- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ عبد الكريم الحائري ، أحد مراجع قم ، مؤسس الحوزة العلمية في قم ، مؤلّف كتاب «درر الفوائد» .
اسمه ونسبه[1]
الشيخ عبد الكريم بن محمّد جعفر بن عبد الكريم الحائري اليزدي.
ولادته
ولد عام 1276ﻫ في إحدى قرى مدينة يزد بإيران.
دراسته وتدريسه
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مدينة أردكان التابعة لمحافظة يزد، ثمّ سافر إلى مدينة يزد لإكمال دراسته الحوزوية، ثمّ انتقل إلى سامرّاء للحضور في درس الميرزا الشيرازي الكبير، وبعد وفاة أُستاذه الشيرازي سافر إلى النجف، ثمّ سافر إلى كربلاء للتدريس في مدرسة حسن خان، ثمّ توجّه لزيارة مرقد الإمام الرضا(ع) في مشهد عام 1333ﻫ، فراسله بعض العلماء وطلبوا منه المجيء إلى مدينة أراك للتدريس فقبل دعوتهم، وأخذ يُلقي الدروس فيها لمدّة ثماني سنوات.
ثمّ سافر إلى قم لزيارة مرقد السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام) عام 1340ﻫ، فطلب العلماء والطلّاب منه الإقامة في قم، فقبل دعوتهم بعد أن استخار الله بالقرآن الكريم.
من أساتذته
1ـ الميرزا الشيرازي الكبير، 2ـ الميرزا محمّد تقي الشيرازي، 3ـ الآخوند الخراساني، 4ـ الشهيد الشيخ فضل الله النوري، 5ـ السيّد محمّد الفشاركي، 6ـ السيّد محمّد الطباطبائي الإصفهاني، 7ـ الشيخ إبراهيم المحلّاتي الشيرازي.
من تلامذته
1ـ صهره السيّد المحقّق الداماد، 2ـ السيّد الحجّة الكوهكمري، 3ـ السيّد صدر الدين الصدر، 4ـ السيّد أحمد الخونساري، 5ـ الإمام الخميني، 6ـ الشيخ محمّد علي الأراكي، 7ـ السيّد محمّد الوحيدي، 8ـ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني، 9ـ السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي، 10ـ الميرزا هاشم الآملي، 11ـ السيّد أحمد الزنجاني، 12ـ نجله الشيخ مرتضى، 13ـ السيّد إبراهيم العلوي الخوئي، 14ـ الشيخ مهدي المدرّس اليزدي، 15ـ السيّد مرتضى الخسروشاهي، 16ـ السيّد محمّد تقي الخونساري، 17ـ السيّد علي اليثربي، 18ـ الشيخ عبد الحسين الأميني، 19ـ الشيخ علي الهمداني، 20ـ السيّد حيدر الصدر، 21ـ الشيخ علي الصافي الكلبايكاني، 22ـ السيّد نصر الله المستنبط، 23ـ الشهيد الشيخ محمّد الصدوقي، 24ـ الشهيد الشيخ عطاء الله الأشرفي الإصفهاني، 25ـ السيّد محمود الطالقاني، 26ـ السيّد محمّد سلطان الواعظين، 27ـ الميرزا خليل الكمرئي، 28ـ الشيخ محمّد علي النجفي، 29ـ السيّد مصطفى الصفائي الخونساري، 30ـ الشيخ رضا المدني الكاشاني.
ما قيل في حقّه
1ـ قال الشيخ حرز الدين في المعارف: «مجتهد مسلّم الاجتهاد والحكومة، محقّق عالم عامل بعلمه، تقي زاهد عابد ورع ثقة عدل أمين، أتحف الله الإسلام به وبأمثاله المخلصين»[2].
2ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «عاشرناه مدّة مقامنا عنده، فوجدناه رجلاً قد مُلئ عقلاً وكياسة وعلماً وفضلاً، ومن وفور عقله ما مرّ ذكره، وكان إذا سُئل عن مسألة أو جرى البحث بحضرته في مسألة لا يتكلّم حتّى يُفكّر ويتأمّل»[3].
3ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «فقيه جليل، وعالم كبير، وزعيم ديني شريف… وقد كان الحائري من الناحية العلمية أحد أفذاذ عصره، وفطاحل العلم، وأساطين الدين، ومن كبار الفقهاء وأجلّائهم، له في العلوم الاسلامية قدم راسخة وباع طويل»[4].
4ـ قال السيّد الإصفهاني الكاظمي في الوديعة: «هو اليوم عزّ الشيعة، وماحي البدعة والشنيعة… وصار مرجعاً كبيراً للعباد… رفيع الهمّة، صاحب الأخلاق الفاضلة، والنعوت الممتازة»[5].
5ـ قال تلميذه السيّد المرعشي النجفي ـ أحد مراجع الدين في قم ـ: «أُستادي ومَن إليه استنادي، محيي المدارس بعد اندراسها، مجدّد المذهب الجعفري، وسنن الماضيين من أسلافنا الصالحين في بلاد العجم»[6].
6ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «الفقيه الأُصولي الكبير، والمجتهد العالم العامل، والزعيم الديني المطلق، والمؤسّس الأوّل للحوزة العلمية في مدينة قم، والمحقّق المتضلّع بعلمه وفضله وكماله، التقي الزاهد العابد الورع الثقة العدل الأمين، أتحف الله الإسلام به وبأمثاله المخلصين المجاهدين العاملين الصابرين المحتسبين… وتصدّى للتقليد والمرجعية والفتيا، واتّجهت إليه الأنظار من الخاصّة والعامّة»[7].
تأسيسه الحوزة العلمية
قام(قدس سره) عام 1340ﻫ بوضع الهيكل الأساسي للدراسة الحوزوية في قم، وكان ذلك في الأيّام الأُولى لانقلاب الشاه رضا خان، وبعد أن استتبّت الأُمور لرضا خان سعى وبشتّى الطرق للقضاء على كيان الحوزة العلمية، ولكن بفضل تصدّي الشيخ الحائري لتلك المحاولات، استطاع الحفاظ على ذلك الكيان الذي ظلّ إلى يومنا هذا مركزاً مهمّاً تفيض منه علوم آل البيت(عليهم السلام) إلى سائر بقاع العالم.
من صفاته وأخلاقه
كان(قدس سره) نموذجاً يُحتذى به في الأخلاق العالية، لا يُرائي أحداً في التعامل، ظاهره كباطنه، ويحترم أهل العلم ويتواضع لهم، كما يجلس حيث ينتهي به المجلس، وغالباً ما كان يُردّد هذا القول: «لستُ من أهل الزعامة، ولا فكّرتُ فيها»، وكانت حياته المعيشية بسيطة جدّاً، يأكل الطعام العادي، ويلبس الملابس البسيطة، وكان يعتبر الاهتمام بهذه الأُمور عملاً منافياً للزهد والتقوى، وكان يتفقّد الفقراء والمحتاجين، وقد تكفّل بمصروفات أحد أساتذته، ولم يقطع عنه تلك المساعدة حتّى بعد وفاته، حيث كان يرسلها إلى أفراد عائلته.
كما كان شديد الموالاة لأهل البيت(عليهم السلام)، ولديه تعلّق خاصّ بالإمام الحسين(ع)، وكان حريصاً على بيت مال المسلمين، ولا يصرف منه في سدّ احتياجاته الشخصية إلّا في حالات الضرورة القصوى.
من نشاطاته في قم
1ـ تأسيس دار لإطعام الفقراء أيّام الجفاف.
2ـ تأسيس مقبرة محاذية لنهر المدينة.
3ـ بناء مستشفى السهامية من ثلث أموال المرحوم سهام الدولة.
4ـ بناء قلعة لإسكان متضرّري السيول والفيضانات عام 1353ﻫ.
5ـ إنشاء سدّ على النهر؛ ليحمي المدينة من أخطار الفيضانات.
6ـ تأسيس مكتبة عامّة في مدرسة الفيضية.
من أولاده
1ـ الشيخ مرتضى، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «وهو أحد علماء قم المعروفين اليوم»[8].
2ـ الشيخ مهدي، فاضل، أُستاذ جامعي، درّس في جامعات إيران وأمريكا وإنجلترا الفلسفة ـ من الأسفار والإشارات ـ وفلسفة الأخلاق، وعلم الكلام، والفقه، والأدب الفارسي، وشرح أُصول الكافي.
وقال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «وقد أرسله المرحوم البروجردي وكيلاً عنه إلى واشنطن بالولايات المتّحدة الأمريكية، ومرشداً للمسلمين هناك»[9].
صهره
السيّد المحقّق الداماد، قال عنه أُستاذه الشيخ الحائري: «كان آية الله السيّد المحقّق الداماد من أوعى طلّابي، وأبعدهم نظراً».
من أسباطه
السيّد علي السيّد محمّد المحقّق الداماد، عالم فاضل، من أساتذة البحث الخارج في حوزة قم، ومن أساتذة التفسير، كان عضواً في رابطة مدرّسي الحوزة العلمية بقم، مؤلّف، صاحب كتاب «تقرير الأُصول» (4 مجلّدات).
من مؤلّفاته
1ـ درر الفوائد (مجلّدان)، 2ـ التقريرات (تقرير درس السيّد الفشاركي في الأُصول)، 3ـ كتاب الرضاع، 4ـ كتاب المواريث، 5ـ كتاب الصلاة، 6ـ كتاب النكاح، 7ـ صلاة الجمعة.
من مؤلّفاته باللغة الفارسية: 1ـ مجمع الأحكام (رسالته العملية)، 2ـ مناسك الحج.
من تقريرات درسه
1ـ أُصول الفقه للشيخ محمّد علي الأراكي (مجلّدان)، 2ـ كتاب البيع (تقرير درس الشيخ الحائري) (مجلّدان)، 3ـ إفاضة العوائد للسيّد محمّد رضا الكلبايكاني (مجلّدان)، 4ـ الخيارات (تقرير درس الشيخ الحائري)، 5ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد للشيخ محمّد علي الأراكي، 6ـ رسالة في الولاية للشيخ محمّد علي الأراكي.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في السابع عشر من ذي القعدة 1355ﻫ، وصلّى على جثمانه الفقيه السيّد صادق القمّي، ودُفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام) في قم.
رثاؤه
أرّخ السيّد صدر الدين الصدر عام وفاته بقوله:
«عبدُ الكريمِ آيةُ اللهِ قضى ** وانحلَّ منهُ سلكَ العلومَ عقدُهُ
أجدبَ ربعَ العلمِ بعدَ خصبةٍ ** وهدَّ أركانَ المعالي فقدُهُ
كانَ لأهلِ العلمِ خيرَ والدٍ ** وبعدَهُ أمست يتامى ولدُهُ
كوكبُ سعدٍ سعدَ العلمُ بهِ ** دهراً وغابَ اليومَ عنهُ سعدُهُ
في شهرِ ذي القعدةِ غالَهُ الردى ** بسهمِهِ يا ليتَ شلّت يدُهُ
في حرمِ الأئمّةِ الأطهارِ في ** شهرِ الحرامِ كيفَ حلَّ صيدُهُ
دعاهُ مولاهُ فقل مؤرّخاً ** لدى الكريمِ حلَّ ضيفاً عبدُهُ»[10].
الهوامش
[1] اُنظر: درر الفوائد، ج1، ص17.
[2] معارف الرجال، ج2، ص65، رقم 232.
[3] أعيان الشيعة، ج8، ص42.
[4] طبقات أعلام الشيعة، ج15، ص1158، رقم 1692.
[5] أحسن الوديعة، ج2، ص262، رقم 95.
[6] فهرس التراث، ج2، ص332.
[7] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج3، ج1365.
[8] طبقات أعلام الشيعة، ج15، ص1166، رقم 1692.
[9] طبقات أعلام الشيعة، ج15، ص1166، رقم 1692.
[10] طبقات أعلام الشيعة، ج15، ص1166، رقم 1692.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشيخ عبد الكريم الحائري ، أحد مراجع قم ، مؤسس الحوزة العلمية في قم ، ولد في يزد ، ودفن في قم ، مؤلّف كتاب «درر الفوائد» (مجلّدان).