- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 7 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
وهنا لابدّ من التذكير بأنّ في التعبير بـ«الشيعة» إشارةً إلى من يكون مصداقاً حقيقيّاً للبرّ، أي: للصّدق والصّلاح، فهو الذي تكون خلقته من طينة أهل البيت، وليس المراد مطلق «المحب»، وللتأكيد على هذا المعنى نذكر الروايات التالية عن كلّ واحد منهم عليهم السّلام:
قال رجلٌ لرسول الله صلّى الله عليه وآله، يا رسول الله; فلان ينظُر إلى حَرَم جاره، وإن أمكنه مُواقعةُ حرام لم ينزع عنه؟ فغضب رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقال: ائتني به.
فقال رجل آخر: يا رسول الله، إنّه من شيعتكم، ممّن يعتقدُ موالاتك وموالاة عليّ، ويتبرّأ من أعدائكما.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا تَقُل إنّه من شيعتنا، فإنّه كذب، إنّ شيعتنا من شَيَّعَنا وتَبِعَنا في أعمالنا، وليس هذا الذي ذكرتَه في هذا الرجل، من أعمالنا.
وقيل لأمير المؤمنين عليه السّلام: فلانٌ مسرفٌ على نفسه بالذنوب الموبقات، وهو مع ذلك من شيعتكم! فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: قد كُتبت عليك كذبة، أو كذبتنان، إن كان مُسرفاً بالذنوب على نفسه، يحبّنا ويبغض أعداءنا، فهو كذبةٌ واحدة، هو من محبّينا لا من شيعتنا، وإن كان يوالي أولياءنا، ويعادي أعداءنا، وليس هو بمُسرف على نفسه في الذنوب كما ذكرت، فهو منك كذبة، لأنّه لا يُسرف في الذنوب، وإن كان لا يُسرِف في الذنوب، ولا يُوالينا، ولا يُعادي أعداءنا فهو منك كذبتان.
وقال رجل لامرأته: اذهَبي إلى فاطمة عليها السّلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله فاسأليها عنّي: أنا من شيعتكم، أو لستُ من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت عليها السّلام: قولي له: إن كنتَ تعمل بما أمرْناك، وتنتهي عمّا زجرناك، فأنت من شيعتنا، وإلاّ فلا.
فرجعت، فأخبرته، فقال: يا ويلي، ومن ينفك من الذنوب والخطايا؟ فأنا إذن خالدٌ في النار، فإنّ من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار.
فرجعت المرأة، فقالت لفاطمة عليها السّلام ما قال لها زوجها، فقالت فاطمة عليها السّلام: ليس هكذا، إنّ شيعتنا من خِيار أهل الجنّة، وكلّ مُحبّينا، ومُوالي أوليائنا، ومُعادي أعدائنا، والمسلّم بقلبه ولسانه لنا، ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنّة، ولكن بعد ما يطهرون، من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائِدِها، أو في الطَبق الأعلى من جهنّم بعذابها، إلى أن نستنقذهم بحبّنا منها، وننقلهم إلى حضرتنا.
وقال رجل للحسن بن علي عليهما السّلام: يابن رسول الله، إنّي من شيعتكم. فقال الحسن بن عليّ عليهما السّلام: يا عبدالله، إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبةً شريفةً لست من أهلها، لا تَقُل: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومُحبّيكم، ومُعادي أعدائكم. وأنت في خير، وإلى خير.
وقال رجل للحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام: يابن رسول الله، أنا من شيعتكم.
قال عليه السّلام: إتّق الله، ولا تَدَّعِيَنّ شيئاً يقول لك الله: كذبت وفَجُرت في دعواك، إنّ شيعتنا من سَلِمَت قلوبُهم من كلِّ غِشٍّ وغِلٍّ ودَغَل، ولكن قل: إنّي من مَواليكم ومُحِبّيكم.
وقال رجل لعليّ بن الحسين عليهما السّلام: يابن رسول الله، أنا من شيعتكم الخُلَّص.
فقال له: يا عبدالله، فإذن أنت كإبراهيم الخليل عليه السّلام، الذي قال الله تعالى: (وَإِنَّ مِنْ شيعَتِهِ لاَبْراهيمَ * إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَليم)(1) فإن كان قلبُك كقَلْبِه فأنت من شيعتنا، وإن لم يكن قلبُك كقَلبِه وهو طاهِرٌ من الغِشّ والغِلّ فأنت من محبّينا، وإلاّ فإنّك إن عرفت أنّك بقولك كاذب فيه إنّك لمُبْتَلى بفالِج لا يُفارِقُك إلى المَوت أو جُذام، ليكون كفّارة لكِذبك هذا.
وقال الباقر عليه السّلام لرجل فَخَرَ على آخر، قال: أتُفاخِرني وأنا من شيعة محمّد صلّى الله عليه وآله وآل محمّد الطيّبين؟! فقال له الباقر عليه السّلام: ما فخَرت عليه وربّ الكعبة، وغُبْنٌ منك على الكذب.
يا عبدالله، أمالُك الذي معك تُنفِقُه على نفسك أحَبّ إليك، أم تُنفِقُه على إخوانك المؤمنين؟ قال: بل أنفِقُه على نفسي.
قال: فلسْت من شيعَتِنا، فإنّا نحنُ ما نُنفِق على المُنتَحِلين من إخواننا أحَبّ إلينا من أن نُنفِقَ على أنفُسِنا، ولكن قل: أنا من مُحبّيكم، ومن الرّاجِينَ للنّجاةِ بمحبَّتِكم.
وقيل للصّادق عليه السّلام: إنّ عمّاراً الدُّهْنيّ شِهِد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة، فقال له القاضي: قم ـ يا عمّار ـ فقد عرفناك، لا نقبل شهادتك لأنّك رافضي. فقام عمّار، وقد ارتعدت فرائصه، واستفرغه البُكاء، فقال له ابن أبي ليلى، أنت رجل من أهل العلم والحديث، إن كان يسوؤك أن يقال لك رافِضيّ فتَبرّأ من الرَفض، فأنتَ من إخوانِنا.
فقال له عمّار: يا هذا، ما ذَهبتُ ـ والله ـ حيثُ ذهبتَ، ولكنّي بكِيتُ عليك وعليَّ.
أمّا بكائي على نفسي، فإنّك نسَبْتَني إلى رُتبة شريفة لستُ من أهلها، زعمتَ أنّي رافِضيّ، ويحَك، لقد حدّثني الصّادق عليه السّلام: أنّ أوّل من سُمّي الرافِضة السَّحَرةُ الذين لمّا شاهدوا آيةَ موسى عليه السّلام في عَصاه آمنوا به، ورَضوا به، واتّبعوه، ورَفضوا أمرَ فِرْعَون، واستَسْلَموا لكلّ ما نزَل بهم، فسَمّاهم فِرْعَون الرافضة لمّا رفَضوا دينه.
فالرافِضيّ: من رَفَض كلّ ما كرِهَه الله تعالى، وفعَل كلّ ما أمَر به الله تعالى، فأين في الزمان مثل هذا؟ فإنّما بكيتُ على نفسي خَشْيَة أن يَطَّلِع الله تعالى على قلبي وقد تقبّلت هذا الاسم الشريف، فيُعاقبني ربّي عزّ وجلّ، ويقول: يا عمّار، أكنتَ رافِضاً للأباطيل، عامِلاً للطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك تقصيراً بي في الدرجات إن سامحَني مُوجباً لشديد العقاب عليّ إن ناقشَني، إلاّ أن يتداركني مواليّ بشفاعتهم.
وأمّا بُكائي عليك، فلعِظَمِ كذبك في تَسمِيَتي بغير اسمي، وشفقتي الشّديدة عليك من عذاب الله تعالى، أن صرّفت أشرف الأسماء إلى أن جعلته من أرذلها، كيف يصبر بدنك على عذاب الله وعذاب كلمتك هذه.
فقال الصّادق عليه السّلام: لو أنّ على عمّار من الذنوب ما هو أعظم من السّماوات والأرضين، لمُحِيَتْ عنه بهذه الكلمات، وإنّها لتَزيد في حسَناتِه عند ربّه عزّ وجلّ، حتّى يجعل كلّ خَرْدَلةً منها أعظم من الدنيا ألف مرّة.
وقيل لموسى بن جعفر عليه السّلام: مررنا برجل في السوق وهو ينادي: أنا من شيعته محمّد وآل محمّد الخُلَّص، وهو ينادي على ثياب يبيعُها عل يمن يزيد.
فقال موسى: عليه السّلام: ما جُهل ولا ضاع أمرؤ عَرف قدْر نفسِه، أتدرون ما مَثل هذا؟ هذا كمن قال: أنا مِثلُ سلمان، وأبي ذرّ، والمِقداد، وعمّار، وهو مع ذلك يُباخِسُ في بَيعِه، ويُدَلِّس عيوبَ المَبيع على مُشتَريه، ويشتَري الشيء بثَمن فيُزايدُ الغريبَ، يطلُبه فيوجِبُ له، ثمّ إذا غاب المُشتري، قال: لا اُريده إلاّ بكذا، بدون ما كان يطلُبه منه، أيكون هذا كسلمان، وأبي ذرّ، والمِقداد، وعمّار؟ حاشَ لله أن يكون هذا كَهُم، ولكن لا يمنعه أن يقول: أنا من محبّي محمّد وآل محمّد، ومن مواليّ أوليائهم، ومعادي أعدائهم.
ولمّا جُعِل إلى عليّ بن موسى عليهما السّلام ولاية العهد، دخَل عليه اَذِنُه فقال: إنّ قوماً بالباب يستأذِنون عليك، يقولون: نحنُ من شيعة عليّ عليه السّلام.
فقال عليه السّلام: أنا مشغول، فاصرِفهُم.
فصرفهم.
فلمّا كان في اليوم الثاني جاءوا وقالوا كذلك، فقال مثلها، فصرفهم إلى أن جاءوا هكذا يقولون ويصرِفُهم شهرين.
ثمّ أيسوا من الوصول، وقالوا للحاجب: قُل لمَولانا: إنّا شيعة أبيك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وقد شَمِتَ بنا أعداؤنا في حجابك لنا، ونحن ننصَرِف هذه الكَرَّة، ونهرُب من بَلدِنا خجَلاً وأنَفَةً ممّا لحِقَنا، وعجزاً عن احتِمال مَضَض ما يَلحَقُنا بشَماتَةِ أعدائِنا.
فقال عليّ بن موسى عليهما السّلام: ائذَنْ لهم ليدخُلوا.
فدخَلوا، فسلّموا عليه، ولم يأذَنْ لهم بالجُلوس، فبقوا قياماً.
فقالوا: يابنَ رَسولِ الله، ما هذا الجَفاء العَظيم، والاستِخفاف بعد هذا الحِجاب الصَعْب، أيّ باقية تُبقي منّا بعد هذا؟
فقال الرضا عليه السّلام: اقرءوا: (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصيبَة فَبِما كَسَبَتْ أَيْديكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثير)(2)، ما اقتدَيتُ إلاّ بربّي عزّ وجلّ، وبرسول الله صلّى الله عليه وآله، وبأمير المؤمنين عليه السّلام ومَن بعدَه من آبائي الطاهرين عليهم السّلام، عتَبوا عليكم فاقتدَيتُ بهم.
قالوا: لماذا، يابنَ رسول الله؟
قال: لدَعْواكُم أنّكم شيعةُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام!
وَيْحَكُم، إنّما شيعَتُه: الحسن، والحسين عليهما السّلام، وسلمان، والمِقداد، وأبوذرّ، وعمّار، ومحمّد بن أبي بكر، الذين لم يُخالِفوا شيئاً من أوامِرِه، ولم يرتَكِبوا شيئاً من فُنونِ زَواجِرِه، فأمّا أنتُم إذا قُلتُم إنّكم شِيعَتُه، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون، مقصّرون في كثير من الفرائض، ومتهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتّقون حيث لا تجب التقيّة، وتتركون التقيّة حيث لابدّ من التقيّة، ولو قلتم أنّكم موالوه ومحبّوه، المُوالون لأوليائه، والمُعادون لأعدائه، لم اُنكره من قولكم، ولكن هذه مرتبةٌ شريفة ادّعيتُموها، إن لم تصدّقوا قولكم بفعلكم هلكتم، إلاّ أن تتدارككم رحمة من ربّكم.
قالوا: يابن رسول الله، فإنّا نستغفر الله، ونتوب إليه من قولنا، بل نقول كما علّمنا مولانا: نحن محبّوكم ومحبّوا أوليائكم، ومُعادوا أعدائكم.
قال الرّضا عليه السّلام: فمرحباً بكم ـ يا إخواني وأهل ودّي ـ ارتَفِعوا، ارتَفِعوا.
فما زال يرفَعُهم حتّى ألصَقَهُم بنفسه، ثمّ قال لحاجبه: كم مرّةً حجَبْتَهم؟ قال: ستّينَ مرّةً، فقال لحاجِبِه: فاختَلِف إليهم ستّين مرّةً مُتَواليةً، فسلِّم عليهم، وأقرئهم سلامي، فقد مَحَوا ما كان من ذنوبهم باستِغفارهم وتوبتهم، واستحقّوا الكرامة لمحبّتهم لنا وموالاتهم، وتفقّد أُمورهم وأُمور عيالاتهم، فأوسعهم بنفقات ومبرّات وصلات ودفع مضرّات.
ودخل رجل على محمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليهم السّلام وهو مسرور، فقال: مالي أراك مسروراً؟ قال: يابن رسول الله، سمعت أباك يقول: أحقّ يوم بأن يسرّ العبد فيه: يرزقه الله صدقات ومبرّات وسدّ خلاّت من إخوان له مؤمنين، وأنّه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفُقراء، لهم عيالات، قصّدوني من بلد كذا وكذا، فأعطيتُ كلَّ واحد منهم، فلهذا سُروري.
فقال محمّد بن عليّ عليهما السّلام: لعمري إنّك حقيقٌ بأن تسرّ إن لم تكن أحبطته، أو لم تحبطه فيما بعد.
فقال الرجل: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلّص؟ قال: ها قد أبطلت برّك بإخوانك وأصدقائك.
قال: وكيف ذلك، يابن رسول الله؟ قال له محمّد بن علي عليهما السّلام: إقرأ قول الله عزّ وجلّ: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالاْذى)(3(.
قال الرجل: يابن رسول الله، ما مَنَنْتُ على القوم الذين تصدّقت عليهم، ولا آذَيتُهم.
قال له محمّد بن علي عليهما السّلام: إنّ الله عزّ وجلّ إنّما قال: (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالاْذى) ولم يقل: لا تُبطِلوا بالمنّ على من تتصدّقون عليه، وبالأذى لِمَن تتصدّقون عليه، وهو كلّ أذى.
أفَتَرى أذاك للقوم الذين تصدّقْتَ عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك وملائكة الله المقرّبين حواليك، أم أذاك لنا؟ فقال الرجل: بل هذا، يابنَ رسول الله. فقال: فقد آذيتني وآذَيتَهم، وأبطلت صدقتَك.
قال: لماذا؟ قال: لقولك: وكيف أحبَطتُه وأنا من شيعتكم الخُلّص؟ ويحَك، أتدري من شيعتنا الخُلّص؟ قال: لا.
قال: شيعتنا الخُلّص حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، وصاحب يس الذي قال الله تعالى فيه: (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدينَةِ رَجُلٌ يَسْعى)(4)وسلمان، وأبو ذرّ، والمِقداد، وعمّار.
أسَوّيت نفسك بهؤلاء، أما آذيت بهذا الملائكة وآذيتنا؟ فقال الرجل: استغفر الله وأتوب إليه، فكيف أقول: قال قل: أنا من مواليكم ومحبّيكم ومعادي أعدائكم وموالي أوليائكم… فقال محمّد بن علي بن موسى: الآن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك وزال عنك الإحباط.
وقال الحسن بن عليّ عليهما السّلام للرجل الذي قال إنّه من شيعة عليّ عليه السّلام:
يا عبدالله، لستَ من شيعة علي عليه السّلام، إنّما أنت من مُحبّيه، إنّ شيعة عليّ عليه السّلام: الذين قال الله تعالى فيهم: (وَالَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فيها خالِدُونَ)(5)، وهم الذين آمنوا بالله، ووصفوه بصفاته، ونزّهوه عن خِلاف صفاته، وصدّقوا محمّداً في أقواله، وصوَّبوه في كلّ أفعاله، وقالوا: إنّ عليّاً بعده سيّداً إماماً، وقَرْماً هُماماً، لا يعدله من اُمّة محمّد أحد، ولا كلّهم إذا اجتمعوا في كفّة يُوزنون بوزنه، بل يرجح عليهم كما ترجح السماء والأرض على الذرّة، وشيعة عليّ عليه السّلام هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت، وشيعة عليّ عليه السّلام هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم، ولا يفقدهم من حيث أمرهم، وشيعة عليّ عليه السّلام هم الذين يقتدون بعليّ في إكرام إخوانهم المؤمنين.
ما عن قولي أقول لك هذا، بل أقوله عن قول محمّد صلّى الله عليه وآله، فذلك قوله تعالى: (وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ) قضوا الفرائض كلّها بعد التوحيد واعتقاد النبوّة والإمامة، وأعظمها فرضان: حقوق الإخوان في الله، واستعمال التقيّة من أعداء الله عزّ وجلّ(6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) – سورة الصافات، الآية: 83 ـ 84 .
(2)- سورة الشورى، الآية: 30.
(3) – سورة البقرة، الآية: 264.
(4) – سورة يس، الآية: 20.
(5) – سورة البقرة، الآية: 82 .
(6)- البرهان في تفسير القرآن 4 / 602 ـ 608.
الکاتب: السيد علي الحسيني الميلاني