بعد أن أتمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) آخر صلاة له في المسجد، التفت إلى المصلين وقال:
(أيها الناس لا تعجبون من ابن أبي قحافة وأصحابه الذين أنفذتهم وجعلتهم تحت يدي أسامة، وأمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجهوا إليه فخالفوا ذلك ورجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة، ألا وإن الله قد أركسهم فيها إعرجوا بي إلى المنبر.
فقام وهو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إنه قد جاءني من أمر ربي ما الناس صائرون إليه وإني قد تركتكم على الحجة الواضحة ليلها كنهارها فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل أيها الناس إني لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن ولا أحرم عليكم إلا ما حرمه القرآن وإني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي هما الخليفتان فيكم وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألكم بما ذا خلفتموني فيهما وليذادون يومئذ رجال من حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل فيقول رجال أنا فلان وأنا فلان فأقول أما الأسماء فقد عرفت ولكنكم ارتددتم من بعدي فسحقا لكم سحقا).