- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : سید مصطفی حسینی
- 0 تعليق
الإسم اللاتيني : Thomas Arnold
البلد : بريطانيا
التاريخ : 1864م – 1930م
القرن : 19 – 20
الدين :
التخصص : الاسلام – الخلافة
مستشرق إنجليزي متعاطف مع الإسلام.
ولد في Devenport (إنجلترة) في 19 أبريل سنة 1864. وتعلم أولاً في مدرسة بلايموث Plymouth الثانوية، ومن ثم انتقل في سنة 1880 للدراسة في «مدرسة مدينة لندن» City of London School ثم التحق بكلية المجدلية في جامعة كمبردج في سنة 1882، حيث اجتذبته الدراسات الشرقية تحت تأثير إدورد بيلس كورل Ed. Byles Courell ووليم روبرتسون اسمث William Robertson Smithز وبعد أن أنجز بنجاح دراسته في الكلاسيكيات، أمضى السنة الرابعة في كمبردج أيضاً متوفراً على دراسة تاريخ الإسلام.
ونظراً لاهتمامه بالدراسات الإسلامية فقد اختير لتدريس الفلسفة في كلية عليكَره الإسلامية في المقاطعات المتحدة بشمالي الهند. وأمضى في كلية عليكَره عشر سنوات (1888 ـ 1898)، وهي فترة كانت ذات تأثير بالغ في تشكيل نظرات توماس آرنولد للإسلام. إن كلية عليكَره ـ وهي جامعة إسلامية كبيرة في الهند ـ قد أسسها سيد أحمد خان بهدف إصلاح الإسلام عن طريق الجمع بين الثقافة الإسلامية والفكر العلمي المنهجي في أوروبا. وشارك آرنولد في هذه التجربة التوفيقية بين الإسلام والفكر الأوروبي الحديث بحماسة شديدة، وراح يكوّن تلاميذ من الإنجليز والهنود مشبعين بهذا الاتجاه.
وفي سبيل ذلك راح يلبس الملابس الإسلامية المعتادة لدى المسلمين الهنود، وألّف داخل كلية عليكَره جمعية تدعى «أَنجُمن انَعرْض» (أي جمعية الواجب)، وصار أعضاؤها يهدفون إلى تجديد الإسلام على الأساس المذكور، أي الجمع بين الثقافة الإسلامية والفكر الأوروبي الحديث.
وبهذه الروح ألف أول كتبه المهمة وهو كتاب: «الدعوة الإسلامية» The Preaching of Islam (سنة 1896(
في سنة 1898 عين أستاذاً للفلسفة في الكلية الحكومية في مدينة لاهور، وقد صارت فيما بعدك جامعة لاهور، وكان أبرز من تتلمذوا عليه في هذه الكلية هو الشاعر العظيم محمد إقبال اللاهوري، صاحب فكرة إنشاء دولة مستقلة للمسلمين الهنود، باسم: باكستان، وهي دولة باكستان التي أُسِّست في 15 أغسطس سنة 1947 بعد إعلان استقلال الهند مقسمة إلى دولتين: الهند، وباكستان.
وترك آرنولد العمل في الهند في سنة 1904، وعاد إلى لندن حيث شغل منصب نائب مدير المكتبة في «الديوان الهندي» في لندن، وهو مركز إداري يمثل إدارة مستعمرة الهند آنذاك، وفي نفس الوقت كان يقوم بتدريس اللغة العربية في الكلية الجامعية (= أقدم كلية) في جامعة لندن.
SIR THOMAS WALKER ARNOLD
(1864 – 1930) وأنشئ في سنة 1909 منصب المستشار التربوي للطلبة الهنود في إنجلترة، فتولى أعباء هذا المنصب بإخلاص. وتقديراً لهذه الخدمات التي أسداها إلى تعليم الهنود في إنجلترة، منح لقب C.I.E في سنة 1921 عقب إحالته إلى التقاعد في نهاية سنة 1920.
ولما أسست مدرسة «مدرسة الدراسات الشرقية» في جامعة لندن في سنة 1917، دعي آرنولد للتدريس فيها، وكان أول من شغل كرسي اللغة العربية والدراسات الإسلامية كلها. واستمر يعمل على تكوين وتثبيت دعائم قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في تلك المدرسة حتى استوى هذا القسم وصار من المراكز الرئيسية للدراسات العربية والإسلامية.
وفي أوائل سنة 1930 دعته الجامعة المصرية (جامعة القاهرة الآن) أستاذاً زائراً؛ وبعد أن أمضى النصف الثاني من العام الجامعي 1929 ـ 1930 في التدريس بقسم التاريخ في الجامعة المصرية عاد إلى لندن في 25 مايو سنة 1930، لكنه ما لبث أن توفي في 9 يونيو سنة 1930 وهو في منزله في كنسنجتون Kensington، إثر نوبة قلبية مفاجئة، وهو في السادسة والستين من عمره.
وفي السنوات الأخيرة من حياته منح ألقاباً تشريفية كثيرة، منها: زميل شرفي لكلية المجدلية في كمبردج سنة 1917، والدكتوراه الفخرية من جامعة براج (تشيكوسلوفاكيا)، كما انتخب عضواً في الأكاديمية البريطانية، وهي أعلى هيئة علمية في بريطانيا، وذلك في سنة 1926.
إنتاجه العلمي
كان لانشغال آرنولد بالأعمال الإدارية أثر في قلة إنتاجه العلمي، حتى إن كتابه «الدعوة الإسلامية» ظل حتى سنة 1920ن أي وهو في السادسة والخمسين من عمره، الإنتاج العلمي الوحيد ذا القيمة. وقد أعيد طبعه في سنة 1913 في طبعة موسّعة ومنقحة. وترجم إلى اللغتين الأوردية والتركية، كما ترجم في الأربعينات إلى اللغة العربية.
وألّف وهو لا يزال في الهند كتيباً صغيراً عن «المعتزلة» (سنة 1902( The Mu’tazilah ليس بذي قيمة علمية تذكر.
وبمناسبة زوال الخلافة في سنة 1924، ألّف توماس آرنولد كتاباً بعنوان: «الخلافة» The Caliphate تتبع فيه تاريخ منصب الخلافة في الإسلام منذ الخلفاء الراشدين حتى إلغاء الخلافة سنة 1924 على يد كمال أتاتورك. وعقب على ذلك بتلخيص لهذا الكتاب في كتيب صغير جداً بعنوان: «الدين الإسلامي» (سنة 1928( The Islamic Faith قصد به إلى الجمهور.
وكتب مادتي: «الاضطهاد» و«التسامح» في الإسلام، وذلك في «موسوعة الدين والأخلاق». وأداه ذلك إلى التفكير في كتابة كتاب موسّع عن التسامح في الإسلام. لكنه لم ينجز هذا المشروع.
وكتب عدة مقالات تتعلق خصوصاً بالهند الإسلامية في «دائرة المعارف الإسلامية» التي صار هو من هيئة مصدري الطبعة الإنجليزية لها ابتداء من سنة 1910.
وثمة جانب آخر في اهتمامات آرنولد، هو تاريخ التصوير في الإسلام. وفي هذا المجال اشترك مع الشاعر والناقد الفني لورنس بنيون Laurance Binyon (وهو أول محاضر عام باللغة الإنجليزية استمعتُ إليه في قاعة الجمعية الجغرافية بالقاهرة في أواخر سنة 1934 إذ ألقى فيها 5 محاضرات عن الفن وألقى بعض قصائده) في وضع مجلد بعنوان: «الرسّامون في بلاط المُغل الكبار» سنة 1921). وتوّج كتاباته عن التصوير عند المسلمين بدراسة عميقة بعنوان: «التصوير في الإسلام» (سنة 1928( Painting in Islam عني فيه ببحث القواعد الفنية للرسم عند الرسّامين المسلمين ولخص آراءه ضمن كتاب عام بعنوان: «الكتاب الإسلامي» The Islamic Book (سنة 1929)، شارك فيه المستشرق النمساوي Adolf Grohmann المختص في أوراق البردي وفي تاريخ الفنون الإسلامية.
وآخر ما كتبه في تاريخ الفن الإسلامي هو دراسة عن «بهزاد ورسومه في مخطوط ظفرنامه» (سنة 1930( Bihzâd and his Paintings in the Zafarnamah Manuscript. ثم المحاضرات التي ألقاها في سنة 1928 عن العهدين القديم والجديد في الفنون الدينية الإسلامية» The old and New Testaments in Muslim Religious Art، وقد نشر بعد وفاته، وذلك في سنة 1932.
المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992