قرأت في منهاج السنّة لابن تيمية حول حديث السفينة، هناك يقول: «أمّا قوله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، فهذا لا يُعرف له إسناد، لا صحيح ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يُعتمد عليها، فإن كان قد رواه مَن يروي أمثاله من حطّاب الليل الذين يروون الموضوعات، فهذا ممّا يزيده وهناً»(۱).
الرجاء، هل كلامه صحيح؟ وإذا لم يكن صحيحاً، فما هو الرد؟
الجواب:
لا يخفى بطلان هذا الكلام وهوانه على ذوي البصيرة والخبرة بالأحاديث، إذ روى حديث السفينة جماعة كبيرة من علماء أهل السنّة وحفّاظهم، بطرق متكاثرة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله).
فقد رواه ثمانية من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهم:
الإمام عليّ(عليه السلام)، أبو ذر الغفّاري، عبد الله بن عباس، أبو سعيد الخدري، أبو الطفيل عامر بن واثلة، سلمة بن الأكوع، أنس بن مالك، عبد الله بن الزبير.
وممّن رواه من التابعين فكثيرون، ومن أشهرهم:
الإمام عليّ بن الحسين(صلى الله عليه وآله)، سعيد بن جبير، حنش بن المعتمر، سعيد بن المسيّب، عطية بن سعيد العوفي، عامر بن عبد الله بن الزبير، أياس بن سلمة بن الأكوع، رافع مولى أبي ذر. فهل هؤلاء من حطّاب الليل الذين ذكرهم ابن تيمية في منهاجه؟!
__________________
۱ـ منهاج السنّة ۷ /۳۹۵.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة