- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قال السيد شرف الدين في المراجعات /254: قال الإمام أبو عبد الله أ حمد بن حنبل: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه و آله) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب.
وقال ابن عباس: ما نزل في أحد في كتاب الله ما نزل في علي .
وقال مرة أخرى: نزل في علي ثلاث مئة آية من كتاب الله عز وجل .
وقال مرة ثالثة: ما أنزل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، إلا وعليٌّ أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد(صلى الله عليه و آله) في غير مكان من كتابه العزيز وما ذكر علياً إلا بخير .
وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له القدم في الإسلام، والصهر من رسول الله (ص) ، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود في المال .
وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن علي ومعاوية، فقال: إن علياً كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه عن شئ يعيبونه به فلم يجدوه، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتله، فأطروه كيداً منهم به !
وقال القاضي إسماعيل والنسائي وأبو علي النيسابوري وغيرهم: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي ، وآخره في فتح الباري:7/57.
وفي أمالي الطوسي /587: عن صالح بن كيسان، قال: سمع عامر بن عبد الله بن الزبير، وكان من عقلاء قريش، ابناً له ينتقص علي بن أبي طالب فقال له: يا بنيَّ لاتنتقص علياً، فإن الدين لم يبن شيئاً فاستطاعت الدنيا أن تهدمه، وإن الدنيا لم تبن شيئاً إلا هدمه الدين ! يا بني إن بني أمية لهجوا بسب علي بن أبي طالب في مجالسهم، ولعنوه على منابرهم، فكأنما يأخذون والله بضبعيه إلى السماء مداً، وإنهم لهجوا بتقريظ ذويهم وأوائلهم من قومهم، فكأنما يكشفون منهم عن أنتن من بطون الجيف ! فأنهاك عن سبه !
ورواه ابن عبد البر في الإستيعاب: 3 /1118 والجاحظ في العثمانية /284، وقال: كان دعيٌّ لبنى أمية يقال له خالد بن عبد الله لا يزال يشتم علياً، فلما كان يوم جمعة وهو يخطب الناس قال: والله إن كان رسول الله ليستعمله وإنه ليعلم ما هو ولكنه كان ختنه، وقد نعس سعيد بن المسيب ففتح عينيه، ثم قال: ويحكم ما قال هذا الخبيث ! رأيت القبر انصدع ورسول الله (ص) يقول: كذبت يا عدو الله !
وفي مناقب الخوارزمي /62، أن النبي(صلى الله عليه و آله) قال لعلي (عليه السلام) يوم غدير خم: إن الله تعالى أوحى إلي بأن أقوم بفضلك، فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه .
وقال له: إتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي ! أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون .
ثم بكى(صلى الله عليه و آله) فقيل: ممَّ بكاؤك يا رسول الله؟ فقال أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده ! وأخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشاني لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد، واليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم فيهم.
وروى الحاكم (3/142) قول النبي (ص) لعلي ً(عليه السلام) : إن الأمة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي .
من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني .
وإن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه.
وصححه هو والذهبي!
قال السيد الميلاني في محاضراته (2/ 43 ): ومن رواة هذا الحديث أيضاً : ابن أبي شيبة، والبزار، والدارقطني، والخطيب البغدادي، والبيهقي، وغيرهم .
أخرج أبو يعلى والبزار بسند صححه الحاكم والذهبي وابن حبان وغيرهم، عن علي قال: بينا رسول الله(ص) آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة، فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة ! فقال: إن لك في الجنة أحسن منها، ثم مررنا بأخرى فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة ! قال: لك في الجنة أحسن منها، حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول ما أحسنها ويقول: لك في الجنة أحسن منها، فلما خلا لي الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً ! قلت: يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي ! قال: قلت يا رسول الله في سلامة من ديني ؟ قال: في سلامة من دينك .
هذا اللفظ في مجمع الزوائد عن أبي يعلى والبزار .
ونفس السند موجود في المستدرك، وقد صححه الحاكم والذهبي، فيكون سنده صحيحاً يقيناً، لكن اللفظ في المستدرك مختصر، وذيله غير مذكور ! والله أعلم ممن هذا التصرف هل من الحاكم أو من الناسخين أو من الناشرين؟ فراجعوا، السند نفس السند عند أبي يعلى وعند البزار وعند الحاكم، والحاكم يصححه والذهبي يوافقه، إلا أن الحديث في المستدرك أبتر مقطوع الذيل، لأنه إلى حد: إن لك في الجنة أحسن منها، لا أكثر .
وهناك أحاديث أيضاً صريحة في أن الأقوام المراد منهم في هذا الحديث هم قريش.
وأضاف السيد الميلاني: وهنا ننقل بعض الشواهد على أحقاد قريش وبني أمية بالخصوص وضغائنهم على النبي(صلى الله عليه و آله) وأهل البيت(عليهم السلام) ، حتى أنهم كانت تصدر منهم أشياء في حياة النبي، ولما لم يتمكنوا من الإنتقام من النبي(صلى الله عليه و آله) بالذات، انتقموا من أهل بيته لينتقموا منه .
قال أمير المؤمنين(عليه السلام) : اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسولك(صلى الله عليه و آله) ضروباً من الشر والغدر فعجزوا عنها، وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي والدائرة علي ! اللهم احفظ حسناً وحسيناً، ولا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حياً، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شئ شهيد (شرح النهج:2 /298).
وفي كتاب له (عليه السلام) إلى عقيل: فدع عنك قريشاً وتركاضهم في الضلال، وتجوالهم في الشقاق، وجماحهم في التيه، فإنهم قد أجمعوا على حربي إجماعهم على حرب رسول الله (صلى الله عليه و آله) قبلي، فجزت قريشاً عني الجوازي، فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن أمي ! هذه هي الأحقاد والضغائن، ولم يتمكنوا من الإنتقام من رسول الله(صلى الله عليه و آله) فانتقموا من أهل بيته كما أخبر هو(صلى الله عليه و آله) ! وهكذا توالت القضايا، فانتقموا من الزهراء وأمير المؤمنين، وانتقموا، وانتقموا، إلى يوم الحسين(ع) وبعد يوم الحسين، وإلى اليوم !
وفي كتاب: عقيل ابن أبي طالب، للشيخ الأحمدي/78، قال النبي(صلى الله عليه و آله) لعلي(عليه السلام) : إن الأمة ستغدر بك من بعدي وتنقض فيك عهدي! يتبع ذلك برها فاجرها . وأنت تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي. من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا . يعني لحيته من رأسه .
عن أنس بن مالك: دخلت مع النبي (صلى الله عليه و آله) على علي بن أبي طالب يعوده وهو مريض، وعنده أبو بكر وعمر فتحولا حتى جلس رسول الله(صلى الله عليه و آله) فقال أحدهما لصاحبه: ما أراه إلا هالك ! فقال رسول الله(صلى الله عليه و آله) : إنه لن يموت إلا مقتولاً، ولن يموت حتى يملأ غيظاً !
الأسئلة:
س1: من هي الأمة التي غدرت بعلي (عليه السلام) في قول النبي (صلى الله عليه و آله) : إن الأمة ستغدر بك بعدي ؟ فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك ؟ فمن ظلم علياً (عليه السلام) من قريش بعد وفاة النبي(صلى الله عليه و آله) ؟
س2: هل نفهم من قوله (صلى الله عليه و آله) وأنت تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي ، أن المخالفين لعلي (عليه السلام) لا يعيشون على ملة النبي (صلى الله عليه و آله) ، ولا يموتون على سنته ؟!
س3: صرح النبي (صلى الله عليه و آله) بأن بغض قريش لعلي (عليه السلام) إنما هو بسبب أنه بطل الإسلام وقاتل صنديد قريش ، ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي ! أحقاد بدر وترات أحد..»! فهي أحقاد ضد الإسلام، فكيف يحملنها من يدعي الإسلام ؟!
س4: ما هو واجب (الخليفة) الحاكم تجاه هذه الأحقاد، ألا يجب عليه ردع أهلها؟ وما حكمه إذا خضع لها وقال لعلي(ع) : إن قريشاً لا تقبل بك خليفة لأنها تحملك مسؤولية من قتلت من صناديدها الكفرة ؟!
س5: ما العلاقة بين هذه الأحاديث، وما رواه البخاري(5/6)عن علي(عليه السلام) : ( أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ) ؟
س6: مادامت مشكلة ظلم قريش لعلي(عليه السلام) بهذه الأهمية عند النبي(صلى الله عليه و آله) حتى أنه كان يبكي منها قبل وقوعها، لأنها قضية مهمة على مستوى أمته ؟ فهل قصر(صلى الله عليه و آله) فيها ولم يتخذ إجراء لمعالجتها ؟ أم قام بكل ما استطاع، لكن قريشاً غلبته ومنعته من كتابة عهده، وكانت تهدده بإعلان الردة ؟!