لماذا هذا الهجوم على خلفاء رسول الله ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وألا تخلّ هذه الاتهامات التي تتهمونهم بها بالوحدة الإسلامية ؟
الجواب:
فإن طرحنا لهذه المواضيع لا تخلّ بالوحدة ، لأن الوحدة التي ندعو إليها هي : أن نقف كمسلمين جنباً إلى جنب ضد عدوِّنا بكل ما أوتينا من قوة للدفاع عن الدين الإسلامي وعن مبادئه .
وأن نلتزم بالآداب الإسلامية فيما بيننا ، وأن نؤدي حقوق بعضنا البعض الآخر ، باعتبار أننا مسلمون .
أما التنازل عن عقيدنا ، أو غض النظر ممَّا جرى علينا من الويلات والظلامات بسبب بعض تصرفات المسلمين الأوائل ، فلا ندعو إليه .
أيمكنك أن تسبل يديك في الصلاة معنا من أجل الوحدة ؟ أو أن تترك صلاة التراويح جماعة ، وتصليها فرادى من أجل الوحدة ؟
أو تقول : أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بلا فصل ، وأنه نصَّ على إمامته في مواطن كثيرة ، من أجل الوحدة ؟
إذاً هناك أموراً لابد من بيانها والإجابة عليها حينما نُسأل ، ولا يمكننا أن نقول خلاف ما نعتقد به للسائل أو الناس .
فزواج عمر من أم كلثوم لنا كلام فيه ، وهكذا زواج عثمان من ابنتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وغير ذلك .
وعندما نجيب على ما نعتقد به ، وهو في حد ذاته خلاف ما تعتقد أنت به ، فيرد علينا النقد ، والإتهام بعدم مراعاة الوحدة ، وطرح مواضيع لا مُبرِّر لها .
فهل ترى يا أخي أن نقول للسائل خلاف ما نعتقد به هو العمل الصحيح ؟ باعتباره منسجم من الوحدة .
ولو قلنا خلاف ما نعتقد به من أجل الوحدة ، ألا يرِدُ علينا أشكال أننا نستعمل التقية ، وأنتم لا ترتضون بها .
ومن أجل أن تكون صادقاً في كلامك ، ولا تقول خلاف ما تعتقد به ، ولا تستعمل التقية ، لابد لكلِّ واحدٍ منا ، أن يطرح مواضيعه حسب ما يعتقد بها ، مدعمة بالأدلة الصحيحة والمقنعة ، ولا يطرح عقائد الآخرين وينتقدها ، تاركاً ذلك للباحث عن الحقيقة .
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة