- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 6 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
إن الدكتور محمد التيجاني السماوي تطرق في كتابه (الشيعة هم أهل السنة) إلى نظر أهل السنة والجماعة حول المذهب الشيعي، وأن علماء أهل السنة والجماعة يكتبون عن المذهب الشيعي بعقلية أموية حاقدة، فیسبون ویشتمون ویتقولون افتراء وبهتاناً على شیعة آل البیت (عليهم السلام) ما هم منه براء، فقال:
الشيعة في نظر أهل السنة
إذا استثنینا بعض العلماء المعاصرین الذین أنصفوا فی کتاباتهم عن الشیعة بما تفرضه علیهم الأخلاق الإسلامیة، فإن الأغلبیة الساحقة من علماء أهل السنة والجماعة قدیماً وحدیثاً لا زالوا یکتبون عن الشیعة بعقلیة الأمویین الحاقدین، فتراهم فی کل واحد یهیمون ویقولون ما لا یفقهون، ویسبون ویشتمون ویتقولون افتراء وبهتاناً على شیعة آل البیت ما هم منه براء، ویکفرونهم ینبذونهم بالألقاب اقتداء بسلفهم الصالح معاویة وأضرابه، الذین استولوا على الخلافة الإسلامیة بالقوة والقهر والمکر والدهاء والخیانة والنفاق.
فمرة یکتبون بأن الشیعة هی فرقة من تأسیس عبد الله بن سبأ الیهودی، ومرة یکتبون بأنهم من أصل المجوس، وأنهم روافض قبحهم الله، وأنهم أخطر على الإسلام من الیهود والنصارى، ومرة یکتبون بأنهم منافقون لأنهم یعملون بالتقیة وأنهم إباحیون یبیحون نکاح المحارم ویحللون المتعة وهی زنا، والبعض یکتب بأن لهم قرآناً غیر قرآننا، وأنهم یبعدون علیاً والأئمة من بنیه ویبغضون محمداً وجبریل وأنهم وأنهم….
ولا یمر عام إلا ویطلع علینا کتاب أو مجموعة کتب من أولئك العلماء الذین یتزعمون «أهل السنة والجماعة» بزعمهم وکله تکفیر واستهانة بالشیعة.
ولیس لهم فی ذلك مبرر ولا دافع إلا إرضاء أسیادهم الذین لهم مصلحة فی تمزیق الأمة وتفریقها والعمل على إبادتها. کما لیس لهم فیما یکتبون من حجة ولا دلیل سوى التعصب الأعمى والحقد الدفین والجهل المقیت، وتقلید السلف بدون تمحیص ولا بحث ولا بینة، فهم کالببغاء یعیدون ما یسمعون ویستنسخون ما کتبه النواصب من أذناب الأمویین، والذین لا یزالون یعیشون على مدح وتمحید یزید بن معاویة[1].
فلا نستغرب من أولئك الممجدین لیزید بن معاویة، أن یسبوا ویکفروا أعداء یزید هذا.
وإذا کان سلفهم الصالح، یزید وأبوه معاویة یغدقون على أتباعهم ومن تشیع لهم الذهب والفضة ویشترون بها ضمائرهم فی الماضی، فإن ملایین الدولارات، والقصور الفخمة فی لندن وباریس والتی ملئت بزرق العین، من الشقراوات، والخمر المصفى، لقادر على شراء ضمائرهم ودینهم وأوطانهم فی الحاضر.
ولو کان هؤلاء یتبعون السنة النبویة کما یزعمون لتعلموا من أخلاقه العالیة (ص) احترام الغیر ولو خالفهم فی العقیدة.
ألم تقل السنة النبویة : «المسلم للمسلم کالبنیان المرصوص یشد بعضه بعضا»، و «المسلم للمسلم کالجسد الواحد إذا اشتکى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ألم یصرح النبي (ص) بأن «سباب المسلم فسوق وقتاله کفر» فلو کان هؤلاء الکتاب المدعون أنهم من «أهل السنة والجماعة» یعرفون السنة النبویة، لما سمحت لهم نفوسهم بتکفیر من یشهد أن لا إله إلا لله وأن محمداً رسول الله، ویقیم الصلاة ویؤتی الزکاة ویصوم رمضان، ویحج البیت الحرام، ویأمر بالمعروف وینهى عن المنکر.
وبما أنهم أتباع السنة الأمویة والقرشیة فهم یتکلمون ویکتبون بالعقلیة الجاهلیة والأفکار القبلیة والنعرات العنصریة. فالشیء من مأتاه لا یستغرب، وکل إناء بالذی فیه ینضح.
اقتراح لعلماء السنة والجماعة
ألم یقل رسول الله (ص) کما جاء فی الذکر الحکیم: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ…»[2]؟
فإن کانوا من أهل السنة حقاً، فلینادوا أخوانهم من الشیعة إلى کلمة سواء بینهم.
وإذا کان الإسلام ینادی أعداءه من الیهود والنصارى إلى کلمة سواء للتفاهم والتآخی، فکیف بمن یعبدون إلهاً واحداً، ونبیهم واحد وکتابهم واحد، وقبلتهم واحدة ومصیرهم واحد!
فلماذا لا ینادی علماء أهل السنة إخوانهم من علماء الشیعة ویجلسون معهم حول طاولة البحث، ویجادلونهم بالتی هی أحسن ویصلحون عقائدهم إن کانت فاسدة کما یزعمون؟
لماذا لا یعقدون مؤتمراً إسلامیاً یجمع علماء الفریقین وتطرح فیه کل المسائل الخلافیة على مسمع ومرأى من کل المسلمین حتى یعرفوا وجه الصواب من الکذب والبهتان؟
وخصوصاً وأن «أهل السنة والجماعة» یمثلون ثلاثة أرباع المسلمین فی العالم، ولهم من الإمکانات المادیة والنفوذ لدى الحکومات ما یجعل ذلك عندهم سهلاً میسوراً إذ یملکون الأقمار الصناعیة.
ولأن أهل السنة والجماعة لا یعملون لمثل هذا أبداً، ولا یریدون المواجهة العلمیة التی ینادی بها کتاب الله المجید بقوله: «قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»[3].
وقوله تعالى: «قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ»[4].
ولذلك تراهم دائماً یلجأون إلى السب والشتم والتکفیر والبهت والافتراء وهم یعرفون بأن الحجة والدلیل مع خصومهم الشیعة.
وأعتقد بأن أهل السنة والجماعة یخافون أن یتشیع أکثر المسلمین إذا کان کشفت الحقائق کما وقع بالفعل لبعض العلماء الأزهریین فی مصر الذین سمحوا لأنفسهم بالبحث عن الحق فأدرکوه واستبصروا ونبذوا ما کانوا علیه من عقیدة «السلف الصالح».
فالعلماء من «أهل السنة والجماعة» یدرکون هذا الخطر الذی یهدد کیانهم بالذوبان، فإذا أعیتهم الحیلة وصل الأمر بالبعض منهم أن حرم على أتباعه ومقلدیه أن یجلسوا مع الشیعة أو یجادلوهم أو یتزوجوا منهم أو یزوجوهم أو یأکلوا من ذبائحهم.
موقف بعض علماء السنة موقف بني أمية
ویفهم من موقفهم هذا بأنهم أبعد ما یکونون عن السنة النبویة، وهم أقرب ما یکونون من سنة بنی أمیة الذین عملوا بکل جهودهم على إضلال الأمة المحمدیة بأی ثمن لأن قلوبهم لم تخشع لذکر الله وما نزل من الحق ودخلوا فی الإسلام وهم کارهون.
وهذا ما عبر عنه إمامهم معاویة بن أبی سفیان الذی قتل خیار الصحابة من أجل الوصول إلى الحکم فقط، فقد قال فی أول خطبة له: «إنی لم أقاتلکم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا، وإنما قاتلتکم لأتأمر علیکم، وقد أعطانی الله ذلك وأنتم کارهون».
وصدق الله إذ یقول: «إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ»[5]،[6].
بعض أقوال علماء أهل السنة في الشيعة
1ـ أحمد بن حنبل
قال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، قال: سمعت أبا عبد الله قال: من شتم أخاف عليّه الكفر مثل الراوفض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين[7].
وقال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلًا من أصحاب النبي (ص)، فقال: «ما أراه على الإسلام».
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة: «هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد (ص) ويسبونهم، ويتقصون ويكفرون الأئمة إلا أربعة: عليّ وعمّار والمقداد وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيئ»[8].
2ـ مالك بن أنس
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: «قال الإمام مالك: الذي يشتم أصحاب النبي (ص) ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام»[9].
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ»[10]، ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة[11].
وقال القرطبي في جامع البيان: «لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب تأويله، فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين»، كما قال أبو زرعة الرازي في الكفاية: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله (ص) فاعلم أنّه زنديق، لأن مؤدى قوله إلى إبطال القرآن والسنة»[12].
3ـ البخاري
قال: ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم[13].
4ـ ابن قتيبة الدينوري
قال: بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله (ص) وصحابته عليه، وادعاءهم له شركة النبي (ص) في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة[14].
5ـ ابن حزم الظاهري
قال: وأما قولهم (يعني النصارى) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله (ص) بخمس وعشرين سنة.. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر[15].
وقال وأنه : ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة، والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن المتلو عندنا أهل.. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع ملتنا[16].
6ـ السمعاني
قال: واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم[17].
7ـ ابن تيمية
ذكر الإمام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول: «من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة فلا خلاف في كفرهم، ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله (ص) إلا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا أو أنهم فسّقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضًا في كفره لأنه مكذّب لما نصه القرآن في غير موضعٍ من الرضى عنهم والثناء عليهم»[18].
الاستنتاج
إن الدكتور محمد التيجاني السماوي تطرق في كتابه (الشيعة هم أهل السنة) إلى نظر وأي أهل السنة والجماعة حول المذهب الشيعي، ثم قال: فإن الأغلبیة الساحقة من أهل السنة قدیماً وحدیثاً لا زالوا یکتبون عن الشیعة بعقلیة الأمویین الحاقدین.
الهوامش
[1] فقد نشرت وزارة المعارف للمملکة العربیة السعودیة کتاباً بعنوان: «حقائق عن أمیر المؤمنین یزید بن معاویة» وهذا الکتاب انتخبته وزارة المعارف للتدریس في مدارسها الرسمیة.
[2] آل عمران، 64.
[3] البقرة، 111.
[4] الأنعام، 148.
[5] النمل، 34 .
[6] التيجاني، الشيعة هم أهل السنة، 93.
[7] السنة للخلال، ج2، ص557.
[8] السنة للإمام أحمد، ص82.
[9] السنة للخلال، ج2، ص557.
[10] الفتح، 29.
[11] تفسير ابن كثير، ج4، ص219.
[12] الجامع لأحكام القرآن، ج16، ص297.
[13] خلق أفعال العباد، ص125.
[14] الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، ص47.
[15] الفصل في الملل والنحل، ج2، ص213.
[16] الإحكام لابن حزم، ج1، ص96.
[17] الأنساب، ج6، ص341.
[18] الصارم المسلول، ص586.
مصادر البحث
1ـ القرآن الكريم.
2ـ ابن تيمية، أحمد، الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص)، السعودية، رمادي للنشر، طبعة 1417هـ.
3ـ ابن حزم، علي، الإحكام في أصول الأحكام، بيروت، المكتبة العصرية، الطبعة الأولى، 1430 هـ.
4ـ ابن حنبل، أحمد، دمام، دار ابن القيم، الطبعة الأولى، 1406 هـ.
5ـ ابن قتيبة، عبد الله، الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1405 هـ.
6ـ ابن كثير، إسماعيل، بيروت، دار المعرفة، طبعة 1412هـ.
7ـ البخاري، محمد، الرياض، دار عكاظ، بلا تاريخ.
8ـ التيجاني السماوي، محمد، الشيعة هم أهل السنة، تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية، قم، الطبعة الأولى 1427هـ.
9ـ الخلال، أحمد، السنة، الرياض، دار الراية، طبعة 1410هـ.
10ـ السمعاني، عبد الكريم، الأنساب، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1419 هـ.
11ـ القرطبي، عبد الله، الجامع لأحكام القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، طبعة 1405هـ.
مصدر المقالة
التيجاني السماوي، محمد، الشيعة هم أهل السنة، تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية، قم، الطبعة الأولى 1427 هـ.
مع تصرف بسيط