- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 15 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قال الله تبارك وتعالى ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) اتفق المفسرون من العامة والخاصة , أن الآية المباركة(وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) نزلت في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام , ونذكر في ما يلي عدة أحاديث الفريقين من السنة والشيعة التي تثبت ذلك :
- ( ينابيع المودة ): ” نقل الثعلبي , وابن المغازلي بسنديهما عن عبد الله بن عطا , قال : كنت مع محمد الباقر رضي الله عنه , في المسجد , فرأيت ابن عبد الله بن سلام , فقلت : هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ؟ قال : إنما ذلك علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام “[3].
- (ينابيع المودة ) : ” الثعلبي , وأبو نعيم , بسنديهما عن زاذان , عن محمد بن الحنفية قال {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } ، علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام “[4].
- ( ينابيع المودة ) : عن صاحب ( المناقب ) , أنه ” روى عن محمد بن مسلم , وأبي حمزة الثمالي , وجابر بن يزيد , عن الباقر عليه السلام . وعن علي بن فضال , والفضيل بن يسار , وأبي بصير , عن الصادق , عليه السلام . وروى أحمد بن محمد الحلبي , ومحمد بن فضيل , عن الرضا عليه السلام . وقد روي عن موسى بن جعفر , وعن زيد بن علي عليهم السلام . وعن محمد بن الحنفية , وعن سلمان الفارسي , وعن أبي سعيد الخدري , وإسماعيل السدي , أنهم قالوا في قوله تعالى{ قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } هو علي بن أبي طالب عليه السلام “[5].
- (ينابيع المودة ) : ” سئل سعيد بن جبير , ( ومن عنده علم الكتاب ) , عبد الله بن سلام ؟ قال :لا . وكيف ؟ وهذه السورة مكية, وعبد الله بن سلام, أسلم في المدينة بعد الهجرة ؟!”[6].
- ( ينابيع المودة ):” عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }إنما هو علي, لقد كان عالما بالتفسير, والتأويل, والناسخ, والمنسوخ “[7].
- ( ينابيع المودة ):” سليم بن قيس الهلالي في كتابه, عن قيس بن عبادة, قال { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }علي. قال معاوية بن أبي سفيان : هو عبد الله بن سلام !, قال سعد: أنزل الله {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا}
أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [ [8]. وأنزل { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } [9] فالهادي من الآية الأولى, والشاهد من الثانية علي, لأنه نصبه صلى الله عليه آله وسلم يوم الغدير , وقال :” من كنت مولاه , فعلي مولاه ” , وقال :” أنت مني , بمنزلة هارون من موسى , إلا أنه لا نبي بعدي ” . فسكت معاوية , ولم يستطع أن يردها “[10].
- ( تفسير مجمع البيان ) : في تفسير هذه الآية : ” والثالث : أن المراد به علي بن أبي طالب وأئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام , عن أبي جعفر , وأبي عبد الله عليه الصلاة والسلام , وروي عن بريد بن معاوية , عن أبي جعفر , وأبي عبد الله عليه الصلاة والسلام , أنه قال : إيانا عنى , وعلي أولنا , وأفضلنا , بعد النبي , صلى الله عليه وآله وسلم “[12].
- ( الاحتجاج ): ” روى محمد بن أبي عمير , عن عبد الله بن الوليد السمان , قال : قال لي أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام : ما يقول الناس في أولي العزم , وصاحبكم ؟ – يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام – قال , قلت : ما يقدمون على أولي العزم أحدا , فقال: إن الله , تبارك وتعالى, قال عن موسى عليه الصلاة والسلام {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً }[13]. ولم يقل كل شيء , وقال عن عيسى{ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ }[14] , ولم يقل كل الذي تختلفون فيه , وقال عن صاحبكم { قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [15] , وقال عز وجل { وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [16]. وعلم هذا الكتاب عنده عليه الصلاة والسلام “[17].
- ( تفسير مجمع البيان ) : روى عبد الله بن كثير , عن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام : ” أنه وضع يده على صدره , ثم قال : عندنا والله علم الكتاب كاملا . ويؤيد ذلك ما روي عن الشعبي أنه قال : ما أحد أعلم بكتاب الله , بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم , من علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام , ومن الصالحين من أولاده “[18].
- (تفسير العياشي ) : ” عن بريد بن معاوية العجلي , قال : قلت لأبي جعفر عليه الصلاة والسلام{ قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } , قال : إيانا عنى , وعلي أفضلنا , وأولنا , وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم “[19].
” وعن عبد الله بن عجلان , عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام , قال : سألته عن قوله{ قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }, فقال : نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وفي الأئمة بعده , وعلي عنده علم الكتاب “[20].
- ( الاحتجاج ) : ” سأل رجل علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام فقال : أخبرني بأفضل منقبة لك ؟ قال : ما أنزل الله في كتابه ! قال : وما أنزل الله فيك ؟ قال { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ }[21] أنا شاهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وقوله {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [22] إياي عنى بمن عنده علم الكتاب , فلم يدع شيئا أنزله الله فيه إلا ذكره”[23].
- ( تفسير القمي ) : ” عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام , قال : الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام , وسئل عن الذي { عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} [24] أعلم , أم الذي { عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } ؟ فقال : ما كان علم الذي {عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ }, عند الذي {عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر . وقال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض , وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين , في عترة خاتم النبيين ” تفسير القمي : 1/167 – اللوامع النورانية : ص 169 . وقد روى اختصاص الآية بعلي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام العلامة الأنصاري القرطبي في (جامع أحكام القرآن : 9/336) والسيوطي في كتاب (الإتقان : 1/13) , وغيرهما من أعلام القوم .
فقد ثبت لك بعد نقل هذه الأحاديث المتواترة , من طرق الخاصة والعامة , أن علم القرآن كان منحصراً بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , ووصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام , وأولاده الطاهرين الأئمة المعصومين , وأن هؤلاء هم أساتذة التفسير , وأعلم من غيرهم بجميع الرموز والحقائق والأسرار والدقائق والتنزيل والتأويل وظاهر القرآن وباطنه وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وسائر مراتبه وبواطنه , ويحيطون بها إحاطة كاملة.
ولا يستطيع أحد غيرهم أن يدعي إحراز أو الوصول إلى هذا المقام أو هذه المرتبة والدرجة العلمية , لأنهم وحدهم , أصحاب العلوم والفضل فيها فقط.
وإذا وجدنا عند بعض الأشخاص علماً معيناً محدداً , فذلك قطرة من علومهم عليه الصلاة والسلام أو موجة من أمواج بحر علوم هؤلاء الأساتذة الملكوتيين عليهم السلام .
وهنا نأتي إلى تبيان وإثبات أن جميع علوم الأولين والآخرين موجودة في القرآن الكريم النازل من السماء بالوحي على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , وقد حير العالم في وقته , وهو المعجزة الوحيدة الثابتة والباقية في عالم الوجود .
القرآن الكريم كنز جميع المعارف والعلوم , ومفتاح جميع الأسرار والرموز , وقد جمع الله سبحانه كل شيء فيه , ونثبت ذلك بروايات متواترة وأحاديث معتبرة :
- { وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }[25].
2.{ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }[26].
- {مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [27]
- {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [28].
5.( أصول الكافي ): ” عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام , قال : إن الله تبارك وتعالى , أنزل في القرآن تبيان كل شيء , حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد , حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن ؟ إلا وقد أنزله الله فيه “[29].
6.(أصول الكافي ) : ” عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام, قال : إن الله تبارك وتعالى , لم يدع شيئا , يحتاج إليه الأمة , إلا أنزله في كتابه , وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم , وجعل لكل شيء حداً , وجعل عليه دليلاً يدل عليه , وجعل على من تعدى ذلك الحد حداً “[30].
7.( أصول الكافي ) : ” عن المعلى بن خنيس , قال : قال أبو عبد الله عليه الصلاة والسلام : ما من أمر يختلف فيه اثنان , إلا وله أصل في كتاب الله , عز وجل , ولكن لا تبلغه عقول الرجال ” و” عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : كتاب الله , فيه نبأ ما قبلكم , وخبر ما بعدكم , وفصل ما بينكم , ونحن نعلمه “[31].
بعد الذي ذكرناه نستنتج : أن علوم الأولين والآخرين , مكتوبة ومذكورة في القرآن الكريم , كما نستنتج أن علم القرآن موجود عند محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وآل محمد عليهم الصلاة والسلام , وأنهم يحيطون بجميع علوم القرآن والمعارف والأسرار الإلهية , إحاطة كاملة , ولا يخفى شيء عن أعينهم حيث أنهم ” عين الله الناظرة ” . إشارة إلى ما ورد في الزيارة السادسة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :” السلام عليك يا عين الله الناظرة , ويده الباسطة , وأذنه الواعية , وحكمته البالغة, ونعمته السابغة … “[32].
ومن البديهي أن جميع العلوم والدرجات التي أعطاهم الله تبارك وتعالى , بلطفه وإحسانه , لم يقطعها عنهم لحظة واحدة , بل يزيدهم من لطفه وإحسانه { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} [33].
عدة ألاحاديث عن الأئمة المعصومين عليهم السلام :
1.( بصائر الدرجات ) : ” عن إسماعيل بن جابر , عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : كتاب الله , فيه نبأ ما قبلكم , وخبر ما بعدكم , وفصل ما بينكم , ونحن نعلمه “[34].
2.( أصول الكافي ) : ( كتاب الحجة ): ” عن عبد الأعلى بن أعين , قال : سمعت أبا عبد الله عليه الصلاة والسلام, يقول : قد ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وأنا أعلم كتاب الله, وفيه بدء الخلق , وما هو كائن إلى يوم القيامة , وفيه خبر السماء , وخبر الأرض , وخبر الجنة , وخبر النار , وخبر ما كان ,
وخبر ما هو كائن , أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي , إن الله يقول : ” فيه تبيان كل شيء ” أصول الكافي : 1/61- بصائر الدرجات : ص 216- والآية الصحيحة قوله تعالى{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ }[35].
- ( بصائر الدرجات ): عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : ” إنا أهل البيت , لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره”[36].
4.( بصائر الدرجات ) :” عن جابر , قال : سمعت أبا جعفر عليه الصلاة والسلام يقول : ما من أحد من الناس يقول : إنه جمع القرآن كله , كما أنزل الله , إلا كذاب , وما جمعه , وما حفظه كما أنزل الله إلا علي بن أبي طالب , والأئمة من بعده “[37].
5.( بصائر الدرجات ) : ” قال أبو جعفر عليه الصلاة والسلام : ما أجد من هذه الأمة , من جمع القرآن كله إلا الأوصياء “[38].
6.( بصائر الدرجات ): ” عن عمرو بن مصعب , عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : سمعته يقول : إن من علم ما أوتينا , تفسير القرآن وأحكامه , وعلم تغيير الزمان , وحدثانه , وإذا أراد الله بقوم خيراً , ولو أسمعهم , ولو أسمع من لم يسمع , لولى معرضا كأن لم يسمع ! ثم أمسك هنيئة, ثم قال : لو وجدنا وعاء ومستراحا , لعلمنا والله المستعان “[39].
7.( أصول الكافي ) : ” قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : … ذلك القرآن فاستنطقوه , ولن ينطق لكم , أخبركم عنه , إن فيه علم ما مضى , وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة , وحكم ما بينكم , وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون , فلو سألتموني عنه لعلمتكم “[40].
8.( البحار ) :” عن علي بن أسباط , قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه الصلاة والسلام , عن قول الله عز وجل {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } [41], فقال : نحن هم “[42].
9.( أصول الكافي ) : ” عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام , في قول الله عز وجل كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا [43] , يعني الأوصياء كلهم ” . وعن داود الرقي , قال : سألت أبا عبد الله عليه الصلاة والسلام ، عن قول الله تبارك وتعالى{ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} [44] , قال : الآيات هم الأئمة , والنذر هم
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام في تفسير الآية , قال :” هم الأئمة “[45].
10.( خرائج الراوندي ): ” عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء , وورثنا علمهم , وفضلنا عليهم في فضلهم , وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ما لا يعلمون , وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فروينا لشيعتنا , فمن قبله منهم فهو أفضلهم , أينما نكون , فشيعتنا منا ” .
” وقال عليه الصلاة والسلام : تمصون الرواضع , وتدعون النهر العظيم ؟ ! فقيل : ما تعني بذلك ؟ قال : إن الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم النبيين بأسره , وأسره إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
” فقيل : علي عليه السلام , أعلم أو بعض الأنبياء ؟ فقال : إن الله يفتح مسامع من يشاء .
” أقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حوى علم جميع النبيين , وعلمه الله ما لم يعلمهم , وأنه جعل ذلك كله عند علي عليه الصلاة والسلام فتقول : ” علي أعلم , أو بعض الأنبياء ؟! “.
” وتلا{ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ }[46], ثم فرق بين أصابعه فوضعها على صدره , وقال : عندنا والله علم الكتاب كله “[47].
11.( أصول الكافي ) : ” عن سدير , قال : كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير , في مجلس أبي عبد الله عليه السلام , إذ خرج إلينا , وهو مغضب , فلما أخذ مجلسه , قال : يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب , ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل , لقد هممت بضرب جاريتي فلانة , فهربت مني , فما علمت في أي بيوت الدار هي !
” قال سدير : فلما أن قام من مجلسه , وصار في منزله , دخلت أنا وأبو بصير وميسر , وقلنا له : جعلنا فداك ! سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك , ونحن نعلم أنك تعلم علماً كثيراً , ولا ننسبك إلى علم الغيب ؟!
” قال , فقال : يا سدير ! ألم تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى . قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل{ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [48].
” قال,قلت : جعلت فداك ! قد قرأته , قال : فهل عرفت الرجل ؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟
قال , قلت : أخبرني به . قال : قدر قطرة من المطر الجود في البحر الأخضر , فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟
قال , قلت : جعلت فداك ! ما أقل هذا ! فقال : يا سدير ! ما أكثر هذا , أن ينسبه الله عز وجل , إلى العلم الذي أخبرك به. يا سدير ! فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضاً { قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [49].
قال , قلت : قد قرأته , جعلت فداك , قال : أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم , أم من عنده علم الكتاب بعضه ؟
قلت : لا , بل من عنده علم الكتاب كله . قال : فأومأ بيده إلى صدره , وقال : علم الكتاب والله كله عندنا . علم الكتاب والله كله عندنا “[50].
وهكذا يتبين لنا من الأخبار المتواترة , التي ذكرها , أن جميع علوم القرآن المجيد موجودة عند الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام .
ولما كان القرآن الكريم حسب الآيات الكريمة , والروايات المعتبرة , يجمع بين دفتيه جميع علوم الأولين , والآخرين, يثبت أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام كانوا يعلمون جميع علوم الأولين والآخرين , ويحيطون بها إحاطة كاملة , كما يتضح ذلك من الراوية الثانية التي مرت حيث يقول الإمام عليه الصلاة والسلام : ” أعلم ذلك , كما أنظر إلى كفي ” , ومعنى ذلك أن الإمام يعلم كل شيء , من بدء الخليقة إلى يوم القيامة , عن أخبار السماوات والأرض , وكل ما كان أو يكون , كما ينظر إلى كفه , حيث يكون الكف جزءً من دائرة رؤية العين , وهكذا يكون كل ما هو موجود جزءً من دائرة سعة علم الإمام , وسعة رؤيته .
وبعد دراسة , ومطالعة هذه الأخبار الكثيرة , المذكورة في كتب الشيعة والسنة المعتبرة , لا بد للقارئ الكريم إلا أن يدرك مقام الأئمة الأطهار , فتدعوه هذه الدراسة والمطالعة إلى اعتبارها جزءً من أصول الدين , إذ إن عدم الاعتقاد بها يجعل التوحيد بالله ناقصاً .
ولا يخفى على أحد , أن هذه العلوم والدرجات الرفيعة , التي يجب الاعتقاد بها للأئمة عليهم الصلاة والسلام , هي من فيض رحمة الله تعالى , إلى رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , والأئمة الطاهرين المعصومين من ولده عليهم الصلاة والسلام , وليس لأحد غيرهم حق أو اشترك في هذه المقامات .
إيضاح خبر سدير :
حتى لا يشتبه على الضعفاء , فيقولوا : إن الإمام عليه الصلاة والسلام إذا كان عالما بجميع الأمور , فلماذا إذن يخبر سديرا ” إننا لا نعلم الغيب ” ” ولا يعلم الغيب إلا الله ” , وحتى أنه أعلن عن عدم علمه بمحل اختفاء الجارية ؟.
ونقول في الجواب : إن هناك اختلافاً ظاهراً في القسم الأول من الحديث , عن القسم الثاني .
صحيح أن الإمام عليه الصلاة والسلام نفى عن نفسه علم الغيب , في القسم الأول من الحديث , ولكنه في آخر الحديث أثبت هذا المطلب . ويظهر ذلك من كلام الإمام سلام الله عليه , عندما أخبر سديراً بأن آصف بن برخيا وصي سليمان , استطاع بالعلم القليل من الكتاب أن يحضر عرش بلقيس , مع وجود المسافة الطويلة , والبعد الشاسع , في طرفة عين . فكيف يكون الإمام عليه الصلاة والسلام المحيط بجميع علوم الكتاب عاجزاً عن معرفة مكان الجارية , في ذلك القصر المحدود القريب ؟!
فيتبين لنا أنه لا بد من وجود علة ما , وحكمة ما , جعلاه ينفي عن نفسه علم الغيب .
لذلك فقد علل أكثر علماء الشيعة السبب , ومن ضمنهم المرحوم العلامة المجلسي (رض) سبب نفي الإمام علم الغيب عن نفسه عليه الصلاة والسلام , حين قال :
” بيان : وهو مغضب : على المجهول , أي غضباً ربانياً على جماعة يزعمون أنه الرب , أو أنه يعلم جميع الغيوب , وفي جميع الأحوال , أو على الجارية , ( فما عرفتها ) : لعله عليه السلام , قال ذلك تورية , لئلا ينسب إلى الربوبية , وأراد علماً مستنداً إلى الأسباب الظاهرة , أو علماً غير مستفاد , مع أنه يحتمل أن يكون الله تعالى أخفى عليه ذلك , في تلك الحال , لنوع من المصلحة , لا ينسب إلى علم الغيب , أي ليس منه , لأن الغيب : ما اختص الله بعلمه , أو ما حصل بغير استفادة .
” وفي ( الكافي : 1/257) : ” ولا ننسبك” . ( قدر قطرة ): إنما لم يخبر , عليه السلام , عن الرجل , لعدم الاهتمام به , وعدم مدخليته فيما هو بصدد بيانه , والجود : بالفتح , المطر الغزير . و( البحر الأخضر ) : هو المحيط , سمي به لخضرته , وسواده , بسبب كثرة الماء . ( ما أكثره : رد لما يفهم من كلام سدير , من تحقير العلم الذي أوتي آصف , بأنه وإن كان قليلاً بالنسبة إلى علم الكتاب , لكنه عظيم بالنسبة إلى من لم ينسبه الله , أو عند من ينسبه إلى العلم الذي أخبرك الله به في القرآن , من إحضار عرش بلقيس في أقل من طرفة عين , وقد مدحه الله بذلك , وعظم فعله , ويمكن أن يقرأ : ( أخبرك ) على صيغة المتكلم , أي أخبرك بعد ذلك , في هذا الخبر , أي علم جميع الكتاب .
” وحاصل الجواب : بيان أن ما ذكره عليه السلام , ليس لنقص علمهم , بل كان للتقية من المخالفين , أو من ضعفاء العقول , من الشيعة , لئلا ينسبوهم إلى الربوبية .
” ويحتمل أن يكون الغرض , بيان عدم المنافاة بين أن يخفي الله عنهم في بعض الأوقات , لبعض المصالح و الأمور الجزئية , وبين أن يكونوا متهيئين لعلم كل الكتاب , إذا أراد الله تعالى لهم ذلك , أو يقال : إنهم محتاجون لتحصيل بعض العلوم إلى مراجعة , وليس لهم جميع العلوم بالفعل , والأول أظهر “( انتهى )[51].
أقول : في صدر الإسلام , وفي عهد بني أمية وبني العباس على وجه الخصوص , كان الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام وشيعتهم المخلصين تحت رقابة شديدة , وكانوا مهددين من قبل الطغاة والجناة من الأمراء والقواد .
لذلك كانت مسألة التقية رائجة رواجاً شديداً , جعلت الأئمة عليهم الصلاة والسلام يوصون شيعتهم بإخفاء أمر الإمامة وأسرارها , وكانوا يوصون الخواص من أصحابهم بإظهار الأسرار إلى الآبار التي تقع خارج المدينة , ويمنعونهم من نقل أسرار الإمامة إلى الناس , حتى تكون نفوسهم وأموالهم وأعراضهم في مأمن من ظلم الظالمين وجور الجائرين .
ويظهر هذا جلياً في المسائل الفقهية والشرعية البسيطة المدرجة في كتب الفقه والأحاديث , بحيث أن روايات التقية أضنت علماء الشيعة في وصولهم إلى الحقيقة والاستنباط .
مسألة علم الإمام بالغيب ومسألة التقية :
إن علي بن يقطين وزير من الشيعة في بلاط هارون الرشيد العباسي. كتب إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : ” اختلف في الوضوء , فهل أمسح الرجلين , أم أغسل ؟” , فإن رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت
فكتب أبو الحسن , عليه السلام : ” الذي آمرك به , أن تتمضمض ثلاثاً , وتستنشق ثلاثاً , وتغسل وجهك ثلاثاً , وتخلل [52] شعر لحيتك , وأصابع اليدين , والرجلين في الوضوء . وتغسل يديك ثلاثاً , وتمسح رأسك كله , وتمسح ظاهر أذنيك وباطنهما , وتغسل رجليك ثلاثاً , ولا تخالف ذلك إلى غيره ! ” فامتثل أمره , وعمل عليه .
فقال الرشيد يوماً : ” أحب أن أستبرىء [53] وفي نسخة ( استبين) . أمر علي بن يقطين , فإنهم يقولون إنه رافضي , والرافضة يخفون في الوضوء !
فطلبه , فناطه [54] بشيء من الشغل في الدار . حتى دخل وقت الصلاة , فوقف الرشيد من وراء حائط الحجرة , بحيث يرى علي بن يقطين , ولا يراه هو , وقد بعث إليه بالماء للوضوء , فتوضأ كما أمره موسى عليه السلام , فقام الرشيد وقال : ” كذب من زعم أنك رافضي .
فورد على علي بن يقطين بعد ذلك , كتاب موسى بن جعفر عليه السلام : ” من الآن توضأ كما أمر الله : اغسل وجهك مرة فريضة , وأخرى إسباغاً , واغسل يديك من المرفقين كذلك , وامسح مقدم رأسك , وظاهر قدميك , من فضل نداوة وضوئك , فقد زال ما يخاف عليك “[55]
إن هذه الرواية , ومئات من الأحاديث الأخرى , تثبت بما لا يدع مجالا للشك أو الريب , أن الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام وشيعتهم , كانوا مأمورين بالتقية , في عهد خلفاء الظلم والجور , ويخفون الأسرار عن الأغيار والضعفاء من الشيعة , وهذه الرواية التي أثبتناها أخيراً تشبه القسم الأول من رواية سدير .
—————
[1] كتاب الولاية – لسماحة الميرزا عبد الرسول الحائري
[2] سورة الرعد ، الآية : 43
[3] ينابيع المودة : 1 /102 . مناقب ابن شهرآشوب : 2 /29
[4] ينابيع المودة : 1 /102
[5] ينابيع المودة : 1 /102- مناقب ابن شهرآشوب : 2 /29
[6] ينابيع المودة 1 /103
[7] ينابيع المودة 1 /103
[8] سورة الرعد ، الآية : 7
[9] سورة هود ، الآية : 17
[10] ينابيع المودة 1 /103
[11] مجمع البيان : 3 /301 – أصول الكافي : 1 /229 ح6
[12] سورة الأعراف ، الآية : 145
[13] سورة الزخرف ، الآية : 63
[14] سورة الرعد ، الآية : 43
[15] سورة الأنعام ، الآية : 59
[16] الاحتجاج : 2 /357- تأويل الآيات الظاهرة : 1 /240- البحار : 35 /429
[17] مجمع البيان : 3 /301
[19] تفسير العياشي :2 /220
[20] تفسير العياشي 2 /221
[21] سورة هود ، الآية : 17
[22] سورة الرعد ، الآية : 43
[23] الاحتجاج : 1 /159
[24] سورة النمل ، الآية : 40
[25] سورة الأنعام ، الآية : 59
[26] سورة النمل ، الآية : 75
[27] سورة يوسف ، الآية 111
[28] سورة النحل ، الآية : 89
[29] أصول الكافي : 1 /59
[30] أصول الكافي : 1 /59- ح2
[31] أصول الكافي : 1 /61
[32] راجع مفاتيح الجنان : ص 426- البحار : 97 /305
[33] سورة طه ، الآية : 114
[34] بصائر الدرجات : ص 216
[35] سورة النحل ، الآية : 89
[36] بصائر الدرجات : ص 216
[37] بصائر الدرجات : ص 213
[38] بصائر الدرجات : ص 213
[39] بصائر الدرجات : ص 216
[40] أصول الكافي : ص 61- ح7
[41] سورة العنكبوت ، الآية : 49
[42] البحار : 23/189
[43] سورة القمر ، الآية : 42
[44] سورة يونس ، الآية : 101
[45] أصول الكافي : 1/214
[46] سورة النمل ، الآية : 40
[47] الخرائج والجرائح : 2/796
[48] سورة النمل ، الآية : 40
[49] سورة الرعد ، الآية : 43
[50] أصول الكافي : 1 /257- ح3 – البحار : 26 /171
[51] بحار الأنوار : 26 /171
[52] التخليل : تفريق شعر اللحية
[53] استبرأ : طلب الإبراء من الدين والذنب
[54] ناطه : علقه , يقال : نيط عليه الشيء , أي علق عليه[55] راجع ( الخرايج والجرايح : 1 /335- ح26 – البحار : 48 /137 و 80 /270- مدينة المعاجز : 451- الإرشاد : ص 330- إعلام الورى : ص 303- مناقب ابن شهر آشوب 3/407- كشف الغمة : 2 /225)
الكاتب: الميرزا عبد الرسول الحائري