- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد عام ۱۹۷۱م بمدينة ” كركوك ” في العراق، من عائلة كردية تعتنق المذهب الحنفي، واصل دراسته حتى نال شهادة الثانوية.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام ۱۹۹۶م بمدينة ” أربيل ” العراقية.
بداية الحوار مع الشيعة:
يقول الأخ ماجد: ” كنت عضواً في أحد الأحزاب، وكان ضمن مهامي حراسة المقر ومراقبة الأشخاص الذين يترددون عليه للحفاظ على أمن منطقتنا المضطربة.
لفت نظري تديّن أحد الأشخاص وورعه ووقاره في المنطقة، فكان كثير الصلاة ومواظباً على صلاة الليل، وعرفت من هيئة صلاته وسجودة على التربة أنّه من الشيعة، وكان يتمتع بشخصية متزنة يكن لها الجميع التقدير والاحترام، رغم اختلاف القومية والمعتقد والتقاليد والثقافة.
السجود على التربة:
ولحرصي لمعرفة الحقائق تقدمت إليه ذات يوم فسألته: لماذا تصلي على هذه الحجارة (التربة)؟
فأجابني بهدوء واتزان: ذلك لأنّ شريعتنا كما روى أهل البيت (عليهم السلام) عن الرسول أن السجود في الصلاة لا يجوز إلاّ على الأرض و ما لا يؤكل ولا يلبس من نباتها “.
وقد شنع الخصوم بأنّ السجود على التربة بمثابة السجود للصنم، وخفى عليهم أنّ الشيعة تسجد على التربة وليس لها، والفرق واضح بين السجود على الشيء والسجود له، والسجود لا يجوز إلاّ لله تعالى.
أهمية السجود:
إنّ السجود من أعظم أركان الصلاة، وورد في الحديث: ” أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد “(۱)، وأنّ الله تعالى أخرج إبليس من الجنّة وطرده منها لأنّه أبى عن السجود وأخذته الأنانية والكبرياء عندما رأى نفسه أنّه أفضل من آدم، وما من عمل أشق على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً لله تعالى، لأنّه أُمر به فعصى وغوى فهلك، وابن آدم أُمر فأطاع وسجد فنجى.
والجدير بالذكر أنّ سجود الملائكة لآدم كان بأمر من الله تعالى، فهو سجود لله تعالى لأنّه جعل آدم (عليه السلام) قبلة للملائكة، كما كان سجود يعقوب (عليه السلام) وأولاده ليوسف (عليه السلام) في الملك.
الأخبار تشترط السجود على الأرض:
يشترط في السجود أن يكون على الأرض، وقد تظافرت الأخبار بذلك عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، منها:
۱ ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ” جعلت لي الأرض طيبة طهوراً ومسجداً، فأيما أدركته الصلاة صلى حيث كان “(۲).
۲ ـ عن أبي سعيد الخدري، قال: ” أبصرت عيناي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أنفه وجبهته أثر الماء والطين “(۳).
۳ ـ عن أنس بن مالك، قال: ” كنا نصلي مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في شدّة الحرّ، فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه “(۴).
ويظهر من هذه الروايات أنّ الصحابة شكوا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من الحرّ، حيث كانت تحترق جباههم ليرخص لهم في السجود على غير الأرض مما يدفع عنهم هذه المشقة كالثياب وكور العمامة أو المناديل فلم يبالي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بشكواهم وهو الرؤوف العطوف، وما ذلك إلاّ لعدم جواز السجود على غير الأرض.
أخبار جواز السجود على النبات:
إنّ السجود على خصوص الأرض كان في أوّل التشريع، وبعد ذلك رخص لهم بالسجود على مالحق بها من نبات، وقد وردت روايات قطعية متواترة ترخص بالسجود على نبات الأرض غير المأكول والملبوس، فألحق(صلى الله عليه وآله وسلم) نبات الأرض بالأرض وعدّه من أجزائها وسهل لهم بذلك السجود، كما أجاز لهم صنع شيء من النبات يحملونه معهم (الخمرة) تنسج من خوص النخل بقدر الوجه، فتوضع في المساجد والبيوت ويسجد عليها في الصلوات، وكثر ذلك وشاع وانتشر، وهذه جملة منها:
۱ ـ عن أنس بن مالك، قال: ” كان رسول الله يصلّي على الخمرة “(۵).
۲ ـ عن اُمّ أيمن، قالت: ” قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ناوليني الخمرة من المسجد، قلت: إني حائض، قال: إنّ حيضتك ليست في يدك “(۶).
۳ ـ عن ميمونة زوج النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: ” كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي وأنا حذاءه، وربما أصابني ثوبه إذا سجد وكان يصلي على الخمرة “(۷).
ولا خصوصية للخمرة، فقد صلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على البساط والحصير والكل من أفراد النبات.
فعن أنس، قال: ” كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أحسن الناس خلقاً، فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس، ثم ينضح ثم يؤمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ونقوم خلفه فيصلّي بنا، وكان بساطهم من جريد النخل “(۸).
وعنه أيضاً: ” أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) صلى على حصير “(۹).
وقد ورد أيضاً عن أهل البيت (عليهم السلام) الترخيص بالسجود على النبات.
فعن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: ” ذكر أنّ رجلا أتى أبا جعفر (عليه السلام) وسأله عن السجود على البوريا والخصفة والنبات، قال: نعم “(۱۰).
وعن إسحاق بن الفضل أنّه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن السجود على الحصر والبواري؟ فقال: ” لابأس، وان يسجد على الأرض أحبّ إلي: فإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحبّ ذلك أن يمكن جبهته من الأرض، فأنا أحبّ لك ما كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يحبّه “(۱۱).
مناقشة أحاديث السجود على الثياب:
أمّا ماورد في بعض الأحاديث من جواز السجود على كور العمامة أو الثياب أو الطنافس وغيرها، فهذه الأحاديث ـ على فرض تمامية سندها ودلالتها ـ لا تقاوم مامرّ من الروايات المتواترة والمتضافرة الدالّة على حصر جواز السجود بالأرض أو نباتها، وهي محمولة على الإضطرار كما صرح بذلك الكثير من الفقهاء، بحيث أرسلوه إرسال المسلّمات كالبخاري، والنسائي، والدارمي، وابن ماجة، والنخعي، والسلماني، وصالح بن خيوان، وعمر بن عبد العزيز، وعروة بن الزبير، والشافعي، والشوكاني، وابن حجر، ومالك وغيرهم(۱۲).
وهناك فارق فيما ورد في هذه الأحاديث بين ” صلى على البساط ” و ” سجد على البساط ” إذ الصلاة عليه أعم من أن يسجد عليه أو يضع شيئاً عليه كالخمرة والتراب والحجر فيسجد على أحدها، ولا ملازمة عقلية ولا عادية ولا عرفية بين الصلاة على الشيء وبين السجود.
كما أنّ البساط كان يصنع في زمان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من جريد النخل أو الحصير، ولا إشكال في السجود على النباتات، فلا يقاس عليها غيرها من الطنافس ونحوها.
وبعد هذا كلّه فإنّه لامناص في مقابل الأدلّة القطعية المتقدمة من تأويل هذه الأحاديث إن لم يكن ما ذكرناه آنفاً هو الظاهر منها.
وعليه فالقول بجواز السجود على الفرش والسجاد والإلتزام بذلك وافتراش المساجد بها للسجود عليها كما تداول عند الناس بدعة محضة وأمر محدث غير مشروع يخالف سنة الله وسنة رسوله، (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) (فاطر: ۴۳).
والشيعة الإمامية لا يتدينون ولا يقولون إلاّ بما نطق به الكتاب وجاء به الروح الأمين، والتزم به وقرّره أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب عنهم الله الرجس، وجعلهم سفينة النجاة، والائمة الهداة، وعدل الكتاب، وقدوة لأولي الألباب، وجعلهم أئمة يهدون بأمره إلى الحقّ المبين والصراط المستقيم.
السجود على التربة الحسينية:
قالت الشيعة الإمامية باستحباب السجود على تربة قبر الحسين (عليه السلام) ، وذلك امتثالا منهم لقول أئمتهم، فقد وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) نصوص عديدة في هذا المجال، منها:
۱ ـ قال الصادق (عليه السلام) : ” السجود على طين قبر الحسين (عليه السلام) ينوّر إلى الأرضين السبعة، ومن كانت معه سبحة من طين قبر الحسين (عليه السلام) كتب مسبحّاً وإن لم يسبّح بها “(۱۳).
۲ ـ عن معاوية بن عمار، قال: كان لأبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام) خريطة من ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله (عليه السلام) فكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه، ثم قال (عليه السلام) : ” إنّ السجود على تربة أبي عبد الله (عليه السلام) يخرق الحجب السبع “(۱۴).
۳ ـ سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسينعليهما السلام والتفاضل بينهما، فقال (عليه السلام) : السبحة التي من طين قبر الحسين (عليه السلام) تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح “(۱۵).
ولا غرو أن يجعل الله سبحانه الفضل في السجود على تربة سيد الشهداء (عليه السلام) ، فهو سيد شباب أهل الجنّة، وقرّة عين الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومهجة قلب فاطمة البتول(عليها السلام)، وابن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وأحد أصحاب الكساء، وهو وأخوه المراد من الأبناء في الكتاب الكريم في آية المباهلة، وشريك أبيه وأمه في سورة هل أتى، وأحد سفن النجاة للأمّة، وأحد الأئمة الكرام الهداة والخلفاء الاثنى عشر، ومصباح الهدى وسفينة النجاة.
حكمة السجود على التربة الحسينية:
قال العلامة كاشف الغطاء(رحمه الله) في كتابه (الأرض والتربة الحسينية) في بيان حكمة إيجاب السجود على الأرض واستحباب السجود على التربة الشريفة:
” ولعلّ السر في التزام الشيعة الإمامية السجود على التربة الحسينية، مضافاً إلى ما ورد في فضلها [ إيعاز إلى ما مرّ من الأحاديث ]، ومضافاً إلى أنّها أسلم من حيث النظافة والنزاهة من السجود على سائر الأراضي وما يطرح عليها من الفرش والبواري والحصر الملوثة والمملوءة غالباً بالغبار والميكروبات الكامنة فيها، مضافاً إلى كل ذلك، لعل من جهة الأغراض العالية والمقاصد السامية أن يتذكر المصلي حين يضع جبهته على تلك التربة تضحية ذلك الإمام بنفسه وآل بيته والصفوة من أصحابه في سبيل العقيدة والمبدأ، وتحطيم الجور والفساد والظلم والاستبداد “(۱۶).
والشيعي الإمامي إنّما يحترم تربة الحسين (عليه السلام) لأنّ الله تعالى اهتم بهذه التربة أشد الاهتمام، حيث أرسل جبرئيل (عليه السلام) وغيره من الملائكة الى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ليعلموه بخبر قتل الحسين (عليه السلام) وأتوا إليه بقبضة من تربة مصرعه صلوات الله عليه.
فقد ورد عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها: ” ثم اضطجع ـ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبّلها، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟، قال: أخبرني جبرئيل إنّ إبني هذا يقتل بأرض العراق ـ يعني الحسين (عليه السلام) ـ فقلت لجبرئيل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها “(۱۷).
ومن هنا يتضح أنّ تقبيل الشيعة لتربة الحسين (عليه السلام) إنّما هو تأسي برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)! وأن تفضيلهم السجود على التربة الحسينية على سائر مايصح السجود عليه، إنّما هو تكريم ما أكرمه الله تعالى، والتزام بما سنه الله ورسوله، ولما نقل عن أهل البيت (عليهم السلام) من تعظيمها وتكريمها والسجود عليها وأخذ السبحة منها.
حصد الثمار البحث:
يقول الأخ ماجد: ” بعد تسعة أشهر من النقاش المستمر الذي اطلعت خلاله على الكثير من الكتب والأشرطة الدينية التي كانت تصلني عن طريق صديقي الشيعي، اقتنعت بأحقية مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وعرفت أنّ عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد لاقت نتيجة حفاظها على التراث الإسلامي الأصيل أفدح المصائب والمآسي والآلام من حكام الجور.
وخلال هذه الفترة كنت أدعو صديقي إلى بيتنا وكنّا نجلس معاً فنغوص في حوارات ممتعة معه ونستفيد من علومه.
ثم جاء اليوم الذي أعلنّا فيه ـ أنا ووالدي وأمي وأخي وزوجتي ـ تشيعنا ونحن الآن بصدد رفع مستوياتنا العلمية عن طريق مطالعة الكتب لنستوعب ديننا من جميع الجوانب، ونتمكن من صيانة أنفسنا أزاء الشبهات والتيارات الضالة “.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) أنظر: ثواب الاعمال للصدوق: ۶۰، البحار للمجلسي ۸۲ / ۱۶۳، كتاب الصلاة، باب فضل السجود.
(۲) أنظر: صحيح مسلم: ۱ / ۳۷۰ (۵۲۱)، صحيح البخاري: ۱ / ۱۲۸ (۳۲۸)، سنن النسائي: ۲ / ۳۲، صحيح الترمذي: ۱ / ۳۵۰ (۳۱۷).
(۳) أنظر: سنن أبي داود: ۱ / ۳۴ (۸۹۴)، صحيح البخاري: ۱ / ۲۸۷ (۸۰۱).
(۴) أنظر: السنن الكبرى للبيهقي: ۲ / ۱۵۳ (۲۶۶۶).
(۵) أنظر: تاريخ اصبهان لأبي نعيم: ۲ / ۱۴۱، المصنف لعبد الرزاق: ۱ / ۳۰۰ (۱۵۴۰)، سنن ابن ماجة: ۱ / ۳۲۵ (۱۰۲۸)، صحيح ابن حبان: ۱۴ / ۲۱۲ (۶۳۰۵).
(۶) أنظر: الاصابة للعسقلاني: ۸ / ۱۷۲ (۱۱۸۹۸).
(۷) أنظر: صحيح البخاري: ۱ / ۱۴۹ (۳۷۲)، السنن الكبرى البيهقي: ۳ / ۱۵۲ (۵۲۲۵)، سنن أبي داود: ۱ / ۲۵۴ (۶۵۶).
(۸) أنظر: صحيح مسلم: ۱ / ۴۵۷ (۶۵۹)، السنن الكبرى للبيهقي: ۳ / ۹۴ (۴۹۹۲)، مسند أحمد: ۳ / ۲۱۲ (۱۳۲۳۲).
(۹) أنظر: المصنف لعبد الرزاق: ۱ / ۳۰۰ (۱۵۴۱)، مسند أحمد: ۳ / ۱۷۹ (۱۲۸۶۷).
(۱۰) أنظر: وسائل الشيعة للحرّ العاملي: ۵ / ۳۴۶ (۶۷۴۹).
(۱۱) أنظر: وسائل الشيعة للحرّ العاملي: ۵ / ۳۶۸ (۶۸۱۳).
(۱۲) أنظر: كلام العلامة علي الأحمدي في كتابه (السجود على الأرض): ۱۱۳٫
(۱۳) أنظر: وسائل الشيعة للحرّ العاملي: ۵ / ۳۶۵ (۶۸۰۶)، من لا يحضره الفقيه لابن بابوية: ۱/ ۱۷۴ (۷۲۵).
(۱۴) أنظر: وسائل الشيعة للحرّ العاملي: ۵ / ۳۶۶ (۶۸۰۸)، البحار للمجلسي: ۱۰۱ / ۱۳۵٫
(۱۵) أنظر: وسائل الشيعة للحرّ العاملي: ۴ / ۱۰۳۳، البحار للمجلسي: ۱۰۱ / ۱۳۳٫
(۱۶) الأرض والتربة الحسينية: ۳۲٫
(۱۷) أنظر: المستدرك للحاكم: ۴ / ۴۴۰ (۸۲۰۲)، وقال: هذا حديث صحيح.
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية