موقع الشیعة - النبي وأهل بيته - الإمام السجاد (ع) - مدائحه ومراثيه
ولوحت من كلّ جرح شرر
وجلت بها وقصمت الظهر
فكنت النكال على من أسر
بصرخة جرحك لما نغر
وفوق شفاه المنايا هدر
ويمسخ من كلّ طاغ حجر
سترفعه فوق هام البشر
ستنزله لحضيض القعر
وأهوى فكنت له منحدر
بأظلم ممّن مضى واندثر
بأقطع من قولة قد هجر
بسمع النبيّ دوّى وانهمر
ذحولاً وكنت لها المنتظر
وراءك يقرع جرس الخطر
وتصرخ بالظلم أين المفر
ليشعل في كلّ عصر سقر
لحبّك فيها وبعض جهر
وظلّ خيالك فيها ظهر
عليها ولا من نهى أو زجر
تطوف على قاب قوس قدر
لتلثم ركناً رسا واستقر
للثمك ما قام يسعى الحجر
سلام عليك رهين الكدر
تثقلها جارحات السهر
فيترك في كلّ شبر أثر
فلم يبق في قيده أو يذر
دماء الردى ودموع العبر
وينزل عن عرشه من غدر
بركب السبايا غزا فانتصر
قلبت الشام على رأسه
غزوت أُمية في دارها
بقيد أسرت به آسريك
ورحت ترتل صمت القيود
إذا الجرح زمجر حول الطغاة
يلون أحلامها بالنجيع
وكم جائر ظنّ أنّ القيود
وما كان يعلم أنّ القيود
تعالى فكنت له قمّة
فليس يزيد ومن ورثوه
ولا سيفه بوريد الحسين
تقال جهاراً ووحي السماء
لقد ملئوا منذ غاب النبيّ
فرحت تحشد ركب الزمان
لتعصف بالتركات الثقال
وحولك ينزف جرح الحسين
ملكت القلوب فمن كاتم
وحين اختبرت نوايا النفوس
تنحّى لك الناس لا آمر
ورحت بوجهك وجه النبيّ
وليس غريباً تشقّ الجموع
ولكن أرى من غريب الأُمور
سلام عليك أسير العداة
سلام على الأعين الذابلات
أسير يطوف به آسروه
ويفتح بالقيد قصر الشام
ويرسم بالعبرات الرقاق
ليهزم بالسبي عصر الضلال
ولم أر من قبله فارساً