- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
قد ورد في الصحيح عند الفريقين أنّ الصراط المستقيم هو ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع). والمؤمن في كلّ صلاة وفي فاتحة الكتاب يدعو ويطلب من ربّه أن يهديه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم اللّه عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين(وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أ نْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُوْلَئِكَ رَفِيقاً)والصراط يتمثّل في عبادة اللّه أيضاً فإنّه من مصاديقه(وَأنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)كما يطلق على الدين الإسلامي الحنيف(إنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينا قِيَما مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفا)(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)وبالصراط المستقيم يصل العبد إلى سعادة الدارين: «وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيما فَاتَّبِعُوهُ». ولا يخفى أنّ الصراط صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة…..
وأحدهما يعبّر عن الآخر، وبينهما تلازم في العلم والعمل. عن المفضّل بن عمر قال: «سألت أبا عبد اللّه(ع) عن الصراط فقال: هو الطريق إلى معرفة اللّه عزّ وجلّ، وهما صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلّت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردّى في نار جهنّم».
والإمام السجّاد يعرّف المصداق الأتمّ للصراط المستقيم في قوله(ع): «ليس بين اللّه وحجّته ستر، نحن أبواب اللّه، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه، وأركان توحيده، وموضع سرّه». عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد اللّه(ع)، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ»، قال: واللّه علي(ع) هو واللّه الميزان والصراط المستقيم.
عن أبي عبد اللّه في حديث، قال: قال أمير المؤمنين(ع): إنّ اللّه تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا، أو فضّل علينا غيرنا فإنّهم عن الصراط لناكبون. «وَإنَّكَ لَـتَدْعُوهُمْ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَـنَاكِبُونَ». ومن نكب عن الصراط المستقيم فإنّه في جهنّم داخراً وبئس المهاد.
عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه(ع)، قال: الصراط الذي قال إبليس(لأقعدنّ لهم الصراط المستقيم)، فهو علي(ع). فالشيطان منذ اليوم السادس أقسم بعزّة اللّه سبحانه أ نّه يغوي ويضلّ الناس جميعاً إلاّ عباد اللّه المخلصين، وقليل من عباد اللّه المخلصين، فارتدّ الناس بعد رسول اللّه عن ولاية أمير المؤمنين ويعسوب الدين أسد اللّه الغالب الإمام علي بن أبي طالب(ع) إلاّ القليل، وقد قال رسول اللّه(ص) في ولايته وحقّه: «فوَعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب اللّه الذي لا يؤتى إلاّ منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الذي يسأل اللّه عن ولايته يوم القيامة».
وقال(ص): أتاني جبرئيل(ع) فقال: اُبشّرك يا محمّد بما تجوز على الصراط؟ قال: قلت: بلى، قال: تجوز بنور اللّه، ويجوز علي بنورك، ونورك من نور اللّه، وتجوز اُمّتك بنور علي، ونور علي من نورك «وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللّه لَهُ نُورا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ». وقال(ص): إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلاّ من كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب(ع)، وذلك قوله تعالى: «وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ»، يعني عن ولاية علي بن أبي طالب(ع). وقال(ص): إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنّم لم يجز بها أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية علي ابن أبي طالب(ع) وفي حديث وكيع، قال أبو سعيد: يا رسول اللّه، ما معنى براءة علي(ع)؟ قال: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، علي وليّ اللّه. وقال(ص) في حديث طويل: وإنّ ربّي عزّ وجلّ أقسم بعزّته أ نّه لا يجوز عقبة الصراط إلاّ من معه براءة بولايتك وولاية الأئمة من ولدك.
وعنه(ص): إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنّة فوقه عرش ربّ العالمين، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنّة وتتفرّق في الجنان وهو جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحد الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنّة فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النار.
عن أبي عبد اللّه(ع):(ربّنا آمنّا واتّبعنا مولانا ووليّنا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السويّ، وحجّتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتّبعه، سبحان اللّه عمّا يشركون بولايته وبما يلحدون باتّخاذ الولائج دونه، فاشهد يا إلهي أ نّه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك وقلت: «وَإنَّهُ فِي اُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ»لا اُشركه إماما ولا أتّخذ من دونه وليجة).
فحقيقة الصراط المستقيم وسرّه هو ولاية أمير المؤمنين علي وأولاده الأئمة المعصومين الأحد عشر(عليهم السلام)، وولايتهم تمثّل ولاية الرسول الأعظم خاتم الأنبياء محمّد(ص)، وإنّ ولايتهم جميعا تمثّل ولاية اللّه العظمى جلّ جلاله، وبهذه الولاية وتجلّياتها وظهوراتها وشؤونها يصل الإنسان إلى سعادة الدارين. قال الإمام الصادق(ع): الصراط المستقيم أمير المؤمنين(ع). وقال أمير المؤمنين مولانا الإمام علي(ع): أنا الصراط الممدود بين الجنّة والنار، وأنا الميزان.
فسلام اللّه أبد الآبدين على الصراط المستقيم والميزان القويم، مولانا أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين علي بن أبي طالب(ع)، الذي أخذ اللّه ميثاق النبيّين والوصيّين و الصالحين على ولايته وولاية أولاده الأئمة الطاهرين(عليهم السلام).
و نبارك للأمة الإسلامية ذکري ميلاده في جوف الکعبة ونسأل الله سبحانه أن يوفق جميع المسلمين والمسلمات إلي التمسك بولايته والإقتداء بهديه و سيرته – التي هي سيرة النبي محمّد المصطفي(ص) وفاطمة الزهراء والأئمة النجباء من أبناء علي وفاطمة(عليهما السلام) – والقرآن الناطق والصراط المستقيم والنهج القويم والحمد لله الذي جعلنا من المتمسکين بالثقلين کتاب الله والعترة الطاهرة محمد وآل محمد(ص).