- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 9 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 1 تعليق
هو الدين الذي بُعث به الرسول محمّد (ص) سنة 610 م في مكة في شبه الجزيرة العربية، وهو الدين الذي اشتمل على الشريعة النهائية والأخيرة الناسخة للشرائع الإلهية السابقة، كما أن صاحب الرسالة الإسلامية هو آخر الأنبياء والمرسلين (ص)، فلا نبي بعده.
جاء الاسلام والنظام القبلي مهيمن على الحياة الاجتماعية ، واقتصاديا كانت القبائل تهتم بتربية الماشية إلى جانب التجارة.
كانت الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام مجموعة من القبائل العربية والبدو الرحل ينتظمون في قبائل. ويعدّ الولاء للقبيلة وتحالفاتها الأساس في تنظيم المجتمع العربي (مفهوم العصبية). كانت الغالبية العظمى تدين في مكة بالوثنية إضافة للديانة اليهودية في يثرب والمسيحية في نجران و نجد ، وكانت مكة مركزا دينيا يؤمه العرب من كل صوب لأداء الحج إلى البيت الحرام الذي بناه إبراهيم.
كانت الخريطة السياسية قد تشكلت حول شبه الجزيرة العربية بين روما المسيحية و بلاد فارس و كانت القبائل العربية التي هاجرت إلى حدود تلك الدولتين قد لعبت دورا هامشيا في هذا التشكل و ما رافقه من صراع لكنها في نفس الوقت لعبت دورا هاما للغاية كصلة بين هذا العالم المتحضر و ما يدور داخل شبه الجزيرة نفسها..كانت قبائل شبه الجزيرة تعرف نفسها بناء على الإرث اليهودي – المسيحي خاصة فيما يتعلق بأنساب الشعوب كانت تعتبر نفسها من سلالة إسماعيل بن إبراهيم و نعرف أن قصة هجرة إسماعيل قد دمجت مع قصة بناء مكة و معها الكعبة و أن جزءا هاما من طقوس الحج التي كانت تمارس في ما يسمى الجاهلية السابقة على الإسلام و التي أقرها الإسلام كانت ترتبط بهذه الحادثة ذاتها..لكن الصدام و التواصل الحقيقي بين قبائل شبه الجزيرة و الأديان السائدة المرتبطة بالكيانات السياسية القائمة جرى في اليمن جنوب شبه الجزيرة هذه المنطقة الأكثر تحضرا و التي شهدت المحاولات الأولى لتشكيل كتلة سياسية قد تكون نواة لفعل تاريخي جدي.
وكانت الخرافات عن ملوك اليمن ( الذين سموا بالتبع ) و التي تصل بهم إلى غزو الهند و أفريقيا و حتى الصين دليلا على مكانة اليمن في ذلك الوقت بالنسبة للعرب و على الأهمية الخاصة التي اعتقدت قبائل شبه الجزيرة أن اليمن مخولة للقيام بهذا الدور التاريخي كانت اليمن منقسمة إلى قبائل تسمى مخاليف أكبرها مخلاف صنعاء و الذي كان رؤساءه يسمون بالملوك أما إذا كانت قوة ذلك الملك بحيث يتمكن من مد سلطانه إلى منطقة حضرموت فكان يسمى عندها تبعا و مع تراجع تلك القوة تعود الأمور لسابق عهدها من التفكك السياسي.
لذا كان لابد من أحداث يعتقد أنها كانت حافزا لقيام “دين محلي” في مواجهة الأديان الرسمية لكل من روما و فارس و التي كان انتشارها يعني أيضا انتشار النفوذ السياسي لهاتين الإمبراطوريتين..تبدأ القصة مع الملك الذي دان باليهودية ذي نواس (يوسف بن شراحبيل) الذي بلغه أن بعض رعيته في نجران قد دانوا بالدين المسيحي فقام ذو نواس بحرقهم بالنار كما ورد في قصة أصحاب الأخدود في القرآن التي نجد فيها تعاطفا صريحا مع الضحايا المسيحيين.
لما وصل الخبر الى الإمبراطور الروماني جوستين أمر حليفه صاحب الحبشة المسيحي أن ينتقم من ذي نواس فبعث إليه قائدا حبشيا اسمه أرياط تغلب على ذي نواس الذي أغرق نفسه في البحر ثم تمكن أبرهة من أن يتولى قيادة الجيش الحبشي في اليمن بعد انقلابه على أرياط.
حاول أحد ملوك اليمن الذي سيصبح فيما بعد من أبطال السير الشعبية و هو سيف بن ذي يزن الحميري الثورة على الأحباش فطلب العون من إمبراطور الروم دون فائدة فلجأ إلى كسرى ملك الفرس الذي وعده خيرا فمات قبل أن يقوم بثورته ثم عاود ابنه معد يكرب استنجاده بكسرى فمده بجيش تمكن من طرد الأحباش و بعد موت معد يكرب نصب عليها حاكما فارسيا حتى بعثة الرسول.
كان للعرب وقتها عدة بيوت للأصنام منها اللات في الطائف و بيت ذي الخلصة و غيرها لكن أهمها طبعا كانت الكعبة في مكة.
أراد أبرهة أن يفرض المسيحية على العرب و يقضي على عبادة الأصنام فبنى القليس في صنعاء و هي كنيسة “لم ير لها مثيل في زمانها” و قرر أن يتوجه لهدم الكعبة فتغلب في طريقه إليها على مجموعة من أهل اليمن حاولت مقاومته ثم هزم قبيلة خثعم أما أهل الطائف فهادنوه و أرسلوا معه أبا رغال ليدله على الطريق ( و قبر هذا الأخير كانت العرب ترجمه بالحجارة ).
في مكة نفسها قرر عبد المطلب ألا يواجه أبرهة و اكتفى بأن وكل أمر البيت إلى ربه.
تذكر هذه الحادثة في القرآن على نحو يستنكر محاولة أبرهة لهدم الكعبة و هي محاولة لفرض ديانة توحيدية اعترف بها الإسلام فيما بعد و لهدم الأصنام التي أراد الإسلام هدمها لكنها أيضا كانت محاولة للسيطرة على قلب الجزيرة العربية بهذه الطريقة المعروفة في التاريخ للتوسع الإقليمي : نشر الدين السائد في الإمبراطورية الغازية هذا كرره العرب المسلون أنفسهم فيما بعد.
ونعرف جميعا نتيجة هذه المحاولة لكن الأهم من النتيجة هنا هو أن القبائل في شبه الجزيرة أحست في خضم مواجهة مباشرة مع قوة خارجية قوية جاءت تحمل رغبة صريحة بالسيطرة عليها من خلال دعوة دينية توحيدية خاصة بعد الأحداث التي تعرضت لها اليمن في صراعها مع القوى الأجنبية كانت أمام سؤال هويتها الأساسي الذي كان يقوم في نظرها على الإرث المسيحي اليهودي لكنه في نفس الوقت الذي لم يجد أن الانضواء تحت أيا من المسيحية أو اليهودية سوى أن يكون في أفضل الأحوال تعبيرا عن التبعية السياسية و بالتالي الاقتصادية.
لهذا سنجد تشديدا في الدعوة الإسلامية أولا على اعتبارها متابعة و تطوير للإرث اليهودي المسيحي لكنها ثانيا ذات طبيعة متمايزة من جهة و من جهة أخرى تستوعبها و تطالبها بالالتحاق بها لا أن تلتحق هي بها.
كان هناك مجموعة من المتنورين الذين رفضوا عبادة الأوثان لكنهم بحثوا عن البديل في المنظومات الفكرية الدينية السائدة يومها فتنصر ورقة بن نوفل و عثمان بن الحويرث أما عبيد الله بن جحش فأسلم و هاجر إلى الحبشة و اعتنق هناك المسيحية أما زيد بن عمرو بن نفيل فقد اعتزل قومه و عبادة الأوثان و امتنع في نفس الوقت عن الدخول في المسيحية أو اليهودية.
وكانت كهان العرب و ذوو الأسجاع منهم يقولون بقرب ظهور نبي و كان بعض المشتغلين بالأديان و الكهان يبشرون بقدوم نبي و يقال أن سلمان الفارسي هاجر إلى شبه الجزيرة العربية لما سمعه من قرب خروج نبي فيها كما كان اليهود ينتظرون منذ نفيهم من فلسطين نبيا يعيد توحيدهم و ينقذهم من الشتات و هذا ما يجد التعبير عنه في سيرة الرسول في حادثة الراهب بحيرى.
ولهذا عندما أعلن الرسول نبوته لأهل مكة خاطبهم قائلا :”إن الذي أنتم عليه ليس لله ولا من الله و لا يرضاه الله قولوا : لا إله إلا الله و اشهدوا أني رسوله و اتبعوني تطعكم العرب وتملكوا العجم و إن الله قال لي : استخرجهم كما استخرجوك و ابعث جيشا أبعث خمسة أمثاله و ضمن لي أن ينصرني بقوم منكم و قال لي : قاتل بمن أطاعك من عصاك و ضمن لي أنه يغلب سلطاني سلطان كسرى و قيصر.
في هذا الجو ظهر النبي محمد (ص) ليجهر بالإسلام، وكان أهم تأثير سياسي للإسلام أنه استطاع إقامة دولة في المدينة المنورة يسودها تشريع يحكم الجميع، ووثائق ومعاهدات مع يهود يثرب الذين كانوا يسكنون المدينة.
لاحقا استطاع المسلمون هزم المشركين في عدة معارك وفتحت مكة قبل وفاة رسول الله (ص) بعامين فحطمت أوثان العرب التي كانت موجودة في الكعبة وأعلن التوحيد.
التوحيد الذي جاء به الإسلام لم يكن دينيا روحيا فقط بل كان أيضا اجتماعيا سياسيا، فالجزيرة العربية كلها دخلت في عقيدة واحدة وأصبح لها كيان واحد وقبلة واحدة وإله واحد هو الله، في حين ضعفت العصبيات القبلية والمطامع المادية في تلك الفترة مؤقتا قبل أن تعود للظهور بعد أن حقق المسلمون انتصارات مهمة لإسقاط دولة الساسانيين وفتح بلاد الشام.
الإسلام هو دين إلهي توحيدي إبراهيمي، يعتقد أتباعه بإله واحد لا شريك له ومنزّه عن كل نقص، وبنبوة النبي محمد (ص) الذي أرسله الله بدين الإسلام، كما يعقد المسلمون أنّ القرآن الكريم هو الكتاب الذي يضمّ ما أوحى به الله إلى رسوله محمد (ص).
كلمة الإسلام مشتقة من مادة (س-ل-م)، والمادة تدل على معنى الصحة والعافية فالسلامة أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى، وتستخدم كلمة الإسلام بمعنى تسليم الأمر إلى الله تعالى.
وكلام أهل البـيت (عليهم السلام) في المسألة الذي يُستفاد من الروايات الواردة عن الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وجود نوع من الاختلاف فيما بين مفهوم الإيمان ومفهوم الإسلام فالإيمان هو : التصديق القلبي الذي ينعقد في قرارة النفس ، وهو أعلى رتبة من الإسلام ، في حين أنّ الإسلام هو : التشهّد بالشهادتين لساناً والعمل بالشرع ظاهراً .
ففي رواية عن الإمام الصادق (ع) في مقام التفريق بين الإيمان والإسلام يقول فيها الإمام (ع) : « الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّـداً عبـده ورسوله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصيام شهر رمضان فهذا الإسلام .
أما الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا ، فإن أقرَّ بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلماً وكان ضالاًّ (1).
وعن سماعه قال : «قلت لأبي عبـد الله (ع) : أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان ؟
فقال : إنّ الإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان .
فقلت : فصفهما لي .
فقال : الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله والتصديق برسول الله (ص) ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس . والإيمان : الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام وما ظهر من العمل به .
والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة ، إنّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصـفة(2).
وعن محمّـد بن مسلم ، عن أحدهما (عليهما السلام) ، قال : « الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل (3).
وفي رواية عن الإمام الباقر (ع) في مقام تفسير الآية الرابعة عشر من سورة الحجرات في ما يتعلّق بقبول إسلام أهل البادية لا إيمانهم .
عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (ع) ، قال : « سمعته يقول: ( قَالَتِ الاْعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ ) فمَن زعم أنّهم آمنوا فقد كذب ومن زعم أنّهم لم يسلموا فقد كذب (4).
فالثمرة التي يمكن أن نحصل عليها من التمييز بين الإيمان والإسلام تظهر في فرض عدم وجود الإيمان القلبي ، فالإسلام الظاهري يكون كافياً في عدّ الشخص مسلماً والتعامل معه على أنّه من المسلمين ، وبناءً على هذا فإنّه يمكن تصوّر وجود المسلم الفاقد للإيمان والعكس غير صحيح ؛ لأنّ كلّ مؤمن لا بدّ أن يكون مسلماً في الواقع لكن ليس شرطاً أن يكون كلّ مسلم مؤمناً .
وهذا هو مضمون الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في هذا الشأن . والإمام الباقر (ع) يحاول بيان المسألة بصورة أوضح وذلك حينما قال (ع) :
«مثل الإيمان من الإسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم ، قد يكون الرجل في الحرم ولا يكون في الكعبة ، ولا يكون في الكعبة حتّى يكون في الحرم ، وقد يكون مسلماً ولا يكون مؤمناً ، ولا يكون مؤمناً حتّى يكون مسلماً (5).
وبناءً على ذلك يخرج الإنسان المذنب من حدود دائرة الإيمان بمجرّد ارتكابه للذنب لكنّه يبقى ضمن حدود دائرة الإسلام .
وللإمام الصادق (ع) في هذا الخصوص بحثٌ جاء ضمن رسالته الجوابية على سؤال (عبـد الرحيم قصير) ، فقد كتب يقول : « الإيمان هو : الإقرار باللسان وعقد في القلب وعملٌ بالأركان ، والإيمان بعضه من بعض ، وهو دارٌ وكذلك الإسلام دارٌ والكفر دارٌ ؛ فقد يكون العبد مسلماً قبل أن يكون مؤمناً ولا يكون مؤمناً حتّى يكون مسلماً ، فالإسلام قبل الإيمان وهو يُشارك الإيمان ; فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عزّ وجلّ عنها كان خارجاً من الإيمان ، ساقطاً عنه اسم الإيمان وثابتاً عليه اسم الإسلام ، فإن تاب واستغفر عادَ إلى دار الإيمان ولا يخرجه إلى الكفر إلاّ الجحود والاستحلال ، أن يقول للحلال : هذا حرام ، وللحرام : هذا حلال ، ودانَ ذلك فعندها يكون خارجاً من الإسلام والإيمان داخلاً في الكفر ، وكان بمنزلة من دخل الحرم ثمّ دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثاً فأُخرج عن الكعبة وعن الحرم فضُربت عُنُقُهُ وصار إلى النار (6).
هذا المقدار من التفاوت بين الإيمان والإسلام لا يتعارض مع ما يعتقد به المرجئة في خصوص مرتكب الكبيرة ; حيث إنّ المرجئة يعتقدون بأنّ مجرّد ارتكاب الكبيرة لا يكون موجباً لإطلاق لفظ الكافر على مرتكبها ، بل هو لا يزال مؤمناً أو على الأقل القول بإسلامه .
بناءً على هذا فإنّه لا يوجد تعارض بين ما يقول به المرجئة في خصوص الجزء الأوّل ـ عدم اعتبار مرتكب الكبيرة كافراً ـ وبين ما ذكرناه من الفصل بين الإيمان والإسلام .
فمثل هذا التفصيل يحمل في طيّاته معنىً دقيقاً ، وذلك لأنّ من خلاله يتمّ تحديد موقعية الفرد المتديّن ضمن دائرة الدين ; فكلّ فرد يمكن ان يكون مؤمناً ومسلماً في نفس الوقت ، ويمكن ان يكون الإيمان لم يدخل قلبه بعد ، لكنّه في الظاهر يعمل وفقاً لما يمليه الشرع عليه .
وبعبارة أخرى ، أنّ الأئمّة (عليهم السلام) بالرغم من قبولهم بإسلام مرتكب الكبيرة إلاّ أنّهم لم يكونوا مستعدّين لإطلاق لفظ المؤمن عليه لأنّ الإيمان هو عبارة عن الاعتقاد القلبي المرتكز في قرارة النفس ، ولعلّ إطلاق كلمة المؤمن على مرتكب الكبيرة سوف يؤدّي إلى هتك حرمة الإيمان بمرور الزمن .
هذا وقد جاء في إحدى الروايات أنّ أبا حنيفة وبعضاً من أنصاره من المرجئة أمثال عمر بن قيس الماصر وعمر بن ذرّ ذهبوا عند الإمام الصادق (ع) واخذوا يسألونه فيما يتعلق بالإيمان ، قال الإمام (ع) نقلاً عن رسول الله (ص) : «لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن » عندها سأل عمر بن ذرّ : بِمَ نسمّيهم ؟ قال (ع) : بما سمّاهم الله وبأعمالهم ، قال الله عزّ وجلّ عنهم : السارق والزاني (7).
بناءً على هذا ، يمكن ان نعتبر أنّ رأي الأئمّة (عليهم السلام) يتعارض مع ما يرتئيه المرجئة فيما لو وصل الأمر إلى الحفاظ على حرمة الإيمان ، لكن وكما مرّ فإنّ الأئمّة (عليهم السلام) يقولون بإسلام هكذا أشخاص .
هذا وإنّ الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بالرغم من قبولهم بعدم تكفير مرتكب الكبيرة ، فإنّ الكفر لا يتحقّق إلاّ بالجحود ، إلاّ أنّهم (عليهم السلام) لم يقبلوا النتيجة التي توصّل إليها المرجئة من أنّ الإيمان أو الإسلام لا يقبل الزيادة والنقصان وإنّه أمرٌ ثابتٌ . بل إنّ الإيمان في الحقيقة من المفاهيم التي تقبل الزيادة والنقصان ، وقد أشار الأئمّة (عليهم السلام) إلى هذا المعنى في العديد من الروايات (8).
وقد استهدف الإسلام قبل كل شيء ربط الإنسان بالإله الواحد الحق الذي تشير إليه الفطرة، وأكد وحدة الإله وشدد على ذلك لكي يقضي على كل ألوان التألّه المصطنع، ويُشار إلى هذه الفكرة بأصل “التوحيد” الذي تشير إليه عبارة (لا اله إلا الله)؛ شعار الإسلام الرئيسي.
ويقول السيد الطباطبائي: أنّ الإسلام يسمى إسلاماً، لما فيه من تسليم العبد لإرادة الله سبحانه.
استمرّت الدعوة إلى الإسلام من بعد النبيّ (ص) على أيدي إثني عشر إماماً منصوصاً عليهم، وفي غياب الإمام الثاني عشر جاء دور العلماء والفقهاء ليُمارسوا دورهم كورثة للأنبياء والأوصياء، إلى أن يظهر الإمام الثاني عشر الحجّة ابن الحسن (ع).
ــــــــــــــ
1ـ الكافي 2/25.
2ـ الكافي 2/25.
3ـ الكافي 2/24.
4ـ الكافي 2/25.
5ـ الكافي 2 / 27 ـ 28 ، معاني الأخبار : 186 .
6ـ الكافي 2 / 27 ـ 28.
7ـ أمالي المفيد : 22 ، وذُكرت الرواية ناقصةً في الكافي 2 / 285 ، بحار الأنوار 66 / 63 .
8ـ الكافي 2 / 34.
الكاتب: الأستاذ محمد عبدو
كل التوفيق ودوام السداد لخدمتكم دينكم