- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد عام ۱۹۵۹م بمدينة ” الموصل ” في العراق، من أُسرة تنتمي إلى المذهب الحنفي، وكعادة باقي أقرانه واصل الدراسة الأكاديميّة حتى حصل على شهادة البكالوريوس في كليّة الآداب قسم اللغة العربية في جامعة الموصل.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام ۱۹۸۷م في ” إيران ” عبر دراسات مستوفية ومناقشات علمية جادّة.
أثر مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في الوجدان:
كانت بداية غرس مبادئ التشيّع في قلبه عام ۱۹۷۹م إذ وُفق الأستاذ لحج بيت الله الحرام، فتوجه من مدينته ” الموصل ” إلى الديار المقدّسة، وفي تلك الرحلة كانت له وقفة في مدينة ” كربلاء “(۱)، فزار تلك المدينة وشاهد لأوّل مرّة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ، فلفت ذلك الحرم الطاهر انتباهه! ورأى زوار مرقد شهيد كربلاء كيف يفدون على ضريحه بلهفة وشوق، وكيف يؤدّون رسوم زيارتهم بوعي معبّر عن عمق إرتباطهم بنهج صاحب القبر، ولمس بروحه كيف تنطوي زيارة الزائرين على تأصيل حالة ولائهم للإمام الحسين(عليهما السلام)، وكيف يجسّدون حبّهم لرمز مسيرتهم، وكيف يستلهمون من ذلك المشهد العطاءات التربوية التي تشدهم إلى تاريخهم المشرق.
كما وجد أن الزوّار يرسّخون بزيارتهم فهمهم لأبعاد شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) ومكارم أخلاقه وإخلاصه لله، ويفتحون بذلك ذاكرتهم على الأحداث التي حلّت بالحسين وأصحابه ليستلهموا منها الدروس والعبر.
وأبهره ذلك المنظر، فلم يكتف بالمشاهدة السطحية، بل تناول أحد كتب الزيارة التي يقرؤها الزوّار ليرى محتواها ويطّلع على مضامينها، وليلمس بنفسه الدافع الذي جعل هؤلاء الوافدين يتفاعلون من أعماق أنفسهم مع صاحب هذا القبر.
فغاص في معاني زيارة الحسين (عليه السلام) والأدعية الخاصة بالزيارة، وإذا به يجدها مفردات تزخر بثروة هائلة من النماذج التي تحفز مفاهيم الحياة الفردية والاجتماعيّة على المستوى التربوي، وذلك عبر تعزيز فهم الزائر لأبعاد شخصيّة الإمام الحسين (عليه السلام) ودوره في تبليغ الرسالة وتجسيد معانيها، وأكثر أمر لفت انتباهه في الزيارة عبارة ” السلام عليك يا ثأر الله! “.
الإمام الحسين (عليه السلام) ثار الله:
يقول الأستاذ رامي: ” جعلتني هذه الكلمات أتأمّل في معانيها! وقلت في نفسي: لابدّ وأن تكون لصاحب هذا المقام منزلة وشأن عظيم عند الله تبارك وتعالى ليكون ثأره عزّوجلّ “.
فإنّ الثأر هو الدم والطلب به(۲)، ومعنى ثأر الله هو الدم المنسوب إلى الله تعالى، ويعني أنّ هذا الدم مكرّم وعظيم وله امتياز عند الله، كما نقول: بيت الله، لتمييزه عن غيره من الأماكن.
وفي الحقيقة أنّ نسبة ثأر الحسين (عليه السلام) إلى الله عزّوجلّ لاغبار عليها، لأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو صفوة الخلق قال: ” حسين مني وأنا من حسين “(۳)، فإذا كان الحسين (عليه السلام) من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسول من صفوة الله عزّوجلّ، فمعناه أنّ الحسين (عليه السلام) أيضاً من الذين اصطفاهم الباري من بين خلقه، فهو تعالى وليّهم وهو صاحب الثأر لدمائهم.
ونسبة ثأر الحسين(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الله واضحة، فالإمام الحسين (عليه السلام) وريث الأنبياء (عليهم السلام) كما ورد في زيارته: ” السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبيّ الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمّد حبيب الله… “، والأنبياء سفراء الله على أرضه وحججه على خلقه، فسفك دمائهم تعّدي على حرمة الله، والطالب بثأرهم هو الله جلّ وعلا.
فقتل الحسين (عليه السلام) يعني قتل للصفوة وللنبوّة وللخلّة وللكلمة وللروح وللمحبّة الإلهيّة.
وحيث أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) ثار الله يستوجب على كل مسلم أن يجد نفسه معنياً بهذا الأمر، فيسعى لإحياء ما ضحى الإمام الحسين (عليه السلام) بنفسه من أجله، وأن يتذكر مظلومية عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وما لاقته من ظلم واضطهاد بعد رحيل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ليوفر لنفسه بذلك أجواء يندمج فيها روحاً وفكراً مع القيم والمبادئ والأفكار التي حملها صاحب الشهادة، وضحى من أجل ترسيخها في النفوس، فقدّم الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كملة الله عزّوجلّ.
بوادر التعرّف على التشيع:
يقول الأستاذ رامي: ” لم أكن من قبل مطّلعاً بصورة وافية على مذهب التشيّع، ولكن هذا الموقف أثار في نفسي المحفّز لأكون أكثر إلماماً بهذا المذهب.
فمن ذلك الحين اندفعت لمعرفة المزيد من المعارف التي ينتمي إليها هؤلاء الشيعة، ولم يكن إلمامي بهم سوى أني كنت أستمع إلى بعض المناقشات العقائدية التي كانت تدور بين الشيعة وبين بعض أبناء مدينتنا الأحناف، فكنت أُشارك أتباع مذهبي بالدفاع عن ما نحن عليه وإن لم أكن بذلك المستوى الذي يجيد ردّ المبادئ التي كان يعتنقها أصحاب مذهب أهل البيت (عليهم السلام) “.
ويضيف الأستاذ قائلا: ” بعد ذلك الموقف في مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ـ والذي ترك في نفسي الأثر البليغ ـ واصلت مسيرتي بإتجاه الحجاز لأداء مناسك الحجّ، وهنالك في مكّة المكرّمة وجّهت بعض الأسئلة إلى أحّد علماء أبناء العامة حول المذهب الجعفري، لكنه بدل أن يجيب على أسئلتي حذّرني من التقرّب إليهم والحوار معهم، قائلا: احذر من أفكار الرافضة، وتجنّب الحوار معهم، وأنصحك أن لا تدنوا منهم!، ولكن لم أقتنع بمقولته ولم يدفعني كلامه لرفض ما رأيته منسجماً مع فطرتي وعقلي عند الشيعة، كما أنني كنت متلهفاً للدليل والبرهان ولم أجد عنده ذلك “.
البحث عن الحقيقة:
وفي الحجاز وجد الأُستاذ رامي تياراً فكرياً ضد مذهب التشيع، يحرّم زيارة القبور والتوسّل بها ويصفها بالشرك والإلحاد، وهذا ما دفعه للبحث بعد عودته من الحجّ عن مدى صحة هذا الإدعاء.
وبعد التتبّع والتحقيق وجد أنّ ما عليه الوهابيون يخالف الكتاب والسنّة، وأنّ أفكارهم جاءت من قبل أُناس انتهزوا فكرة إلصاق الشرك بالمسلمين ليحقّقوا مآربهم في ظلالها، ويصلوا إلى مبتغياتهم من خلالها.
ووجد أنّهم خالفوا جميع الطوائف الإسلاميّة فيما ذهبوا إليه، ولم يعتمدوا لتثبيت أفكارهم على دليل يستند إليه، بل مستمسكهم الوحيد في هذا المجال هو إتخاذ إسلوب الإثارة ليصطادوا في الماء العكر.
مسألة زيارة القبور:
إنّ المتتبّع لسنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يرى الأمر بالنسبة إلى زيارة القبور أنّه مرّ بثلاث مراحل في عهد الرسالة.
المرحلة الأولى: جواز زيارة القبور، وذلك استمراراً لما كانت عليه الشرائع السابقة.
وخير مثال ـ والأسبق تاريخياً ـ في ما ذكره القرآن الكريم لاحترام مراقد الأولياء وتعاهدها بالزيارة، هو مرقد فتية أصحاب الكهف، إذ قال تعالى: (إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (الكهف: ۲۱)، وتُشعر الآية بذكرها المسجد بأنّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم الموحّدون، فالآية فيها دلالة على جواز البناء على القبور وزيارتها، والمسجد إنّما يُتخذ ليؤتى على الدوام ويقصده الناس ليذكروا اسم الله عزّوجلّ فيه.
المرحلة الثانية: المنع لعلل يأتي ذكرها، ويستنبط ذلك من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها “(۴)، ويتّضح من هذه الرواية أنّ المسلمين كانوا يزورون القبور، ثمّ ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيها المنع، ثمّ أذن لهم بعد ذلك في الزيارة.
ففي رواية ابن عباس عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): ” نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولا تقولوا هجرا “(۵)، والهُجر هو الكلام القبيح المهجور لقبحه(۶)، وهذا الحديث كأنّه يتضمّن علّة النهي أو بعضها، وهي أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أراد إلغاء عادات الجاهليّة وتأسيس آداب إسلاميّة للزيارة.
ولعلّ نهي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في الفترة التي منع فيها زيارة القبور كان لكثرة قبور المشركين، وحيث أنّ الزيارة للقبر تزيد وتعمّق أواصر الارتباط بين الزائر والمزور، وتجدّد في النفوس روح الاقتداء بهم وإحياء آثارهم، أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بعدم زيارة القبور، ولما كثر المؤمنون بينهم وقوى الإسلام رخص الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الزيارة باذن الله عزّوجلّ.
ولهذا ورد في قوله تعالى النهي عن القيام عند قبور المنافقين: (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَد مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) (التوبة: ۸۴)، ففي هذه الآية دلالة واضحة على جواز ذلك في شأن من مات على الإسلام، وأنّ ذلك معهود بين المسلمين، وأنّ الآية إنّما نزلت لتستثني الكفار والمنافقين، كما هو في ذيل الآية: (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ) (التوبة: ۸۴).
المرحلة الثالثة: تجويز زيارة القبور ورفع الحظر والمنع، فقد ثبت في الصحيح عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه كان يخرج مراراً إلى البقيع لزيارة قبور المؤمنين(۷)، وورد أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) زار قبر أمّه وبكى وأبكى من حوله(۸).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): “نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّ في زيارتها تذكرة”(۹).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): ” إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّ فيها عبرة “(۱۰).
وورد بسند صحيح أنّ فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب(رضي الله عنه) كلّ جمعة وتصلي وتبكي(۱۱).
وإنّ من أبرز العبر كما أشرنا في ما سبق في زيارة القبور، إنّها توفّر للزائر أجواء يستوحي منها ذكر الموت والزهد في الدنيا والعمل للآخرة والإقبال على الله، فيشد عزيمته لمواصلة درب الصلحاء والأولياء، فالزائر يستلهم من منهجهم الوعي المحفز لمواصلة ركب الإيمان.
مرحلة إيقاظ الفطرة وإنارة البصيرة:
ومن هذه البراهين والحجج يقول الأُستاذ رامي عبد الغني: ” عرفت أنّ أدلّة الشيعة لم تنشأ من حالة عاطفيّة أو هوى أو تقليد، وإنّما فرضتها عليهم الأدلّة القاطعة التي ينبغي أن يتعبّد بها المسلم.
وإنّ زيارة قبور الصلحاء هي كالحجّ يجتمع فيه المسلمون على الخير والهدى والترابط والتعارف والتآلف، فيمجّدوا عظماءهم ويحيوا بذكراهم القيم والمبادئ والأفكار التي كانوا يحملونها “.
ويضيف: ” وبمرور الزمان واصلت أبحاثي لمعرفة المزيد حول مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، وكنت اتباحث مع أحّد أقربائي في هذا المجال، فكنا نأخذ مفردة مفردة من عقائد الشيعة ونضعها على طاولة البحث، وكان يحفز أحدنا الآخر للمطالعة والتتبع حتى اكتملت في أذهاننا الصورة الكاملة لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، فالتجأنا إلى حصنهم المنيع بعدما وجدناه رصيناً من جميع الأبعاد فتحصّنا به وآوينا إليه، وكان استبصاري عام ۱۹۸۷م كما استبصر البعض من أُسرتي وجملة من غير أسرتي على يدي بفضل من الله، وببركة الزاد الثقافي الذي تلقيته من نبع معارف أهل البيت (عليهم السلام) “.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) مدينة كربلاء المقدسة: تقع جنوب العاصمة بغداد في وسط العراق، تشرفت هذه المدينة بضريح الإمام الحسين بن عليّ (عليه السلام) وضريح أخيه العباس بن عليّ (عليه السلام) ، وتبعد بمسافة (۸۰) كيلو متر عن أرض النجف المتشرفة بضريح الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .
(۲) المعجم الوسيط مادة ثأر: ۱ / ۲۳۴٫
(۳) أنظر: المستدرك للحاكم: ۳ / ۱۹۴ (۴۸۲۰)، تاريخ ابن عساكر: ۱۴ / ۱۵۰، صحيح ابن حبان: ۱۵ / ۴۲۸ (۶۹۷۰)، مسند أحمد: ۴ / ۱۷۲، الجامع الكبير للترمذي: ۶ / ۱۱۸ (۳۷۷۵)، وغيرها.
(۴) أنظر: صحيح مسلم، كتاب الجنائز: ۲ / ۶۷۲ (۹۷۷)، سنن الترمذي: ۲ / ۳۵۷ (۱۰۵۴)، سنن النسائي: ۴ / ۸۹، المستدرك للحاكم: ۱ / ۵۳۰ (۱۳۸۵)، مصابيح السنة للبغوي: ۵۶۸ / ۱۲۳۹٫
(۵) أنظر: المعجم الأوسط للطبراني: ۲ / ۱۱۵ (۲۷۰۹)، سنن النسائي: ۴ / ۸۹، السنن الكبرى للبيهقي: ۴ / ۱۲۹٫
(۶) أنظر: معجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب: مادة (هجر).
(۷) أنظر: صحيح مسلم، كتاب الجنائز: ۲ / ۶۷۲ (۹۷۵)، سنن ابن ماجة: ۱ / ۴۹۲ (۱۵۷۱).
(۸) أنظر: صحيح مسلم: ۲ / ۶۷۲ (۹۷۶)، السنن الكبرى للبيهقي: ۴ / ۱۲۷٫
(۹) أنظر: سنن أبي داود: ۳ / ۱۷۱ (۳۲۳۵)، صحيح مسلم: ۲ / ۶۷۲ (۹۷۶)، السنن الكبرى للبيهقي: ۴ / ۱۲۸، مسند أحمد: ۵ / ۳۵۰، ۳۵۵، ۳۵۶، ۳۶۱، المستدرك للحاكم: ۱ / ۵۳۱ (۱۳۹۰).
(۱۰) أنظر: مسند أحمد: ۳ / ۳۸ (۱۱۳۴۷)، السنن الكبرى للبيهقي: ۴ / ۱۲۸، المستدرك للحاكم: ۱ / ۵۳۰ (۱۳۸۶).
(۱۱) أنظر: السنن الكبرى للبيهقي: ۴ / ۱۳۱، المستدرك للحاكم: ۱ / ۵۳۳ (۱۳۹۶)، وقال الحاكم معقباً على الحديث: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، وقال في آخر كلام: وليعلم الشحيح بذنبه أنّها سنّة مسنونة.
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية