- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 8 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة المستشرق الهولندي توماس اربنيوس، مؤلّف كتاب «النحو العربي» وكتاب «سورة يوسف وتهجي العرب» ومحقق بعض الكتب ومترجمها .
توماس اربنيوس
الإسم اللاتيني : thomas erpenius
البلد : هولندا
التاريخ : 1584م – 1624م
القرن : 16 – 17
الدين :
التخصص : اللغة العربية – الامثال العربية – تاريخ الاسلام
مستشرق هولندي، واسمه بالهولندية Van Erpe.
ولد في 11 سبتمبر 1584 في جوركم Gorkum (هولندة).
درس في ليدن اللاهوت. ونصحه اسكاليجر Scaliger بتعلم اللغة العربية. لكنه لم يجد في هولندة، ولا في إنجلترة الوسائل الناجعة لتعلم العربية. وإنما فقط في باريس، حيث وصلها في أوائل عام 1609، ووجد من يحسن تعليمه العربية.
لقد كان أستاذ اللغة العربية في جامعة باريس هو اسطفانوس هوبرتوس الذي كان طبيباً في بلاط هنري الرابع، وكان قد تعلم اللغة العربية وبعض اللغات الشرقية أثناء مقامه بالمشرق.
ومن بين الذين تعلم إربنيوس على أيديهم اللغة العربية برز أمين مكتبة الملك، وهو إسحق كازوبون Isaac Casaubon (1559 ـ 1614)، وكان أكبر علماء اليونانية في عصره وعالماً موسوعي المعرفة.
لقد تبين لكازوبون موهبة إربنيوس لتعلم اللغات، فشمله بعنايته، ويسّر له الانتفاع بما في المكتبة التي كان كازوبون أميناً لها من مخطوطات وكتب عربية، وكان من بينها ما تركه هادريانوس جيوم الذي كان طالب طب من مدينة فلسنجن Vlissingen وتوفي شاباً عام 1604، وكان يحسن العربية، وقرأ ابن سينا، وبدأ مع كازوبون ترجمة كتاب عن جغرافية النوبة، وترك كتاباً في النحو العربي.
واستعان إربنيوس، وهو في باريس، بعالم قبطي مصري يعيش في باريس يدعى يوسف بن أبي ذقن، للتخاطب معه بالعربية. وليوسف بن أبي ذقن هذا ـ ويكتب اسمه باللاتينية هكذا Joseph Barbatus Abudacnus ـ كتاب بعنوان: «تاريخ اليعاقبة أي الأقباط في مصر» Historia Jacobitarum seu Coptorum in Aegypto (باللاتينية)، طبع في أكسفورد 1675 وفي لوبك Lubeck (شمالي ألمانيا) 1733 وفي ليدن 1740. فكان لتخاطبه مع هذا العالم المصري فضل كبير في إتقانه للغة العربية ـ كتابة ومخاطبة ـ حتى أنه استطاع بعد تسعة أشهر، في 14 سبتمبر 1609، أن يكتب رسالة إلى بدول Bedwell باللغة العربية الفصحى، طبعاً مع ارتكاب بعض الأغلاط اللغوية والنحوية. وقد نشر نص هذه الرسالة هوتسما M.T. Houtsma (في أعمال أكاديمية العلوم في أمستردام جـ 17 ص 126).
ولمواصلة دراساته في اللاهوت ترك باريس في نوفمبر 1609 وسافر إلى سومير Saumur (غربي فرنسا) لمتابعة دروس في اللاهوت، فأقام بها عاماً.
وعقد العزم على التخصص في اللغة العربية وإتقانها نحواً وصرفاً. فقرأ «الآجرّومية» و «الكافية»، و «العوامل المائة» للجرجاني وما شابه ذلك من كتب في النحو والصرف يَسَّرَ له الاطلاع عليها كازوبون وهوبرتوس Hubertus. وراح يقرأ القرآن في مخطوط كان بين تركة هادريانوس الفلسنجني (ويوجد الآن في مكتبة بودلي بأوكسفورد، راجع فهرست هذه المكتبة جـ 2 B.65, n. XI).
وتعمق في فهم أسرار اللغة العربية، وتبين له أن الفروق بين العربية والعبرية مطّردة وتخضع لقواعد عامة في النطق. واهتم بالفوارق بين اللغة العربية الفصحى وبين اللهجة العامية. وقرر أن يعرض قواعد النحو العربي بإيجاز وترتيب منهجي. وبناء على اقتراح من كازوبون، شرع في تحقيق ونشر مجموعة ـ مجهولة المؤلف ـ من الأمثال العربية تتألف من 200 مَثَل، كانت في مخطوط اقتناه فلورانس Fleurance ـ الذي صار بعد ذلك مربياً للملك لويس الثالث عشر ـ في روما وكلّف أحد الموارنة بترجمته إلى اللاتينية.
وقد قدم فلورانس هذا المخطوط، ومعه هذه الترجمة اللاتينية التي قام بها هذا الماروني، إلى كازوبون. فقدام اسكاليجر Scaliger بترجمة وشرح 176 مثلاً، لكنه توفي في 1609 دون أن يتم ترجمة وشرح باقي الأمثال المائتين. فطلب كازوبون من إربنيوس القيام بنشر مجموع الأمثال هذا بنصه العربي مع الترجمة اللاتينية. وظهرت هذه النشرة في 1615 تحت العنوان العربي واللاتيني التالي:
((كتاب الأمثال)) Seu Proverbiorum Arabicorum centuriae duae, ab anonymo quodam Arabe collectae et explicatae, cum interpretatione latine et scholiis Ios. Scaligeri Caes. F. et Thomae Erpenii Leidae.
وترجمتهL))كتاب الأمثال: أو مائتان من الأمثال العربية، جمعها مؤلف عربي مجهول وشرحها، مع ترجمة لاتينية وتعليقات قام بها اسكاليجر وتوماس إربنيوس)).
وقد أعيد طبع الكتاب ـ «طبعة ثانية أصحّ من الأولى)) (كما ورد في العنوان) ـ مرة ثانية في 1623.
وعاد إربنيوس إلى باريس في 1610 ليجد صديقه كازوبون قد انتقل إلى لندن، بعد اغتيال الملك هنري الرابع. ولكنه لكي يواصل طبعه لمجموع الأمثال العربية سافر في صيف 1611 إلى كونفلانس Conflans. وهنا تصادف أن التقى بتاجر مراكشي يدعى أحمد بن قاسم الأندلسي، فوجدها فرصة رائعة للتخاطب بالعربية مع عربي مسلم. ومن أجله سافر إلى باريس لإمضاء عدة أشهر لإتقان التخاطب بالعربية على أساس اللهجة المغربية. ولدى هذا التاجر المسلم المغربي عرف لأول مرة حقيقة الإيمان بالإسلام عند أتباعه، ودور السُّنّة النبوية، إلى جانب القرآن، في تشكيل العقيدة الإسلامية، كما قال في رسالة إلى كازوبون بتاريخ 27 سبتمبر 1611.
وفي مارس 1612 وصل إلى البندقية، لكنه عاد في صيف العام نفسه إلى منزل أهله في هولنده. وجرى البحث بين المسؤولين في جامعة ليدن آنذاك لإنشاء كرسيّ للغة العربية، وكان يدرّس العربية آنذاك يوهانس أنطونيوس، تلميذ فرنسيسكوس رافيلنجيوس Franciscus Raphelengius (1539 ـ 1597).
فقام كازوبون وهو جد جروتيوس ودانيل هينسيوس Heinsius بتزكية ترشيخ إربنيوس لهذا المنصب، المزمع إنشاؤه. وفعلاً عيّن إربنيوس أستاذاً للغة العربية في كرسي اللغة العربية بجامعة ليدن وذلك في سنة 1613، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته المبكرة في 1624 وهو في سن الأربعين. لكنه في هذه الفرة القصير أنتج إنتاجاً عظيماً.
1 ـ فأصدر أولاً كتاباً في النحو العربي يعدّ أول عرض منهجي للغة العربية الفصحى كتبه عالم أوروبي. وعنوانه باللاتينية (وهو مكتوب باللاتينية شأن معظم ما كتبه المستشرقون حتى القرن الثامن عشر) هو:
Grammatica Arabica, quinque libris methodice explicata, aThoma Erpenio, Arabicae, Persicae, etcaet. Linguarum Orientalium in Academia Leidensi Professore, Leidae, in Officina Raphelengiana, 1613 – 14.
وترجمته: «النحو العربي في خمسة أبواب، مشروح منهجياً بقلم توماس إربنيوس، أستاذ العربية والفارسية إلخ اللغات الشرقية في أكاديمية ليدن. ليدن، في مطبعة رافيلنجيوس، 1613، في قطع الربع».
وفي القسم الأول من الكتاب (ص 1 ـ 41) يبحث في الإملاء وقواعد الكتابة وأنواع الخطوط العربية، وقواعد النطق بالحروف، وأصوات القراءات القرآنية.
وفي القسم الثاني (ص 43 ـ 119) يبحث في تصريف الأفعال.
وفي القسم الثالث (ص 120 ـ 173) يتناول تكوين الأسماء، والإعراب، وتكوين جموع التكسير.
ولا يكرس للحروف إلاّ صفحات قليلة (ص 174 ـ 183) وكذلك لتركيب الجملة (ص 184 ـ 192).
لكن القواعد دقيقة الصياغة واضحة، والأمثلة جيدة الاختيار.
ويدل على قيمة هذا الكتاب أنه بقي طوال قرنين من الزمان المتن غير المتنازع فيه لتدريس اللغة العربية في أوروبا. وتوالت طبعاته مع تعديل قليل وإضافات لنصوص للقراءة: فأعاد طبعه أنطون دويزنج Deusing في 1636، مع تصحيحات مأخوذة من تصحيحات كتبها إربنيوس بخطه في نسخته هو الخاصة؛ ثم جوليوس Golius في 1656؛ ثم اسخولتنز في 1748 أو 1767.
وترجمه إلى الألمانية ميخائيلس J.D. Michaelis في 1771. ولم يزعزع سيلفستر دي ساسي في 1810. وهكذا كان كتاب «النحو العربي» تأليف إربنيوس قد سيطر طوال مائتي عام على تدريس اللغة العربية والنحو العربي في أوروبا دون منافس ولا منازع.
2 ـ أتم إربنيوس في 1614 نشر مجموع الأمثال العربية الذي أشرنا إليه آنفاً، وقد طبع أيضاً في مطبعة رافيلنجيوس في ليدن (هولندة). وها هو ذا ينشر مجموعة أخرى من الأمثال؛ وألحق بالأمثال خرافات منسوبة إلى لقمان الحكيم هي في الواقع تعديل لخرافات ايسوفوس اليوناني حرّرها كاتب نصراني مصري مجهول، وبلغة عربية ذات رطانة مألوفة لدى الكتاب النصارى الأقباط في مصر. وظهرت هذه النشرة بالعنوان العربي واللاتيني التالي:
«أمثال لقمان الحكيم وبعض أقوال العرب».
Locmani Sapientis Fabulae et selecta quaedam Arabum Adagia cum interpretatione Latina et notis Thomae Erpenii. Leidae, in Typographia Erpeniana Linguarum Orientalium, 1615.
وكما هو واضع من العنوان فإن هذه النصوص العربية مشفوعة بترجمة لاتينية وتعليقات. وقد ظل هذا الكتاب يستخدم للمطالعة عند تدريس العربية في أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر أو يزيد. وأعاد طبعه ريدجر Rödiger في 1839 وكان إربنيوس قد عمل على صبّ نمط آخر من الحروف العربية يكون وسطاً في الحجم بين الحروف الصغيرة التي طبعت بها مطبعة مدتشي كتاب ((القانون)) لابن سينا، وبين الحروف الكبيرة التي طبعت بها الأناجيل. وعمل لهذه الحروف مطبعة مستقلة هي التي تولت طبع كتاب ((أمثال لقمان الحكيم وبعض أقوال العرب)).
3 ـ وواصل إربنيوس إصدار كتب مدرسية أخرى لتعليم اللغة العربية. فطبع سورة يوسف مضبوطة بالشكل الكامل، في مطبعته هذه، في 1617ن وذلك بعنوان عربي ولاتيني هو:
((سُورَةُ يُوسُفَ وتَهَجّي العَرَب)).
Historia Josephi Patriarchae, ex Alcorano Arabice. Cum triplici versione Latina et scholiis Thomae Erpenii, cuius et Alphabetum Arabicum Praemittitur. Leidae, ex Typographia Erpeniana Linguarum Orientalium, 1917.
وترجمته: ((سورة يوسف وتهجي العرب: تاريخ يوسف النبي، مأخوذ من القرآن بالأصل العربي. مع ثلاث ترجمات لاتينية وتعليقات بقلم توماس إربنيوس، وفي أوله الحروف العربية. ليدن، مطبعة إربنيوس للغات الشرقية، 1617)).
ويقدم بين يدي الكتاب بعرض موجز لقواعد الإملاء، ويضع فوق كل كلمة عربية مقابلها اللاتيني. ولما كانت هذه الترجمة كلمة كلمة وبين السطور لا تعطي معنى واضحاً، فإنه وضع في الهامش ترجمة لاتينية موسعة. ولكي يبين تفوق ترجمته، يقدم ترجمة لسورة يوسف إلى اللاتينية قام بها روبرتوس كيتننسس Robertus Ketenensis الذي ترجم القرآن كله إلى اللاتينية، وطبعت ترجمته هذه في بازل عام 1543 تحت عنوان Mahometis.. Alcoran ( وتقع سورة يوسف من ص 76 إلى 81).
وبعد هذا يورد إربنيوس تعليقات وشروحاً لغوية ونحوية. ثم يختم الكتاب بإيراد السورة الأولى (الفاتحة) مع ترجمة لاتينية وشروح).
4 ـ وفي نفس السنة، سنة 1617، نشر إربنيوس النص العربي لكتاب ((الآجرومية)) لانب آجروم المغربي، وكتاب «المائة عامل» للجرجاني، مضبوطة بالشكل، مع ترجمة لاتينية وشروح. وعنوان هذه النشرة:
((كِتَابُ الجَرُمِيَّة ومأْيةُ العَامِل))
Grammatica Arabica dicta Gjarumice, ex Libellus centum regentium cum versione Latina et Commentarijs Thomae Epenii- Leidae, ex Typographia Erpeniana Linguarum Orientalium, 1617.
وكان قد نُشر قبل ذلك في روما النص العربي لكتاب «الآجرومية» دون ضبط بالشكل وأعاد نشره بحسب طبعة روما هذه كرستن Kersten في القسم الثالث من كتابه في النحو العربي 1608 مع ترجمة لاتينية سقيمة وحافلة بالأغلاط. أما إربنيوس فقد استعان بأربع مخطوطات عربية لتحقيق نص كتاب «الآجرومية» وترجمه إلى اللاتينية ترجمة صحيحة جيدة، وأعان على فهم النص بما زوده به من
THOMAS ERPENIUS
(1584 – 1624) تعليقات وشروح.
ولترجمة المصطلحات النحوية العربية، استعان بنظائرها في اللاتينية إن وجدت في النحو اللاتيني، مثل:
إعراب declinatio ماضي praeteritum مُعْرَب declinabilis أمر imperativus حركة vocalis مصدر infinitivus مضارع futurum.
فإن لم توجد لها نظائر في النحو اللاتيني وضع لها ترجمة لاتينية خاصة، مثل:
استثناء exceptio ظرف comprehensio تمييز discretio مبتدأ inchoatumh حال status خبر socius.
أما أسماء الحركات فقد رسمها بحروف لاتينية هكذا: fatha (فتحة)، kesra (كسرة)، damma (ضمة)، rafa (رفع)، nasab (نصْب)، chafad خفْض = كسر)، gjezma (جزم). وكوّن من هذه الرسوم المُلتّنةِ ـ إن صح هذا التعبير أي: ذو الرسم اللاتيني ـ أفعالاً فقال rafare (رَفَعَ)، nasabare (نَصَب)، chafdare (خَفَض)، gjezmare (جَزَم). ولهذا السبب أخذ عليه بعض النقاد أنه بهذا «عرّب علم النحو».
وإلى جانب هذه الكتب المدرسية في النحو العربي، قام إربنيوس بتحقيق الجزء الثاني من تاريخ العالم تأليف المؤرخ القبطي المصري جورجيوس ابن العميد المعروف بـ ((المكين)) (المتوفى 672هـ/ 1273 م) ويشمل تاريخ الحوادث من عهد النبي محمد حتى عام 568 هـ (1260م). وبعد تحقيق النص قام بترجمته إلى اللغة اللاتينية.
لكنه أصيب بالطاعون الذي سيودي بحياته، فعهد بالإشراف على الطبع إلى تلميذه وخلفه في منصبه، ياكوبوس (يعقوب) جوليوس Golius. فقام هذا الأخير بمهمة الإشراف على الطبع خير قيام وظهرت النشرة مع الترجمة اللاتينية في 1625 أي بعد وفاة إربنيوس بعام.
وعنوانها: تاريخ المسلمين من صاحب شريعة الإسلام أبي القاسم محمد إلى الدولة الأتابكية، تأليف الشيخ المكين جرجي بن العميد أبو الياس بن أبي المكارم بن أبي الطيّب.
id est historia saracenica, qua res gastas Muslimorum, inde a Muhammede primo imperii et religionis muslimicae auctore, usque ad intium imperii Atabacaei per XLIX imperatorum successionem fidelissime explicantur. Insertis etiam passini christianorum rebus in Orientis potissimum Ecclesiis eodem tempore gestis. Arabice exarata a Georgio Elmacino.. et Lation reddita opera et studio Thamae Erpenii. Accedit et Roderici Ximenes, Archiepiscopi Toletani, Historia Arabum,longe accuratius, quam ante, e Manuscripto Codice expressa. Lugduni Batavorum, ex Typographia Erpeniana Linguarum Orientalium, 1625.
وترجمته: «تاريخ المسلمين من صاحب شريعة الإسلام أبي القاسم محمد، إلى الدولة الأتابكية، تأليف الشيخ المكين جرجس بن العميد أبو الياس بن أبي المكارم بن أبي الطيب: أي تاريخ المسلمين، ويذكر حوادث المسلمين من عهد محمد مؤسس أول دولة للمسلمين وصاحب ديانتهم، حتى بداية دولة الأتابكة، على أيدي تسعة وأربعين حاكماً على التوالي. يضاف إلى ذلك بعض ما وقع للكنائس المسيحية في الشرق من وقائع جرت في نفس الفترة. كتبه بالعربية جورجيوس المكين.. وترجمه إلى اللاتينية توماس إربنيوس. وأُلحق به تاريخ العرب تأليف رودريكوس خيمينس، رئيس أساقفة طليلطة، منشوراً بحسب المخطوط بعناية أكبر جداً من قبل. ليدن، مطبعة إربنيوس للغات الشرقية، سنة 1625».
وكما هو واضح من هذا العنوان، فإن إربينوس ضمّ إلى نشرته تحقيقاً للنص اللاتيني لكتاب «تاريخ العرب» Historia Arabum تأليف دون رودريجو خيمينث دي رادا Don Rodrigo Jimenez de Rada (1170 ـ 1247)، وهذا التاريخ يبدأ بسيرة النبي محمد ويسرد تاريخ الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والصراع في المغرب بين العرب في أسبانيا، ويعرض خلافة قرطبة، وينتهي بملحمة عن المرابطين. وقد أضاف إربنيوس كتاب «تاريخ العرب» هذا لأن المكين لم يول عناية تذكر لأحداث المغرب والأندلس.
ومن جانب آخر عُني إربنيوس بالتراجم العربية للعهد الجديد (الأناجيل ورسائل الحواريين) وللتوراة (أسفار موسى الخمسة):
1 ـ فنشر ترجمة عربية للعهد الجديد من نسخة مخطوطة مكتوبة في 1342م في دير يوحنا في صعيد مصر، وكان اسكاليجر قد أوصى بها لمكتبة ليدن بعد وفاته، وعنوانها كما يلي:
Novum D.N. Jesu Chisti Testamentum arabice ex biliotheca Leidensi edente Thoma Erpenio. Leidae in Typographia Erpeniana Linguarum Orientalium, 1616, in 4, 648 pp.
وقد نشرها على حالها، وتغلب على الترجمة اللهجة العامية، ولا نعلم من ترجمها. لكن من المؤكد أنها من ترجمة بعض النصارى الأقباط في مصر، كما يتبين من لغتها السقيمة العامية.
2 ـ ونشر أيضاً ترجمة عربية لأسفار موسى الخمسة (التوراة) وذلك في 1622، وقد قام بهذه الترجمة يهودي مراكشي في القرن الثالث عشر الميلادي (السابع الهجري).
وكانت النسخة المخطوطة مكتوبة بحروف عبرية. لكن إربنيوس نشر النص بحروف عربية. وتحدث في المقدمة عن الخصائص اللغوية لهذه الترجمة ذات اللهجة العامية المغربية.
المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992
الخلاصة
تطرق الكاتب إلى حياة المستشرق الهولندي توماس اربنيوس، من مكان ولادته وتاريخها، ودراسته، ونشاطاته، ومؤلفاته وتحقیقاته.