- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قرابته بالمعصوم
حفيد الإمام الحسين، وابن الإمام زين العابدين، وأخو الإمام الباقر، وعمّ الإمام الصادق(عليهم السلام).
اسمه وكنيته ونسبه
أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين(عليهما السلام).
أُمّه
جارية، اسمها حورية أو حوراء، اشتراها المختار بن أبي عُبيدة الثقفي، وأهداها إلى الإمام زين العابدين(1).
ولادته
ولد عام 78ﻫ بالمدينة المنوّرة.
من أقوال المعصومين(عليهم السلام) فيه
1ـ قال رسول الله(ص) للحسين(ع): «يَا حُسَيْنُ، يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ، يَتَخَطَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ رِقَابَ النَّاسِ وَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍٍ»(2).
2ـ قال الإمام الباقر(ع): «اللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرِي بزيد»(3).
3ـ قال الإمام الصادق(ع): «حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي(عليهما السلام) أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ وُلْدِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ، يُقْتَلُ بِالْكُوفَةِ، وَيُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ، يُخْرَجُ مِنْ قَبْرِهِ نَبْشاً، تُفَتَّحُ لِرُوحِهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، يَبْتَهِجُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ، تُجْعَلُ رُوحُهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ أَخْضَرَ يَسْرَحُ فِي الجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءَ»(4).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَيْنَ إِخْوَتِهِ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ(ع) وَأَفْضَلَهُمْ، وَكَانَ عَابِداً وَرِعاً فَقِيهاً سَخِيّاً شُجَاعاً، وَظَهَرَ بِالسَّيْفِ، يَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَيُطَالِبُ بِثَارَاتِ الْحُسَيْن(ع)»(5).
2ـ قال السيّد ابن عنبة(قدس سره): «ومناقبه أجلّ من أن تُحصى، وفضله أكثر من أن يُوصف، ويُقال له: حليف القرآن»(6).
3ـ قال العلّامة الكاظمي(قدس سره): «اتّفق علماء الإسلام على جلالة زيد وورعه وفضله»(7).
4ـ قال العلّامة الأميني(قدس سره): «والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلّا بالقداسة، وترى من واجبها تبرير كلّ عمل له من جهاد ناجع، ونهضة كريمة، ودعوة إلى الرضا من آل محمّد، تشهد لذلك كلّه أحاديث أسندوها إلى النبي(ص) وأئمّتهم(عليهم السلام)، ونصوص علمائهم، ومدائح شعرائهم وتأبينهم له، وإفراد مؤلّفيهم أخباره بالتدوين»(8).
من صفاته
كان(رضوان الله عليه) تام الخلق، طويل القامة، جميل المنظر، أبيض اللون، وسيم الوجه، واسع العينين، مقرون الحاجبين، كَثُّ اللحية، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، دقيق المسربة، واسع الجبهة، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلّا أنّ الشيب خالط عارضَيه.
قال الوابشي: «كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت أسارير النور في وجهه»(9).
علمه
كان(رضوان الله عليه) من العلماء في عصره، فقد أخذ علومه من أبيه الإمام زين العابدين(ع)، ومن الإمامينِ الباقر والصادق(عليهما السلام)، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الأحكام، فأفحم العلماء وأكابر المناظرين من سائر الملل والأديان.
وخير شاهد على هذا، قول الإمام الصادق(ع): «فَإِنَّ زَيْداً كَانَ عَالِماً، وَكَانَ صَدُوقاً»(10).
وقول الإمام الرضا(ع): «كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ، غَضِبَ لِلهِ عَزَّ وَجَلّ، فَجَاهَدَ أَعْدَاءَهُ حَتَّى قُتِلَ فِي سَبِيلِه»(11).
وقول أبي حنيفة: «شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه، ولا أسرع جواباً، ولا أبين قولاً»(12).
خُطبه
كان(رضوان الله عليه) معروفاً بفصاحة المنطق وجزالة القول، والسرعة في الجواب، وحسن المحاضرة، والوضوح في البيان، والإيجاز في تأدية المعاني على أبلغ وجه.
وكان كلامه يشبه كلام جدّه الإمام علي بن أبي طالب(ع) بلاغةً وفصاحة، فلا بِدعَ إِذاً إن عَدّهُ الجاحظ من خطباء بني هاشم، ووصفه أبو إسحاق السبيعي والأعمش بأنّه أفصح أهل بيته لساناً وأكثرهم بياناً.
ويشهد له أنّ هشام بن عبد الملك لم يزل منذ دخل زيد الكوفة يبعث الكتاب أثر الكتاب إلى عامل العراق، يأمره بإخراج زيد من الكوفة، ومنع الناس من حضور مجلسه؛ لأنّه الجذّاب للقلوب بعلمه الجمّ وبيانه السهل، وأنّ له لساناً أقطع من السيف وأبلغ من السحر والكهانة(13).
ثورته
لقد ثار(رضوان الله عليه) على الحاكم الأُموي هشام بن عبد الملك، واختار الكوفة منطلقاً لثورته، ودعا المسلمين لمبايعته، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تُبايعه، حتّى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلاً.
ومن الجلي الواضح أنّه لم يُعلن الثورة من أجل أن يتولّى الخلافة والإمامة بنفسه؛ لأنّه كان يعرف إمامه، بل كان يدعو إلى الرضا من آل محمّد(عليهم السلام)، طالباً الإصلاح في أُمّة جدّه التي أذاقها الأُمويون الظلم والجور.
وخير شاهد على هذا قول الإمام الصادق(ع): «إِنَّ زَيْداً… لَمْ يَدْعُكُمْ إِلَى نَفْسِهِ، إِنَّمَا دَعَاكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(عليهم السلام)، وَلَوْ ظَهَرَ لَوَفَى بِمَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ، إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى سُلْطَانٍ مُجْتَمِعٍ لِيَنْقُضَهُ»(14).
من أولاده
1ـ أبو عبد الله الحسين المعروف بذي الدمعة، عدّه الشيخ الطوسي(قدس سره) من أصحاب الإمام الصادق(ع)(15).
2ـ يحيى المحدّث، عدّه الشيخ الطوسي(قدس سره) من أصحاب الإمامينِ الصادق والكاظم(عليهما السلام)(16).
استشهاده
استُشهد(رضوان الله عليه) في الثاني من صفر 120ﻫ بمدينة الكوفة في العراق.
صلبه بعد استشهاده
بعد استشهاده(رضوان الله عليه) أمر والي العراق يوسف بن عمر الثقفي ـ والد الحجّاج ـ بصلب زيد(رضوان الله عليه) بالكناسة عارياً، ومكث مصلوباً أربع سنين إلى أيّام حكم الوليد بن يزيد الأُموي، فلمّا قام ابنه يحيى بن زيد بالثورة، كتب الوليد إلى يوسف: «إذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فأحرقه ثمّ انسفه في اليمّ نسفاً. قال: فأمر يوسف خراش بن حوشب فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار، ثمّ رضّه فجعله في قوصرة، ثمّ جعله في سفينة، ثمّ ذرّاه في الفرات»(17).
بكاء الأئمّة(عليهم السلام) عليه
وقف الإمام علي(ع) على موضع صلب زيد(رضوان الله عليه) بالكوفة قبل صلبه، فبكى وبكى الناس لبكائه، فقيل له: «يا أمير المؤمنين، ممّ بُكاؤك؟ فقد أبكيت أصحابك، فقال: أبكي أنَّ رجلاً من ولدي يُصلبُ في هذا الموضع»(18).
ولمّا سمع الإمام الصادق(ع) بقتل زيد(رضوان الله عليه) بكى، ثمّ قال: «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، عِنْدَ اللهِ أَحْتَسِبُ عَمِّي، إِنَّهُ كَانَ نِعْمَ الْعَمُّ، إِنَّ عَمِّي كَانَ رَجُلاً لِدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا، مَضَى وَاللهِ عَمِّي شَهِيداً كَشُهَدَاءَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ»(19).
رثاؤه
رثاه السيّد ناصر الأحسائي(رحمه الله) بقوله:
«عج بالكناس وعج بِرَبعٍ لَمْ تَزَلْ ** فيهِ تَحُطُّ رِحَالَها الوفَّادُ
وَأقِمْ رُوَيداً مُوقِداً نَارَ الأَسَى ** فَهُنَا يَحِقُّ لنَارِهِ الإِيقادُ
وانْدُبْ وقُلْ بَعدَ السَّلامِ لِمَنْ بِهِ ** بَيتُ المَعالي والحِفاظُ يُشادُ
يَا زَيدُ زِدْتَ عُلى بِخيرِ شَهادةٍ ** هُدَّتْ لِوَقعِ مُصَابِها الأَطْوادُ
وَهُنالِكَ الذِّكرُ الجَميلُ سَما لَهُ ** بَينَ الوَرَى عِلمٌ وقَامَ عِمادُ
للهِ دَرُّكَ مِنْ غَيورٍ للهُدَى ** وشَديدِ بَأسٍ دُونَهُ الآسَادُ».
ــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: مقاتل الطالبيين: 86.
2ـ عيون أخبار الرضا 1/ 226 ح2.
3ـ الأغاني 24/ 258.
4ـ الأمالي للصدوق: 94 ح72.
5ـ الإرشاد 2/ 171.
6ـ عمدة الطالب: 255.
7ـ الغدير 3/ 71 نقلاً عن التكملة.
8ـ الغدير 3/ 69.
9ـ مقاتل الطالبيين: 86.
10ـ الكافي 8/ 264 ح381.
11ـ عيون أخبار الرضا 1/ 225 ح1.
12ـ تاريخ الكوفة: 376 رقم18.
13ـ أُنظر: المصدر السابق: 379 رقم18.
14ـ الكافي 8/ 264 ح381.
15ـ اُنظر: رجال الطوسي: 182 رقم2198.
16ـ اُنظر: المصدر السابق: 320 رقم4784 و346 رقم5169.
17ـ تاريخ الطبري 5/ 538.
18ـ الملاحم والفتن: 244، باب 31، رقم355.
19ـ عيون أخبار الرضا 1/ 228 ح6.
بقلم: محمد أمين نجف