ما هو المجال المسموح به لحمل المؤمن على مَحْمل الخير ؟
الجواب:
ذكر الشيخ الكليني ( رحمه الله ) في الكافي بسنده عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( ضَعْ أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ، ولا تظنَّنَّ بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير مَحملاً ) .
والمستفاد من هذا الحديث الشريف أمور :
أولاً :
حمل ما يصدر من الأخ المؤمن على الصحيح ، فإذا صدر منه فعل أو كلام وكان له محمل صحيح وهو أنه صدر منه على طبق الموازين الشرعية ، وأنه يقصد به أداء الوظيفة الشرعية ، وله محمل سيِّئ أيضاً وهو أن غرضه من ذلك منفعة شخصية ومصلحة تعود إليه ، فَهُنا لا بُدَّ من حَمله على المحمل الصحيح ، ولا يجوز حمله على المحمل الآخر .
ثانياً :
أنه إذا كانت هناك محامل عديدة كلها حسنة ، فلا بُدَّ من حمله على أحسن تلك المحامل .
ثالثاً :
إن الحمل على الصحة له نهاية ينتهي بحصولها ، وهي أن يرد على الإنسان ما يوجب ترجيح جانب المحمل الصحيح ، ومن هذه الحالة لا يجب عليه أن يحمله على ذلك .
لكن لا يظهر من الحديث الشريف جواز الحمل على المحمل السيئ ، فمثلاً إذا تكلَّم المؤمن بكلام ، وترجَّح عندي المحمل السيئ ، فهنا لا يتعين حمله على المحمل الصحيح ، ولا حمله على المحمل السيئ .
رابعاً :
إن المقصود من المحمل على الصحة وبالعكس هو ترتيب آثار الصحة وعدمها على الفعل الصادر من المؤمن ، فإذا دار أمر المؤمن بين أن يكون صادقاً أو كاذباً فلا يجوز حمله على الصحة بغير ترتيب آثار الصدق على كلامه ، وكذا حمله على عدم الصحة .
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة