- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
كل امرأة واعية عاقلة رشيدة لاشك أنها تدرك هذا المعنى وهو أن الزوج عماد الأسرة , وأساس استقرارها وهنائها , ومنبع التفاؤل والأمل فيها , فبما أنه كذلك فحري بالزوجة أن تجعل له ذلك المقام الكبير والاحترام العظيم في نفسها حتى نعيش الأسرة في جو من السعادة والوآم وحتى يتمكن الزوج من وافر عطائه ونتاجه بكل نشاط وحيوية ويتحمل مسئولياته ومهامه التربوية على أكمل وجه وخلف كل رجل ناجح عظيم امرأة صالحة ..
ومن هذا المنطلق الأساسي لقوام الحياة الزوجية ينبغي على المرأة الرشيدة أن تحرص كل الحرص على رضا زوجها والتفاني في خدمته : وهو أمر مطلوب شرعا في الحالات العادية , وهو مطلوب أكثر في مثل هذه الحالات لأنه أقرب لتقبل الزوج وأسرع للدخول إلى قلبه , وأوثق للعلاقة الزوجية لذلك نجد تأكيدا صريحا من المعصومين عليهم السلام على هذا الجانب …
بركة خدمة الزوج:
عن الامام الصادق عليه السلام : سألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وآله عن فضل النساء في خدمة أزواجهن ؟
فقال صلى الله عليه وآله : أيما إمرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحا إلا نظر الله إليها … ومن نظر الله إليه لم يعذب (البحار ج۱۰۳).
وورد عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: أيما إمرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار … وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيها شاءت” (وسائل الشيعه ج۷).
وورد عنه عليه السلام أنه قال: “ما من إمرأة تسقي زوجها شربة ماء إلا كان خيرا لها من عبادة سنة” (وسائل الشيعة ج۷).
تواب خدمة الزوجة لزوجها:
من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام لأبنته السيدة فاطمة الزهراءعليها السلام :
يا ‘فاطمة’! ما من إمرأة طحنت بيديها إلا كتب الله لها بكل حبة حسنة ومحا عنها بكل حبة سيئة.
يا ‘فاطمة’! ما من إمرأة عرقت عند خبزها، إلا جعل الله بينها وبين جهنم سبعة خنادق من الرحمة.
يا ‘فاطمة’! ما من إمرأة غسلت قدرها، إلا وغسلها الله من الذنوب والخطايا.
يا ‘فاطمة’! ما من إمرأة نسجت ثوباً، إلا كتب الله لها بكل خيط واحد مائة حسنة، ومحا عنها مائة سيئة.
يا ‘فاطمة’! ما من إمرأة غزلت لتشتري لأولادها أو عيالها، إلا كتب الله لها ثواب من أطعم ألف جائع وأكسى ألف عريان.
يا ‘فاطمة’! أفضل من ذلك كله رضا الله ورضا الزوج زوجته.
يا ‘فاطمة’! والذي بعثنـي بالحق بشيراً ونذيراً لو متِ، وزوجك غير راضٍ عنكِ ما صليت عليكِ.
يا ‘فاطمة’! أما علمت أن رضا الزوج من رضا الله، وسخط الزوج من سخط الله؟
يا ‘فاطمة’! طوبى لإمرأة رضي عنها زوجها، ولو ساعة من النهار.
يا ‘فاطمة’! ما من إمرأة رضي عنها زوجها يوماً وليلة، إلا كان لها عند الله أفضل من عبادة سنة واحدة صيامها وقيامها.
يا ‘فاطمة’! ما من إمرأة رضي عنها زوجها ساعة من النهار، إلا كتب الله لها بكل شعرة في جسمها حسنة، ومحا عنها بكل شعرة سيئة.
يا ‘فاطمة’! إن أفضل عبادة المرأة في شدة الظلمة أن تلتزم بيتها.
يا ‘فاطمة’!إمرأة بلا زوج كدار بلا باب، إمرأة بلا زوج كشجرة بلا ثمرة.
يا ‘فاطمة’! جلسة بين يدي الزوج أفضل من عبادة سنة، وأفضل من طواف.
تلك هي الزهراء(ع) في بيتها :
ماورد عن سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام أنها كانت تذأب في خدمة بيتها وزوجها بدون كلل أو ملل وكان زوجها الإمام علي(ع) يشفق عليها و يرق لها إذا رأى آثار الخدمة على وسمات وجهها فيساعدها إذا تطلب الأمر المساعدة ..
ولقد عاشت أم الحسن سلام الله عنها في بيتها الجديد حياة بسيطة متواضعة، ليس لها خادم يخدمها، وتعمل بيديها كافة شؤون بيتها، فتطحن وتعجن، وتخدم بيتها وزوجها، وتهتم بتربية أولادها
وتنشئتهم، وظلت سيتنا فاطمة(ع) الزوجة المطيعة لبعلها أمير المؤمنين فلم تتوانى ولم تتراجع عن خدمته فعلي (عليه السلام) حاول قدر استطاعته أن يجعل الزهراء مرتاحة في حياتها، لذا أوكل إليها إدارة شؤون المنزل، وتكفل هو بكل الشؤون الخارجية، روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (تقاضى عليّ وفاطمة إلى رسول الله(ص) في الخدمة، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب، وقضى على عليّ بما خلفه.. فقالت فاطمة: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله تحمّل رقاب الرجال).
إن الزهراء (عليها السلام) عندما تقاسمت مع أمير المؤمنين الوظائف، فرحت كثيراً لتوليها الأمور داخل المنزل؛ فقد ورد في الرواية: (إنّها استقت بالقربة، حتى أثّرت في صدرها!.. وجرّت بالرحى، حتى مجلت يداها!.. وكسحت البيت، حتى اغبرّت ثيابها!.. وأوقدت تحت القدر، حتى دكنت ثيابها)!.
همسة ختام للأخوات المتزوجات:
أختي الفاضلة: إذا أردت سعادة الدنيا وثواب الآخرة فمنهج الصديقة الزهراء عليها السلام ينير لك الطريق ويرسم الحياة الهانئة ويجعلك أن تعيشي أجواء السعادة الرغيدة وإن كانت الحياة بها محطات شاقة إلا أن حلاوة الحياة لاتكون طيبة إلا إذا امتزجت بمرها فحري بك أختي الكريمة أن لاتقصري في خدمة زوجك لأن في خدمته بركة وثواب وأجر وفضيلة فكوني سباقة قبل غيرك في خدمته حتى يذوب هو أيضا في خدمتك وبهذه العلاقة الطيبة يتجسد مفهوم العشرة ويتجلى مفهوم الكفاءة التي عبر عنها الحديث النبوي الشريف “المؤمن كفؤ المؤمنة” فمن غير المنطقي والمعقول أن حب الراحة والكسل وحياة النعومة واللامبالاة تبني مجدا وعزا ورفعة وسعادة كلا وألف كلا .. بل حياة العمل والنشاط والحركة والخدمة الذؤوبة هي التي تجعل الحياة متكافئة متكاملة وتغرس آثار المودة في أفئدة المتزوجين وهذا الأثر الحيوي يغذي شريان الإحيال النامية والمتصاعدة على نهج هذا السلوك وهو حب العمل فترى البنت تقتدي بأمها حيث تراها تذوب في خدمة أبيها وهي كذلك إذا تأهلت وارتبطت بالحياة الزوجية تمارس الأدوار التي ورثتها من أمها في داخل دفئ بيتها الأول التي عاشت فيه قبل الانتقال إلى البيت الثاني وهذا هو المطلوب ….