- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قال النبي صلى الله عليه وآله : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب).
هذا الحديث الشريف من جملة الأحاديث النبوية الكثيرة الصادرة في حق الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ويستفاد منه عدة أمور:
الأول: أنّ النبي صلى الله عليه وآله هو أفضل البشرية جمعاء من جهة كونه أعلم الجميع بلا استثناء، فهو أعلم الناس مطلقاً بما فيهم الأنبياء عليه وعليهم صلوات الله وسلامه.. فالله سبحانه خصّه عليه الصلاة والسلام بعلوم ومعارف وحقائق لم يخص ببعضها أحداً غيره، فكل علم خرج من عند الله عزّ وجل وصل إليه، لذلك كان (مدينة العلم) حيث بلغ مبلغاً رفيعاً من السعة في العلم حتى أثر عنه أنّه قال: (أوتيت مفاتيح كل شيء إلاّ الخمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وفي الخبر الصحيح عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنّه قال: ( سئل علي عليه السلام عن علم النبي صلى الله عليه وآله فقال: علم النبي علم جميع النبيين، وعلم ما كان هو كائن إلى قيام الساعة، ثم قال: والذي نفسي بيده إنّي لأعلم علم النبي صلى الله عليه وآله وعلم ما كان وما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة).
ثانياً: أنّ هذه العلوم والمعارف والحقائق والأمور التي علّمها الله سبحانه وتعالى لنبيّه صلى الله عليه وآله علّمها هو لأمير المؤمنين علي عليه السلام بدلالة قوله: (وعلي بابها) وقوله: (ومن أراد المدينة فليأت الباب)، والرّوايات المأثورة عن الأئمة الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام في أنّ عليّاً عليه السلام ورث علم رسول الله صلى الله عليه وآله على سعته مستفيضة منها:
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( علّم رسول الله صلى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب).
وعن محمد بن يزيد المحاربي قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : «نحن ورثة الأنبياء» ثم قال: «جلل رسول الله صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام ثوباً ثم علّمه ألف كلمة كل كلمة يفتح ألف كلمة).
ثالثاً: في قوله صلى الله عليه وآله: (ومن أراد المدينة فليأت الباب) يوجّه الأمّة وعلى نحو الإطلاق بدون قيد أو شرط إلى أخذ ما خص به من علوم ومعارف من علي عليه السلام، وفيه دلالة على عصمة الإمام علي عليه السلام، لأنّ من جملة هذه العلوم علوم الشريعة الإسلامية ومعارفها فلو كان علي عليه السلام يقع في الخطأ أو الاشتباه أو السهو أو النسيان أو الذنب لما جعله صلى الله عليه وآله مستودع علمه، لاحتمال أن يقع في الخطأ أو السهو أو الاشتباه في نقل معارف الشريعة وأحكامها للأمّة ، أو ينسى شيئاً من ذلك أو يقتحم الذنب والمعصية بدافع الهوى والوساوس الشيطانية فيعطي للناس أحكام الشريعة ومعارفها على غير وجهها الصحيح .
رابعاً: إنّ هذا الحديث الشريف يدل على أنّ عليّاً عليه السلام هو خليفة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والقائم مقامه لإدارة أمور الأمّة من بعده في أمورها وشؤونها الدينية والدنيوية، وهذه الدلالة تستفاد من جهة أنّ هذا الحديث يدل على عصمة الإمام علي عليه السلام، والمعصوم هو الأحق بمنصب الإمامة من غيره بصريح القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)، ومن جهة اختيار النبي صلى الله عليه وآله له عليه السلام بأن جعله مستودعاً لعلمه دون غيره من المسلمين ممن كانوا معه، فلو كان غيره أولى منه بإمامة الأمّة وخلافة النبي صلى الله عليه وآله لكان هو الأولى بأن يخص بهذه العلوم لأنّه أحوج إليها من غيره، فلما أن خص النبي صلى الله عليه وآله بعلومه ومعارفه عليّاً عليه السلام علمنا أنّه هو القائم مقامه صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
خامساً: ومن دلالات هذا الحديث الشريف أيضاً أنّ علياً عليه السلام أفضل الصحابة لا أقل من جهة كونه أعلمهم، نعم لدينا من الأدلة على أنّه يأتي في مرتبة الأفضلية بعد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله .