لمّا دخل هشام بن الوليد المدينة أتاه بنو العباس ، وشكوا من الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، أنّه أخذ تركات ماهر الخصي دوننا ، فخطب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فكان ممّا قال :
( إِنّ الله لمّا بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان أبونا أبو طالب المواسي له بنفسه والناصر له ، وأبوكم العباس وأبو لهب يكذّبان ويولّيان عليه شياطين الكفر ، وأبوكم يبغي له الغوائل ، ويقود إليه القبائل في بدر ، وكان في أوّل رعيلها ، وصاحب خيلها ورجلها ، المطعم يومئذٍ ، والناصب له الحرب ) .
ثمّ قال : ( فكان أبوكم طليقنا وعتيقنا ، وأسلم كارهاً تحت سيوفنا ، ولم يهاجر إِلى الله ورسوله هجرة قط ، فقطع الله ولايته منّا ، بقوله : ( الذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء ) .
ثمّ قال : ( مولى لنا مات فخرنا تراثه ، إِذ كان مولانا ولأنّا ولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأُمّنا فاطمة أحرزت ميراثه ) .