- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
السؤال:
هل صحيح ما ذكر عن سهو الإمام ؟ وأنّه ينسى ؟
باب ما جاء عن الرضا (ع) في علامات الإمام :
وفي حديث آخر إن الإمام مؤيد بروح القدس و بينه و بين الله عمود من نور يرى فيه أعمال العباد و كلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه و يبسطه فيعلم و يقبض عنه فلا يعلم و الإمام يولد و يلد ويصح و يمرض و يأكل و يشرب و يبول و يتغوط و ينكح و ينام و ينسى و يسهو و يفرح ويحزن و يضحك و يبكي و يحيى و يموت و يقبر و يزار و يحشر و يوقف و يعرض و يسأل ويثاب و يكرم و يشفع . عيون أخبار الرضا : ۱ / ۲۱۴ .
الجواب:
ثبت عندنا بالدليل القاطع بأنّ المعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام ) يستحيل عليهم السهو مطلقاً ، وكلّ الروايات التي ظاهرها يوحي إلى نسبة السهو لهم ( عليهم السلام ) يجب أن تأوّل إلى ما يتوافق مع الدليل القاطع ـ سواءً كان ذلك الدليل القاطع عقلياً أو نقلياً ـ وعدم الاعتناء بالروايات التي تنسب السهو لهم ( عليهم السلام ) ، وذلك لوجوه :
الأوّل : أنّ روايات السهو معارضة لظاهر القرآن الدال على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) مصون عن السهو ، كما في قوله تعالى : ( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) النساء : ۱۱۳ ، وغيرها من الآيات .
الثاني : أن روايات السهو معارضة لأحاديث كثيرة تدلّ على صيانة النبي عن السهو ، وقد جمعها المحدّث الشيخ الحر العاملي في كتابه التنبيه بالمعلوم من البرهان .
الثالث : أن ما روته الإمامية من أخبار السهو أكثر أسانيده ضعيفة ، وأمّا النقي منها فخبر واحد لا يصح الاعتماد عليه في باب الأصول .
الرابع : أن روايات السهو معارضة للأدلّة العقلية ، والتي منها :
۱ـ الوثوق فرع العصمة .
إن ثقة الناس بالأنبياء وبالتالي حصول الغرض من بعثتهم ، إنما هو رهن الاعتقاد بصحّة مقالهم وسلامة أفعالهم ، وهذا بدوره فرع كونهم معصومين عن الخلاف والعصيان في السر والعلن عمداً وسهواً ، من غير فرق بين معصية وأخرى ، ولا بين فترة من فترات حياتهم وأخرى .
۲ـ إن الهدف العام الذي بعث لأجله الأنبياء هو تزكية الناس وتربيتهم ، وأن التربية عن طريق الوعظ والإرشاد وأن كانت مؤثّرة ، إلا أن تأثير التربية بالعمل أشد وأعمق وآكد ، وذلك أن التطابق بين مرحلتي القول والفعل هو العامل الرئيسي في إذعان الآخرين بأحقية تعاليم المصلح والمربّي .
ولو كان هناك انفكاك بينهما لأنفض الناس من حول النبي أو الرسول ، وفقدت دعوته أي أثر في القلوب ، ولأجل ذلك يقول سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف : ۲ ـ ۳ .
وهذا الأصل التربوي يجرنا إلى القول بأن التربية الكاملة المتوخّاة من بعثة الأنبياء ، وترسيخها في نفوس المتربّين لا تحصل إلا بمطابقة أعمالهم لأقوالهم ، فليس هناك مجال لمخالفة أعمالهم لأقوالهم حتّى على سبيل السهو .
ونفس هذه الأدلة العقلية جارية بالنسبة إلى الأئمة ( عليهم السلام ) .