- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ عبد الحسين الأميني ، أحد علماء النجف ، مؤسّس مكتبة الإمام أمير المؤمنين(ع) العامّة ، مؤلّف كتاب «الغدير» .
اسمه ونسبه(1)
الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ نجف علي الأميني.
والده
الشيخ أحمد، قال عنه حفيده الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم فاضل جليل، من أجلّاء الأعلام، وأفاضل العلماء… إلى جانب هذا كان متّصفاً بالورع والزهد والتقوى والخضوع والعبادة، ومولعاً بالكتابة والاستنساخ»(2).
ولادته
ولد في الخامس والعشرين من صفر 1320ﻫ في تبريز بإيران.
دراسته
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى النجف عام 1336ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتأليف وأداء واجباته الدينية.
من أساتذته
1ـ الشيخ الكُمباني، 2ـ الميرزا النائيني، 3ـ السيّد أبو الحسن الإصفهاني، 4ـ الشيخ علي أصغر ملكي التبريزي، 5ـ الشيخ عبد الكريم الحائري، 6ـ الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء، 7ـ السيّد أبو تراب الخونساري، 8ـ الميرزا أبو الحسن المشكيني، 9ـ السيّد محمّد الموسوي المعروف بمولانا، 10ـ السيّد محمّد الفيروزآبادي، 11ـ السيّد مرتضى الحسيني الخسرو شاهي، 12ـ الشيخ علي بن عبد الحسين الإيرواني، 13ـ السيّد علي الشيرازي، 14ـ الشيخ حسين التوتنجي.
ما قيل في حقّه
1ـ قال الشيخ النمازي الشاهرودي في المستدرك: «العلّامة المجاهد المحامي عن حريم الولاية»(3).
2ـ قال نجله الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه أُصولي، وعالم كبير، ومؤرّخ ثبت، ومحدِّث مجتهد وزعيم ديني، ومؤلّف قدير صاحب المآثر والآثار الخالدة… وأظهر نبوغاً وتفوّقاً غريباً، وجدّاً متواصلاً، فبلغ مرتبة الاجتهاد والفتيا، غير أنّه انصرف إلى التأليف والتحقيق، وحمل أعباء التاريخ وردعه عن الانحراف، ودفعه إلى الصراط المستقيم»(4).
3ـ قال تلميذه السيّد عبد العزيز الطباطبائي فيه وفي الشيخ آقا بزرك الطهراني كما في مكتبة العلّامة الحلّي: «وكنت أتردّد خلال الفترة على العلمين العملاقين الشيخين العظيمين: الشيخ صاحب الذريعة ـ المتوفّى سنة 1389ه ـ، والشيخ الأميني صاحب الغدير الأغر ـ المتوفّى سنة 1390ه ـ، بل لازمتهما طوال ربع قرن، وأفدت منهما الكثير، وتخرّجت بهما في اختصاصهما قدر قابليتي واستعدادي، وكانا يغمراني بالحنان والعطف، فاتّبعت أثرهما في اتّجاههما، وجعلتهما القدوة والأُسوة في أعمالي ونشاطاتي»(5).
كتاب الغدير
انشغل(قدس سره) لأكثر من نصف قرن في تأليف كتابه القيّم الغدير، محتّماً على نفسه الكتابة والمطالعة ستّ عشرة ساعة في الليل والنهار، حيث تطلّب تأليفه المرور بعشرات الأُلوف من الكتب المطبوعة والمخطوطة، ومطالعة عشرات الآلاف من المجلّدات بجميع صحائفها، والتمحيص والتدقيق، وكذلك السفر للحصول على المصادر والوثائق، فقد سافر إلى بلدان كثيرة، منها بلاد الشام وإيران والهند والحجاز وتركيا، وبذل جلّ جهوده في سبيله، لذلك ترك البحث والتدريس، وغلق على نفسه باب التردّد على الأندية والمجتمعات، وجلس في داره معتكفاً بمكتبته الخاصّة، متفرّغاً للجهاد في هذا الميدان الديني المقدّس.
وبلغ عدد المصادر التي اعتمدها وأسند إليها نصوص الحديث والوقائع التاريخية ومسائل الشعر والأدب آلاف الكتب خطّية ومطبوعة، ممّا جعل كتابه مرجعاً ضخماً وهامّاً يُسهّل للباحث الوصول بكلّ يسر إلى ما يحتاجه في مجال التأليف والدراسات والأبحاث.
دلّ كتاب الغدير الواسع على صبر المؤلّف ودقّته في أُصول البحث والدراسة والتقصّي، ذلك الصبر والدأب الذي جعل الموسوعة تتّسع حتّى تشمل كلّ ما قيل وما ورد عن حديث الرسول الشريف، لتشمل أخيراً ما يُقارب خمسة آلاف صفحة، بعيداً بُعداً كاملاً عن التعصّب والتطرّف.
يروي الشيخ الأميني هذه القصّة كدليل على ما عاناه أثناء تأليف كتابه الغدير: «حينما كنت أكتب الغدير احتجت إلى كتاب الصراط المستقيم تأليف زين الدين العاملي البياضي، وكان كتاباً مخطوطاً بأيدي أشخاص معدودين، فسمعت أن نسخة منه موجودة عند أحد الأشخاص في النجف، ذات ليلة وفي أوّل وقت المغرب رأيته واقفاً مع بعض أصدقائه في الصحن الحيدري الشريف، دنوت منه وبعد السلام والاحترام ذكرت له حاجتي للكتاب، ومجرّد المطالعة لأنقل منه في كتابنا الغدير، والعجيب أنّ الرجل فاجأني بالاعتذار، وهو أمر لم أكن أتوقّعه.
قلت: إن لِم تُعطني إيّاه استعارة اسمح لي أن آتيك منزلك كلّ يوم في ساعة معيّنة، أجلس في غرفة الضيوف وأُطالع في الكتاب، ولكنّه رفض وأبى.
قلت: أجلس على الأرض في الممرّ أو خارج المنزل بحضورك إن خفت على الكتاب أو المزاحمة، إلّا أنّه قال بصلافة أكثر: غير ممكن، وهيهات أن يقع نظرك على الكتاب.
فتأثّرت بشدّة ولكن ليس لتصرّفه الجاهلي، بل كان تأثّري لشدّة مظلومية سيّدي ومولاي أمير المؤمنين(ع)، حيث إنّ مثل هؤلاء الجهلة بؤر التخلّف والرذيلة يدّعون التشيّع لمثل علي إمام المتّقين.
تركته ذاهباً إلى الحرم، فوقفت أمام الضريح الشريف مجهشاً بالبكاء، وبينما أُحدّث الإمام(ع) مع نفسي بتألّم إذ خطر في قلبي: أذهب إلى كربلاء غداً في الصباح، وهكذا وصلت إلى كربلاء فذهبت إلى حرم الإمام الحسين(ع) رأيت هناك أحد العلماء المحترمين، تصافحنا بحرارة ثمّ قال: ما سبب مجيئك إلى كربلاء وسط الأُسبوع، خيراً إن شاء الله؟ قلت: جئت لحاجة.
فإذا به يقول برجاء: أُريد أن أطلب منك أمراً، ورثت من المرحوم والدي كمّية من الكتب النفيسة، لا أستفيد منها في الوقت الحاضر، شرّفنا إلى المنزل وخذ ما ينفعك منها إلى أيّ وقت تشاء.
وعندما قصدته في اليوم الثاني وضع الكتب بين يدي، وكان في طليعتها نسخة من كتاب الصراط المستقيم، ما إن وقع نظري عليه وأخذته بيدي حتّى انهمرت دموعي بغزارة، فسألني عن سبب بكائي، فحكيت له القصّة، فبكى هو الآخر، هكذا أخذت الكتاب واستفدت منه، وأرجعته إليه بعد ثلاث سنوات».
جدّه
الشيخ نجف علي بن يار الله، قال عنه حفيده الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقد كان من أفاضل الأُدباء، ورعاً تقيّاً، موصوفاً بقداسة النفس، مولعاً بجمع أخبار الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، وله منها عدّة مجاميع، وله في الأدب الفارسي نظماً ونثراً قسطه الأوفر، وترك قصائد باللغتين الفارسية والتركية»(6).
من نشاطاته في النجف
مؤسّس مكتبة الإمام أمير المؤمنين(ع) العامّة.
والد زوجته
السيّد علي السيّد محمّد الخلخالي، قال عنه الدكتور السيّد حسن عيسى الحكيم في المفصّل: «وأصبح العلّامة السيّد علي الخلخالي عالماً مجتهداً، وإماماً للجماعة، وأُستاذاً للفقه في الحوزة العلمية»(7).
من أولاده
1ـ الشيخ محمّد هادي، فاضل، مؤلّف باللغتين العربية والفارسية، صاحب كتاب «معجم رجال الفكر والأدب في النجف» (3 مجلّدات) ـ قد نقلت عن كتابه هذا كثيراً في موسوعتي ورثة الأنبياء ـ محقّق بارع، حقّق كتاب «خصائص أمير المؤمنين(ع)» للحافظ النسائي (4 مجلّدات)، وله عشرات المقالات المتنوّعة.
2ـ الشيخ رضا، من طلبة العلوم الدينية في حوزة طهران، مدير مكتبة الإمام أمير المؤمنين(ع) العامّة في النجف، مترجم كتب من العربية إلى الفارسية.
3ـ الشيخ أحمد، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة قم، مترجم وشارح كتب من العربية إلى الفارسية، ترجم وشرح كتاب «تجريد الاعتقاد» للخاجة نصير الدين الطوسي (8 مجلّدات)، مؤلّف، صاحب كتاب «لواء الحمد».
من أحفاده
الأُستاذ علي الشيخ محمّد هادي، قال عنه والده في المعجم: «كاتب قدير، وأديب متضلّع، وقانوني في الحقوق السياسية الدولية… وتفوّق في اللغتين الفارسية والإنكليزية بصورة هائلة…وعُيّن أستاذاً في الجامعة، ترجم من الإنكليزية والعربية كتباً كثيرة… تولّى تحرير جريدة (الكيهان) الفارسية سنين متتالية»(8).
من أصهاره
السيّد نصر الله السيّد جعفر الرضوي الشيرازي، فاضل، من تلامذة السيّد علي السيّد حسن البهشتي، مؤلّف، صاحب كتاب «گوشهاي از تاريخ ايران» أي: زاوية من تاريخ إيران، باللغة الفارسية.
من مؤلّفاته
1ـ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب (11 مجلّداً)، 2ـ السجود على التربة الحسينية، 3ـ المقاصد العلية في المطالب السنية، 4ـ العترة الطاهرة في الكتاب العزيز، 5ـ رسالة في «أدب الزائر لمَن يمّم الحائر»، 6ـ إيمان أبي طالب وسيرته، 7ـ تفسير فاتحة الكتاب، 8ـ رجال آذربيجان، 9ـ ثمرات الأسفار، 10ـ شهداء الفضيلة، 11ـ سيرتنا وسنّتنا، 12ـ رياض الأُنس، 13ـ تصحيح وتعليق على كامل الزيارات للشيخ ابن قولويه القمّي.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثامن والعشرين من ربيع الآخر 1390ﻫ في طهران، ثمّ نُقل إلى النجف، ودُفن جنب مكتبته العامّة، مكتبة الإمام أمير المؤمنين(ع).
الهوامش
1ـ اُنظر: مستدركات أعيان الشيعة 1 /82.
2ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 /176.
3ـ مستدرك سفينة البحار.
4ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 /177.
5ـ مكتبة العلّامة الحلّي: 11.
6ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 /176.
7ـ المفصّل في تاريخ النجف الأشرف 10 /147.
8. معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 /185.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشيخ عبد الحسين الأميني ، أحد علماء النجف ، مؤسّس مكتبة الإمام أمير المؤمنين(ع) العامّة ، ولد في تبريز ، توفي في طهران ، دفن في النجف ، مؤلّف كتاب «الغدير» (11 مجلّداً).