- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
يقول ابن عباس عن الأيام الأخيرة لرسول الله صلى الله عليه وآله: ثم ان رسول اللّه (ص) قال لبلال: يا بلال هلمّ عليّ بالناس، فاجتمع الناس، فخرج رسول اللّه (ص) متعصّباً بعمامته، متوكياً على قوسه، حتى صعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: يا معاشر أصحابي أيّ نبيّ كنت لكم؟
قالوا: كنت للّه صابراً، وعن منكر بلاء اللّه ناهياً، فجزاك اللّه عنّا أفضل الجزاء.
فقال (ص): وأنتم فجزاكم اللّه، ثم قال (ص): انّ ربّي عزّوجل حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم باللّه أيّ رجل منكم كانت له قِبَل محمد مظلمة إلاّ قام فليقتص منه، فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليَّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء.
فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له: سوادة بن قيس وقال: فداك أبي واُمّي يا رسول اللّه، انك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني، فلا أدري عمداً أو خطأً.
فقال (ص): معاذ اللّه أن أكون قد تعمّدت، ثم قال: يا بلال قم إلى منزل فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق.
فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة: معاشر الناس من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة؟ فهذا محمد (ص) يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة!
فلما وصل منزل فاطمة (ع) طرق الباب وهو يقول: يا فاطمة قومي فوالدك يريد القضيب الممشوق.
فأقبلت فاطمة (ع) وهي تقول: يا بلال وما يصنع والدي بالقضيب الممشوق في مثل هذا اليوم؟!
فقال بلال: يا فاطمة أما علمتِ انّ والدكِ قد صعد المنبر وهو يودّع أهل الدين والدنيا.
فصاحت فاطمة (ع) وقالت: واغمّاه لغمّك يا أبتاه، من للفقراء والمساكين وابن السبيل، يا حبيب اللّه وحبيب القلوب؟
ثم ناولت بلالاً القضيب، فجاء به حتى ناوله رسول اللّه (ص)، عندها قال رسول اللّه (ص): أين الشيخ؟
قام الشيخ وهو يقول: ها أنا ذا يا رسول اللّه بأبي أنت واُمّي.
فقال (ص): تعال فاقتصّ منّي حتى ترضى.
فجاء الشيخ وقال: فاكشف لي عن بطنك يا رسول اللّه، فكشف (ص) عن بطنه مستسلماً للقصاص.
فقال الشيخ: بأبي أنت واُمي يا رسول اللّه، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك؟
فأذن (ص) له، فوضع الشيخ فمه عليه يقبّله وهو يقول: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول اللّه (ص) من النار يوم النار.
فقال (ص) له عند ذلك: يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتصّ؟
قال: بل أعفو يا رسول اللّه.
فقال (ص): اللّهمّ اعف عن سوادة بن قيس كما عفى عن نبيّك محمّد.
أقول : الظاهر ان سوادة بن قيس أراد أن يقبّل جسم رسول اللّه (ص) فقال ما قال، وإلا فالرسول (ص) لا يخطأ حتى في مثل ما ادعاه سوادة، لأن العصمة تمنع عن الخطأ، ولعل الرسول (ص) لم يكذبه حتى لا يقول الناس ان النبي (ص) حيث أراد التخلّص من القصاص كذب سوادة.
ثم قام رسول اللّه (ص) فدخل بيت اُم سلمة وهو يقول: ربّ سلّم اُمّة محمد من النار، ويسّر عليهم الحساب.
فقالت اُم سلمة: يا رسول اللّه ما لي أراك مغموماً متغيّر اللون؟
فقال (ص): نعيت إلى نفسي هذه الساعة، فسلام لك في الدنيا، فلا تسمعين بعد هذا صوت محمد أبداً.
فقالت اُم سلمة: واحزناه حزناً لا تدركه الندامة عليك يا محمداه.