلوساً في مجلس في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء : يا قوم !
ألا أُخبركم بأقلّ القوم مالاً ، وأكثرهم ورعاً ، وأشدّهم اجتهاداً في العبادة ، قالوا : من ؟ قال : عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
قال : فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلاّ معرض عنه بوجهه ، ثمّ انتدب له رجل من الأنصار فقال له : يا عويمر ! لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها .
فقال أبو الدرداء : يا قوم ، إنّي قائل ما رأيت ، وليقل كلّ قوم منكم ما رأوا ، شهدت عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بشويحطات النجّار وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممّن يليه ، واستتر بمغيلات النخل ، فافتقدته وبَعُدَ عليَّ مكانه ، فقلت : لحق بمنزله ، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجيّ ، وهو يقول : إلهي كم من موبقة حَمَلْتَ عنّي فقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك ، إلهي إن طال في عصيانك عمري ، وعظم في الصحف ذنبي ؛ فما أنا مؤمّل غير غفرانك ، ولا أنا براج غير رضوانك . فشغلني الصوت ، واقتفيت الأثر ، فإذا هو عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعينه ، فاستترت له وأخملتُ الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثمّ فزع إلى الدعاء والبكاء والبثّ والشكوى . فكان ممّا ناجى به الله أن قال :
إلهي أُفكّر في عفوك ؛ فتهون عليَّ خطيئتي ، ثمّ أذكر العظيم من أخذك ؛ فتعظم عليَّ بليّتي ، ثمّ قال : آه إن أنا قرأت في الصحف سيّئة أنا ناسيها ، وأنت محصيها ، فتقول : خذوه ! ! فياله من مأخوذ ، لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا أُذن فيه بالنداء ، ثمّ قال : آه من نار تنضج الأكباد والكلى ، آه من نار نزّاعة للشوى ، آه من غمرة من ملهبات لظى .
قال : ثمّ أنعم في البكاء ؛ فلم أسمع له حسّاً ولا حركة ، فقلت : غلب عليه النوم لطول السهر ، أُوقظه لصلاة الفجر .
قال أبو الدرداء : فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحرّكته فلم يتحرّك ، وزويته فلم ينزوِ ، فقلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مات والله عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ! قال :
فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : يا أبا الدرداء ، ما كان من شأنه ومِن قصّته ؟ فأخبرتها الخبر ، فقالت : هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله ، ثمّ أتوه بماء فنضحوه على وجهه ، فأفاق ونظر إليَّ وأنا أبكي ، فقال : ممّ بكاؤك يا أبا الدرداء ؟
فقلت : ممّا أراه تنزله بنفسك ، فقال : يا أبا الدرداء ، فكيف لو رأيتَني ودُعي بي إلى الحساب ، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب ، واحتوشتني ملائكة غلاظ ، وزبانية فظاظ ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار ، قد أسلمني الأحبّاء ، ورحمني أهل الدنيا ، لكنتَ أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية . فقال أبو الدرداء :
فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 63 ) .
54 – فلاح السائل عن حبّة العرني : بينا أنا ونَوْف نائمين في رحبة القصر ؛ إذ نحن بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بقيّة من الليل واضعاً يده على الحائط شبه الوالِه ( 64 ) وهو يقول : ( إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) إلى آخر الآية ( 65 ) قال : ثمّ جعل يقرأ هذه الآيات ، ويمرّ شبه الطائرِ عقلُه ، فقال : أراقد يا حبّة أم رامق ؟ قلت : رامق ، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن ؟ ! قال : فأرخى عينيه فبكى ، ثمّ قال لي : يا حبّة ، إنّ لله موقفاً ، ولنا بين يديه موقف ، لا يخفى عليه شيء من أعمالنا . يا حبّة ، إنّ الله أقرب إليك وإليَّ من حبل الوريد . يا حبّة ، إنّه لن يحجبني ولا إيّاك عن الله شيء .
قال ثمّ قال : أراقد أنت يا نَوْف ؟ قال : لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد ، ولقد أطلت بكائي هذه الليلة . فقال : يا نوف ، إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافةً من الله عزّ وجلّ ، قرّت عيناك غداً بين يدي الله عزّ وجلّ . يا نوف ، إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلاّ أطفأت بحاراً من النيران .
يا نوف ، إنّه ليس من رجل أعظم منزلةً عند الله من رجل بكى من خشية الله ، وأحبّ في الله ، وأبغض في الله . يا نَوْف ، إنّه من أحبّ في الله لم يستأثر على محبّيه ، ومن أبغض في الله لم يُنِل مبغضيه خيراً ، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان . ثمّ وعظهما وذكّرهما . وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما .
ثمّ جعل يمرّ وهو يقول : ليت شِعري في غفلاتي ، أمعرض أنت عنّي أم ناظر إليَّ ؟ وليت شعري في طول منامي وقلّة شكري في نعمك عليَّ ، ما حالي ؟ قال : فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر ( 66 ) .
55 – الخصال عن نوف البكالي : بتّ ليلة عند أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، فكان يصلّي الليل كلّه ، ويخرج ساعة بعد ساعة ؛ فينظر إلى السماء ويتلو القرآن قال : فمرّ بي بعد هدوء من الليل ، فقال : يا نَوْف ، أراقد أنت أم رامق ؟ قلت : بل رامق ، أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين . قال : طوبى للزاهدين في الدنيا ، والراغبين في الآخرة ، أُولئك الذين اتّخذوا الأرض بساطاً ، وترابها فراشاً ، وماءها طيباً ، والقرآن دثاراً ، والدعاء شعاراً ، وقَرَّضوا من الدنيا تقريضاً على منهاج عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ( 67 ) .
إمام الداعين
اهتمامه بالدعاء
56 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رجلاً دعّاءً ( 68 ) .
57 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : ما من أحد ابتُلي وإن عظمت بلواه بأحقّ بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء ( 69 ) .
58 – عنه ( عليه السلام ) – لابنه الإمام الحسن ( عليه السلام ) – : واعلم أنّ الذي بيده خزائن السماوات والأرض قد أذِنَ لك في الدعاء ، وتكفّل لك بالإجابة ، وأمرك أن تسأله ليُعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ، ولم يُلجِئْك إلى من يشفع لك إليه ، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة . . . وفتح لك باب المتاب ، وباب الاستعتاب ؛ فإذا ناديته سمع نداك ، وإذا ناجيته علم نجواك ؛ فأفضيت إليه بحاجتك ، وأبثثته ذات نفسك ، وشكوت إليه همومك ، واستكشفته كروبك ، واستعنته على أُمورك ، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره ، من زيادة الأعمار ، وصحّة الأبدان ، وسَعة الأرزاق .
ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذِنَ لك من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته ، واستمطرت شآبيب ( 70 ) رحمته ( 71 ) .
59 – عنه ( عليه السلام ) : أكثِر الدعاء تسلم من سورة الشيطان ( 72 ) .
60 – عنه ( عليه السلام ) : أعلم الناس بالله أكثرهم له مسألة ( 73 ) .
61 – عنه ( عليه السلام ) : للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجي فيها ربّه ، وساعة يَرُمُّ معاشه ، وساعة يخلِّي بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمل ( 74 ) .
62 – عنه ( عليه السلام ) : التقرّب إلى الله تعالى بمسألته ، وإلى الناس بتركها ( 75 ) .
63 – عنه ( عليه السلام ) : الحظوة عند الخالق بالرغبة فيما لديه ، الحظوة عند المخلوق بالرغبة عمّا في يديه ( 76 ) .
64 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) – لأبي المقدام – : يا أبا المقدام ، إنّما شيعة عليّ ( عليه السلام ) الشاحبون ، الناحلون ، الذابلون . . . كثيرٌ سجودُهم ، كثيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم يحزنون ( 77 ) .
اهتمامه بالذكر
65 – صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) : إنّ فاطمة ( عليها السلام ) أتت النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) تسأله خادماً ، فقال : ألا أُخبرك ما هو خيرٌ لك منه ؟
تسبّحين الله عند منامك ثلاثاً وثلاثين ، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين ، وتكبّرين الله أربعاً وثلاثين – ثمّ قال سفيان : إحداهنّ أربع وثلاثون – فما تركتُها بعد . قيل : ولا ليلة صفّين ؟ قال : ولا ليلة صفّين ( 78 ) .
66 – المناقب لابن شهر آشوب – في عليّ ( عليه السلام ) – : له ليلة الهرير ثلاثمائة تكبيرة ؛ أسقط بكلّ تكبيرة عدوّاً . وفي رواية خمسمائة وثلاثة وعشرون ، رواه الأعثم . وفي رواية سبعمائة ( 79 ) .
67 – إرشاد القلوب : روي أنّه ( عليه السلام ) كان إذا يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم الناس والقضاء بينهم ، فإذا فرغ من ذلك اشتغل في حائط له يعمل فيه بيده ، وهو مع ذلك ذاكراً الله تعالى جلّ جلاله ( 80 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ