- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد سنة ۱۳۹۲هـ (۱۹۷۳م) في مدينة “بوكو” في دولة بنين الأفريقية، ونشأ في أسرة تعتنق المذهب المالكي، درس في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في غانا، ثمّ درس في الحوزة العلمية بقم بعد استبصاره.
في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) :
يقول “أحمد”: سافرت إلى الكثير من البلدان الأفريقية، وتعرّفت على العديد من الأشخاص، وكان يهمّني دائماً الحضور في المساجد والمجالس الدينية.
وفي إحدى السفرات، ذهبت إلى مدينة “باكو” والتقيت بعدد من الشيوخ الذين درسوا في الحوزة العلمية في قم المقدسة، فجرى بيننا حوارات شيّقة فنالت بحوثهم إعجابي، فلّما رأوا اشتياقي إلى الإلمام بالعلوم والمعارف التي يعرضونها، اقترحوا عليّ الدراسة في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، فقبلت ذلك.
وفي مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) درست وطالعت العديد من الكتب، وكانت هذه الكتب كلّها جديدة عليّ لم يسبق لي قراءتها، أو التفكير بمضامينها، ثمّ تعرّفت من خلال هذه الكتب على تاريخ الإسلام، ومختلف عقائد المذاهب الإسلامية، وخاصة المذهب الجعفري الذي لم نسمع به من قبل في بيئتنا، لكن كنّا قد سمعنا بعض الشيء عن الإمام علي(عليه السلام) وبعض الأئمّة من ولده(عليهم السلام).
وكان ما قرأته في هذه الكتب محكماً ومستدلاًّ عليه من القرآن الكريم والسنة الشريفة، وإن كان مختلفاً في كثير من الأحيان مع معتقداتي وتصوراتي عن الإسلام التي تلقيتها من بيئتي التي عشت فيها سابقاً، ولكنني بدأت بالدراسة الجدّية للأمر، فاتّضحت لي الكثير من الحقائق التي لم أجد أحداً من علمائنا يشير إليها ولو على نحو الإجمال.
لقد عرفت من خلال مطالعاتي ودراستي أنّ الكثير من الحقائق التاريخية كتبت بصورة مقلوبة وأنّ العديد من الشخصيات الدينية وصفت بالعظمة والقداسة وهي لا تستحق إلاّ اللعن، أمثال معاوية ويزيد.
كما أطّلعت على أهم المسائل الخلافية بين المسلمين كالإمامة، وكذلك الخلافات الفقهية كالوضوء وغيره، وفهمت استدلال كلّ فرقة فيها، ساعياً في ذلك مطالعة الكتب الأصلية لهم، فتبيّن لي بعد البحث أنّ مذهب العترة هو المذهب الصحيح لوصية الرسول بالتمسّك بالقرآن والعترة معاً في حديث الثقلين.
ومن هذا المنطلق أعلنت استبصاري وأشهرت ولايتي للأئمة المعصومين(عليهم السلام) عام ۱۹۹۳م، في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وتبعني في ذلك أفراد أُسرتي والعديد من أصدقائي بعد مناقشات جرت بيني وبينهم، بيّنت لهم من خلالها معالم الحق وأركان الدين.
من الذي يكتب التاريخ:
يقال: إنّ التاريخ يكتبه الفاتحون.
وهذه المقولة صادقة في كثير من حقب التاريخ، كما يذعن بها الباحثون في التاريخ.
ولا تصدُق هذه المقوله كما صدقت على تاريخ صدر الإسلام، حيث كُتب هذا التاريخ وفق أهواء قريش وخاصة بني أمية الذين حاربوا الإسلام من أوّل يوم، لكن المفارقات المبكية المضحكة، والمخازي العظيمة التي ارتكبها أعداء الإسلام من قريش وأتباعهم جعلت الإسلام المنتصر ملعبة بيد أعدائه يحرّفونه كما يشاؤون، ويملكون الناس باسمه.
ولولا جهاد آل البيت(عليهم السلام) لما بقي للإسلام بقية، حيث فضحوا مؤامرات أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين الذي لبسوا الإسلام لبس الفرو مقلوباً، كما حافظ أهل البيت(عليهم السلام) على أصل الدين الإسلامي مقابل كيد أعدائه حيث كلّفهم ذلك التضحيات الجسام كالقتل والتشريد والسجون و…
لكنّ الأمر الذي زاد في الطين بلّة هو أنّ قريش وخاصة بني أُمية ادّعوا الإسلام واتخذوه وسيلة لنيل مآربهم الدنيئة بعد أن ضيّع المسلمون ولاتهم الحقيقيين، فدين عظيم كالإسلام لابدّ أن يقوده من عيّنه الرسول العظيم من أولي السابقة فيه، لا أبناء الطلقاء الذين عفا عنهم الرسول الكريم، وأنفق الأموال الطائلة لتآلفهم وتثبيتهم على الدين.
لكنّ الذي حصل بعد وفاة الرسول الكريم هو السيطرة على الحكم من قبل من لم يختاره الله سبحانه ولم يعيّنه الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وزعمت هذه الفئة المتغلّبة الحفاظ على مصلحة الإسلام، فكانت النتيجة أن يستلم معاوية قيادة المسلمين بعد ثلاثين سنة من وفاة الرسول ليسعى في هدم الإسلام عروة عروة وليكتب تاريخ الإسلام كما يحلو له، وليضع الأحاديث كما تشاء أهواؤه، فيرفع من لافضلية له، ويسعى في الحطّ من شأن أصحاب المناقب.
لكنّ الدين دين الله بقى خالداً بجهود حماته من آل البيت(عليهم السلام) صفوة الله، وذهبت قريش وبنو أُمية بالمخازي إلى نار جهنم، لكن من المؤسف أنّهم تركوا أذناباً جعلوا الدفاع عن بني أُمية ديناً لهم، والنصب لأهل البيت(عليهم السلام) وسيلة لضرب الإسلام الأصيل باسم الإسلام، يخرجون في كلّ جيل من الناس، فيعبثون في الأرض الفساد، ويهلكون الحرث والنسل، فهم داء دويّ أعدّه الشيطان اللعين لمحاربة الإسلام والمسلمين إلى أن يشاء الله سبحانه أن يرث الأرض المستضعفون على يد الحجّة المنتظر(عليه السلام) فيهلكهم ويبيدهم عن آخرهم في الدنيا قبل عقاب الآخرة.
شخصية معاوية الحقيقية:
عندما ظهر الإسلام وبادر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الدعوة، كان معاوية من جملة المحاربين للإسلام، فهو من أبناء الجاهلية، ومن بني أُمية الشجرة الملعونة في القرآن، وابن أبي سفيان قائد قريش المعادي للإسلام، وابن هند التي لاك فوها كبد حمزة عمّ النبي الشهيد في حرب أحد، فمثل هذا الشخص صار بعد ذلك أمير المؤمنين، وخالاً لهم، كاتباً للوحي بقلم من ذهب أنزله جبرئيل(۱)!! وصار من أصحاب الفضائل، وكتبت في شأنه كتباً تصفه بالحلم والدهاء والكرم و… ولكّنه كان سفيهاً من أهل الغدر والفجور، وصعلوكاً لا مال له وعندما هيمن على بيت مال المسلمين بدأ يعطي هذا وذاك ليصل إلى التأمر على الناس.
إنّ حلم معاوية المدّعى له لم يكن حلماً في الواقع، وإنّما كان تصنّعاً منه لسياسة الناس واستجلاب طاعتهم، وكان معاوية يستخدم الإرهاب، ومن نماذج إرهابه أنّه أرسل قواده لإخافة أهل المدينة وأهل اليمن وأهل العراق بارتكاب المجازر، وسفك الدماء المحرمة، فقُتل من الصحابة أشرافهم في الحرب اغتيالاً وصبراً، كعمّار بن ياسر الذي قال عنه النبي: “تقتله الفئة الباغية”(۲)، وكحجر بن عدي الكندي الذي قتله صبراً وتعذيباً في أيام تسلّطه على الناس بعد انتهاء الحروب ومع ذلك نجد اليوم من يترحّم على معاوية، ويتولاّه ويصف مخازيه بالبطولات، أو نجد من يدافع عنه ويتأوّل له نصباً لأهل البيت(عليهم السلام) الممتحنين، أو تعصباً لمذاهب ما أنزل الله بها من سلطان.
وقد اعترف معاوية في أكثر من موطن بأنّه ارتكب ما ارتكب من أجل الاستيلاء على الحكم، وقد اعترف بلسانه أنّه لا حلم له وإنّما يتصنّعه تصنّعاً.
روي عنه أنّه لما قدم المدينة حاجّاً، فسمع الصوت في دار عثمان: “يا أمير المؤمنيناه، يا أمير المؤمنيناه.
فقال: ما هذا؟
قالوا: بنت عثمان تندب عثمان.
فصرف الناس”، ثمّ ذهب إليها فقال: يا ابنة عم، إنّ الناس قد بذلوا لنا الطاعة على كره، وبذلنا لهم حلماً على غيظ!!، فإن رددنا حلمنا ردّوا طاعتهم، ولأن تكوني بنت أمير المؤمنين خير من أن تكوني واحدة من عرض الناس، فلا سمعناك بعد اليوم ذكرت عثمان”(۳).
فهذا اعتراف منه أنّه كان يظهر الحلم وباطنه يغلي غيظاً، أظهر الحلم ونسي عثمان الذي ادعى أنّه يطلب دمه، فاشتهر في الناس قميص عثمان للحجّة الكاذبة، والشعار المزيّف، لكنّه وجّه حقده بعد تمكّنه من السلطة إلى كلّ إنسان شريف، فحارب الشيعة ومحى أسماءهم من الديوان وهم أهل الدين، وعنوان الشرف ثمّ أمر ولاته بقتل الشيعة في كل مصر، وضيقوا عليهم العيش والسبل، فأين كان حلمه المدعى؟!
هذه هي خصال معاوية وأمثاله كثير في صدر الإسلام، تولاّهم الناس جهلاً منهم وهم يظنوا بذلك أنّهم يوالون الدين وأهله، ويلزمون الحقّ وأنصاره، وما علموا أنّ سياسيات الملوك تقتضي ما تقتضي ولو كان كفراً يظهرونه على أنّه الدين أو خزياً يظهرونه على أنّه الفضيلة، وهكذا تربّت الأجيال مخدوعة، وهكذا مرّت المئات من السنين والحقّ مطمور بلفائف الباطل وأحابيل الشيطان ولكن رغم هذا الكم الهائل من التضليل، فقد جعل الله تعالى الحق واضحاً لمن يسعى ويجاهد من أجل الوصول إليه.
وكان “أحمد أبو بكر” ممّن جاهد في هذا السبيل، ولهذا وفّقه الله تعالى لمعرفة الحق والتمسّك بالولاية التي هي حصن الدين، من تمسّك بها أمن من عذاب الله ودخل جنته.
(۱) سير أعلام النبلاء ۳: ۱۲۹٫
(۲) صحيح البخاري ۳: ۲۰۷، مسند أحمد ۳: ۹۱، البداية والنهاية ۳
(۳) أمير المؤمنين معاوية بن سفيان لابن تيميّة: ۴۹٫
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية