موقع الشیعة - النبي وأهل بيته - ذوو النبي وأهل بيته - مدائحهم ومراثيهم
ولا لعباً منّـي وذو الشـيب يلعبُ
ولـم يتطربنـي بنـان مخضّـبُ
أصـاح غراب أم تعرّض ثعلـبُ
أمرَّ سـليم القرن أم مرّ أعضـبُ
وخيـر بني حوّاء والخير يطلـبُ
إلـى الله فيمـا نابنـي أتقــرّبُ
بهم ولهم أرضى مراراً وأغضـبُ
إلى كنف عطفـاه أهـل ومرحبُ
مِجنّـاً على أنـي أُذمّ وأقصــبُ
وإنــي لأوذى فيهــم وأؤنّـبُ
بعوراء فيهـم يجتدينـي فيجـدبُ
يرى الجور عدلاً أين لا أين تذهبُ
ترى حبّهـم عاراً عليّ وتحسـبُ
بقولي وفعلي ما اسـتطعت لأجنبُ
وإنـي فيمـن سـبّكم لمســبّبُ
ألا خاب هذا والمشـيرون أخيـبُ
وطائفة قالـوا مسـىِءٌ ومذنـبُ
ولا عيب هاتيك التي هي أعيـبُ
على حبّكم بل يسـخرون وأعجبُ
بذلـك أدعــى فيهـم وألقّـبُ
ولا زلت في أشـياعكم أتقلّــبُ
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب
ولم يلهنـي دار ولا رسـم منـزل
ولا أنا ممّـن يزجـر الطيـر همّه
ولا السانحـات البارحـات عشيّـة
ولكن إلى أهل الفضـائل والنهـى
إلى النفـر البيـض الذين بحبّهـم
بنـي هاشـم رهـط النبي فإننـي
خفضـت لهـم منّي جناحي مودّة
وكنت لهـم من هـؤلاء وهـؤلا
وأُرمى وأًَرمـي بالعـداوة أهلهـا
فما ساءني قول امريء ذي عداوة
فقل للذي في ظل عميـاء جونـة
بـأي كتـاب أم بأيّـة ســـنّة
فإني عن الأمـر الذي تكرهونـه
وإنـي لمـن شايعتـم لمشايـع
يُشـيرون بالأيدي إليّ وقولهـم
فطائفـة قـد كفّرتنـي بحبّـكم
فما سـاءني تكفير هاتيك منهـم
يعيبونني من خبثهـم وضـلالهم
وقالـوا ترابـي هـواه ورأيُـه
فلا زلت فيهـم حيث يتهموننـي
إلى أن يقول :
ويا حاطباً في غير حبّلك تحطـبُ
أروح وأغـدوا خائفـاً أترقّـبُ
بهم يتقى من خشية العرّ أجرب
أعنّفُ في تقريظهـم وأؤنّـبُ
وفيهم خباء المكرمات المطنّبُ
فيا مُوقداً ناراً لغيـرك ضـؤها
ألم ترنـي من حـب آل محمّـد
كأنـي جـان محـدث وكأنـما
على أي جـرم أم بأيّـة سـيرة
أناس بهم عزّت قريش فأصبحوا