- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قرابته بالمعصوم(1)
عمّ رسول الله(ص)، وعمّ الإمام علي(ع).
اسمه وكنيته ونسبه
أبو عمارة حمزة بن عبد المطّلب بن هاشم.
أُمّه
هالة بنت وهب بن عبد مناف الزهرية.
ولادته
ولد حوالي عام 55 قبل الهجرة بمكّة المكرّمة.
إسلامه
أسلم(رضوان الله عليه) في السنة الثانية من البعثة، «فلمّا أسلم حمزة عرفت قريش أنّ رسول الله(ص) قد عزّ، وأنّ حمزة سيمنعه، فكفّوا عن رسول الله(ص) بعض ما كانوا ينالون منه»(2).
وقال(رضوان الله عليه) حين أسلم:
«حَمِدْتُ اللهَ حِينَ هَدى فُؤادِي ** إلى الإِسْلامِ والدِّينِ الحَنيفِ
لِدينٍ جَاءَ مِنْ رَبٍّ عَزيزٍ ** خَبيرٍ بِالعِبادِ بِهمْ لِطيفِ
إذَا تُليَتْ رَسَائلُهُ عَلَيْنَا ** تَحَدَّرَ دَمعُ ذِي اللُّبِ الحَصيفِ
رَسَائلُ جَاءَ أَحمَدُ مِن هُداهَا ** بِآياتٍ مُبيناتِ الحُروفِ
وأَحْمدُ مُصطفىً فِينَا مُطاعٌ ** فَلا تَغشوهُ بِالقولِ العَنيفِ
فَلا وَاللهِ نُسلِمُهُ لِقَومٍ ** ولـمَّا نَقضِ فِيهِمْ بِالسُّيوفِ
ونَتركُ مِنهمُ قَتلى بِقَاعٍ ** عَليها الطَّيرُ كالوَردِ العَكوفِ
وَقَدْ خُبِّرتُ مَا صَنَعتْ ثَقيفٌ ** بِهِ فَجُزي القَبائلُ من ثَقيفِ
إلهَ النَّاسِ شَرَّ جَزاءِ قَومٍ ** ولا أَسقاهُمُ صَوبَ الخَريفِ»(3).
وقال له أبو طالب(رضوان الله عليه) لمّا أسلم:
«فَصَبراً أبَا يَعلَى عَلَى دِينِ أَحْمَدَ ** وكُنْ مُظْهِراً لِلدِّينِ وُفِّقْتَ صَابراً
نَبيٌّ أتى بِالحَقِّ مِنْ عِندِ رَبِّهِ ** بِصِدقٍ وَعَزمٍ لا تَكُنْ حَمْزُ كافراً
فَقَدْ سَرَّنِي إذْ قُلْتَ لَبَّيكَ مُؤمِناً ** فَكُنْ لِرسولِ اللهِ في اللهِ نَاصِراً
ونَادِ قُريشاً بالَّذِي قَدْ أتيتَهُ ** جِهاراً وَقُلْ مَا كَانَ أَحمدُ سَاحراً»(4).
من أقوال الإمام علي(ع) فيه
1ـ قال(ع): «ومِنَّا النَّبِيُّ ومِنْكُمُ المُكَذِّبُ، ومِنَّا أَسَدُ الله ومِنْكُمْ أَسَدُ الأَحْلافِ، ومِنَّا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، ومِنْكُمْ صِبْيَةُ النَّارِ، ومِنَّا خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، ومِنْكُمْ حَمَّالَةُ الحَطَب»(5).
2ـ قال(ع): «أَلَا وَإِنَّ أَفْضَلَ الخَلْقِ بَعْدَ الْأَوْصِيَاءِ الشُّهَدَاءُ، أَلَا وَإِنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِب»(6).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال العلّامة الحلّي(قدس سره): «حمزة بن عبد المطّلب من أصحاب رسول الله(ص)، قُتل بأُحد، ثقة»(7).
2ـ قال الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «المترجم أرفع شأناً، وأجلّ قدراً، وأعظم منزلة من التوثيق، فهو في أعلى وأشرف وأجلّ مراتب الوثاقة، رضوان الله تعالى عليه»(8).
جوانب من حياته
* كان أخاً لرسول الله(ص) من الرضاعة.
* كان من المهاجرين الأوائل إلى المدينة المنوّرة.
* آخى رسول الله(ص) بينه وبين زيد بن حارثة الكلبي.
* عقد النبي(ص) له أوّل لواء في المدينة، إذ بعثه في سرية من ثلاثين راكباً لإعتراض قافلة قريش التي كانت قادمة في ثلاثمائة راكب من الشام بقيادة أبي جهل، ولم يقع قتال بين الطرفين.
* اشترك مع النبي(ص) في معركتي بدر وأُحد.
* قتل سبعة من صناديد قريش في غزوة بدر، وأبلى فيها بلاء حسناً.
من زوجاته
1ـ سلمى بنت عُميس بن النعمان الخثعمية.
2ـ خولة بنت قيس بن فهد من بني النجّار.
من أولاده
عمارة، يعلى.
كيفية استشهاده
اشترك(رضوان الله عليه) في معركة أُحد، وأبلى فيها بلاء حسناً، «وكان قتل من المشركين قبل أن يُقتل أحداً وثلاثين نفساً منهم»(9).
«وكانت هند ـ زوجة أبي سفيان ـ قد أعطت وحشياً عهداً، لئن قتلت محمّداً أو عليّاً أو حمزة لأعطينّك كذا وكذا ـ وكان وحشي عبداً لجبير بن مطعم حبشياً ـ فقال وحشي: أمّا محمّد فلم أقدر عليه، وأمّا علي فرأيته حذراً كثير الالتفات، فلا مطمع فيه، فكمنت لحمزة فرأيته يهدّ الناس هدّاً، فمرّ بي فوطئ على جرف نهر فسقط، وأخذت حربتي فهززتها ورميته بها، فوقعت في خاصرته، وخرجت من ثُنته فسقط، فأتيته فشققت بطنه وأخذت كبده، وجئت به إلى هند، فقلت: هذه كبد حمزة، فأخذتها في فمها فلاكتها، فجعله الله في فمها مثل الداعضة ـ وهي عظم رأى الركبة ـ فلفظتها ورمت بها، فقال رسول الله(ص): فَبَعَثَ اللهُ مَلَكاً فَحَمَلَهُ وَرَدَّهُ إِلَى مَوْضِعِه.
قال: فجاءت إليه فقطعت مذاكيره، وقطعت أُذنيه، وقطعت يده ورجله»(10).
وبعد انتهاء المعركة، أبصر رسول الله(ص) عمّه حمزة وقد مُثّل به، فقال(ص): «وَاللهِ مَا وَقَفْتُ مَوْقِفاً قَطُّ أَغْيَظَ عَلَيَّ مِنْ هَذَا المَكَان»(11).
وقالت هند يوم أُحد بعد شهادة حمزة(رضوان الله عليه):
«نَحنُ جَزيناكُمْ بِيَومِ بَدرِ ** والحَربُ يَومَ الحَربِ ذَاتُ سُعرِ
ما كانَ عن عُتبةَ لي من صبرِ ** أبي وعَمّي وأخي وصِهري
شَفيتَ وَحشيٌّ غَليلَ صَدرِي ** شَفيتَ نَفسِي وقَضيتَ نذْرِي
فَشُكرُ وحشيٍّ عليَّ عُمْرِي ** حَتَّى تَغيبَ أَعْظُمي في قَبْرِي»(12).
استشهاده
استُشهد(رضوان الله عليه) في الخامس عشر من شوّال 3ﻫ بمعركة أُحد، ودُفن فيها، وصلّى على جثمانه رسول الله(ص).
تأبينه
«وقف النبي(ص) على جنازته وانتحب حتّى نشغ من البكاء، يقول: يَا حَمْزَة، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ، أَسَدَ اللهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ، يَا حَمْزَة، يا فَاعِلَ الخَيْرَاتِ، يَا حَمْزَة، يَا كَاشِفَ الْكُرُبَات، يَا حَمْزَة، يا ذابَّ عن وجهِ رَسُولِ اللهِ»(13).
وقال(ص): «رحمَكَ اللهُ أي عم، فلقد كنتَ وصولاً للرحمِ، فعولاً للخيرات»(14).
وقال الإمام الصادق(ع): «لمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ(ص) مِنْ وَقْعَةِ أُحُدٍ إِلَى المَدِينَةِ، سَمِعَ مِنْ كُلِّ دَارٍ قُتِلَ مِنْ أَهْلِهَا قَتِيلٌ نَوْحاً وَبُكَاءً، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ دَارِ حَمْزَةَ عَمِّهِ، فَقَالَ(ص): لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ، فَآلَى أَهْلُ المَدِينَةِ أَنْ لَا يَنُوحُوا عَلَى مَيِّتٍ وَلَا يَبْكُوهُ حَتَّى يَبْدَءُوا بِحَمْزَةَ، فَيَنُوحُوا عَلَيْهِ وَيَبْكُوهُ، فَهُمْ إِلَى الْيَوْمِ عَلَى ذَلِك»(15).
رثاؤه
رثته أُخته صفية بقولها:
«أسائلةً أَصحابَ أُحْدٍ مَخافة ** بناتِ أبي من أَعجمٍ وخَبيرِ
فَقالَ الخَبيرُ إنَّ حَمزةَ قد ثَوى ** وزيرَ رَسولِ اللهِ خيرَ وزيرِ
دَعاهُ إلهُ الحقِّ ذُو العرشِ دَعوةً ** إلى جنّةٍ يَحيَا بها وسُرور
فَذلكَ مَا كُنَّا نرجى ونَرتَجي ** لِحمزةَ يَومَ الحَشرِ خَيرَ مَصيرِ
فَواللهِ لا أَنْساكَ ما هَبَّتِ الصّبَا ** بُكاءً وحُزناً مَحضَري ومَسيري
عَلى أَسدِ اللهِ الَّذِي كانَ مِدْرَهاً ** يَذودُ عن الإسلامِ كلَّ كَفورِ
فَياليتَ شلوي عِندَ ذَاكَ وأَعظُمي ** لَدَى أَضبُعٍ تَعتَادَنِي ونُسورِ
أَقُولُ وقَدْ أعلَى النَّعِيُّ عَشيرَتي ** جَزى اللهُ خَيراً مِن أخٍ ونَصيرٍ»(16).
زيارته
قال رسول الله(ص): «مَن زارني ولم يزر قبرَ عمِّي حمزة فقد جفاني»(17).
وردت في زيارته هذه الفقرات التي تدلّ على عظمته وفضله عند الله تعالى:
«اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَمَّ رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ اَلشُّهَدَاءِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَسَدَ اَللهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جَاهَدْتَ فِي اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ، وَنَصَحْتَ رَسُولَ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَكُنْتَ فِيمَا عِنْدَ اَللهِ سُبْحَانَهُ رَاغِباً»(18).
ـــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 6/ 242، معجم رجال الحديث 7/ 258 رقم 4049
2ـ تاريخ الطبري 2/ 73.
3ـ سيرة ابن إسحاق 2/ 153ح214.
4ـ إيمان أبي طالب للمفيد: 34.
5ـ شرح نهج البلاغة 15/ 182، كتاب 28.
6ـ الكافي 1/ 450 ح34.
7ـ خلاصة الأقوال: 120 رقم1.
8ـ تنقيح المقال 24/ 236 رقم7046.
9ـ أُسد الغابة 2/ 47.
10ـ تفسير مجمع البيان 2/ 378ـ 379.
11ـ تفسير القمّي 1/ 123.
12ـ بلاغات النساء: 27.
13ـ ذخائر العقبى: 181.
14ـ الاستيعاب 1/ 374 رقم541.
15ـ من لا يحضره الفقيه 1/ 183 ح553.
16ـ السيرة النبوية لابن هشام 3/ 665.
17ـ الرسائل الفخرية: 79.
18ـ المهذّب لابن البرّاج 1/ 28.
بقلم: محمد أمين نجف